“كيم جونغ أون” كان طفلاً شديد الجمال، لقد كان ذو خدود ممتلئة، وضحكة جميلة، وحتى سلامه العسكري كان رائعًا، كان والداه أو ربما مربيته، يحبون إلباسه الملابس العسكرية؛ وهذا ما ظهر في الصور التي بثها التليفزيون الرسمي لكوريا الشمالية للديكتاتور طفلاً مرتديًا حلة عسكرية كاملة بأكتاف وقبعة، ويبدو كيم فيها بين الرابعة والسادسة من عمره، ويظهر في واحدة من الصور يسلم على شخص ما خلف الكاميرا سلامًا عسكريًا.
الصور التي ظهرت خلال حفلة غنائية لفرقة فتيات كورية الشمالية، يبدو الهدف منها التأكيد على النقاء العرقي للكوريين.
لقد بُنيت الأيدولوجية الوطنية لكوريا الشمالية على فكرة أساسية، وهي أن الكوريين – كشعب – أكثر نقاءً وبراءةً من أي عرق آخر؛ وكنتيجة لذلك، فإن هذا الشعب يتطلب زعيمًا وأبًا قويًا لتوجيهه بين عالم الأشرار الذي هو في حقيقته أقسى بكثير من الكوريين العاديين.
هذه الصور التي نُشرت لكيم تلعب على وترين اثنين، الأول: هو تقديم الديكتاتور في صورة بريئة للغاية، كما أنه يبدو قائدًا عسكريًا منذ الولادة، والبراءة مع القوة العسكرية هو تمامًا ما تحتاجه بيونغ يانغ.
ولأن التاريخ جعل من ضعف الأمة الكورية أمرًا واضحًا ومرئيًا، يأتي حكم عائلة كيم والدولة العسكرية التي تقودها العائلة باعتبارها ضرورة تاريخية.
من المهم أن نؤكد أنه لا توجد أي وسيلة للتحقق من صحة هذه الصور، فهي من الممكن تمامًا أن تكون نتيجة التلاعب، أو حتى من الممكن أن تكون الصور لضحية من ضحايا كيم جونغ، لكن بغض النظر عن ذلك، تبقى تلك الصور محاولة أخرى لتخليد أسطورة الزعيم الوطني التي تدعم بقاء النظام المجرم.
ذلك النظام الذي يعتمد سياسات التعذيب والإعدام والتجويع القسري كسياسة للدولة ككل.
كوريا الشمالية تبرر كل تلك السياسات بالطبع، وحالة الخوف الدائمة والتخويف المستمرة من الحرب هي أمر أساسي في هذا الصدد.
وفيما يلي بعض الصور التي عُرضت في نفس الاحتفالية التي عُرضت فيها صور الطفل كيم، وهي تظهره قائدًا عسكريًا يتفقد جنوده المخلصين، ويبدو في الصور مقربًا من الجنديات الكوريات.
الرسالة التي يريدون إيصالها إذن: الطفل الجميل البريء كبر ليصبح رجلا قويا بالقدر الكافي ليحمي كوريا الشمالية وشعبها في العالم المتوحش!