“أقسم بأن أتولى رسميًا صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا (…) للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة”، بهذه الكلمات نصب خوان غوايدو رئيس البرلمان الفنزويلي الذي تسيطر عليه المعارضة، نفسه “رئيسًا بالوكالة” للبلاد أمس الأربعاء.
وأمام حشد مؤيد له من المعارضين لحكم الرئيس نيكولاس مادورو في العاصمة كراكاس رفع غوايدو يده اليمنى وأدى القسم رمزيًا، مؤكدًا أن الدستور يكفل له ذلك إلى حين الدعوة لإجراء انتخابات جديدة، وأضاف “أعلم أنه ستكون هنالك تداعيات لذلك، ولكن لتحقيق هذه المهمة (إسقاط مادورو) وصياغة الدستور الذي نحتاج إليه فإننا نحتاج إلى اتفاق ودعم كل الفنزويليين”.
وفي أول رد فعل خارجي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعمه لانقلاب رئيس البرلمان قائلاً في بيان له: “أعترف رسميًا، اليوم، برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيسًا لفنزويلا بالوكالة” فيما رد عليه الرئيس الفنزويلي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أمريكا، مانحًا البعثة الدبلوماسية الأمريكية 72 ساعة لمغادرة البلاد، بينما شككت خارجية واشنطن في صلاحياته باتخاذ هذا القرار.
“مادورو” وفي كلمة له أمام حشد من أنصاره في العاصمة علق على تنصيب غوايدو نفسه رئيسًا للبلاد قائلاً: “لا نريد العودة إلى عهد التدخلات الأمريكية، سأبقى في قصر الرئاسة مع أصوات الشعب الذي ينتخب رئيسًا دستوريًا لفنزويلا”.
أزمة جديدة تشهدها الساحة الفنزويلية التي تمر- رغم ثروتها النفطية المتميزة – بأسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية في تاريخها الحديث، بسبب تراجع أسعار النفط الذي تسبب في انعدام أدنى مقومات الحياة لملايين الفنزوليين ما دفع الكثير منهم إلى تفضيل خيار الهروب من هذا الواقع.
وما بين رئيس منتخب وآخر منقلب يبقى الفنزويليون في انتظار ما ستسفر عنه الساعات القليلة القادمة في ظل مؤشرات التصعيد خاصة بعد دخول العديد من القوى الدولية على خط الأزمة، بين من يبارك الانقلاب ومن يرفضه، فهل تنجح واشنطن بعد سنوات من العداء في الإطاحة بـ”الديكتاتور” كما وصفه وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في 2017؟
مباركة أمريكية
منذ انتخاب مادورو رئيسًا للبلاد للمرة الثانية في مايو 2018 وأمريكا وعدد من الدول الأخرى سواء في أوروبا أم أمريكا اللاتينية المعروفة ضمن “مجموعة ليما” تسعى إلى تحريض الشعب الفنزويلي ضد رئيسه بعدما رفضت نتائج الانتخابات الأخيرة، وصلت إلى حد التلويح بالقيام بعمل عسكري صريح.
علاوة على ذلك دعمت تلك الدول المعارضة الفنزويلية بصورة كبيرة حتى باتت أقوى من النظام نفسه، وذلك عبر تمويلات خارجية واشتباكات بين الحين والآخر مع رجال دين كاثوليك لدعمها، تزامن هذا مع مساعي إجهاض الاقتصاد الفنزويلي الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط، وذلك بعد نجاح مخطط تخفيض أسعار النفط في الأسواق العالمية بالتعاون مع السعودية والدول المصدرة للبترول “أوبك”.
المخطط الأمريكي للإطاحة بالرئيس الفنزويلي عبر بوابة الاحتجاجات المترتبة على تردي الوضع الاقتصادي ارتكز كذلك على تحريض وكالات التصنيف المالي لتدمير سمعة فنزويلا الاستثمارية، وعلى بعض التجار في الداخل، وعلى الشركات الغربية الكبرى التي تتعمّد أحيانًا الامتناع عن توريد السلع للبلد، وهو ما وضع مادورو وحكومته في مأزق حقيقي أمام شعبه، ومن ثم جاءت الفرصة المواتية للانقلاب عليه عن طريق رئيس برلمانه.
وبعد ساعات قليلة من الانقلاب اعتبر ترامب البرلمان الفنزويلي برئاسة غوايدو “الفرع الشرعي الوحيد لحكومة انتخبها الشعب الفنزويلي وفق الأصول”، مضيفًا في بيانه أن “الجمعية الوطنية أعلنت مادورو غير شرعي، ومنصب الرئاسة بالتالي فارغًا” وتابع: “شعب فنزويلا وقف بشجاعة ضد مادورو ونظامه وطالب بالحرية وسيادة القانون، سأستمر في استخدام كل ثقل السلطة الاقتصادية والدبلوماسية للولايات المتحدة للدفع باتجاه إعادة الديمقراطية الفنزويلية”، على حد قوله، فيما طالب وزير خارجيته مايك بومبيو، الرئيس الفنزويلي بـ”التنحي” لصالح رئيس البرلمان المعارض، داعيًا الجيش الفنزويلي وقوات الأمن إلى ما اعتبره دعم الديمقراطية وحماية المدنيين.
لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الوحيدة التي باركت الانقلاب، فمن جهته، هنأ الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماجرو، ومقرها واشنطن، غوايدو وقال في بيان: “تهانينا لخوان جوايدو رئيس فنزويلا بالنيابة، نمنحه اعترافنا الكامل لإعادة الديمقراطية إلى هذا البلد”.
“مهما حدث في فنزويلا، فإن ذلك يعتبر شأنًا داخليًا لهذه الدولة، ويجب دعم الشعب الفنزويلي من خلال تطوير التعاون مع هذا البلد والمساعدة على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة فيها، وليس من خلال حصارها” قسطنطين كوساتشوف
كما أعلنت عدد من دول أمريكا الجنوبية اعترافها بالرئيس المنقلب، حيث أصدر كل من رئيس الباراغواي ماريو عبده بنيتيز والرئيس الكولومبي إيفان دوكي والرئيس البرازيلي جاير بولسونارو ورئيس تشيلي سيباستيان بينيرا ووزارة خارجية البيرو، بيانات داعمة لهذه الخطوة.
كذلك أعرب الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري عن دعمه لغوايدو والاعتراف به رئيسًا لفنزويلا، وهو نفس موقف رئيس الإكوادور لينين مورينو ورئيس كوستاريكا كارلوس كيسادا، ووزارة خارجية غواتيمالا، فيما أشارت بعض المصادر إلى أن الحكومة الكندية كذلك أبدت دعمها.
كما تبنى الاتحاد الأوروبي الموقف الأمريكي وإن كان بطريقة أكثر دبلوماسية، فعلى لسان مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني، فإنه يدعم برلمان فنزويلا “كمؤسسة منتخبة ديمقراطيًا”، ويدعو لاستعادة الديمقراطية على أساس دستوري.
وأضافت في بيان لها: “لقد وجه شعب فنزويلا دعوة هائلة من أجل الديمقراطية والقدرة على تقرير مصيره بحرية، ولا يمكن تجاهل هذه الأصوات، الاتحاد الأوروبي يحث بشدة على الشروع الفوري في عملية سياسية تؤدي إلى انتخابات حرة وذات مصداقية، وفقًا للنظام الدستوري”.
تأييد لـ”مادورو”
وفي المقابل أعلنت كل من روسيا والمكسيك وبوليفيا وكوبا وتركيا اعترافها بسلطة مادورو رافضة الخطوة التي قام بها رئيس البرلمان كونها تدفع بالبلاد إلى مصير مجهول، فمن جانبه قال المتحدث باسم الرئيس المكسيكي أندريس مانويل إن بلاده تؤيد مادورو رئيسًا لفنزويلا، و”نعترف بالسلطات المنتخبة وفقًا للدستور الفنزويلي”، فيما اكتفت المكسيك بعدم التعليق معلنة أن سياستها تقوم على مبدأ “عدم التدخل” في شؤون الدول الأخرى.
جدير بالذكر أن الخارجية المكسيكية كانت قد أعلنت في وقت سابق أنها لا تعتزم تغيير سياساتها تجاه فنزويلا في الوقت الحاليّ، إذ يربط بين الدولتين علاقات جيدة، فيما حضر مادورو مراسم تنصيب الرئيس المكسيكي الجديد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور.
وفي أول رد فعل لها على هذه الخطوة اعتبرت موسكو ما حدث تدخلاً سافرًا من الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لفنزويلا، حيث صرح رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف في حديث لوكالة “نوفوستي”، أمس الأربعاء قائلاً: “مهما حدث في فنزويلا، فإن ذلك يعتبر شأنًا داخليًا لهذه الدولة، ويجب دعم الشعب الفنزويلي من خلال تطوير التعاون مع هذا البلد والمساعدة على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة فيها، وليس من خلال حصارها”.
وأضاف “كل السياسات الأمريكية تجاه فنزويلا، بما في ذلك التصريحات الأخيرة للرئيس دونالد ترامب تعتبر تدخلاً سافرًا وفظًا في شؤونها الداخلية”، وأشار كوساتشوف إلى أن “العالم بات يعرف إلى ماذا أدى تغيير السلطة في ليبيا بتدخل أمريكي مباشر، والصعوبات التي لا يزال العراق يواجهها وكانت سوريا على وشك مواجهتها، وفنزويلا في صف واحد معها”.
قبل أسبوعين من الآن وبالتحديد في الـ7 من يناير الحاليّ، وصف الرئيس الفنزويلي، غوايدو بـ”العميل الأمريكي”، بعد دعوته لتشكيل حكومة انتقالية في البلاد
كما أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، اليوم الخميس، أن الرئيس رجب طيب أردوغان اتصل بنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو معبرًا عن دعمه الكامل له، حيث كتب على تويتر يقول: “اتصل رئيسنا وعبر عن مساندة تركيا للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وقال: أخي مادورو! انهض، نحن بجانبك”.
عربيًا.. أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن قلقها إزاء ما حدث، وعبرت في بيان عن إدانتها لما وصفته بـ”تدخل بعض الدول بالشؤون الداخلية لجمهورية فنزويلا”، موضحة أن “أطرافًا تتدخل وبشكل مباشر من خلال دعم محاولة انقلاب ضد الرئيس المنتخب شرعيا، نيكولاس مادورو”.
وقالت الوزارة “فلسطين تجدد موقفها الداعي لاحترام مبدأ سيادة الدول وأنظمتها الداخلية”، مؤكدة “تضامنها مع تطلعات فنزويلا المشروعة للمزيد من الاستقرار والوحدة والازدهار من خلال حوار وطني سلمي شامل”، مشيدة في الوقت ذاته بـ”مواقف المناصرة والدعم التي تقفها فنزويلا، والرئيس الشرعي نيكولاس مادورو مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة في كل المحافل الدولية”.
وعلى المستوى المحلي فقد أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أن الجيش لن يعترف بإعلان رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو نفسه رئيسًا للبلاد، حيث كتب على حسابه على موقع “تويتر” أن “اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة، نحن جنود الوطن لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة أو أعلن نفسه ذاتيًا بشكل غير قانوني، الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية”.
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتمسك بالسلطة
من غوايدو؟
قبل أسبوعين من الآن وبالتحديد في الـ7من يناير الحاليّ، وصف الرئيس الفنزويلي، غوايدو بـ”العميل الأمريكي”، بعد دعوته لتشكيل حكومة انتقالية في البلاد، حيث قال في لقاء تليفزيوني “إنه عميل أمريكي، ودمية وضعت من الولايات المتحدة والمخابرات الأمريكية، وهم الذين من يتحكمون به”.. فمن غاويدو؟
ولد خوان غوايدو عام 1983، استهل نشاطه السياسي مبكرًا حين كان طالبًا وذلك عبر المشاركة في الاحتجاج ضد قيام هوجو تشافيز بغلق قناة RCTV نظرًا لضلوعها في انقلاب 2002 المدبر أمريكيًا، الذي أجهضه فقراء فنزويلا، ثم التحق بعد ذلك بحزب (الإرادة الشعبية) الذي أسسه ليوبولدو لوبيز في 2009.
في مقال تحت عنوان “فنزويلا: الربيع اللاتيني في مواجهة المشروع البوليفاري” كشف الكاتب إبراهيم علوش حقيقة، لوبيز، الأب الروحي لرئيس البرلمان الفنزويلي الحاليّ، لافتًا إلى أنه قد تلقى تمويلات من عدد من المنظمات الأمريكية على رأسها الوقف الأمريكي للديمقراطية “نيد”، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “يوإس آيد”، كما استقبل أموالاً فاسدة تم تحويلها عن طريق والدته مديرة الشؤون العامة لشركة النفط الفنزويلية قبل أن يستعيد تشافيز السيطرة على تلك الشركة في العامين 2002-2003.
نحو 4 ملايين فنزويلي من أصل 30 مليون غادروا بلادهم خلال السنوات القليلة الأخيرة، هربًا من البؤس والفقر وبحثًا عن أدني مقومات العيش
كما شارك في الانقلاب عسكري المدعوم من الولايات المتحدة في ربيع العام 2002، وكان له دور في الهجوم على وزير الداخلية الفنزويلي واعتقاله حينها، لكن بعد إجهاض الانقلاب كان رد فعل نظام شافيز العِقابي متهوانًا للأسف، وهذا يعتبر، بحسب مقال علوش، من الهفوات الليبرالية للتجربة التشافيزية التي ينفذ أعداء التجربة عبرها لتخريبها من الداخل، فاستمر لوبيز في منصبه كرئيس لبلدية ضاحية “تشاكاو” التي يقطنها الأثرياء في العاصمة كراكاس منذ العام 2000، وأعيد انتخابه (بعد مشاركته في الانقلاب) لنفس المنصب في العام 2004، لكن تم منعه من إعادة الترشح للانتخابات بعد انتهاء فترة رئاسته لبلدية “تشاكاو” في العام 2008، بعد إدانته في العام 2005 بتهم تتعلق بإساءة استخدام أموال البلدية التي يرأسها في غير موضعها.
دخل حزب ليوبولد لوبيز انتخابات البلديات وحاكمية الولايات نهاية 2013، لكنه مُني مع المعارضة بهزيمة، في ظل تفوق الحزب الحاكم، فانطلقت عمليات تخريب، وفي 2014 بدأت محاكمتة أمام المحاكم الفنزويلية في تهم تتعلق بدعم العصابات التخريبية التي دمرت المنشآت العامة وتسببت في إراقة دماء أبرياء ضمن أحداث فبراير من ذات العام، وانتهى الأمر إلى الحكم عليه في سبتمبر 2015 بـ13 عامًا وتسعة أشهر سجن، إلا أنه خرج في يوليو 2017، وهو الآن قيد الإقامة الجبرية.
كثير من المراقبين يرون في غوايدو خليفة لداعمه الأول لوبيز حيث اليد الأكثر قوة لتنفيذ الأجندة الأمريكية داخل فنزويلا هذا في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر في العلاقات مع نظام مادورو وصلت إلى تهديد واشنطن بالقيام بغزو عسكري ضد بلاده بصورة مباشرة.
الوضع إلى أين؟
ليست هذه المرة الأولى التي يُستهدف فيها الرئيس الفنزويلي من واشنطن وحلفائها، ففي 5 من أغسطس الماضي، نجا من محاولة اغتيال عبر تفجير طائرة مسيرة بينما كان يشاهد عرضًا عسكريًا وسط العاصمة كراكاس، متهمًا كولومبيا وأمريكا بالوقوف ورائها، هذا بخلاف ما أثير بشأن محاولات انقلاب خلال الأيام الماضية مدعومة أمريكيًا.
تواجه فنزويلا أزمات سياسية واقتصادية طاحنة تحت مادورو، في وقت تعد فيه كراكاس هدفًا لعزلة سياسية كبيرة في المنطقة وعقوبات مالية تتهددها من الولايات المتحدة وعملائها، هذا الأمر ساهم في تحول جسر سيمون بوليفار في فنزويلا إلى رمز لهجرة الملايين الفنزويليين الذين يقصدون بلدان أمريكا اللاتينية المجاورة مثل البرازيل وبيرو وكولومبيا.
تشير الإحصاءات إلى أن نحو 4 ملايين فنزويلي من أصل 30 مليون غادروا بلادهم خلال السنوات القليلة الأخيرة، هربًا من البؤس والفقر وبحثًا عن أدني مقومات العيش، بعدما بلغ التضخم أكثر من 2600% العام الماضي، فيما تشير التوقعات إلى احتمالية بلوغه 13000ً% هذا العام.
مرونة الرئيس الفنزويلي في التعاطي مع الأحداث الأخيرة ومدى استعداداه لتشكيل حكومة انتقالية وحجم المساندة الدولية لبقائه في منصبه كرئيس منتخب في مواجهة الضغوط الأمريكية اللاتينية الداعمة لغوايدو والتي وجدت في تلك الخطوة فرصتها السانحة للتخلص من خصمها اللدود، وقدرة كليهما على العزف بقوة على وتر الشارع كونه المحرك الأكبر في هذه الحالة لتغليب كفة أي من الرئيسين، المنتخب والمنقلب، هو ما يحدد ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة التي ربما تشهد مفاجآت تلقي بظلالها على القارة اللاتينية بأكملها.