تتجه الأعين خلال الساعات القادمة إلى حمص المحاصرة، حيث أُعلن السبت الماضي عن دخول اتفاقية “هدنة حمص” حيز التنفيذ بين كتائب الثوار المتحصنة في الداخل وقوات الأسد، وذلك بعد توقف لإطلاق النار منذ مساء الجمعة.
وقالت مصادر من المعارضة السورية إن الاتفاق هذا يأتي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية السورية في ما يبدو أنه انتصار للرئيس بشار الأسد بعد أن عجزت قواته دخول حمص المحاصرة رغم حصار دام أكثر عامين ودكٍ بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
الغريب في الأمر أن الصفقة كان ثمنها إفراج كتائب الثوار عن ضابط روسي و21 إيرانيًا – منهم إمرأة حاولت تفجير نفسها عند معبر باب السلامة في حلب شمال سوريا – مقابل ضمان خروج نحو 2400 عنصرًا منها من الأحياء التي تحاصرها قوات النظام إلى الريف الشمالي لحمص.
وبحسب الصفقة، فإن الأمم المتحدة سوف تسهل نقل الثوار في 40 حافلة، ويرافق كل حافلة عضو من الأمم المتحدة، كما ترافق شرطة النظام المدنية الحافلات التي تتوجه إلى الريف الشمالي لحمص الذي تسيطر كتائب الثوار.
وتقول مصادر إن جلسات المفاوضات كانت بحضور قادة الثوار والعديد من المسؤولين الحكوميين والأمنيين، بالإضافة لضابط إيراني رفيع المستوى.
وكان من المقرر أن يبدأ نقل الثوار البارحة – الأحد – إلا أن شيئًا لم يتم، وسط تعتيم من الجانبين على موعد البدء في التنفيذ.
وتشير بنود الصفقة إلى السماح لمقاتلي المعارضة بإخراج نصف الأسلحة الرشاشة المتوسطة، كما يحق لكل مقاتل الخروج بسلاحه الفردي وحقيبة، دون السماح بإخراج أي من الأسلحة الثقيلة.
كما تتكفل سيارات الهلال الأحمر السوري بنقل المصابين من داخل الأحياء المحاصرة، كما يسمح لها بإدخال المواد الغذائية إلى سكان حي الوعر الذي تمنع قوات النظام إدخالها إلى الحي منذ أشهر.
في مقابل ذلك كله، تسلم “الجبهة الإسلامية” ضابطًا روسيًا مأسورًا لديها في ريف محافظة اللاذقية منذ أبريل الماضي، وامرأة إيرانية تم أسرها على معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا قبل أشهر، بالإضافة إلى 20 مقاتلاً إيرانيًا أسرى كانوا يقاتلون إلى جانب قوات النظام.
كما تتعهد الجبهة بالسماح بإدخال المواد الغذائية وفرق الهلال الأحمر إلى بلدتي “نبّل” و”الزهراء” المواليتين للنظام بريف حلب الشمالي، والتي تحاصرها قوات المعارضة منذ أكثر من عام ونصف العام.
محافظ حمص “طلال البرازي” قلل من أهمية ما يجري حتى الآن، قائلاً إنه لا يوجد حتى الآن شيء على الأرض، مضيفًا أنه ليس هناك اتفاق، هناك تسويات ومصالحات تتم منذ شهرين وهناك حلقة من الحلقات قيد المناقشة ستؤدي إلى استلام المدينة خالية من السلاح والمسلحين.
وأشار إلى أن المباحثات قد تكون مثمرة خلال يومين أو ثلاثة، على أن تشمل في البداية حمص القديمة ثم حي الوعر ثم مدينتي تلبيسة والرستن في الريف.
وفي تعليق الائتلاف الوطني السوري على اتفاق “هدنة حمص”، قال بيان صادر إنه “يحيي الائتلاف بطولات ثوار المدينة ويشيد بصمودهم الإسطوري على مدى أكثر من عامين رغم محاولات النظام المستمرة لكسر إرادتهم عن طريق تدمير الأبنية على رؤوس أصحابها وقصفه المتواصل بالأسلحة الثقيلة في ظل الحصار والتجويع ونقص الذخيرة، وما مكنهم من الصمود إلا إيمانهم الثابت بحقهم في نيل الحرية والكرامة”.
ولم تستغرب “نورا الأمير” نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري من “بنود الهدنة التي يسعى نظام الأسد من خلالها إلى إعادة ترتيب أوراقه العسكرية في قلب مدينة حمص”، واصفة إياها بـ “أنها تعكس عمالته لإيران، وتؤكد على أنه المستورد الأقوى، ولربما الوكيل الحصري للإرهاب بالمنطقة، وتبيّن أنه لا يعدو كونه ذراعًا عسكريًا لقوى خارجية تحاول فرض هيمنتها على سورية”.
وقالت الأمير في مقابلة خاصة أجراها معها المكتب الإعلامي في الائتلاف: “فمن الخلاف لمبادئ الوطنية وحقوق الإنسان أن يقايض بشار الأسد من خلال الهدنة التي ينفذها بحمص، رغيف خبز الأهالي المحاصرين، على بعض الأسرى من الميليشيات الإيرانية الإرهابية التي يستوردها الأسد من إيران وحكومة المالكي وحزب الله، ليجعل من الحياة وسيلة ضغط وتفاوض يحاول نظام الأسد من خلالها تحقيق أجندته العسكرية والسياسية”.
ومن الجدير ذكره بأن جميع الصفقات التي عقدها النظام السوري مع الثوار لتبادل للأسرى كانت لأسرى إيرانيين أو لبنانيين أو روس لدى الثوار، ولم يحدث أبدًا أن حصلت عملية مبادلة لأسرى سوريين سنة كانوا أم علويين.
وكانت قوات الأسد قد فرضت حصارًا على كتائب الثوار المتحصنة في أحياء حمص القديمة من عامين، دون أي منفذ للطعام أو الشراب أو السلاح أو المواد الطبية، الأمر الذي دفع الثوار في تلك المناطق لاستخدام الأنفاق السرية لإدخال المواد والخروج والدخول والتي كشف بعضها وأصبحت في مرمى قوات الأسد.
ويسود جدل في هذه الأثناء بين الناشطين السوريين على شبكات التواصل، في أن خروج آخر المقاتلين من حمص يعني سقوط حمص في يد نظام الأسد، وهي التي يعول عليها كثيرًا في سيناريو التقسيم الذي يطمح إليه بأن تكون حمص جزءًا من دولته العلوية.
آخرون رفضوا تحميل الثوار مسؤولية الخروج، بعد صمودهم الأسطوري كل هذه الفترة دون أكل أو شرب أو مساعدات، محمّلين كتائب الثوار في الريف الشمالي مسؤولية خذلان رفقاء الثورة من حمص القديمة وعدم نجدتهم أو فك الحصار عنهم.
وقال المغردون على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر :
القيادي في #الجبهة_الإسلامية الشيخ أبو راتب وكلمات من داخل حمص المحاصرة
أين المتباكين والطاعنين ؟!#حمص pic.twitter.com/KgrjYNAeB5
— مزمجر الشام (@saleelalmajd1) May 4, 2014
هذا ما كتبه أبطال حمص الذين تصفهم منابر دولة البغدادي أنهم سلموا المدينة وخانوا !
الله المستعان #حمص #سوريا pic.twitter.com/nNlMbQhpym
— مزمجر الشام (@saleelalmajd1) May 4, 2014
من المضحك المبكي أن نظام الأسد اشترط على المعارضة إطلاق سراح روسيين وضباط إيرانيين مقابل فك الحصار عن #حمص
إيران وروسيا تحكمان سوريا
— شؤون إيرانية (@iranianaffairs) May 4, 2014
لولا الأسرى الإيرانيون والروس لدى الجبهة الإسلامية لما نجا أحد من أهالي #حمص القديمة والمقاتلين فيها. الصفقة: إطلاق الأسرى = خروج آمن
— إبراهيم عرب IBRAHIM (@IbrahimArab) May 2, 2014
#حمص
يا أبطال حمص
يا من دوختم النظام وايران وحزب الشيطان.
لا بأس أعيدوا ترتيب صفوفكم
فأنتم الكرار
— محمد مصطفى علوش (@Mohammed_Aloush) May 2, 2014
سيخرجون بسلاحهم مرفوعي الرأس لم يركعوا للجوع ولم يرضخوا لشروط
اصبع على الزناد واشارة النصر لا تفارق الأكف الحرة#حمص ابناؤك ابطال#سوريا
— .. إيمان الحريري .. (@EmanAlhariri1) May 2, 2014
تحية إجلال وإكبار لمجاهدي #حمص المحاصرة ونقول كفيتم ووفيتم وياليتني كنت غباراً على ثيابكم فوالله صمودكم أسطوري وأنتم المنتصرون الكرار
— أيمن الإبراهيم (@aimanibrahim83) May 2, 2014