في كنائس دبي القليلة التي يتكدس بها المصلون وفي قداسات يحوطها التكتم في الرياض يترقب الكاثوليك في أنحاء الخليج بشغف زيارة البابا فرنسيس التاريخية للإمارات، في وقت تسعى فيه الدولة الخليجية للظهور في صورة الدولة المتقبلة لأصحاب الديانات المغايرة، وتشهد فيه دول خليجية أخرى إصلاحًا اجتماعيًا.
هؤلاء يأملون أن تعزز أول زيارة على الإطلاق – يقوم بها بابا الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية التي كانت مهدًا للإسلام – تقبُّل المنطقة لوجود مليوني كاثوليكي يعملون في الخليج، كثير منهم من الهند والفلبين، كما يريدون الانتقال بصورة أيسر لكنائس الإمارات والسماح ببناء كنائس أصلاً في السعودية.
نرحب بزيارة البابا فرانسيس لدولة الامارات .. زيارة تاريخية هدفها تعميق قيم التسامح والتفاهم والحوار الديني … تجمعنا الإخوة الانسانية .. وتجمعنا الوصايا السماوية المشتركة .. وتجمعنا نوايانا من أجل مستقبل أفضل البشرية .. أهلا وسهلا بك في عام التسامح على أرض الإمارات
— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) February 2, 2019
بابا الفاتيكان في مهد الإسلام لأول مرة
أقل من 48 ساعة سيقضيها البابا في الإمارات، ومن المقرر أن يُلقي خطابين فقط خلال زيارته التي تبدأ مساء الأحد (3 من فبراير/شباط)، ويرأس قداسًا في مدينة زايد الرياضية بأبو ظبي يوم الثلاثاء 5 من فبراير/شباط الحاليّ، ومن المتوقع أن يحضره نحو 120 ألف شخص، كما سيضع حجر الأساس بالمشاركة مع شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب لكنيسة ومسجد، علاوة على توقيع إعلان مشترك يعبر عن الاحترام المتبادل بين الديانتين، الإسلام والمسيحية، بالنيابة عن الملايين من أتباعهما.
يعتبر المعارضون للزيارة أن البابا ورَّط نفسه في التعاون مع دولة الإمارات التي تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة الحوثيين في اليمن
الزيارة ليست مستغربة نظرًا لعدد الكاثوليك في الإمارات، واستغرق الإعداد لها وقتًا طويلاً منذ أن دعا ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان البابا فرانسيس لزيارة الإمارات بعد لقائهما في الفاتيكان عام 2016، كما زار البابا من قبل نحو 6 دول ذات أغلبية مسلمة، وسيزور البابا، في مارس/آذار المقبل، المغرب الذي لا يشكل المسيحيون فيها إلا 1% من السكان.
يواجه البابا انتقادات شديدة بسبب هذه الزيارة، حيث يعتبر المعارضون للزيارة أنه ورَّط نفسه في التعاون مع دولة الإمارات التي تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة الحوثيين في اليمن، وبحسب ما نقلت صحيفة “ذا أوبزرفر” عن إميل نخلة المسؤول السابق في الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)، فإنه “ليس جيدًا بالنسبة للبابا أن يقوم بزيارة الإمارات بينما حكومتها منخرطة في ارتكاب كل الأعمال الوحشية في اليمن”.
صحيح أن زيارة البابا فرنسيس الى الإمارات تفتح “صفحة جديدة” في التاريخ فهو اول بابا يزور شبه الجزيرة العربية، ولكن هذا الزائر الابيض لن يبيّض صفحة المضيف السوداء من جرائمه بحق جاره اليمني ..#البابا_فرانسيس_في_الامارات
— heba mahmoud (@heba_jm) February 3, 2019
وفي العام الماضي، قالت الأمم المتحدة إن التحالف الذي تقوده السعودية قتل الآلاف من اليمنيين في الغارات الجوية وربما ارتكبوا جرائم حرب بموجب القانون الدولي، وقال مسؤولو الأمم المتحدة هذا الشهر إن أكثر من 10 ملايين شخص في اليمن معرضون لخطر المجاعة.
رجل يبيع تذكارات في كنيسة سانت ماري في دبي قبيل زيارة بابا الفاتيكان
وعلى الرغم من أن البابا سيزور الإمارات دون غيرها، فإن زيارته ستكون موضع متابعة عن قرب من الكاثوليك في مختلف أنحاء المنطقة ممن يأملون في قدر أكبر من القبول بوجودهم في المجتمع الخليجي، حيث ستركز الزيارة – كما يقول الفاتيكان – على الحوار بين الأديان والسلام، كما سبق أن استغل البابا زياراته السابقة لتركيا وأذربيجان ومصر في الدعوة للحوار بين الأديان وإدانة العنف الذي يمارس باسم الدين.
مواطنو الإمارات معظمهم من المسلمين السنة، لكن عدد الأجانب الذين يعملون غالبًا في مكاتب ومدارس ومنازل ومواقع تشييد يفوق عدد المواطنين الإماراتيين بنحو تسعة إلى واحد، ويعيش في الإمارات نحو نصف الكاثوليك في الخليج، أي ما يقرب من مليون كاثوليكي، ويشكلون نحو 9% من السكان، والهندوس 7% والبوذيون 2% وفقًا لاستعراض السكان العالمي، ويعيش أكثر من 200 جنسية في الإمارات العربية المتحدة.
إن الأمر يتطلب أكثر من عقد اجتماعات رمزية للتغطية على سجل #الإمارات المروع في مجال حقوق الإنسان. وسوف يفوت الاستقبال الحافل للبابا فرنسيس، العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان، ومن بينهم #أحمد_منصور وناصر بن غيث ومحمد الركن، الذين سجنوا لمجرد ممارستهم لحقهم في حرية التعبير.
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) February 3, 2019
بناء على ذلك، يبدو أن تعريف الفيلسوف وعالم الاجتماع، هربرت ماركوزه، لمفهوم “التسامح القمعي” ينطبق تمامًا على الإمارات، فكل شيء موجود هناك جنبًا إلى جنب وفي كنف التسامح، بما في ذلك الحقائق والأكاذيب، وكل ما له معنى وما لا معنى له، والرأسمالية والاشتراكية، هكذا يتم المحافظة على توازن القوى، بطريقة تسمح للأقوى بأن يحكم، وبذلك لا يعتبر هذا النوع من التسامح إلا أداة للقمع.
عن “التسامح القمعي” في دولة التسامح
رغم أن الإمارات تروج لنفسها على أنها أكثر دول الخليج تقبلاً لأصحاب الأديان الأخرى، فإن قسيسين ومصلين ودبلوماسيين يقولون إن بها قيودًا أيضًا، حيث تمنع السلطات التجمعات الدينية غير المصرح بها ويمنع القانون تغيير الديانة، كما تمنع الاتفاقات التي أقيمت الكنائس بمقتضاها قرع الأجراس أو رفع الصلبان في أماكن ظاهرة.
كما أن الأرض المخصصة لبناء دور العبادة محدودة، ولذلك توجد 9 كنائس فقط للكاثوليك في الإمارات، وتزدحم الكنائس في عطلات نهاية الأسبوع حتى إن بعض المصلين يقفون في الخارج حيث تذاع الصلوات أحيانًا على شاشات عرض، وفي دبي، يقطع بعض المصلين رحلات طويلة بالحافلات إلى الكنيسة.
في حين تفتح الإمارات أبوابها لأصحاب الديانات الأخرى مثل اليهودية والميسيحية، ثمة مفارقة مهمة رصدتها صحيفة” وال ستريت جورنال”، نقلاً عن وزارة الخارجية الأمريكية، وهي التخوف الشديد وعدم التسامح مع أنصار تيار الإسلام السياسي
ووفقًا لمنظمة “الأبواب المفتوحة” (Open Doors)، التي تراقب الاضطهاد المسيحي في جميع أنحاء العالم، فإن “المغتربين المسيحيين في الإمارات أحرار في العبادة على انفراد، لكن الحكومة لا تسمح لهم بالتبشير أو الصلاة في الأماكن العامة، ويتحمل المتحولون من الإسلام أكثر الاضطهاد لأنهم يواجهون ضغوطًا من أفراد الأسرة والمجتمع المحلي للتراجع عن إيمانهم المسيحي”، وهذا ما يفسر عدم وجود أي تقارير عن مقتل أو إيذاء مسيحيين بسبب إيمانهم.
ولأن الإسلام يهيمن على الحياة العامة، فمن المستحيل تقريبًا على المتحولين أن يكشفوا عن تحولهم، فغالبًا ما يفقد المتحولون المسيحيون ميراثهم وحقوقهم الأبوية، ويُجبرون على الزواج أو يُطردون من عملهم أو يُطلب منهم العمل مجانًا، لتجنب عقوبة الإعدام أو العقوبات الأخرى، وغالبًا ما يشعر المتحولون المسيحيون بأن عليهم إخفاء عقيدتهم أو الفرار إلى بلد آخر بسبب مخاوف من الاضطهاد المسيحي، فالكراهية محظورة أيضًا، لكن غير المسلمين يمكنهم العبادة في مبانٍ أو منازل خاصة.
وفي حين تفتح الإمارات أبوابها لأصحاب الديانات الأخرى مثل اليهودية والميسيحية، ثمة مفارقة مهمة رصدتها صحيفة” وال ستريت جورنال“، نقلاً عن وزارة الخارجية الأمريكية، وهي التخوف الشديد وعدم التسامح مع أنصار تيار الإسلام السياسي، إذ تشرف وزارة الأوقاف بشكل كبير على خطب الجمعة، خوفًا من “انحراف أهدافها”، وتعتقل السلطات عدد كبير من المعارضين الإماراتيين من أبناء هذا التيار.
مسيحيون في أثناء أدائهم للصلاة في دبي
وتجسيدًا للدور الذي ترسمه الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح والإخوة الإنسانية، أُعلنت الدولة الخليجية عام 2019 “عام التسامح” لتشجيعها كدولة معتدلة ومستقرة وشاملة، كما أطلقت الحكومة قانونًا مناهضًا للتمييز ووزارة للتسامح ومعهدًا دوليًا للتسامح من أجل تحدي التطرف والترويج لدولة الإمارات كنموذج يحتذى به للتعايش.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن الإمارات لديها رسائل واضحة ومهمة من وراء التسامح مع أصحاب الديانات الأخرى وهي تعزيز فكرة تقول إنَّه في منطقة مزقتها الصراعات، يمكن للأشخاص أصحاب الثقافات والديانات المختلفة أن يجدوا أرضية مشتركة، وأيضًا محاربة التطرف والإرهاب.
ولا تخفى المفارقة في تباين الأحوال النفسية للدولة وللمجتمع، فالحدث الذي سيخلف بطولة آسيا لكرة القدم بعد يوم واحد من نهايتها هو المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية برعاية ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، فهل هناك أعجب من بطولة يُداس فيها على معاني الأخوة الإنسانية ليأتي بعدها مؤتمر يحدث الناس عن الأخوة الإنسانية؟
حال المسيحيين في دول الخليج
ترجع العلاقة بين منطقة الخليج والمسيحية إلى القرن الرابع الميلادي، وقد عُثر على آثار لمجتمعات مسيحية في منطقة القصر بالكويت الحاليّة وجزيرة صير بني ياس في الإمارات، وتروي كتب التاريخ أن بعض القبائل العربية التي كانت على صلة بمركز المسيحية في الحيرة بوسط العراق ربما ساهموا في انتشارها في الخليج، كما أن اضطهاد النساطرة في الإمبراطورية الفارسية بين عامي 309 و379 دفع المسيحيين للهجرة خارج الإمبراطورية ربما للخليج.
في حين تتباهى المدينة بتاريخ من التسامح الديني، يوجد القليل من العلامات الدالة على وجود ديانات أخرى غير الإسلام في دبي
وبعد عام 410 رصد المؤرخون وجودًا مسيحيًا مكثفًا في المنطقة ممثلاً في كنائس وأديرة وقساوسة، وتركزوا بشكل أساسي في شمال شرق شبه الجزيرة العربية، وفي الجنوب كانت هناك كنيسة بيت قطراي، التي امتد مجالها من قطر إلى صحار في سلطنة عمان، وعُثر على آثار لمجتمعات مسيحية في هذه المنطقة أيضًا، وفي القرن الـ7 الميلادي انتشر الإسلام في منطقة الخليج العربي حتى بات الدين المهيمن حتى اليوم.
ومنذ الستينيات، ومع الطفرة النفطية في منطقة الخليج وفد الكثير من الأجانب وكان من بينهم مسيحيون، وسمح حكام الإمارات بإنشاء الكنائس، وكانوا عادةً أكثر تسامحًا على الصعيد الديني من الدول المجاورة لهم مثل السعودية، ففي عام 1966 تبرع الشيخ راشد بقطعة أرض لبعثة مسيحية من الرومان الكاثوليك، وتطورت المدينة من حول كنيسة سانت ماري، التي توجد الآن بجانب طريق مزدحم في قلب مدينة دبي.
كما يوجد في دبي الكثير من الكنائس وجميعها على أراضٍ تبرع بها نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، وتستضيف الكنائس عشرات الخدمات الكنسية باللغتين الإنجليزية والعربية وكذلك لغات أخرى من التاغالوغية إلى مالايالامية، توجد نحو 45 كنيسة مرخصة في البلاد، لكنها تخدم 700 تجمع مسيحي، وهو ما يجبرهم على التشارك في مساحة صغيرة لممارسة العبادات.
في عام 1958 سمح الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم والد دبي الحالي ّالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ببناء معبد هندوسي، يمكن الوصول إليه اليوم عبر ممر على جانبيه متاجر لبيع تماثيل للآلهة وأكاليل من الزهور والمخمل، ويوجد هذا المعبد الوحيد في بلد ربما يعيش به الآن أكثر من نصف مليون هندوسي، ويستقبل هذا المكان الصغير المعطر برائحة خشب الصندل عشرات الآلاف من المتعبدين الهندوس والسيخ، كل أسبوع.
رغم ذلك لم يكن الطريق نحو حرية ممارسة العبادة في الإمارات مفروشًا بالورود، فالحريات الدينية تخضع لقيود، إذ إن الدستور الإماراتي يكفل حرية العبادة ما دامت لا تتعارض مع الأخلاق والسياسات العامة، وذلك حسبما أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها عن الحرية الدينية لعام 2017، ويحظر قانون البلاد أيضًا الإلحاد ونشر ديانات غير الإسلام.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد دبي إحدى إماراتها، توجد قيود معرقلة لحرية التعبير، وتفرض فيها رقابة واسعة على وسائل الإعلام، وهناك عشرات الناشطين في السجون، وفي حين تتباهى المدينة بتاريخ من التسامح الديني، يوجد القليل من العلامات الدالة على وجود ديانات أخرى غير الإسلام في دبي.
يطرح الامير محمد اجراء شبه ثورة ثقافية تعيد المملكة الى ما كانت عليها قبل عامر١٩٧٩ وهذا مهم جدا لخلق تيار الاعتدال الاسلامي فيها بعيدا عن التزمت وانفتاح على جميع الاديان وزيارة البطريرك الراعي خير مثال وقد قيل لي ان كنيسة قديمة ستفتح في انتظار تشييد كنيسة جديدة pic.twitter.com/0cKByj8HU9
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) November 25, 2017
هل تسبح السعودية أيضًا مع التيار؟
في عام 2008، اُفتتحت في قطر أول كنيسة على أراضيها، منهية بذلك نصف قرن من ممارسة عشرات آلاف العمال الأجانب طقوس العبادة سرًا، وتضم 3 آلاف مقعد في مجمع ديني مسوَّر يطلق عليه مجمع الأديان على المشارف الجنوبية للعاصمة، وفي المجمع نقطة تفتيش أمنية دائمة.
وتبرع الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر حينئذ بالأرض التي بنيت عليها الكنيسة، وكلفت 15 مليون دولار وتقع على مشارف العاصمة الدوحة، كما أقر الأمير بناء خمس كنائس أخرى لطوائف مسيحية مختلفة، ورغم أنه من المسموح بناء كنائس لكن الكاثوليك يقولون إنهم يشعرون بأن عليهم قيودًا خارج أماكن العبادة.
بعثت اتصالات أجرتها السعودية مع ممثلين مسيحيين في الآونة الأخيرة الأمل في نفوس المسيحيين بحدوث تغيير
وبناء الكنائس مسموح به أيضًا في سلطنة عمان والكويت والبحرين، وكانت أول كنيسة خليجية افتتحت في البحرين عام 1939، وتقول الكنيسة إن هناك كنيسة في المنامة، والأعمال جارية لبناء كاتدرائية النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية، على أرض وهبها الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة.
وفي الكويت سمحت السلطات ببناء كنيستين هما الوحيدتان المعترف بهما رسميًا، وهناك أيضًا صالة للصلاة لم يسمح بتحويلها إلى كنيسة، وفي قطر هناك كنيسة كاثوليكية كبيرة جدًا، إضافة إلى كنيسة للسريان الملبار الكاثوليك وأخرى للملنكار الكاثوليك وثالثة للموارنة، وتوجد 7 كنائس كاثوليكية في الإمارات و4 في عمان و3 في الكويت.
ووفقًا لأحدث أرقام الكنيسة في عام 2017، يتوزع الكاثوليك من حيث العدد في تلك الدول كالتالي: 250 ألف شخص في البحرين و300 ألف في قطر، نحو 90% منهم كاثوليك من الفلبين وغيرها من الدول الآسيوية، وما يقارب نصف مليون في الكويت و1.5 مليون في السعودية.
وبالنسبة للسعودية تشير التقديرات إلى وجود نحو مليوني وافد من المسيحيين، وكانت إقامتهم لشعائرهم محظورة رسميًا، كما هو الحال بالنسبة لبناء الكنائس أو دور العبادة لغير المسلمين، فهناك حظر رسمي على بنائها استنادًا لآراء وفتاوى رجال الدين المتشددة، التي تقوم على أنه “لا يجوز بناء الكنائس في جزيرة العرب، ولا تبقى فيها حتى الكنائس القديمة”.
ومع ذلك يزعم موقع “World Christian Database“ أن هناك نحو 13 ألف سعودي، يعتنقون المسيحية سرًا، فيما أورد موقع “Open Doors” المتخصص في تتبع أخبار المسيحيين المضطهدين حول العالم قصصًا قال إنها لسعوديين تحولوا للمسيحية ويجتمعون في كنائس سرية تحت الأرض.
وفي عهد ولي العهد محمد بن سلمان عادت الأخبار لفتح الأبواب أمام تساؤلات عريضة يصعب على السعودية الإجابة عنها بشأن دخول المسيحية إلى بلاد الحرمين، وبعثت اتصالات أجرتها السعودية مع ممثلين مسيحيين في الآونة الأخيرة الأمل في نفوس المسيحيين بحدوث تغيير.
كانت صحيفة “الإيكونوميست” البريطانية قد نقلت عن مستشار ملكي سعودي قوله: “مدينة نيوم في أقصى شمال غرب المملكة من الأماكن المحتملة لافتتاح كنيسة”
وفي ظل التغييرات التي يقودها ولي العهد، أُقيم قداس خلال زيارة بابا الأقباط تواضروس للرياض العام الماضي، وفي عام 2017 قام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بزيارة السعودية، ولم يعد بعدها عزم المملكة خافيًا على ترميم كنيسة تاريخية في مدينة الجبيل وبناء أخرى.
“هناك كنائس بالمئات في كل أرجاء السعودية” هكذا زعم مسيحي سعودي، أطلق على نفسه اسم أبو مريم، ظهر في برنامج تبشيري مع الإعلامية نادية يوسف، مشددًا على أن هناك مئات الكنائس البيتية في السعودية، وكانت صحيفة “الإيكونوميست” البريطانية قد نقلت عن مستشار ملكي سعودي قوله: “مدينة نيوم في أقصى شمال غرب المملكة من الأماكن المحتملة لافتتاح كنيسة”.
مما لا شك فيه أن الإمارات ليست الأسوأ بين ممالك الخليج، فعند الحديث عن الحرية المدنية، تعتبر الإمارات أفضل من المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت، وتعد دولة الإمارات غنية، والدول الغنية ليست بحاجة لإظهار هذه القسوة، ولكن يبدو أن حكام الإمارات يحبون التسامح، ولكن ليس لدرجة أن يسمحوا لشعبهم بتطبيق مبادئ الديمقراطية.