بداية دعني أخبركم أن العنوان يحمل أكثر من دلالة بالنسبة لي ربما عتاب أو إنتقاد أو بالأحرى توبيخ و تأنيب، لم أكن أبداً من النوع الذي يوبخ لكنني من النوع الذي يلاحظ بدقة و ينتقد بعنف، ربما كان لزاماً علي أن أكتب لأتخفف نوعاً ما رغم أنني لم أرغب يوما في لأن أشارك كل هذا مع أحد مقرب كيف مع العامة من الناس !
لم أكن لأصدق يوما بحدوث شيء خارج عن التفسير المنطقي يعني أن هناك أشياء مجهولة تحدث لن تستطيع تفسيرها، أشياء يعجز أمامها مبدأ السببية. كأن أغرق في نوم عميق، ثم أستيقظ مفزوعةً و نبض قلبي غير منتظم ولا أستطيع النوم مجدداً، أرق مفاجئ قد لا أعلم لهذا الأرق سبباً واضحاً، ثم أكتشف أن فزعي كان بسبب ألم قد أصاب من أحب، دون علمي، لكن قلبي أيقن ذلك قبل عقلي..
أتدري يا هذا ما الحب حقاً ؟ الحب هو أن أملك جميع الأسباب الكافية لأرميك من نافذة قلبي، لكن شيئاً ما يبقيه بداخلي دون أن يجبره قلبي على ذلك حتى عقلي أحَبك.
الحب أن أكرر نفس الأغنية لسبع ساعات متواصلة لأنها تشبهك و لأنها تضيء وجهك في قلبي لأراه.
الحب هو أن أتحمل ضغوط الحياة اليومية، و أصبر على هذا الهراء من حولي، أغلق عينياي لتضل دموعي طريقها عن الخروج كلما إشتقت و كلما تراكمت الأشياء فوق رأسي
الحب أن أقرأ روايات كثيرة، و رغم المثالية التي يرسمون فيها الكتّاب شخصياتهم حتى في نقصها، أجدك أكثر جمالاً و ذكاء و جاذبية منهم.
أن أحب يعني أنها المرة الأولى التي سيتصارع فيها قلبي و عقلي، ربما لأجل نسيانك.
الحب هو أن أتحمل ضغوط الحياة اليومية، و أصبر على هذا الهراء من حولي، أغلق عينياي لتضل دموعي طريقها عن الخروج كلما إشتقت و كلما تراكمت الأشياء فوق رأسي، كله لسبب صغير واحد : أملك بعض الدقائق والتي تطول أحياناً لساعات قبل النوم لأفكرمجدداً، و هناك أمل ولو كله خيال بأن يرن جوالي، أو برسالة قصيرة منك، أو حتى أن أمتلك حديثاً قصيراً معك على الفيس بوك.
إنه وجع الثانية عشر ليلاً، يتسلل كالأفعى ليقذف سمه داخلي، هذا السم كفيل بأن يطرحني أرضاً لكنني ما زلت أقاومه ..
الوجع الحقيقي هي كل تلك النصوص التي كتبتها لك يوماً و لم تقرأها، ها أنا أقف أمام الكلمات ضعيفةً لا أقوى على مسكها من يدها و رسمها على ورقة، أحاول، لكنني لا أستطيع الكتابة بدونك، أنا الأن مليئة بالجمل والنصوص الناقصة التي مهما حاولت إبعادها عنك ستخرج بصوتك.
أملك الكثير من الأشياء لأكتب عنها غيرك لكن لا أستطيع، لا أستطيع الكتابة عنك و لا عني و لا عن أي شيء. لا أستطيع أن أتخيل كم أنا ضعيفة بدون قصائدي، أنا كجندي عاد من الحرب مبتور اليدين يرى أمامه كل الأشياء لكن لا يستطيع الإمساك بها..
خيبة ما بعدها خيبة.. الخيبة !
ليست هي كل التعريفات التي أستطيع أن أطلقها على كل تصرفاتك معي، و ليست بأن لا يحمل جوالي رسالة طويلة تحدثني فيها عن قلبك و عنك يوم عيد ميلادي، و ليست أيضاً بأنك كنت جميلاً لفترة قصيرة، الخيبة هي الأشياء و التصرفات التي لم تفعلها هي الساعات التي تسبق حلمي بك.. الساعات التي أمضيها و أنا أنتظر إتصالاً منك بلا سبب، هي الوجوه التي لا تصير وجهك عندما أمشي في الطريق، هي الأغاني التي لا ترسلها لي و تقول إحدى هذه الأغاني : أنت رغم الغياب.
لو نتعلم في المدرسة كيف نميز بين الشخص الصادق و الشخص الذي يسقطك و يرحل
أكتب لك لا لأجل أن تشعر بالأسف، و لا لتبرر أي شيء أو تعتذر و لا لتقول أي شيء أكتب لأني حزينة جدا،ً لأني أعول على هذا الحب كثيراً، و لأنه عجل في نضج المفاهيم بداخلي، و معرفة الأفضل لنفسي و لكثير من أمور الحياة، ربما أنت غير عارف بهذه الأمور، لكنها حقيقة.
الحب هو أفضل نافذة لأرى الحياة دون ألم بسبب حقائقها المؤلمة، أعول على الحب لأسباب كثيرة يصعب شرحها هنا ..
أنا أعرفك جيداً.. الهروب غير المبرر كاستراتيجية حماية نفسية هزيلة تمارسها خوفاً من الخسارة، فأنت تفضل “التخلي عن الفقدان عنوة”، الصمت أيضاً بارع به جداً، تفضله كذلك لأنك تدرك أن حديثك قاسي و يصيب مباشرة حتى لو لجأ الأخر إلى ثكنات الحماية.
العناد الذي لا ينتهي، العناد الذي يفقد الأخرين صبرهم. لا أدري من أي صوان خلقت، الهشاشة المختبئة خلف مظهر صلب، هشاشة لا تبوح بها و من يعرفك جيداً يستطيع أن يقرأها بعينيك، تنكرها غالباً إلا في مواضع ضعف جد قليلة.
حسناً أستطيع الكتابة إلى المالانهاية عن أسباب حقيقية تدفعني لأن أكرهك مراراً ولا أفعل .
أنا مكتفية الأن بنفسي فقط، إكتفيت من الوجود المؤقت و من الكلمات المشبعة بالحاجات السريعة، كالديليفري مثلاً، تأتيك بسرعة لكنها تذهب بسرعة أيضاً، كلام يسعدك لحظة و يقتلك ألف ليلة.
لو نتعلم في المدرسة كيف نميز بين الشخص الصادق و الشخص الذي يسقطك و يرحل، لم نتعلم بالمدرسة كيف بنا أن نكتفي بأنفسنا من اللحظة الأولى لكن كيف ؟ و نحن من الإبتدائية و نحن نجلس جميعاً في درج واحد، نمسك بأيدينا و نغني سوياً..