“ادعموا ماهر الحجار رئيسًا لسوريا الأسد” هكذا عبّر النشطاء السوريين – مستهزئين – على حملات الترشح للانتخابات الرئاسية السورية التي يصفونها بـ “المهزلة”، والتي انطلقت في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام السوري.
وبعد طول انتظار، أعلن الرئيس السوري “بشار الأسد” ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية اليوم – بعد أن سبقه 6 مرشحون لسباق الرئاسة منهم سيدة – التي من المقرر عقدها في الثالث من يونيو المقبل.
وأعلن رئيس مجلس الشعب السوري “محمد جهاد اللحام” اليوم – الإثنين – أنه تلقى كتابًا من المحكمة الدستورية بترشح بشار الأسد لفترة رئاسية ثالثة، مضيفًا أن الأسد طلب دعم البرلمان له.
وكان اللحام قد أعلن في وقت سباق تقدم كل من “سوسن بن عمر الحداد”، و”سمير أحمد المعلا”، و”محمد فراس رجوح”، و”عبد السلام يوسف سلامة”، وعضو مجلس الشعب السوري “ماهر حجار”، بالإضافة للوزير السابق “حسان النوري”، في أول انتخابات رئاسية يشارك فيها أكثر من مرشح وفقًا للقانون الجديد.
ويلزم قانون الانتخابات الجديد الراغبين بالترشح لرئاسة الجمهورية التقدم بطلب إلى المحكمة الدستورية التي تتولى إبلاغ مجلس الشعب، كما أن على كل مرشح أن ينال موافقة خطية من 35 عضوًا في البرلمان، قبل قبول طلب ترشحه رسميًا.
ونظريًا، فإن بشار الأسد يخالف قانون الانتخاب الذي تم تعديله مؤخرًا بأن يكون المرشح سوري الجنسية ولا يحمل أي جنسيات أخرى، كما أن تحمل زوجة المرشح جنسية أخرى، إلا أن زوجة بشار الأسد “أسماء” تحمل الجنسية البريطانية!
وكان اللحام قد أعلن فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية العربية السورية في الانتخابات الرئاسية، داعيًا الراغبين في خوض انتخابات الرئاسة القادمة إلى التقدم بطلبات ترشيحهم إلى المحكمة الدستورية اعتبارًا من صباح يوم غد الثلاثاء 22 أبريل الجاري وحتى نهاية الدوام الرسمي ليوم الأول من مايو المقبل.
وعدّل البرلمان السوري القانون ليكون “المرشح لمنصب رئيس الجمهورية متمًا الأربعين عامًا من عمره ومتمتعًا بالجنسية العربية السورية بالولادة من أبوين متمتعين بالجنسية العربية السورية بالولادة، وأن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية (…) وألا يكون متزوجًا من غير سورية”.
وأيضًا، أن يكون “مقيمًا في الجمهورية العربية السورية مدة لا تقل عن عشر سنوات إقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح وألا يحمل أي جنسية أخرى غير جنسية الجمهورية العربية السورية”، وبذلك يغلق مجلس الشعب الأبواب في وجه أي معارض سوري – الذين أقام معظمهم في الخارج بحكم الأحكام بالسجن والإعدام الصادرة بحقهم – من التفكير في الترشح إلى الرئاسة، هذا إن نجحوا في الترويج لحملاتهم أو التوقيع على طلبات التقدم!
وفي ما أسماه مراقبون “استكمالاً لمسرحية الانتخابات الرئاسية”، أعلنت الرئاسة السورية في بيان أنها “تقف على مسافة واحدة من كل المرشحين ليختار السوريون مرشحهم ورئيسهم بكامل الحرية والشفافية”.
ورحبت بـ “الجو الديموقراطي والحر الذي تسير به مرحلة الترشح لشغل منصب الرئيس في سورية”، داعية السوريين إلى “التعامل بايجابية مع هذه العملية، خاصة وأنها تتيح أمامهم العديد من الخيارات عند ممارستهم حقهم الدستوري في الإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحهم”.
وبدأت فعلاً بعض الإعلانات التلفزيونية تظهر على شاشات مؤيدة للنظام السوري، يظهر فيها فنانون سوريون مؤيدون للنظام السوريين داعين الناس للانتخاب في حملة أطلق عليها “صوتك حريتك”، دون الإشارة لمرشح ما.
وتصف المعارضة السورية الانتخابات بالعديد من الأوصاف منها “المهزلة” أو “المسرحية” مشبهين المرشحين الستة الآخرين بـ “الكومبارس” في محاولة لإخراج بشار الأسد في دور المرشح الديمقراطي الذي وصل للسلطة بالانتخابات والصندوق، في ظل القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة على المدنيين منذ 3 سنوات في محاولة منه للتشبث بالسلطة.