بعد وصولها على مرتين خلال شهرين متتاليين، رفضت حركة حماس المنحة القطرية الثالثة المحولة لقطاع غزة بسبب إملاء شروط جديدة من الاحتلال الإسرائيلي، واصفين الشروط بـ”الابتزاز المالي” الذي يعرقل التهدئة.
وصلت التفاهمات بين حركة حماس و”إسرائيل”، التي ترعاها كل من مصر وقطر والأمم المتحدة وصلت إلى طريق مسدود، نتيجة التصرف الإسرائيلي تجاه قطاع غزة في طرق صرف المنحة القطرية ووضع شروط جديدة للمنحة، حيث صرح عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية قائلاً: “قلنا بشكل واضح للأخ السفير إننا نرفض المنحة القطرية الثالثة ردًا على سلوك الاحتلال وردًا على محاولات الاحتلال التملص من التفاهمات التي رعتها مصر والأمم المتحدة وقطر، ونحمّل الاحتلال مسؤولية هذا التلكؤ وهذا التراجع ومحاولة الابتزاز”.
الانتخابات الإسرائيلية وقطاع غزة
أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات الإسرائيلية التي بدأت تدق الأبواب، فنتنياهو يواجه تهم فساد ويبدو أنه يريد أن يظهر أمام المستوطنين على أنه الوحيد القادر على حماية “إسرائيل” من حماس من خلال تغيير سياسته تجاه التفاهمات مع حماس، نتيجة ضغط المستوطنين عليه بوقف المنحة القطرية واتخاذ إجراءات حاسمة تجاه غزة.
تقدر المنحة القطرية المحولة إلى قطاع غزة بـ15 مليون دولار على أن يتم بها دفع رواتب موظفي حماس الذين يبلغ عددهم 40.000 وجزء آخر مخصص لمساعدة الأسر الفقيرة
وكشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من نتنياهو على لسان مسؤول إسرائيلي على موقعها شروط المنحة، حيث قال: “إسرائيل حاولت أن تجد حلاً مبتكرًا عن طريق السفير العمادي وهو إيصال الأموال دون أن تكون “إسرائيل” تحت تهديد حماس”، وفي نفس السياق قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت”: “مساومة المال بالنسبة لحركة حماس، انتهت”، مضيفة : “لن نرى بعد الآن، صورًا مهينة لحقائب الدولارات التي تدخل قطاع غزة، من أجل شراء الهدوء لـ”إسرائيل””.
العمادي وسياسة تحويل المنحة
في حينها وافق محمد العمادي سفير قطر على تحويل المال القطري الداعم لحماس إلى مشاريع إنسانية تخدم قطاع غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة، ويذكر أن ملادينوف كان مؤيدًا لهذه الفكرة على أن تكون الأموال داعمة لخزينة الأمم المتحدة، وفي حديث مغلق كشفته صحيفة “يديعوت أحرنوت” فإن ملادينوف كان أكثر سعادة من يوم زفافه، بعد سماعه هذا الخبر.
وتقدر المنحة القطرية المحولة إلى قطاع غزة بـ15مليون دولار على أن يتم بها دفع رواتب موظفي حماس الذين يبلغ عددهم 40.000 وجزء آخر مخصص لمساعدة الأسر الفقيرة، وكانت “إسرائيل” قد سمحت بإدخال الأموال القطرية مقابل الهدوء على السياج الفاصل مع قطاع غزة ووقف مسيرات العودة وإطلاق الصواريخ، حيث تنطلق المسيرات يوم الجمعة من كل أسبوع وتدعو إلى فك الحصار المفروض على قطاع غزة وعودة اللاجئين الذين هجروا من أراضيهم قبل 70 عامًا.
باتت “إسرائيل” تغير من منظورها للقدرات العسكرية والصاروخية التي تمتلكها فصائل المقاومة في غزة وطورتها عما كانت عليها من قبل
التوتر بين حماس و”إسرائيل”
بعد أن باءت التفاهمات بين حماس و”إسرائيل” بالفشل ورفضت حماس المنحة الثالثة المقدمة من قطر أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة تعليماته إلى مستوطني غلاف غزة بالقرب من الملاجئ تحسبًا لإطلاق صواريخ من قطاع غزة بسبب التهديدات الصادرة عن المقاومة الفلسطينية بالرد على أي عدوان من الاحتلال الإسرائيلي، حيث باتت “إسرائيل” تغير من منظورها للقدرات العسكرية والصاروخية التي تمتلكها فصائل المقاومة في غزة وطورتها عما كانت عليه من قبل وهذا ما شهدته في التصعيدات الأخيرة بينها وبين غزة.
ونقلاً عن صحيفة “يسرائيل هيوم” فإن مصر بعثت برسالة إلى حماس، حيث قالت إنها لن تتدخل لصالحها في أي تصعيد مع “إسرائيل”، وهذا ما يجعل الأمور على المحك.
ترقب دولي للصراع بين غزة و”إسرائيل” بعد تصعيد التهديدات بين الطرفين والانتخابات التي أعطت دروسًا لفصائل المقاومة الفلسطينية في طرق رفع الجهوزية أمام أي تصعيد إسرائيلي محتمل سيؤدي إلى حرب جديدة غير محدودة.