ترجمة حفصة جودة
في كل مرة تتحدث فيها شريفة – السيدة اليمنية الحامل – مع زوجها وأطفالها الذين يعيشون في الولايات المتحدة تنتهي مكالمتهم دائمًا بالدموع، وفي الحدث الذي أُقيم ليحيي الذكرى الثانية لحظر المسلمين الذين أصدره ترامب، ذكرت إلهان عمر نائبة الكونغرس تلك القصة عن شريفة التي رُفضت تأشيرتها للانضمام لأسرتها بأمريكا.
تقول عمر: “هذا الأمر يزعجني لأنني أغلقت مكالمة الهاتف للتو مع أطفالي الثلاث، وأعاني لكي أفهم كيف يتناسب هذا القرار مع القيم التي تحملها تلك البلاد”، هناك أوجه تشابه ظاهرة بين عمر – الصومالية الأمريكية – وشريفة، فكلتاهما أم وكلتاهما مسلمة والاثنتان من بلاد تقع داخل الحظر، لكن إحداهما عضو في الكونغرس بينما الأخرى تُعامل على أنها خطر على الأمن ومحظورة من دخول البلاد.
هذا التشابه يسلط الضوء على الحظر التعسفي والظالم الذي يقيد السفر من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة مثل اليمن والصومال والعراق وسوريا وليبيا وإيران، تظاهرت عمر وبعض أعضاء الكونغرس من الديمقراطيين ضد هذا الحظر يوم الإثنين وتعهدوا بالضغط على قرار ترامب الرئاسي بكل الطرق التشريعية.
قالت عمر أمام حشد من عشرات النشطاء في بهو مبنى الكونغرس “الكابيتول”: “إنني أعلم بشكل مباشر كم هي مدمرة هذه السياسة لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يرغبون في القدوم لهذه البلاد بحثًا عن حياة أفضل”.
وأضافت عضو الكونغرس أن الإدارة الأمريكية نجحت في فرض “اختبار ديني” يمنع المسلمين من دخول البلاد واستشهدت بالأبحاث التي تظهر أن الإدارة قللت من قبول اللاجئين المسلمين بنسبة 91% منذ تولي ترامب الرئاسة، تقول عمر: “ربما لم يتمكن ترامب من بناء حائطه الحدودي، لكنه تمكن من بناء حائط خفي يمنع الناس من جميع أنحاء العالم من الدخول لأمريكا وفقًا لدينهم فقط”.
قنابل أمريكية
تعهد المشرعون الديمقراطيون – الذين يسيطرون الآن على مجلس النواب – بالتضييق على الحظر ماليًا وذلك بمنع أي تمويل لتنفيذ القرار، وقامت النائبة جودي شو والنائب كريس مروفي بإعادة تقديم قانون 2017 الذي ينص على منع استخدام أي أموال أو رسوم لتنفيذ القرار.
يقول مورفي – الذي ينتقد حرب اليمن بكل صراحة -: “كعضو في العلاقات الخارجية فإن أحد الأسباب التي تحرمني من النوم ليلاً فيما يتعلق بحظر المسلمين هو أنني أفكر فيما نفعله بتلك الأمم التي نمنعها من دخول الولايات المتحدة، إننا نلقي قنابل أمريكية الصنع على تلك البلاد، ونخلق كوابيس إنسانية في تلك الأماكن، ولم تتخذ أمريكا قرارًا من قبل بحبس هؤلاء الناس في بلادهم ومنعهم من الخروج”.
وأطلق النائب على هذا الحظر اسم “كارثة الأمن القومي” مشيرًا إلى أنه يصور للعالم أن الولايات المتحدة تنظر للمسلمين في كل أنحاء العالم كمصدر تهديد، وأضاف: “هذا يجعلنا أضعف كل يوم”، ومن ناحيتها قالت شو إنه ينبغي على الكونغرس أن لا يسمح بصرف أي دولار لتمويل سياسات ترامب التي من شأنها أن تقسم الأمريكيين.
انتقدت شو عدم احترام الرئيس الأمريكي للحقائق واستشهدت بتغريدته الأخيرة التي تنم عن الإسلاموفوبيا التي قال فيها دون دليل أنهم وجدوا سجادة صلاة على الحدود الأمريكية المكسيكية وذلك لإثارة الرعب بشأن احتمالية عبور المسلمين إلى الولايات المتحدة دون وثائق.
وأضافت شو: “ليس للصدق مكان في حملة ترامب المبنية على الخوف والانقسام، لكن ما يهمني هو رأي الشعب الأمريكي، فلن أنسى أول مرة عند إعلان قرار الحظر وذهابنا إلى المطار واحتجاج المئات من الناس لعدة ساعات هناك”.
إنني متفائلة للغاية
وبجانب عمر أدان عضوا الكونغرس المسلمين أندريه كارسون ورشيدة طليب هذا الحظر، وسلطت طليب الضوء على العلاقة بين ارتفاع نسبة جرائم الكراهية وإعلان ترامب للحظر منذ ترشحه أواخر 2015، تقول طليب: “من المدهش أنه في الوقت الذي تحظر فيه بلادنا المسلمين يترشح المزيد من المسلمين للكونغرس”، وأشارت طليب إلى أنها وإلهان لم يتم اختيارهما من الأغلبية المسلمة، لكن من زملائهم الأمريكيين الذين يهتمون بما هو أبعد من ديانة المرشح، وتضيف طليب: “هذا ما يمنحني الأمل في المستقبل”.
يعتمد النشطاء الأمريكيون على السياسيين لإلغاء الحظر بعد أن أيدت المحكمة العليا الأمريكية هذا القرار العام الماضي، لكن مع سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ فإن الطريق لن يكون سهلًا أمام معارضي الحظر، ومع ذلك تقول النائبة عمر إنها متفائلة بشأن احتمالية النجاح.
تقول عمر: “إنني متفائلة جدًا وأعتقد أننا سنكون قادرين على القيام بشيء ما في المجلس، وما يمكننا أن نأمل به هو أن نتمكن من اتخاذ خطوات تقربنا من الهدف النهائي، لذا إذا استطعنا أن نحقق شيئًا ما في مجلس النواب فيمكننا أن نحاول تحقيق أشياء في مجلس الشيوخ، وحتى إذا فشل مجلس الشيوخ في تعزيز الإجراءات ضد الحظر فإن هذا الجهد يزيد من فرص التغلب على الحظر بعد الانتخابات الرئاسية عام 2020”.
المصدر: ميدل إيست آي