كشفت تقارير إعلامية جزائرية، الأحد الماضي، عن مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية الجزائري “رمطان لعمامرة” رفض مقترح المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة باعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.
وقالت المصادر إن “وزير الخارجية الجزائري نقل خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية، رد الجزائر الرافض لمقترح قُدم لها لتعتبر جماعة الإخوان بمنظمة إرهابية”، وذكرت أن الجزائر أبلغت السعودية والإمارات أنها “حريصة على التعامل الإيجابي مع القرارات التي اتخذتها البلدان لضمان الاستقرار فيهما، لكن الجزائر لا تستطيع العمل خارج منطق القضاء والأدلة المشروطة لتجريم الجماعات الإسلامية، ومنها الإخوان المسلمون”.
وأضاف المصدر أن “مبعوثين من السعودية والإمارات زاروا الجزائر في الأشهر الثلاثة الأخيرة، ومارسوا ضغوطًا عليها عبر باب الاستثمارات وتمويل مشاريع جزائرية من أجل هذا الغرض”.
ويذكر أن أمير دولة قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” زار الجزائر قبل أسابيع والتقى هناك بوزير الخارجية الأمريكي “جون كيري”، وتحدثت مصادر إعلامية غربية أن اللقاء كان لمناقشة التصعيد السعودي الإماراتي ضد قطر الذي تمثل في سحب السفراء من الدوحة وفي تصريحات لبعض المسؤولين السعوديين والإماراتيين الذين تهجموا على قطر ودعا بعضهم إلى ضمها للإمارات.
وقادت السعودية والإمارات في الأشهر الأخيرة حملة دولية لإجبار بعض الدول على تبني مواقف مشابهة لموقفها ولموقف سلطات ما بعد الانقلاب في مصر من جماعة الإخوان المسلمين.
ويجمع المحللون على أن هذه الحملة نجحت في دفع رئيس الوزراء البريطاني بتكليف شخصيات مقربة من السعودية ومعادية للإخوان بالتحقيق في “فلسفة الإخوان” والتثبت في ما إذا كانوا يحملون أفكارًا متشددة.
ويرى المحللون كذلك أن الحملة “السعودية الإماراتية المصرية” فشلت في إجبار قطر على التراجع عن دعمها وإيوائها لمعارضي الانقلاب، أو على تغيير السياسة التحريرية لقنوات الجزيرة الفضائية التي لازالت إلى الآن تغطي التطورات في مصر وتطلق وصف “الانقلاب العسكري” على ما حدث في 3 يوليو 2013.