ماذا بعد سيطرة تحرير الشام على مناطق الزنكي والأحرار؟

idlib-sinirina-askeri-sevkiyat-suruyor_b5d49b3

بعد إعلان عدة دول عربية عن اعادة علاقاتها مع نظام الأسد والبدء بقبوله تتجه الأنظار ألد خصوم النظام عداوة واكثرهم معارضة له تركيا والإخوان المسلمين المنضوين تحت عباءتها .

في هذا الموضوع يقول مضر الأسعد المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر في سوريا ” تركيا لن تقدم على قبول النظام حتى لو ضغطت كل الدول العربية على تركيا لن تغير موقفها لأن بالأساس علاقة تركيا مع أغلب الدول العربية سيئة جدا وخاصة الدول الخليجية عدا قطر والكويت، وبصراحة أغلب الدول العربية ليس لها اي تأثير على الثورة السورية عدا السعودية وقطر”.

وقال الاسعد في حديث لـ “نون بوست” “تركيا اليوم هي الرئة التي يتنفس منها الشعب السوري وخاصة في الشمال بوجود نظام الأسد ابدا تركيا ومن خلال القيادة التركية وعلى رأسها الرئيس أردوغان عندهم تصميم على إيجاد الحل السياسي الشامل وفق القرارات الدولية وخاصة جنيف 1 والقرار 22545، قطر وتركيا لم ينقطع دعمهم للثورة السورية والشعب السوري، وكذلك السعودية مازالت تقدم الدعم للثورة السورية،ولكن بصراحة لو عادت العلاقات بين تركيا والسعودية إلى سابق عهدها حدثت تحولات كبيرة جدا ليس على الثورة السورية فحسب بل على منطقة الشرق الأوسط عامة وعلى علاقة تركيا بالمنطقة الخليجية خاصة لأن من المصلحة العربية أن تكون تركيا الأقرب إلى العرب من إيران الدولة العدوة والتي تحاول التهام الدول الخليجية واحدة تلو الأخرى ،لذلك ممكن أن تكون تركيا السند الحقيقي للعرب في ما يتعرضون له من تهديدات خارجية من إيران والحوثيين وحزب الله وغيرهم”.

يقول القيادي المقرب من تحرير الشام الاسيف عبد الرحمن ()”تركيا موقفها غير موقف الإخوان والإخوان منهم من وقف منذ البداية مع النظام ومنهم من لحق بالسعودية فحال الإخوان سيكون شبيه بحال حماس مع النظام السوري

من جهته يقول القيادي في فيلق الشام التابع للإخوان المسلمين في سوريا والمقرب من تركيا ابو عزام الحلبي ل “نون بوست”()”لا يمكن لنا ان نطبع مع الاسد بمشروع الإخوان قائم على محاربة هذه العائلة التي فرقت سوريا اجتماعيا، فالإخوان هم أول من حارب هذا النظام ونادى بنظام جديد يكفل السوريين حريتهم وكرامتهم ،فكيف يمكن لنا أن نساوم النظام ونقبله؟ كما ان تركيا موقفها ثابت ولن يتغير ابدا فهو موقف استراتيجي وليس مرحلي ولا يمكن ان تبدله ولن تخذل الشعب السوري، ودورنا قائم على محاربة النظام حتى الرمق الأخير “.

في هذا الصدد يقول لـ “نون بوست” العقيد مصطفى بكور القائد العسكري في جيش العزة ” ما يزال الموقف التركي المعلن حتى الآن مؤيد للثورة وغير معترف بشرعية النظام،لا استبعد ان تقوم بعض الدول العربية بالضغط على تركيا لتغيير موقفها من نظام الأسد، أعتقد أنه يوجد توافق كبير بين موقف الإخوان والموقف التركي بما يخص الوضع السوري ،كما أن قطر لا يمكن ان تقوم باعادة العلاقات مع النظام في المستقبل القريب وخاصة ان سفارة الائتلاف مفتوحة في الدوحة”.

في هذا الإطار يقول القيادي المقرب من تحرير الشام الاسيف عبد الرحمن ()”تركيا موقفها غير موقف الإخوان والإخوان منهم من وقف منذ البداية مع النظام ومنهم من لحق بالسعودية فحال الإخوان سيكون شبيه بحال حماس مع النظام السوري ،أما تركيا لا يمكن ان تطبع مع الأسد حتى على المدى البعيد لاسيما ان تركيا تحملت تبعات مناهضتها للأسد كما أنها لن تتوافق مع تلك الدول التي أعادت العلاقات مع الأسد خاصة وأنها عدو لها كالإمارات ،فتركيا سيكون موقفها نابع من واقع فصائل المعارضة التي تدعمها”.

من جهته يقول الباحث في شؤون الجماعات الاسلامية أحمد أبو فرحة”ان المتابع لمحاولات التطبيع وإعادة العلاقات بين الدول العربية والإقليمية والنظام السوري بعد ثورة مسلحة في عامها الثامن واستعادة النظام لمساحات واسعة كان قد خسرها من الفصائل المسلحة والتدخل الإيراني والروسي ودعمهم اللامتناهي له فرض واقع جديد على الدول التي ناصبت العداء واتهمها النظام السوري بدعمهم للفصائل المسلحة المعارضة له.

إذا ماقررت تركيا عن إعادة علاقاتها مع النظام فبالتأكيد لن يعارض الإخوان ذلك فتركيا حاليا هي آخر حصن وآخر داعم لهم في ظل عداوة متجذرة لهم في وسط الحكومات العربية “.

كالسعودية والأردن والإمارات وتركيا التي انخرطت بعداء رسمي مع رأس النظام بعد أن كانت من أشد حلفائه و ناصبت العداء للنظام استضافت معارضيه واللاجئين السوريين الهاربين من بطش النظام وغرف عمليات عسكرية للمعارضة المسلحة ودعمت الفصائل العسكرية المعارضة له ودخلت في حلف استراتيجي مع أشد حلفائه ( روسيا وإيران) لحماية امنها القومي ومحاربة الوحدات الكردية التي قطعت ثلث سوريا وتسيطر عليه،

مماقد يدفعها لتطبيع غير معلن مع النظام عبر حلفائه ولكن لحد هذه اللحظة لم يصدر أي مؤشرات تدل على ذلك ولاحتى أي وساطة عبر حليفها القطري الذي أعلن أعدائه الخليجين عن عودة العلاقات مع النظام والإمارات والبحرين والكويت مع تمهيد للسعودية

وإذا ماقررت تركيا عن إعادة علاقاتها مع النظام فبالتأكيد لن يعارض الإخوان ذلك فتركيا حاليا هي آخر حصن وآخر داعم لهم في ظل عداوة متجذرة لهم في وسط الحكومات العربية “.

ويواصل الباحث حديثه في لقاء مع “نون بوست اما قطر فلم تطبع مع الأسد أو تظهر أي إشارة لذلك إلا إذا تدخل الإيرانيين كوسيط بين قطر والأسد.

قطر وتركيا اللتان كان لهما دور كبير بدعم الثورة إلا أنهما انكفئتا على نفسهما بعد الانقلاب التركي والحصار الخليجي لقطر فأصبح أمنها الداخلي والقومي أولوية ومازالت تكبلها القيود الدولية واتهامات أعدائهم بدعمهم مجموعات جهادية تصنف إرهابية في ميزان المصالح هو من يحكم الموقف بعد أن كان الدعم لامتناهي وغير محدود للثورة السورية”.

‏روسيا تدير اللعبة في سوريا وتحاول أن تضبط الوضع وليست مستعدة للتعامل مع أي تحرك خارج نطاق السيطرة

وضمن هذا السياق يقول الصحفي والباحث خالد حسن ()” الايام تجد دمشق نفسها في وضع أقوى مما كانت عليه في السنوات السبع الأخيرة من الحرب. تركيا ليست مستعدة للوقوف ضد الأسد ، لكنها تعتمد على إيران وروسيا لإقامة علاقة بالوكالة مع دمشق،‏لا تأثير لأي بلد عربي في سياسات تركيا، ولكن أنقرة تدرك أن المحور المعادي لها (القاهرة، أبو ظبي، الرياض) يتجه نحو التحالف مع نظام دمشق لإرباك والاصطفاف ضدها وربما تهديد مصالحها في الشمال السوري باستخدام ورقة الأكراد وغيرها من وسائل الاستقطاب،‏ أنقرة مرتبطة بتفاهمات مع الروس وموسكو لن تسمح لنظام الأسد بالذهاب بعيدا في استهداف المصالح التركية.

‏روسيا تدير اللعبة في سوريا وتحاول أن تضبط الوضع وليست مستعدة للتعامل مع أي تحرك خارج نطاق السيطرة، والوضع معقد جدا في الشمال، وهي تحاول أن توسع نطاق سيطرة النظام في الشمال، وتركيا ليست مستعدة للتخلي عن إدلب الآن وترى في شرق الفرات صداع ومصدر قلق تحاول معالجته بالتنسيق مع الروس والأمريكيين،‏فالعرب من خصوم تركيا لا تأثير لهم الآن في الوضع يحاولون لعب ورقة النظام والأكراد مناكفة لتركيا وخلطا للأوراق، لكن يبقى صاحب القرار الأبرز هم الروس، وموسكو تدرك أن تفاهماتها مع تركيا سهل تمرير خطتها وليست مستعدة لأي تخريب لهذه التفاهمات، إذ تدرك أن إغضاب تركيا يعني تقرب أنقرة أكثر من واشنطن، وهذا ملا ترغب فيه روسيا وتسعى لمنعه”.

ويضيف الصحفي في حديثه مع “نون بوست” إن “‏موقف النظام من تركيا لا زال يتمتع بشيء من الصلابة و لا اتوقع تقارب على الأقل على المدى البعيد … الدول العربية الفاعلة ليست على وئام مع تركيا باستثناء قطر التي من الصعب أن تتقارب مع النظام في هذه الفترة … الامارات و البحرين يمكن أن يلحقوا بقطار التطبيع مع الأسد وقطر يمكن أن تدعم الثورة مجددا نكاية بالسعودية التي تخلت عن الثورة بشكل كامل بل هي تدعم من يؤذي الثورة مثل قسد … تركيا اليوم في أمس الحاجة الى المعارضة السورية في ظل التسريبات التي تقول ان دولا عربية سترسل قواتها الى شرق الفرات بمعنى أن تركيا علاقتها بالثورة أقوى من ذي قبل التقاء المصالح … حتى هيئة تحرير الشام بازدياد قوتها يصب في مصلحة تركيا , فتركيا تعتمد على درع الفرات وقوات متقدمة لها ضد الاكراد و بنفس الوقت تعتمد على هيئة تحرير الشام في ضبط المحرر و ضبط الاوضاع و استقرار المحرر”.