قال القائد السابق لقوات التحالف في أفغانستان أمس الأربعاء أن “الفساد وليس طالبان” هي أسوأ تهديد يواجه أفغانستان التي تمزقها الحرب.
وقال جون آلين في جلسة استماع له أمام لجنة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أن الأمريكيين اعتقدوا لفترة طويلة أن طالبان هي الخطر الوجودي الذي يواجه أفغانستان، لكن بالنظر لمعدلات انتشار وتضخم الفساد، فإن الأمر قد لا يكون كذلك.
وأشار آلين إلى أن جيش أفغانستان الوطني، قد يكون منوطا به الحفاظ على البلاد “من خطر طالبان” إلا أن الحرب الحقيقية لن تنتصر فيها البلاد بدون “قوة إنفاذ القانون والقضاء الفعال والالتزام غير المتحيز بقواعد القانون”
وخلال العام الماضي، خسرت أفغانستان أكثر من 2.4 مليار دولار من عوائدها المتوقعة نتيجة الفساد، بما يوازي 12٪ من ميزانيتها الكلية، ويُتوقع أن تصل تلك النسبة إلى 20٪ من ميزانيتها لهذا العام، ما يعني أن المجتمع الدولي لابد وأن يغطي ثلثي ميزانية البلاد بحسب تقرير لمرصد إعادة إعمار أفغانستان.
وفي تقرير صدر مؤخرا، أحرزت أفغانستان المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم من قبل منظمة الشفافية العالمية.
الفساد في أفغانستان ظهر تأثيره في العديد من جوانب الحياة هناك، فهو يؤدي لإهدار مبالغ كبيرة من المساعدات الخارجية، حيث مهدت هذه الأموال الطريق في البداية لانتشار الفساد، بالإضافة إلى أن الفساد السياسي أدى لحكومة سيئة، حيث إن الفساد والمحسوبية عمقا الفجوة بين الجمهور والحكومة الأفغانية وهو ما يدعم عدم الاستقرار في البلاد.
وفضلا عن الفساد، فهناك زراعة الأفيون التي تصل مساحة الأراضي المزروعة به إلى أكثر من 100 ألف هكتار أو 386 ميلا مربعا.
ويقدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة القيمة الإجمالية المحتملة للمستحضرات الأفيونية الأفغانية في العام الماضي بنحو حوالي ثلاثة مليارات دولار، وهو ما يعادل 15% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ويمثل الفساد المستشري في البلاد، ،المحصول الوفير من الأفيون بعضا من مظاهر فشل السياسة الأميركية في أفغانستان، حيث تستعد القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة للانسحاب بحلول نهاية هذا العام.