تقوم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بتفكيك مجموعات مكافحة الإرهاب التابعة لها في جنوب وشرق أفغانستان تاركة خلفها فراغًا أمنيًا كبيرًا يتوقع أن يملأه مقاتلوا طالبان والقاعدة، كما يتوقع خبراء عسكريين أن انسحاب هذه القوات سيؤدي إلى طوفان من الأسلحة والمقاتلين يعبر من باكستان إلى أفغانستان.
أحد المتحدثين باسم الرئيس الأفغاني المنتهية فترته، حامد كارازاي، يدعى “آيمال فايزي” انتقد ما تقوم به الوكالة وقال: “الوكالة بدأت في إنهاء تعاقدتها مع المجموعات المسلحة التي كانت تستخدمها في مناطق حساسة جدًا، وسنحتاج إلى ملئ الفراغ الذي ستتركه هذه المجموعات بقوات من عندنا”.
ولكن عسكريين أمريكيين يرون أن القوات الأفغانية لا تمتلك القوة الكافية لملئ هذا الفراغ، فبينما تتحدث التقارير عن أن صيف 2014 سيكون ساخنًا وسيشهد تحركات قوية لطالبان والقاعدة، تقوم الوكالة بسحب مقاتليها المدربين وتستبدلهم بآخرين من الجيش الأفغاني لن يكونوا قادرين أبدًا على الصمود في وجه مقاتلي طالبان والقاعدة، وهو الأمر الذي سيتيح لمجموعات القاعدة التي تقلص حجمها في السنوات الأخيرة أن تنمو من جديد وتتوزع في المنطقة كما كانت قبل عقد من الآن.
وكانت الإدارة الأمريكية تسعى إلى إبقاء المجموعات المسلحة التابعة للسي أي إيه داخل أفغانستان حتى بعد انسحاب الجيش الأمريكي، إلا أن الوكالة قالت إنها غير مستعدة للمخاطرة بمقاتليها وإبقائهم في أفغانستان دون سند عسكري.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تهدف إلى إبقاء حوالي 10 آلاف جندي أمريكي في أفغانستان بصفة دائمة حتى بعد إنهاء انسحاب الأمريكيين نهاية هذا العام، إلا أن رفض كارازاي للاتفاقية الأمنية وحاجة البلاد لأشهر أخرى حتى تنتهي من العملية الانتخابية للرئيس الجديد؛ جعلت أوباما يقرر سحب كل جنوده من أفغانستان وغلق القواعد الست التي كان يفترض أن تبقى في حال عقد الاتفاق الأمني.
وأما المجموعات التابعة للسي أي إيه فهي مستقلة عن إدارة أوباما وعن الجيش الأمريكي، وهي مشكلة من قبل “مرتزقة” أفغان بدأت الوكالة في تدريبهم منذ احتلال أفغانستان في سنة 2001، والمهمة الرسمية الموكلة إلى هذه المجموعات هي حماية تحركات الجيش والبعثات الدبلوماسية الأمريكية، ورغم أن الحديث كان يدور في الأشهر الماضية على توسيع مهامها وزيادة عددها بحكم قدرتها قانونيًا على البقاء في أفغانستان سواء عقد الاتفاق الأمني أو لم يعقد، فإن قرار الوكالة جاء بتفكيكها.
وحسب مسؤولين في الوكالة طلبوا عدم ذكر أسمائهم، فإن أولى المجموعات التي تم تفكيكها وعدد أعضائها 900 كانت في منطقة شكين في باكتيكا، وبعد شهر واحد من تفكيك هذه المجموعة وقعت المنطقة تحت قبضة مقاتلي طالبان ولازالت المواجهات مستمرة هناك بين الجيش ومقاتلي الحركة.
المتحدث باسم كارازاي، فايزي، قال إن الاستخبارات الأفغانية تواصلت مع هذه القوة في شكين وحاولت ضمها إلى الاستخبارات الأفغانية للاستفادة من مهاراتها وحتى لا تستفيد طالبان منهم، ورغم أن الاستخبارات الأفغانية عرضت على 900 مقاتل نفس المبالغ التي كانوا يحصلون عليها من السي أي إيه فإن 100 مقاتل فقط وافق على التعاون معها.
المصدر: ترجمة نون بوست من موقع thedailybeast