ترجمة حفصة جودة
خلال أسبوع تذهب بنغلاديش إلى صناديق الاقتراع في أول انتخابات عامة منذ عشر سنوات، وسط قلق دولي متنامي حيث يقول النقاد إنها لصالح الحزب الحاكم، من المقرر إجراء التصويت يوم 30 من ديسمبر في تنافس بين رابطة عوامي بقيادة رئيسة الوزراء شيخة حسينة واجد ضد تحالف معارض يقوده الحزب الوطني البنغلاديشي الذي قاطع الانتخابات الأخيرة عام 2014.
يقول مرشحو ونشطاء المعارضة إنهم يواجهون هجمات من عصابات موالية للحكومة ومضايقات من الشرطة، وتقبع زعيمة الحزب الوطني البنغلاديشي ورئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء في السجن بتهم الفساد، ويقول مؤيدوها إن التهم ذات دوافع سياسية.
عند سؤاله إذا كان مدركًا للوضع في بنغلاديش حيث يعد إجراء انتخابات نزيهة وصادقة ضربًا من الخيال، قال المتحدث الرسمي للأمين العام للأم المتحدة أنطونيو جوتيريس إن الأمم المتحدة تراقب الوضع عن كثب، وأضاف: “من المهم كمسألة مبدأ أن أي انتخابات في أي مكان في العالم تجري بحرية ومصداقية وأن يحصل الناس على المساحة الكافية للتعبير”.
تميزت العشر سنوات الأخيرة بقيادة حزب عوامي بتزايد السلطوية وحملات قمع قاسية للاحتجاجات
في يوم الجمعة قال فيسبوك وتويتر إنهما أغلقا نحو 30 حسابًا ينشر أخبارًا مزيفة ضد المعارضة البنغلاديشية واتضح أن بعضها مرتبط بشخصيات حكومية، تضمت الحسابات صفحات مصممة لتقليد مواقع إخبارية مشهورة مثل BBC ونشر قصص مزيفة عن وجود انقسامات عميقة في الهيكل التنظيمي للحزب الوطني، وكذلك قصة مختلقة عن قيام السيدة ضياء بفصل سكرتير عام الحزب من خلال شريط فيديو أرسلته من السجن.
يقول ناثانيل غليشر مدير الأمن السيبراني بفيسبوك إن الأشخاص الذين أنشأوا وأداروا تلك الحسابات المزيفة لهم علاقة بالحكومة، لكنه رفض التصريح بأكثر من ذلك، أما شركة تويتر فقد نشرت في بيان على موقع التواصل الاجتماعي أنها علقت 15 حسابًا لانخراطهم في تلاعب منسق وأنهم مرتبطون بجهات ترعاها الدولة.
سيطر على السياسة البغلاديشية لسنوات التنافس بين حزب عوامي الوسط يساري والاقتصادي والاجتماعي الليبرالي بقيادة السيدة حسينة والحزب الوطني اليميني برئاسة السيدة ضياء، وتميزت العشر سنوات الأخيرة بقيادة حزب عوامي بتزايد السلطوية وحملات قمع قاسية للاحتجاجات واعتقال العديدين بسبب نشر انتقادات للحكومة على الإنترنت ومن بينهم مصور أُطلق سراحه قبل شهر بعد أن قضى أكثر من 100 يوم في السجن.
هل سينحاز الناس للنمو الاقتصادي أم للحريات الشخصية عند وقوفهم أمام صناديق الاقتراع؟
في الوقت نفسه كانت البلاد مثالاً يحتذى به في المنطقة بسبب النمو الاقتصادي الملحوظ، حيث تحقق سنويًا ما بين 7 إلى 8% زيادة في الدخل القومي مع انخفاض تاريخي في معدلات الفقر، كما أنها لاقت تشجيعًا دوليًا لدورها في دعم مليون من المسلمين الروهينجا الذين فروا من ميانمار المجاورة، فعلى الصعيد المحلي يفخر البنغلاديشيون ببلادهم لأنها قدمت ملاذًا آمنًا للروهينجا لكنهم يدعمون في الوقت نفسه عودتهم الفورية إلى بلادهم.
يقول الدكتور غاريث برايس الباحث الرئيسي في برنامج تشاتام هاوس في منطقة المحيط الهادي الآسيوية أن نقص استطلاعات الرأي الموثوقة يعني أنه من المستحيل معرفة هل سينحاز الناس للنمو الاقتصادي أم للحريات الشخصية عند وقوفهم أمام صناديق الاقتراع.
يضيف غاريث: “إذا فازت حسينة كما هو متوقع فبالتأكيد سيكون هناك احتجاجات وسيتم قمعها بالتأكيد، وهنا يأتي السؤال إذا كان المواطن البنغلاديشي يعتقد أن الحكومة الحاليّة حكمت 10 سنوات وأنه قد حان وقت التغيير أم أنه يعتقد أن أداء الحزب جيد.
إذا كان هناك رغبة في التغيير وجاءت نتائج الانتخابات لصالح الحزب الحاكم فسيكون الأمر مزعجًا للغاية، ما هو مؤكد أنها كانت حملة انتخابية قبيحة للغاية، فقد قالت المعارضة الأربعاء الماضي أن 14 من مرشحيها ألقي القبض عليهم كما أصيب نحو 1500 شخص في هجمات هذا الشهر قام بها موظفو الحزب الحاكم، بينما قالت الشرطة إن 5 أشخاص على الأقل ماتوا في اشتباكات سياسية منذ 10 من ديسمبر.
اتهمت هيومن رايتس ووتش الحزب الحاكم ومؤيديه بخلق مناخ من الخوف لنشطاء المعارضة، لكن الحكومة أنكرت تورطها في أي مضايقات، كما أن العنف لم يكن من اتجاه واحد فقد قتل شخصان من داعمي الحزب الحاكم في الاشتباكات.
يقول عبيد القادر الأمين العام لحزب عوامي إن حزبه لم يطلب من أي من موظفيه مهاجمة المعارضة، ويضيف: “لا أقول إن هذه الاعتداءات خاطئة لكننا لم نعط أي أوامر”.
المصدر: إندبندنت