الصورة: كنيس يهودي في تونس العاصمة
جذب معبد الغريبة – والذي يقع في جزيرة جربة التونسية قبالة سواحل البحر المتوسط – الزوار اليهود في الربيع على مدار قرون، يتم تشجيع المجتمع اليهودي التونسي الذي تقلص على مدار العقود الماضية من قرابة 60000 يهودي إلى أقل من 1600 لزيارة المنطقة، إلى حد إنشاء فندق يقدم طعام “كوشر” يهودي، لكن احتفالات اليهود التي تكون بين 13 و18 مايو من كل عام، قد تسبب حرجًا للحكومة التونسية.
العديد من الحجاج الإسرائيليين يأتون إلى تونس للمشاركة في تلك الاحتفالات، وكانوا يدخلون تونس باستخدام جوازات سفر أوروبية، أو باستخدام وثائق خاصة تصدرها السلطات التونسية لمواطني دولة الاحتلال الإسرائيلي التي لا تتبادل وتونس علاقات دبلوماسية، حيث أُغلقت الممثليات في كلا البلدين أثناء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000.
وخلال العام الماضي، سعت حكومة النهضة إلى إثبات دعمها للحجاج اليهود، يقول أحد اليهود المقيمين في فلسطين المحتلة لمجلة الإيكونوميست إنه “استطاع دخول تونس العام الماضي بجوازه الإسرائيلي، بعد حصوله على تأشيرة دخول من السفارة التونسية في رام الله”.
ويتجدد الجدل هذا العام أيضًا مع وجود وزيرة سياحة جديدة ومختلفة في حكومة التكنوقراط التونسية “أمل كربول” والتي عملت كمستشارة للأعمال في أوروبا وتحظى بشعبية بين التونسيين، لكنها تعرضت لانتقادات كبيرة إثر الكشف عن أنها كانت قد زارت دولة الاحتلال الإسرائيلي في 2006، وهو ما نفته بالقول إنها ذهبت لإعطاء تدريب لشبان فلسطينيين.
الجدل أثاره أعضاء في الجمعية التأسيسية التونسية، بما في ذلك إسلاميون من حزب النهضة ويساريون وقوميون، الذين يريدون استجواب كربول بخصوص تقارير تشير إلى أن السياح الإسرائيليين يدخلون جربة باستخدام جوازاتهم الإسرائيلية؛ وهو ما يعني أن الحكومة تسير في اتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما قالت كربول إنه مجرد إجراء لإضفاء الطابع الرسمي على التنسيق الذي أتمته حكومات سابقة، لكن تلك الشائعات أدت إلى مظاهرة صغيرة في تونس العاصمة يوم 26 أبريل.
السلطات التونسية تتعرض لضغط من إتجاه آخر، فقد قالت شركة سياحة أمريكية تدير سفينة نرويجية إن سفنها لم تعد تقف في الموانئ التونسية بعدما رفضت تونس السماح لإسرائيليين بالدخول باستخدام جوازات سفرهم الإسرائيلية.
ويواجه قطاع السياحة التونسي العديد من المشاكل، فقد تم افتتاح العديد من الفنادق بتراخيص أصدرها نظام بن علي لمستثمرين ليس لديهم أي خبرة في مجال السياحة، وقد أثبت المستثمرون تعاونهم مع النظام السابق بصلات مباشرة أو بعدم سداد القروض المصرفية ما أدى إلى تأثر القطاع المصرفي بشكل كبير في البلاد – بحسب البنك الدولي -.
ويقع كنيس الغريبة في قرية صغيرة كانت ذات غالبية يهودية في الماضي وتسمي “الحارة الصغيرة” حاليًا يطلق عليها “الرياض” وهي تبعد عدة كيلومترات جنوب غرب حومة السوق وهي عاصمة جربة.
وفي 11 أبريل 2002 تعرض الكنيس لهجوم بشاحنة محملة بالمتفجرات انفجرت أمام بوابته ما أسفر عن مقتل 21 معظمهم تونسيين وألمان.
المصدر: الإيكونوميست + نون بوست