ما تزال نظرة العرب تجاه القارة الإفريقية قاصرة برغم الانفتاح وثورة المعلومات؛ وأتذكر ذات مرة أن رحالةً من دولة عربية تقع في شمال قارتنا السمراء، قام برحلة إلى رواندا وكينيا فأرفق صورًا من جولته تلك مستغربًا من البنية التحتية الممتازة ومستوى التعليم والثقافة في المدن التي زارها، وزاد في تعليق له “لم أكن أتوقع أن تكون إفريقيا هكذا”، والعبارة الأخيرة فجّرت سخرية واسعة على تدوينته المصورة فقد سأله أكثر الناس قائلين، ألا تدري أن بلدك يقع داخل القارة الإفريقية وأنك مواطن إفريقي تمامًا كما انتماؤك العربي؟
صحيح هناك دول قلبت الصفحة ونجحت في التسويق لنفسها كدول متطورة نهضت من الحروب والمذابح كطائر العنقاء مثل رواندا وجنوب إفريقيا وإثيوبيا؛ لكن حاجز اللغة للأسف يقف حائلًا دون إتاحة المعلومات الكافية عن دول القارة باللغة العربية إذ يتحدث غالبية الأفارقة ويكتبون باللغات المحلية إلى جانب لغات أخرى مثل الإنجليزية والفرنسية.
وتشاد هي واحدة من الدول الإفريقية التي تشترك مع جيرانها العرب في كثير من الأشياء، دستورها يشير إلى أن العربية لغة رسمية بالبلاد إلى جانب الفرنسية فيتحدث بها نحو 70% من الشعب التشادي، كما أنها قريبة جغرافيًا من عدة دول عربية منها السودان وليبيا فالعامل الجغرافي مهم جدًا لتبادل الثقافات والعادات والتقاليد كما سيتضح لنا من هذه التقرير.
العاصمة التشادية إنجامينا
تنوع عرقي كبير
تشاد “رسميًا جمهورية تشاد”، تقع في وسط القارة الإفريقية تقريبًا، يبلغ عدد سكانها نحو 16 مليون نسمة، تتمدد على مساحتها الواسعة نحو (252) قبيلة يتحدث أفرادها أكثر من (400) لغة ولهجة، وكما ذكرنا فإن العربية والفرنسية هما اللغتان الرسميتان. وتشبه السودان بشكل كبير في تركيبتها الديموغرافية والاجتماعية، إذ تسكن أنحائها الجنوبية قبائل أغلبها من المسيحيين، أما في الشمال فتسكنها قبائل من المسلمين ونسبة انتشار الإسلام تفوق ال70% في هذا البلد المنسي تاريخيًا وحاضرًا.
ينتمي المجتمع التشادي إلى عدة ثقافات، تتنوع فيه العرقيات واللغات واللهجات، الأمر الذي منحه ثراءً كبيرًا في العادات والتقاليد والأسماء التي يطلقها على أنواع الطعام، وأساليب التنقل وممارسات الحياة اليومية، مما قد يبدو غريبًا بعض الشيء وطريفًا في أحيان كثيرة، بدءًا من عادات الزواج الغريبة التي تقلصت في الآونة الأخيرة كما سنفصل لاحقا.
يمكن حصر الأصول العرقية للشعب التشادي في 5 مجموعات عرقية كبرى، حيث تضم الفئة الأولى مجموعة (تشاد حامتيك) أي التشاديون الحاميون وتنضوي تحت مظلتها 11 قبيلة، تقطن أواسط البلاد وعلى ضفاف بحيرة تشاد ونهري شاري ولوغون، ونلفت إلى أن غالبية أفراد هذه القبائل من المسلمين.
بينما تضم الفئة الثانية مجموعة التوبو والكنبو والزغاوة والقرعان وهي تشمل 13 قبيلة أشهرها قبيلة الزغاوة وهي من القبائل المشتركة مع دول الجوار مثل السودان وليبيا. وتقطن هذه المجموعة شمالي تشاد، وقد تأثّرت بالقبائل العربية والبربر والطوارق وهم من العناصر القوقازية ذات الأصول السامية والحامية علي التوالي حيث أنهم يتميزون بلون بشرة أقل سمرة، ورغم تعدد اللجهات وامتلاك كل قبيلة منهم لهجة خاصة بها إلا إنها جميعًا ذات أصول واحدة يتكلمون اللغة العربية وهم يعرفون تاريخيًّا بالمجموعة الزغاوية وهم مسلمون ينتمي إليهم رئيس تشاد الحالي إدريس ديبي إتنو.
تأتي القبائل العربية في المرتبة الثانية من حيث التعداد والحجم الديمغرافي لتشاد ومعظم هذه القبائل لها امتدادات عرقية قوية في السودان مثل البني هلبة والسلامات والرزيقات وغيرها
الفئة الثالثة يطلق عليها اختصارًا مجموعة (المابا) وهي تشمل 12 قبيلة، تسكن شرق تشاد في إقليم وداي ولا تزال تحتفظ بلغاتها الأصلية وهم مسلمون أيضًا يتكلمون اللغة العربية باللهجة المحلية وقد لعبوا دورًا تاريخيًا في نشر الدعوة الإسلامية وخصوصا أهالي وداي (البرقو) الذين عرفوا بالورع وحفظ القرآن الكريم، وقد أسس أفراد القبيلة مملكة وداي الإسلامية في القرن ال17.
أما الفئة الرابعة فتضم مجموعة من القبائل العربية تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين، هما الأبَّالة (رعاة الإبل) والبقَّارة (رعاة البقر) وذلك نسبة إلى الحيوانات التي يرعونها، وقد هاجرت هذه القبائل العربية إلى تشاد منذ زمن بعيد ودخلتها عن طريق شمال أفريقيا واستقروا في تشاد وبعضهم واصل سيره شرقًا الي أن استقروا في دارفور وكردفان غرب السودان.
وتأتي القبائل العربية في المرتبة الثانية من حيث التعداد والحجم الديمغرافي لتشاد ومعظم هذه القبائل لها امتدادات عرقية قوية في السودان مثل البني هلبة والسلامات والرزيقات وغيرها، إلى جانب القبائل المشتركة بين البلدين وهي الزغاوة والمساليت والتاما والميمي والأريقا والداجو والتنجر والفلاتا والوداي والقرعان.
أخيرًا؛ الفئة الخامسة تعرف اختصارًا بمجموعة (السارا – البونغو)، وتشمل 7 قبائل كبيرة، تسكن هذه المجموعة في الجزء الجنوبي من تشاد وهم أكثر القبائل تقدمًا في مجال التعليم والثقافة الفرنسية وذلك للعناية والاهتمام الخاص الذي وجدوه من المستعمر الفرنسي إبان فترة الاستعمار الذي استمر 60 سنة واعتنق الجزء الأكبر منهم المسيحية على المذهب الكاثوليكي وتشرّبوا بالثقافة الفرنسية كما اعتنق بعضهم الإسلام.
تنوع عرقي كبير في تشاد
ثقافة عربية غالبة.. الشعر الفصيح أبرز علاماتها
إذا قام أي شخص بفتح قناة تشاد الفضائية الرسمية سيجدها لا تختلف عن أية قناة عربية أخرى، بل إنها أفضل محتوى وشكلًا من كثيرٍ من القنوات العربية، كل الأخبار والتقارير التي تبثها في نشراتها الإخبارية باللغة العربية الفصحى ومعظم البرامج الثقافية والمجتمعية.
هذا الأمر لا يستغربه المطلع على الشأن التشادي، فالبلاد تضم أغلبية تتحدث العربية، وأغلب اللهجات المحلية بها كلمات فصيحة، وينتمي بعض السكان لقبائل عربية لها امتدادات في دول الجوار (السودان وليبيا)، والعربية لغة التواصل الأولى بين الناس في شوارع إنجامينا، ونصّ الدستور الأخير الصادر عام 1996 على أن اللغة العربية لغة رسمية إلى جانب الفرنسية، التي فرضها المستعمر لغة للمعاملات الإدارية والمؤسسات الحكومية إلا أنه عجز عن استئصال العربية من المجتمع.
أَقْدَم شاعر تشادي معروف هو الشاعر إبراهيم الكانمي الذي عاش في الفترة ما بين 550-608 ه – لم تُتَحْ له فرصةُ تخليد جزءٍ من أشعاره إلاَّ مِن خلال رحلته التي قام بها إلى المغرب في عهد الخليفة يعقوبَ الموحدي
وللأدب عند جميع الأمم والشعوب وظائف متعددة، فقد يكون تعبيرًا عن الذات ومشاعرها، أو الطبيعة ومناظرها، أو عن الأسفار وما إلى ذلك؛ ويبدو أن الأدب العربي في تشاد منذ انسيابه إلى هذه البلاد، كانت وظيفته الأولى، ودافعه الأهم التواصُل مع الدول والشعوب المجاورة؛ ولم تَظهر الوظائف الأخرى في مسيرة الأدب العربيّ التّشاديّ إلا في الوقت الحديث نسبيًا.
وأَقْدَم شاعر تشادي معروف هو الشاعر إبراهيم الكانمي الذي عاش في الفترة ما بين 550-608 ه – لم تُتَحْ له فرصةُ تخليد جزءٍ من أشعاره إلاَّ مِن خلال رحلته التي قام بها إلى المغرب في عهد الخليفة يعقوبَ الموحدي، حيث وَفَد إليه مبعوثًا مِن مَلِك كانم، وقام بمَدحه فَأُعجِب به الخليفة وأبقاه عنده، وهناك الْتَقى بالسفير ابنِ حَمُّوَيْهِ مبعوثِ صلاح الدين الأَيوبيّ إلى سلطان الموحدين، فتصادقا، وروى عنه بعض أشعاره.
ومن أشعاره هذان البيتان المشهوران اللَّذان مدح بهما الخليفةَ يعقوب الموحديَّ عند وصول الشاعر إلى مُرَّاكش ولقائه بالخليفة، فقال:
أَزَالَ حِجَابَهُ عَنَّي وَعَيْنِي
تَرَاهُ مِنَ الْمَهَابَةِ فِي حِجَابِ
وَقَرَّبَنِي تَفَضُّلُهُ وَلَكِنْ
بَعدْتُ مَهَابَةً عِنْدَ اقْتِرَابِي
ولم يقتصر هذا الدور التواصلي للأدب العربي في تشاد على الإبداع الشعريّ فحسب، بل إنّ أقدم النصوص النثرية التي وصلت إلينا عن حقْبة الممالك التشادية القديمة، كانت تدور أيضًا حول موضوع التواصُل السياسيّ والاجتماعيّ والثقافيّ بين حُكَّام هذه الممالك، ونظرائهم من حُكَّام الدول التي كانت قائمة آنذاك في شمال إفريقيا وفي غربها.
وهناك أيضًا الرسالة الشعرية التي وَجَّهها الشيخ محمد الأمين الكانمي أحد الذين حكموا أول مملكة عربية إسلامية في القرن الثاني الهجري والثامن الميلادي، التي كان اسمها مملكة كانم شمال شرق بحيرة تشاد، ثم اتسع نفوذها في القرن الثالث الهجري حتى شمل منطقة السودان الأوسط بأكملها، الى أن وقعت تحت الاستعمار الفرنسي عام 1920م ونالت استقلالها عام 1960م ومحمد الأمين الكانم وجّه رسالته إلى الشيخ محمد بيلو بن عثمان دانفوديو شيخ منطقة بشمال نيجيريا قال الأول في رسالته:
أَلَا عِمْ صَبَاحًا وَاحضُر الذِّهْنَ إِنَّنِي
حَرِيص عَلَى مَنْ يَقْبَل الْقَوْلَ بِالْفَهْمِ
فَإِنِّي أَرَى نَفْسِي عَلَى الْحَقِّ وَالْهُدَى
وَمَا زِغْت يَوْمًا عَنْ طَرِيق ذَوِي الْعِلْم
وَمَا كُنْتُ مُخْتَارًا لِمَا قَدْ سَمِعْتُمُ
مِنَ الْغَزْوِ وَالْغَارَاتِ وَالسَّفْكِ لِلدَّمِ
وَلَسْتُ بِعَاتٍ فِي قتَالِي وَمُعْتَد
عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ دَافِعُ الْجَوْرِ وَالظُّلْمِ
كَإِنْقَاذِ غَرْقَى وَالْحَرِيقِ وَمَنْ ظُلِمْ
وَذَا وَاجِبٌ لَا خَوْفَ فِيهِ مِنَ الْإِثْمِ
وَفِي الصّلْحِ خَيْر إِنْ رَضِيتُمْ جَوَابَنَا
لِنَنْجُو مِنَ التَّأْوِيلِ وَالْقَوْلِ بِالرَّجْمِ
أما الشعراء المعاصرون فهم كُثُر وأشهرهم حسب الله مهدي فضلة الذي يعد من أبرز مبدعي ومثقفي جمهورية تشاد، يعمل حاليًا محاضرًا في جامعة الملك فيصل بإنجامينا وهو حاصل على جائزة الإيسيسكو للأعمال الأدبية المتميزة للشباب المسلم عام 2001، وشارك في عدة مسابقات وملتقيات ثقافية عربية وإسلامية
https://www.youtube.com/watch?v=JfdYXe3L40g
العائلة التشادية أساس المجتمع
يمتاز المجتمع التشادي بترابط قوي بين أبنائه في أغلب مناطق البلاد، وتتمتع بعض العائلات بالمركزية في اتخاذ القرارات، وعادة ما يتخذ قرار الزواج من رموز العائلة الكبيرة كالأب والأم والجدة، رأي البنت وموافقتها يؤخذ به في بعض المناطق لكنه ليس أساسيًا في مناطق أخرى، وعن سن الزواج المناسب للفتيات يبدأ في سن الرابعة عشرة، والمهر يجب ألا يقل عادة عن 1000 دولار، ومعها عدد من جنيهات الذهب (الجنيه الذهبي في تشاد يساوي 8 غرامات ذهب)، هناك طبعًا متغيرات مستمرة في تقاليد الزواج نتيجة ضغوط المنظمات العالمية فقد أقرّ البرلمان التشادي تطبيق حظر الزواج المبكر وإلغاء عقوبة الإعدام بحلول عام 2020، في بلد تزوجت 69% من نسائه قبل بلوغ 18 عام.
تعدد الزوجات واحدة من أهم سمات المجتمع التشادي، وقلّما تجد شخصًا متزوجًا فقط بامرأةٍ واحدة، وعادة ما توافق الزوجة الأولى على ذلك وفقًا للعادات والتقاليد السائدة
وتنتشر في الزواج عند بعض قبائل تشاد عادة “الخطف”، خاصة في الشمال التشادي وإن قلّت هذه العادات الغريبة في الوقت الراهن، إذ يجري خطف العروس بالتنسيق مع صديقة أو قريبة لها، ووضعها في خيمة الزوج لبضعة أيام قبل إتمام العرس، ويقال إن عملية الاختطاف لدى هذه القبائل تحظى بهامش من الحرية نوعًا ما، ذلك أن الأمر غالبًا ما يكون مدبّرًا وعائلة الفتاة تكون على علم بالاختطاف وموعده، ولذلك تتظاهر بعزل ابنتها طوال شهر من الزمن، قبل أن تختطف الأخيرة، وهكذا يتم الزواج”.
وتتفق العادات التشادية مع العادات السودانية في بعض التقاليد، إذ لابد من تحضير العروس للزفاف بعادة “تدخين المرأة”، أي جعل جسدها يتشبّع بالبخور والعطور التشادية الخاصة، في طقس يُسمّى “المُقُر” في تشاد، وهذه طقوس خاصة بالمتزوجات فقط، قبل العرس وعند الولادة، ولا يمكن أن تخضع له البنات غير المتزوجات”، ومن الطقوس الشائعة الأخرى التي تحرص المرأة التشادية على ممارستها هي التخضّب بالحناء، وهناك فرق في الحناء لغير المتزوجة التي يمكنها خضب اليدين فقط، لكن متى ما وُضعت الحناء على الرجلين فإن ذلك يشير إلى أن تلك المرأة متزوجة.
تعدد الزوجات واحدة من أهم سمات المجتمع التشادي، وقلّما تجد شخصًا متزوجًا فقط بامرأةٍ واحدة، وعادة ما توافق الزوجة الأولى على ذلك وفقًا للعادات والتقاليد السائدة.
حفل زواج تشادي في العاصمة إنجامينا
المطبخ التشادي عماده الذرة
يتصف ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﻭﺍﻟﻔﺤﻢ ﻟﻠﻄﺒﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻔﺤﻢ، ﻭﻟﻜﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺟﺒﺎﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻭﻗﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻭﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﺒﺎﺕ ﻳﻔﻀﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﺟﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴرًا، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻨﻮﻉ في ﺍﻟﻮﺟﺒﺎﺕ التي تصنع من الذرة (ﻋﺼﻴﺪﺓ ﻭﻛِﺴﺮﺓ) والأخيرتان وجبات مشتركة مع القبائل السودانية، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ التشادية ﺗﺘﺨﺬ العصيدة بالإيدام ﻭﺃﺣﻴﺎنًا ﺑﺎﻟﻠﺒﻦ ﺃﻭ الروب كوجبة ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻛﻼﺕ الحديثة التي توجد ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺘﻴﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ.
الذرة هي عماد المطبخ التشادي حيث يعد قلب أهم الأكلات التشادية “العصيدة” وهي أكلة سودانية تشادية كما ذكرنا، تصنع من دقيق الذرة سواء باللحم أو الدجاج
يمتاز المجتمع التشادي بطابع الكرم والترابط القوي، ولدى كل أسرة ديوانًا يتم فيه استضافة أي شخص، ويعامل كواحد من أهل البيت. يأكل ويشرب وإن احتاج إلى علاج فيُعالج على حساب أهل ذلك البيت. والضيف قد يكون من الأقارب أو الأباعد، أو شخصًا من قرية مجاورة، أو حتى عابر سبيل لكنه عندما يحلّ بالبيت يجب إكرام وفادته.
المطبخ التشادي متداخل مع المطبخ السوداني إلى حد كبير
والذرة هي عماد المطبخ التشادي حيث يعد قلب أهم الأكلات التشادية “العصيدة” وهي أكلة سودانية تشادية كما ذكرنا، تصنع من دقيق الذرة سواء باللحم أو الدجاج، وهناك مشروب الآبري المصنوع من دقيق الذرة بعد خلطه بكمية من التوابل. أما الأطباق الرئيسية الأخرى فهي السلطة والمليلة وهي أكلة مكونة من القمح بشكل رئيس والفطائر واللوبيا والكبكبيه و”القِيمة” وهي لحم مفروم مع بطاطس “والأردوفر” وهو مزيج من بعض الخضراوات يعد بطريقة خاصة وهي نتاج الاختلاط بالثقافة الفرنسية.
هذه بعض اللمحات من ثقافة المجتمع التشادي الذي يجمع بين الطابع الإفريقي والعربي، واليوم دول الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا إضافة إلى الكيان الإسرائيلي يسعون جميعهم لدخول تشاد وغيرها من الدول الإفريقية المجاورة، وتنفق هذه الدول مبالغ طائلة لنقل ثقافاتها وبناء مراكز لتعليم لغاتها لأبناء القارة السمراء، بينما تهمل الحكومات والمؤسسات العربية هذه الشعوب، التي تعتبر امتدادًا ثقافيًا وحضاريًا أصيلاً للعرب.