ترجمة وتحرير: نون بوست
كان يومًا ربيعيًا معتدلًا في مدينة كيب تاون الجنوب إفريقية، تجمع فيه الآلاف لإحياء ذكرى مرور عام على بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة.
وكما فعلوا مئات المرات من قبل، سار المتظاهرون الذين ارتدوا ملابس خضراء وسوداء وحمراء في الشوارع، وترددت أصداء هتافاتهم المطالبة بإنهاء الحرب وسط المباني القديمة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية في الحي التجاري المركزي في كيب تاون، وعلت هتافاتهم على أصوات المارة والباعة المتجولين.
أدت المسيرة التي نظمتها مجموعة من النشطاء وجماعات حقوق الإنسان إلى توقف حركة المرور التي عادة ما تكون كثيفة صباح السبت.
لا تعد الاحتجاجات المؤيدة للقضية الفلسطينية في جنوب أفريقيا حدثا استثنائيا. بالنسبة لدولة حظيت بالدعم والتضامن من المنظمات والقيادات الفلسطينية خلال سنوات الفصل العنصري، فإن المعارضة العلنية لإسرائيل في جنوب أفريقيا ما بعد الفصل العنصري هي مسألة محورية في السياسة الخارجية.
في كانون الأول/ ديسمبر 2023، تُوِّج ذلك برفع بريتوريا دعوى تاريخية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية. وقضت المحكمة في كانون الثاني/ يناير بأن ممارسات إسرائيل في غزة ترقى إلى “حالات الإبادة الجماعية“.
لكن ما بين اللافتات والشعارات والكوفيات والأعلام الفلسطينية في الاحتجاجات، وخلف الكتابات التي تملأ جدران حي بو كاب في كيب تاون، وفي كواليس قضية جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، يقول المراقبون والنشطاء إن المشهد يكشف عن سر مفضوح: لم يشارك في هذه الاحتجاجات سوى عدد قليل من الجنوب إفريقيين البيض للتعبير عن دعمهم لفلسطين.
أدت الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى مقتل 1,200 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 200 آخرين في غزة كرهائن. ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل حملة قصف جوي غاشم واجتياح بري مدمر على القطاع المحاصر، وتفاوتت التقديرات بين مقتل 42,000 إلى 180,000 فلسطيني، ونزوح أكثر من مليون آخرين.
ويشير النشطاء في جنوب إفريقيا إلى أن دعم الفلسطينيين منذ بدء الحرب على غزة كان في المقام الأول من السود والسمر في البلاد.
ويقول النشطاء إن البيض الذين استفادوا من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لعدة عقود، أظهروا إما عدم اكتراث بالحرب على الفلسطينيين أو أيدوا “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس” بشكل صريح.
وقال دوغ فالكونر، أحد المتظاهرين في كيب تاون، لموقع ميدل إيست آي: “من المخيب للآمال أن قلة من البيض يهتمون بالأمر. إنه أمر مؤسف، كان ينبغي عليهم أن يتعلموا من تاريخنا”.
نسخة أسوأ من الفصل العنصري في جنوب إفريقيا
لقد أثارت معاملة إسرائيل للفلسطينيين مقارنات مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا منذ أوائل الستينيات.
وفي وقت مبكر من سنة 1961، قارن رئيس وزراء جنوب أفريقيا هندريك فيرويرد، الذي يعد مهندس الفصل العنصري، نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بالسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
قال فيرويرد سنة 1961: “إسرائيل مثل جنوب أفريقيا، دولة فصل عنصري”.
ومع تفاقم الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بشكل غير مسبوق خلال العقد الماضي، تبنّت العديد من منظمات حقوق الإنسان رسميًا هذه التسمية لوصف القوانين والسياسات التي تستهدف الفلسطينيين.
وقالت منظمة العفو الدولية في شباط/ فبراير 2022: “تفرض إسرائيل نظامًا من القمع والهيمنة ضد الفلسطينيين في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وضد اللاجئين الفلسطينيين، وذلك لصالح الإسرائيليين اليهود، وهذا يرقى إلى مستوى الفصل العنصري المحظور في القانون الدولي”.
ورغم الإجماع المتزايد على هذا التشابه، إلا أن مواطني جنوب إفريقيا الذين عاشوا في ظل الفصل العنصري، أو الباحثين الذين درسوا هذا النظام، يقولون إن إسرائيل تجاوزت الآن فظائع الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وقال لولاما نغوكايتوبي، الأمين الإقليمي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي في كيب الشرقية، لموقع ميدل إيست آي: “إسرائيل أسوأ من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، إنها ترتكب ممارسات إجرامية وفظائع ضد الأطفال والضعفاء والمسنين والمرضى في المستشفيات، وتدمر المدارس والعيادات وتقتل الأبرياء في فلسطين”.
وأضاف نغوكايتوبي: “هذه الإبادة الجماعية ضد فلسطين أسوأ من أي شيء يمكن أن يخطر ببال أي إنسان على الإطلاق”.
وفي كتابه “الفصل العنصري النيوليبرالي: فلسطين/ إسرائيل وجنوب أفريقيا بعد عام 1994″، كتب أندي كلارنو أن الباحثين أثبتوا منذ ذلك الحين أن الفصل العنصري في إسرائيل “نسخة محدثة وربما أكثر تطرفًا”.
ويرى البعض أن عدم خروج البيض في جنوب إفريقيا بشكل جماعي للتضامن مع الفلسطينيين يشير إلى تواطؤ طويل الأمد بين الإسرائيليين والبيض في جنوب إفريقيا، وكذلك إلى وضع البيض في جنوب إفريقيا نفسها.
يقول المتظاهر فالكونر: “أعتقد أنه أمر منطقي، لا تزال جنوب إفريقيا بلدًا استعماريًا استيطانيًا، ومازال البيض مستوطنين في هذا البلد، ومن الطبيعي أن ينظروا إلى أنفسهم على أنهم أقرب للإسرائيليين يهود، وليس للفلسطينيين”.
وأضاف: “الاقتصاد هو مركز القوة الحقيقي، ولا يزال البيض يسيطرون على الاقتصاد، وبهذا المعنى، لا تزال جنوب إفريقيا مستعمرة، لقد تغيرت الأمور سياسيًا، ولكن ليس اقتصاديًا”.
وقال نغكوكايتوبي إنه يبدو له أن بعض البيض في جنوب إفريقيا “لا يزالون متمسكين بفكرة أنه يمكن أن يكون هناك تراجع عن كل التقدم الذي تم إحرازه في جنوب إفريقيا”.
وأوضح قائلا: “إنهم يعتقدون أن بإمكانهم إعادة سياسة الفصل العنصري”، مضيفًا أن السود والسمر الذين يدعمون فلسطين بشكل مستمر يفعلون ذلك لأنهم يستطيعون بطبيعة الحال فهم الاضطهاد الذي يواجهه الفلسطينيون.
نهاية الفصل العنصري
بدأ تفكيك نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في أوائل التسعينيات؛ حيث أُجريت أول انتخابات ديمقراطية في البلاد عام 1994، مما أدى إلى تنصيب نيلسون مانديلا كأول رئيس لجنوب إفريقيا في مرحلة ما بعد الفصل العنصري.
ولكن مع انتقال السلطة السياسية إلى الأغلبية السوداء، بقيت السلطة الاقتصادية وملكية الأراضي في أيدي البيض إلى حد كبير.
وبعد مرور ثلاثين عاما، لا يزال غالبية السود في جنوب إفريقيا فقراء، ويعيشون دون وظائف، وغالبًا دون خدمات أساسية.
وبينما ضاقت الفجوة بين السود والبيض في جنوب إفريقيا بشكل طفيف، اتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء؛ حيث يملك أغنى 10 بالمئة من السكان 85 بالمئة من الثروة في البلاد.
يشكل البيض في جنوب إفريقيا 7 بالمئة من سكان البلاد ويملكون معظم الأراضي التجارية في البلاد، كما أنهم يشغلون المناصب العليا في الشركات.
في عام 2022، وجدت لجنة جنوب إفريقيا للمساواة في التوظيف أن البيض يشغلون 65.9 بالمئة من المناصب الإدارية العليا، بينما يشغل السود 13.8 بالمئة فقط.
واليوم، تُعد جنوب إفريقيا واحدة من أقل البلدان تكافؤا اقتصاديا بين السكان في العالم، مما يجسد إرث سياسات حقبة الفصل العنصري وكذلك إعادة التوزيع البطيء للثروة والسلطة الاقتصادية.
ورغم المؤشرات الاقتصادية التي توحي بعكس ذلك، لا يزال سكان جنوب إفريقيا البيض يتشبثون بروايات كاذبة عن تعرضهم لـ”إبادة جماعية ضد البيض” في البلاد.
ويقول المراقبون إن وضع البيض في جنوب إفريقيا هو نتاج الاستغلال والامتيازات المستمرة منذ فترة طويلة، تمامًا كما أن القلق الإسرائيلي هو نتيجة للعنف الاستعماري الذي أوجد دولة إسرائيل.
ليس من المستغرب إذا أن توجد مدرسة يهودية في كيب تاون، مفتوحة أمام الإسرائيليين الذين يستخدمون المؤسسة للتجنيد في الجيش الإسرائيلي.
يقول فالكونر: “لا يزال الكثير من البيض يرون أنفسهم محاصرين ويحمون ما يرونه حقًا لهم”.
وقد بلغت هذه العقلية ذروتها من خلال قيام المزارعين البيض بتجنيد جنود الجيش الإسرائيلي السابقين لتدريبهم ضد سياسات إعادة توزيع الأراضي التي اقترحتها الحكومة، فضلا عن فرار البيض من جنوب إفريقيا إلى الدول الغربية، بما في ذلك إسرائيل.
وفي عام 2021، انتقل واحد بالمئة من الجالية اليهودية في جنوب إفريقيا إلى إسرائيل.
يأتي ذلك بعد أن انتقل ما يقدر بنحو 20,000 يهودي من جنوب إفريقيا إلى فلسطين في عشرينيات القرن الماضي، وإلى إسرائيل منذ سنة 1948. وفي 2021، نشرت صحيفة هآرتس تقريرًا عن تحول “عدة مئات” من الأفارقة المسيحيين إلى اليهودية وهروبهم إلى إسرائيل ثم إلى المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة.
“سنمضي قُدماً”
بحثت عن مكان للراحة بعيدا عن الحشود والشمس الحارقة، جلست عديلة جادة (42 عاما) على أحد الأرصفة وهي تراقب الموكب الكبير الذي يشق طريقه عبر شوارع المدينة.
قالت جادة لموقع ميدل إيست آي: “بالنظر إلى تاريخ جنوب إفريقيا وتاريخ فلسطين منذ 1948، من المهم بالنسبة لنا كجنوب إفريقيين أن نفهم التأثير الذي سببه احتلال فلسطين ليس فقط على الفلسطينيين، بل على العالم”.
وأضافت وهي تشير إلى أبنائها الأربعة الجالسين إلى جانبها: “كان من المهم بالنسبة لي أن أُحضر أطفالي لتشجيعهم وتثقيفهم ليكونوا قادرين على التواصل مع الناس الذين يناضلون في وضع أسوأ بكثير من وضعنا السابق”.
وقالت جادة، التي تزوج والداها زواجًا مختلطا خلال فترة الفصل العنصري، إنها مترددة بعض الشيء في مهاجمة كل البيض في جنوب إفريقيا، نظرًا لأنها تعرف شخصيًا العديد ممن يعارضون الفصل العنصري والصهيونية، لكنها أشارت إلى أن مجتمع البيض “يمكن أن يكون أكثر تأثيرا”، نظرًا لحجمهم ونفوذهم في البلاد. يشكل البيض 16 بالمئة من السكان في كيب تاون.
وتابعت جادة: “أعتقد أنه كان من الممكن أن يحضر عدد أكبر من البيض، لكنني أعتقد أيضًا أنه كان من الممكن أن يحضر المزيد من السود”، مشيرةً إلى أن العديد من المتظاهرين في مظاهرة تشرين الأول/ أكتوبر في كيب تاون هم من “الملونين” (المصطلح الذي يستخدمه الجنوب إفريقيون لوصف الأعراق المختلطة) والهنود والملايو.
من جهتها، قالت شيري أديندورف، المتطوعة في حملة التضامن مع فلسطين في كيب تاون، لموقع ميدل إيست آي أن “معظم البيض في جنوب إفريقيا الذين أتحدث إليهم حول هذا الموضوع لا يدركون في الغالب حجم الإبادة الجماعية الجارية، أو ببساطة يرددون وجهات النظر الإسرائيلية والغربية دون وعي”.
وأضافت: “أما فيما يتعلق بالتحرك والدعم الملموس (مثل مقاطعة العلامات التجارية) والعمل المستمر، فلا أستطيع أن أقول إنني رأيت الكثير من التغيير”.
وترى أديندورف أن هناك شعورا عاما بالانزعاج والضيق من أولئك الذين يرفضون التخلي عن القضية.
وأوضحت قائلة: “هذا الأمر يمنحنا الطاقة للمضي قدمًا، خاصة الآن ونحن على مشارف كانون الأول/ ديسمبر، حيث يريد البيض أن يغضوا الطرف عن الظلم الذي يحدث في العالم ويخططون لقضاء عطلات نهاية العام”.
موقف متناقض
رغم أنها تعدّ منارة للتضامن مع الفلسطينيين، فإن علاقة جنوب إفريقيا بإسرائيل مليئة بالتناقضات.
ففي سنة 2018، خفضت جنوب أفريقيا مستوى تمثيل سفارتها لدى إسرائيل إلى مكتب اتصال، لكن التجارة بين البلدين تستمر في النمو؛ حيث تزود بريتوريا إسرائيل بالفحم لتلبية الكثير من احتياجاتها من الطاقة.
يقول فالكونر، الذي أحضر لافتة يدعو فيها إلى وقف بيع الفحم لإسرائيل، إنه يتذكر كيف شلت العقوبات جنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري، ويقول إن حظر الفحم هو الخطوة الطبيعية في مسار محاسبة إسرائيل.
وقد أصبحت جنوب إفريقيا ثاني أكبر مورد للفحم إلى إسرائيل بعد قرار كولومبيا بوقف بيع الفحم لإسرائيل.
وكتبت الناشطة الجنوب إفريقية سورايا دادو في مقال رأي نُشر مؤخرًا في مجلة “ذا أفريكا ريبورت”: “إن جنوب إفريقيا تزود آلة الحرب الإسرائيلية التي اتهمتها بالإبادة الجماعية بالطاقة، وتقوض الحكم الذي صدر لصالحها”.
في الإطار ذاته، تواصل بعض الجامعات العليا في البلاد إعطاء الأولوية للعلاقات الوثيقة مع المنظمات والمؤسسات الإسرائيلية، وقد رفض المسؤولون في هذه الجامعات الإفصاح عن حجم علاقاتهم مع إسرائيل.
وفي سياق هدم الجامعات الفلسطينية في غزة، يقول النشطاء إن عدم قطع الجامعات علاقاتها مع إسرائيل هو فشل في التضامن مع نظيرتها الفلسطينية.
يقول روني كاسريلز، الناشط المناهض للفصل العنصري منذ فترة طويلة، إن أحد أسباب استمرار البيض واليهود في جنوب إفريقيا في دعم إسرائيل يعود إلى الاعتماد المفرط على الروايات الإعلامية الغربية عن الفلسطينيين.
وقال كاسريلز، وهو يهودي: “يشارك عدد صغير ولكنه مهم من البيض في الاحتجاجات والمظاهرات في كيب تاون وجوهانسبرغ بشكل رئيسي، ويدعمون حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات وحملة يهود جنوب أفريقيا من أجل فلسطين”.
وأضاف: “نلاحظ قلقًا متزايدًا بين الكثير منهم، ولكن ليس إلى الحد الذي يجعلهم مستعدين للانضمام إلى الاحتجاجات”.
يتفق منظمون ومراقبون آخرون مع ما يقوله كاسريلز؛ حيث لاحظوا زيادة طفيفة في عدد البيض المشاركين في فعاليات التضامن المعلن عنها من أجل فلسطين خلال العام الماضي، لكنهم أضافوا أن هناك ترددًا بسبب الخوف من الانتقام، بما في ذلك التهديد بفقدان الوظيفة أو العزلة الاجتماعية أو الاتهام بمعاداة السامية.
ومثلما اشتهرت المنظمات الصهيونية الكبرى في الولايات المتحدة باستخدام معاداة السامية كسلاح، سعت المنظمات المدافعة عن إسرائيل في جنوب إفريقيا أيضًا إلى الخلط بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية.
على سبيل المثال، في كانون الثاني/ يناير، عندما رفعت جنوب إفريقيا دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وصف “مجلس نواب جنوب إفريقيا اليهودي”، جهود جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية بأنها “معادية للسامية”.
وقال “مجلس نواب جنوب إفريقيا اليهودي” في بيان له: “على حد تعبير وزير العدل الكندي السابق والناشط في مجال حقوق الإنسان، إروين كوتلر، فإن جنوب إفريقيا تقلب الواقع باتهامها إسرائيل بالإبادة الجماعية، ولا يمكن تفسير حقيقة أن جنوب إفريقيا قد اقتنعت بهذا الأمر إلى الحد الذي دفعها إلى رفع قضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، إلا أنه معاداة للسامية، إن يهود العالم متفقون على أن هذه الاتهامات تحمل في جذورها نظرة معادية للسامية تنكر على اليهود حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم”.
ووصف جوش ميكلسون، وهو ناشط يهودي من كيب تاون، المنظمات اليهودية الكبرى في جنوب أفريقيا بأنها “صهيونية للغاية”.
وقال ميكلسون لموقع ميدل إيست آي: “يشكل يهود جنوب إفريقيا المناهضون للصهيونية قلة صغيرة، حوالي واحد إلى اثنين بالمئة من اليهود في البلاد”.
وأضاف: “هناك آخرون يريدون إظهار التضامن لكنهم يخشون أن يفقدوا وظائفهم أو يواجهوا الانتقادات.. كما أن بعض الناس لا يشعرون بالارتياح للمشاركة في المسيرات”.
أخبر العديد من الجنوب إفريقيين موقع ميدل إيست آي عن التهديدات والترهيب الذي تعرضوا له بسبب دعمهم لفلسطين في جنوب إفريقيا.
في شباط/ فبراير 2024، قالت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون الدولي آنذاك، ناليدي باندور، إنها تلقت هي وعائلتها تهديدات بسبب قرار الحكومة رفع قضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
كما وُصفت حكومة جنوب أفريقيا بأنها “الذراع القانوني لحركة حماس”، في حين اتهمت إسرائيل باندور بأنها مؤيدة لتنظيم الدولة.
وقالت باندور: “هكذا يتصرف العملاء الإسرائيليون وأجهزة المخابرات وهم يسعون إلى تخويفكم… يجب ألا نخاف، هناك قضية جارية”.
في هذه الأثناء، يطالب المتظاهرون والناشطون في جنوب إفريقيا بمزيد من الإجراءات من قبل الحكومة، بما في ذلك قطع العلاقات الدبلوماسية وإنهاء العلاقات الاقتصادية. كما يدعون إلى خروج المزيد من الناس إلى الشوارع.
وقال فالكونر: “من المؤسف أن الكثير من الناس يرون أن هذه قضية إسلامية، إنها ليست قضية إسلامية، إنها قضية إنسانية”.
المصدر: ميدل إيست آي