قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن إيران قللت عدد طائراتها التي ترسلها لنظام الأسد، لكن العراق لا تستطيع أن توقف جميع الطائرات القادمة من طهران إلى دمشق عبر مجال العراق الجوي.
وقال زيباري من واشنطن أن حكومته فحصت الطائرات الإيرانية التي وجدتها تحمل سلاحا بالفعل، لكنه أكد مرة أخرى أن العراق لن تستطيع منع الطائرات الإيرانية بشكل كامل، وأضاف “العراق لن يكون كبش فداء” للدول الأخرى.
وكانت واشنطن قد انتقدت حكومة بغداد لسماحها الطائرات الإيرانية بالمرور عبر أجوائها لدعم النظام السوري الذي قتل أكثر من ١٠٠ ألف شخصية في حرب ضد شعبه استمرت على مدار عامين.
وأكد زيباري أن روسيا تمد النظام السوري بالسلاح عن طريق البحر، قائلا “ولا نريد أن يصبح العراق كبش فداء لعدم وفاء الأطراف الأخرى بالتزاماتها، وفي كل الأحوال فإن العراق سيتحمل مسؤولياته.”
وقال زيباري منتقدا الإدارة الأمريكية التي تدعم المقاتلين المعارضين لبشار الأسد، أن سوريا تقع على بُعد ٥٠٠٠ آلاف ميل من الأراضي الأمريكية، فيما هي على عتبات أبوابنا، ولا نريد أن تصبح “ملاذا للإرهابيين” بالنسبة للقاعدة.
وكانت القاعدة في العراق قد تبنت تفجيرات في عيد الفطر أدت لمقتل العشرات، والقاعدة في العراق ترتبط بشكل عضوي بدولة العراق والشام الإسلامية التي تعمل في سوريا كذلك.
وكان تقرير للمخابرات الغربية في سبتمبر/أيلول الماضي قد قال إن إيران تستخدم الطائرات المدنية لنقل العسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي لمساعدة الأسد، إلا أن العراق نفى ذلك في حينه.
ورغم النفي العراقي إلا أن الدبلوماسيين الغربيين أصروا سابقا على أن شحنات الأسلحة الإيرانية عبر العراق مستمرة عبر البر والجو، رغم وعود بغداد المتكررة لوضع حد لإمدادات الأسلحة الإيرانية إلى الأسد.
أما روسيا التي يقول دبلوماسيون إنها ظلت موردا رئيسيا لأسلحة الأسد، فهي لا تخضع بعكس إيران لحظر الأمم المتحدة لتجارة الأسلحة، وبالتالي فهي لا تنتهك قواعد الأمم المتحدة عند تصدير الأسلحة لسوريا، ولكن السلوك الإيراني يشكل انتهاكا لحظر تصدير السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران ضمن عقوبات أخرى بسبب برنامجها النووي.
وهو ما يطرح التساؤلات عن البعد القيمي لمنع تصدير السلاح لسوريا، عما إذا كان يتعلق بالموقف من إيران أم بالموقف الإنساني من قتل المدنيين.