يسابق دونالد ترامب، الرئيس الجمهوري المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية، الزمن لتشكيل إدارته الجديدة قبل توليه الرئاسة رسميًا للمرة الثانية في يناير/كانون الثاني المقبل، فقد بدأ فعليًا منذ اليوم التالي للإعلان – غير الرسمي – عن فوزه في الانتخابات، في اختيار الشخصيات التي ستشغل المناصب الوزارية والمواقع الشاغرة في البيت الأبيض.
جاءت بعض هذه الأسماء صادمة للمراقبين، رغم تناغمها بشكل أو بآخر مع الأفكار السياسية والأيديولوجية التي تهيمن على العقلية الترامبية، والتي اتضحت جليًا خلال ولايته الأولى، وأكد عليها مجددًا في حملته الانتخابية الأخيرة التي استند فيها إلى خطابه الشعبوي اليميني المتطرف، تحت شعار “أمريكا أولًا”.
وبدا أن معظم المرشحين للمناصب الدبلوماسية والأمنية، لا سيما المتعلقة بالشرق الأوسط، يميلون بشدة إلى دعم الصهيونية المتطرفة، ولأول مرة، تأتي اختيارات الإدارة – رغم تنوعها الظاهري – بهذا الوضوح في ولائها لـ”إسرائيل”، وبخطاب متشدد تجاه قضايا التهجير، وتحدًّ صريح للمنظمات الأممية، إلى حد يثير القلق إزاء مسار السياسة الأمريكية خلال السنوات الأربع القادمة.
بيت هيغسيث في الدفاع.. المؤيد لتدمير غزة وضرب إيران
“يشرفني أن أعلن أنني أرشح بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع.. بيت شخص صارم وذكي ويؤمن بوضع أمريكا في المقام الأول. مع بيت، سيعرف أعداء أمريكا أن قواتنا ستكون عظيمة مرة أخرى”، بهذه الكلمات كشف ترامب عن اختيار بيت هيغسيت (44 عامًا) لتولي وزارة الدفاع، إحدى أخطر الحقائب الوزارية في الإدارة الأمريكية.
تخرج هيغسيث من جامعتي هارفارد وبرينستون، وخدم كضابط في الحرس الوطني الأمريكي، بالإضافة إلى مقدم برامج في شبكة “فوكس نيوز” الداعمة للحزب الجمهوري على مدى 8 سنوات، وهو من المحاربين القدامى، حيث شارك في مهام عسكرية في غوانتانامو والعراق وأفغانستان، وتوطدت علاقته بترامب بعد ظهوره المتكرر كضيف في برنامجه “فوكس والأصدقاء”.
يُعرف هيغسيث بمواقفه المتشددة المؤيدة لـ”إسرائيل”، وهو ما عبّر عنه مرارًا خلال برنامجه، حيث دعا أكثر من مرة إلى “تدمير غزة” وحرّض على توجيه ضربات عسكرية لإيران، مؤيدًا كذلك اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في 2020.
كما يحمل مواقف صارمة ضد التيار اليساري، ويتجلى ذلك في كتابه “الحرب على المحاربين” الذي تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في “نيويورك تايمز” لأسابيع، ويكشف عما أسماه “خيانة الجناح اليساري لمحاربي أمريكا”، وكيف يجب على البلاد إعادة الجيش إلى “الجدارة والفتك والمساءلة والتميز”.
ماركو روبيو في الخارجية.. الصوت الداعم لـ”إسرائيل”
ماركو روبيو، السيناتور ذو الأصول الكوبية عن ولاية فلوريدا، ولد عام 1971 ودرس العلوم السياسية في جامعة فلوريدا، ليبدأ مسيرته السياسية بدعم من “حزب الشاي” المحافظ، وانتُخب عضوًا في مجلس الشيوخ عام 2010.
وهو المرشح الجديد لمنصب وزير الخارجية، في قرار يعكس تحولًا كبيرًا في العلاقة بين ترامب والوزير المرشح، إذ كان قد وصفه الرئيس الجديد عام 2016 بـ”المحتال” و”الأكثر ابتذالًا” في السباق الرئاسي، إلا أن العلاقات بينهما تحسنت بعد فوز ترامب حتى أصبح روبيو مستشارًا غير رسمي للسياسة الخارجية وساعد في تحضير ترامب لمناظرته الأولى ضد الرئيس جو بايدن عام 2020.
يعتقد محللون أمريكيون أن روبيو يتوافق إلى حد بعيد مع سياسية ترامب، رغم الخلافات السابقة بينهما، فهو أحد أبرز المتشددين تجاه بعض الملفات الخارجية الساخنة مثل إيران والصين، ويؤمن بضرورة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية فورًا، كما يرفض أي تقارب أو تطبيع نهائي مع كوبا.
ويبرز وزير الخارجية المحتمل كأحد أكثر الداعمين والمؤيدين لـ”إسرائيل”، إذ يرفض الحياد في الصراع العربي الإسرائيلي، مما دفع التحالف اليهودي الجمهوري لإصدار بيان دعم لترشيحه لهذا المنصب، قال فيه إنه: “في هذه الأوقات الخطيرة للغاية، يعد السيناتور روبيو مدافعًا صريحًا عن إسرائيل، وكان دائمًا يساند الدولة اليهودية”.
مايك هاكابي سفيرًا لدى الاحتلال… المطالب باحتلال الضفة
“يسعدني أن أعلن أن الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هاكابي، تم ترشيحه ليكون سفير الولايات المتحدة في إسرائيل”، هكذا أعلن ترامب عن اختيار هاكابي ليكون سفيرًا لأمريكا لدى الكيان المحتل، مضيفًا في بيانه أنه “يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وعلى نحو مماثل، يحبه شعب إسرائيل، سيعمل مايك بلا كلل لإحلال السلام في الشرق الأوسط!”.
بذلك، سيكون هاكابي أول شخص غير يهودي يتولى هذا المنصب منذ عام 2011، ومع ذلك، يُعتبر أكثر صهيونية من اليهود أنفسهم، كما تظهر تصريحاته خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2015 قال إن مطالبة “إسرائيل” بمنطقة “الضفة الغربية” أقوى من مطالبة الولايات المتحدة بمانهاتن، وفي عام 2017 أدلى بتصريح عنصري غير مسبوق، حين قال: “لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة، لا يوجد شيء اسمه مستوطنات، إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن، لا يوجد شيء اسمه احتلال”.
ورافق سفير أمريكا المحتمل لدى الاحتلال والذي يعمل مقدمًا حواريًا تلفزيونيًا، ترامب في كل جولات حملته الانتخابية الأخيرة، بما في ذلك ولاية بنسلفانيا في اللحظات الأخيرة من السباق، ووصفته القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه “حليف كبير لإسرائيل ومعارض لحل الدولتين”، ومن المتوقع أن يصل للقدس بعد تنصيب ترامب مباشرة.
كان هاكابي في الأصل واعظًا دينيًا قبل أن يدخل عالم السياسة، ووُصف في طفولته بأنه “زعيم” و”متحدث”، وألقى أول عظة كنسية له في سن الخامسة عشرة، وبعد التحاقه بجامعة أواتشيتا المعمدانية ومعهد اللاهوت المعمداني الجنوبي الغربي، عمل لعدة سنوات مع القس التلفزيوني جيمس روبيسون. وعمل لاحقًا كقسيس في الكنائس المعمدانية في باين بلاف وتيكساركانا بولاية أركنساس، كما كان رئيسًا لقناتين تلفزيونيتين مسيحيتين، أما ابنته “سارا” التي عملت في ولاية ترامب الأولى كمتحدثة باسم البيت الأبيض، فهي تشغل حاليًا منصب حاكمة ولاية أركنساس مثل والدها وتعتبر أيضًا مؤيدة قوية لـ”إسرائيل”.
إليز ستيفانيك سفيرة الأمم المتحدة.. النموذج الأمريكي المناهض لفلسطين
لم يكن اختيار ترامب للنائبة الجمهورية عن ولاية نيويورك، إليز ستيفانيك، لتولي منصب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة مفاجئًا، حيث كانت هذه الخطوة بمثابة مكافأة لما قدمته من دعم مطلق للمرشح الجمهوري وللصهيونية الأمريكية والعالمية بصفة عامة، إذ أشاد بها ترامب كمناضلة في سبيل الولايات المتحدة، واصفًا إياها بـ”القوية والمثابرة والذكية إلى أبعد الحدود”.
ويُنسب للسفيرة الأربعينية أنها صاحبة الفضل في الحد من انتفاضة الجامعات الداعمة لغزة والمناهضة لجرائم الاحتلال، حيث مارست ضغوطًا قوية على رؤساء الجامعات التي احتضنت مثل تلك الفعاليات الطلابية الاحتجاجية، وكانت سببًا رئيسيًا في إجبار رئيس جامعة هارافارد، كلودين غاي، على تقديم استقالتها.
لكن التناقض يمكن في أن ستيفانيك التي اختارها ترامب لتكون سفيرة لبلاده في الأمم المتحدة كانت قد اتهمت المنظمة الأممية في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأنها “غارقة في معاداة السامية” بسبب مناقشتها لمشروعات قرارات لإدانة “إسرائيل” والمطالبة بوقف الحرب، وهو ما دفع سفير “إسرائيل” لدى الأمم المتحدة داني دانون لتهنئتها على تعيينها مغردًا: “في وقت يعم فيه الحقد والأكاذيب قاعات الأمم المتحدة، يبدو وضوحك الأخلاقي الثابت أكثر ضرورة من أي وقت مضى”، على حد تعبيره.
جو راتكليف مديرًا لـ(CIA).. المتهم بتسريب معلومات استخباراتية
أثار تعيين ترامب لجون راتكليف، رئيسًا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الكثير من الجدل، رغم خبرته الطويلة التي اكتسبها من خلال شغله لعدة مناصب، على رأسها مدير وكالة المخابرات الوطنية في مايو/أيار 2020 خلال فترة ولاية ترامب الأولى، بالإضافة إلى عمله كعضو في مجلس النواب ومدعي عام في ولاية تكساس.
أشاد ترامب بدوره فيما عرف بـ”ملحمة الكمبيوتر المحمول هانتر بايدن”، حيث اتهم أنصار الرئيس الديمقراطي بالتواطؤ الروسي في الانتخابات الرئاسية السابقة 2020، وشكره الرئيس الفائز على كشفه عن تواطؤ روسي مزيف” و”قول الحقيقة”، الأمر الذي يعكس التناغم الواضح بينهما إزاء الموقف العام من روسيا تحديدًا. وفي إعلان ترامب عن اختياره لهذا المنصب، وصفه الرئيس الجمهوري بأنه “مقاتل شجاع من أجل الحقوق الدستورية لجميع الأمريكيين، مع ضمان أعلى مستويات الأمن القومي والسلام من خلال القوة”.
شغل راتكليف، العضو السابق في الكونغرس عن ولاية تكساس، منصب مدير الاستخبارات الوطنية من عام 2020 حتى 2021، ورغم ترشيحه لهذا المنصب في عام 2019، إلا أنه انسحب حينها بعد أن عارض بعض كبار الجمهوريين ترشيحه بهدوء. وفي وقت لاحق، اتهمه ديمقراطيون ومسؤولون سابقون في المخابرات بتسريب معلومات استخباراتية كان يستخدمها ترامب وحلفاؤه الجمهوريون للهجوم على خصومهم السياسيين، بما في ذلك جو بايدن، الذي كان منافسًا لترامب في الانتخابات الرئاسية، ورغم هذه الاتهامات، نفى مكتب راتكليف هذه الادعاءات.
ستيفن ويتكوف مبعوثًا للشرق الأوسط.. إمبراطور العقارات الداعم لتل أبيب
“يسعدني أن أعلن أنني عيّنت ستيفن ويتكوف مبعوثًا خاصًا إلى الشرق الأوسط”، بتلك العبارة أعلن الرئيس المنتخب ترامب تعيين إمبراطور العقارات الأمريكي في هذا المنصب الحساس، واصفًا إياه بـ”الرجل العظيم والقائد المحترم في مجال الأعمال والأعمال الخيرية”، مؤكدًا أنه سيكون “صوتًا لا يلين للسلام، وسيجعلنا جميعًا فخورين”.
يعد ستيفن، البالغ من العمر 67 عامًا، أحد أباطرة رجال الأعمال في الولايات المتحدة، فهو يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة ويتكوف، وله استثمارات متعددة في أمريكا وخارجها، بالإضافة إلى كونه شريكًا أساسيًا في العديد من الشركات والكيانات الاقتصادية الكبيرة، كما تربطه علاقة صداقة مقربة مع ترامب، حيث رافقه أكثر من مرة خلال ممارسة لعبة الغولف المحببة للرئيس الأمريكي.
تخرج ستيفن من جامعة هوفسترا في عام 1980، ثم حصل على شهادة في القانون من كلية الحقوق التابعة لها في عام 1983، بعد ذلك انضم للعمل في شركة محاماة العقارات في نيويورك “دراير آند تروب”، حيث كان دونالد ترامب أحد عملائها، ومن هنا نشأت الصداقة بينهما والتي استمرت حتى اليوم، إذ كان ستيفن من أحد أبرز الداعمين لحملة ترامب الانتخابية، وقدم تمويلًا كبيرًا لها.
قاد حملة دعم واسعة لـ”إسرائيل” بعد عملية “طوفان الأقصى”، حيث نجح في حشد مجتمع الأعمال اليهودي لجمع التبرعات بهدف توفير الأسلحة اللازمة لجيش الاحتلال في حربه ضد غزة، كما انتقد بايدن بعدما أوقف شحن أسلحة تزن 2000 رطل إلى “إسرائيل” كنوع من الضغط عليها بسبب حرب الإبادة التي تشنها ضد المدنيين في قطاع غزة، بما في ذلك الأطفال والنساء.
والتز مستشارًا للأمن القومي.. أحد الصقور المتشددين
لم يكن الإعلان عن تسمية مايك والتز الذي يعد من “الصقور” المتشددين في ملفات خارجية، مستشارًا للأمن القومي في الإدارة الأمريكية الجديدة مفاجئًا بالنسبة للشارع الأمريكي، فهو يتماشى بشكل أو بآخر مع سياسة ترامب، خاصة أنه كان عنصرًا سابقًا في القوات الخاصة، و”معروف على المستوى الوطني بقيادته في مجال الأمن القومي” و”خبير بشأن التهديدات التي تمثّلها الصين، روسيا، إيران، والإرهاب العالمي” كما جاء على لسان الرئيس المنتخب.
يأتي اختيار والتز، البالغ من العمر 50 عامًا، لهذا المنصب تماشيًا مع برنامج السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب، والقائم على مبدأ “أمريكا أولًا”، إذ رجّحت وسائل إعلام أمريكية خلال الأيام الماضية بأن يكون والتز هو خيار ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي الهام في البيت الأبيض.
يؤمن المرشح المحتمل لمنصب مستشار الأمن القومي بأن السلام المنبثق عن القوة الأمريكية هو الخيار الأول لمواجهة التحديات التي من المتوقع أن تواجهها واشنطن خلال المرحلة المقبلة، خاصةً في ظل الأزمات الحالية في غزة ولبنان وأوكرانيا، مشيرًا في تصريحات سابقة له أن السلام قد يتحقق إما عن طريق الضغوط الاقتصادية أو الدبلوماسية.
خدم والتز في أفغانستان خلال مسيرته التي استمرت 27 عامًا في الجيش الأمريكي، كما أن لديه خبرة واسعة في الكونغرس، حيث كان عضوًا في لجنة القوات المسلحة والاستخبارات، ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.
وفي إحدى المقابلات، كشف والتز أنه قدم دعمًا ماليًا مع مانحين يهود كبار لصالح المرشح الجمهوري في مايو/أيار الماضي، بالإضافة إلى ذلك، فلديه موقف متشدد من الصين حيث يعتبر مواجهتها نضالًا وجوديًا.
توم هومان.. قيصر الحدود
كشف ترامب عن ملامح سياسته إزاء ملف الهجرة واللاجئين من خلال اختياره المدير السابق لإدارة الهجرة، توم هومان، ليتولى إدارة أمن الحدود والإشراف على عملية ترحيل المهاجرين المقيمين من دون أوراق ثبوتية داخل الولايات المتحدة، واصفًا إياه بـ”قيصر الحدود”.
يمتلك هومان سجلًا طويلًا في استهداف وملاحقة المهاجرين، بجانب كونه زميلًا زائرًا في مؤسسة “هيريتيج” المحافظة، المناوئة للمهاجرين، كان أيضًا أحد المساهمين في كتاب “تفويض القيادة” لمشروع 2025، ورئيسًا ومديرًا تنفيذيًا لمؤسسة “بوردر 911” التي تحذر من تهديد مفترض يشكّله المهاجرون غير النظاميين أو غير المسجلين في أوراق ثبوتية.
بالإضافة إلى ذلك، أشرف هومان خلال عمله مع إدارة ترامب الأولى على نظام الهجرة الذي وضع عددًا قياسيًا من الأطفال المهاجرين تحت الاحتجاز في 2017، وهو ما أطلق موجة من الانتقادات وقتها، وذلك قبل أن يتقاعد في 2018.
ويأمل ترامب في أن يقود هومان أكبر حملة ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة، متجاوزًا بذلك “عملية ويتباك” التي نفذها الرئيس الأسبق دوايت أيزنهاور عام 1954، والتي شملت ترحل أكثر من 1.1 مليون شخص، وتلك الأمنيات تأتي في إطار توجه الرئيس الفائز المعروف بمعاداته للمهاجرين، إذ وصفهم في إحدى خطاباته السابقة بأنهم “يسمّمون دماء بلادنا”، وأنهم “مجرمون وخارجون عن القانون وتجار مخدرات وقتلة”.
وفي كلمة له قبل أشهر من إعلان ترامب ترشحه للرئاسة، فوق المنصة الرئيسية للمؤتمر الوطني الجمهوري، قال هومان: “رسالة إلى ملايين الأجانب غير الشرعيين الذين أطلق جو بايدن سراحهم في بلدنا في انتهاك للقانون الفيدرالي: من الأفضل أن تبدأوا في حزم أمتعتكم من الآن. لأنكم ستذهبون إلى بلادكم. وإلى (الكارتيل في المكسيك): لقد قتلتم أمريكيين أكثر مما قتلت المنظمات الإرهابية مجتمعة، وعندما يصل دونالد ترامب إلى المنصب سيمحوكم من على وجه الأرض. لقد انتهيتم”، مؤكدًا أنه سيقدم على إغلاق الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بالكامل حال فوز ترامب.
ووفقًا لبيانات عام 2020، يُقدر أن هناك نحو 11 مليون شخص مقيم في الولايات المتحدة بدون أوراق ثبوتية، أي أنهم دخلوا البلاد عبر الحدود دون الحصول على ختم دخول رسمي، مما يعني أنهم غير مسجلين في السجلات الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، دخل حوالي مليوني شخص خلال فترة ولاية جو بايدن الحالية، ليصل العدد الإجمالي للمهاجرين غير النظاميين إلى نحو 13 مليون شخص، وهو ما يجعلهم جميعًا في مرمى استهداف هومان وترامب في حال فوز الأخير بالانتخابات المقبلة.
ستيفن ميلر نائبًا لكبير موظفي البيت الأبيض.. مهندس حظر سفر المسلمين
اختار ترامب ستيفن ميلر، اليهودي المتشدد، ليشغل منصب نائب كبير موظفي البيت الأبيض، وهو الذي كان يعد من أبرز مستشاريه في ولايته الأولى وصاحب اليد الطولى وراء السياسات المتشددة ضد المهاجرين، مما يعكس عزم ترامب على الاستمرار في تنفيذ نفس السياسات المتطرفة والتركيز على ترجمتها إلى إجراءات عملية خلال ولايته الجديدة.
ويلقب ميلر، البالغ من العمر 39 عامًا، بأنه المهندس الرئيس لصياغة العديد من القرارات المثيرة للجدل بشأن الهجرة، بما في ذلك فرض حظر السفر على عدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة وفصل أطفال المهاجرين غير المسجلين عن والديهم. وأشاد نائب الرئيس المنتخب جيه دى فانس بهذا الاختيار باعتباره “اختيارًا رائعًا آخر من قبل الرئيس”.
ولطالما أكد مستشار ترامب على أن الترحيل الجماعى لملايين المهاجرين غير الشرعيين يعد من أولوياته، وفيما يتعلق بكيفية تنفيذ ذلك، أشار ميلر إلى أن الإدارة قد تتخذ خطوات أخرى غير مسبوقة لسن هذه الترحيلات، منها: نشر قوات الحرس الوطنى من الولايات الجمهورية لدخول الولايات الديمقراطية غير المتعاونة، وهو صاحب اقتراح وضع المهاجرين المحتجزين فى “مرافق احتجاز شاسعة تعمل كمراكز تجميع”، والموصوفة بـ”المعسكرات”، مضيفًا في تصريحاته لصحيفة نيويورك تايمز أن مثل هذه المرافق سيتم بناؤها “على أرض مفتوحة فى تكساس بالقرب من الحدود”.
لي زيلدين مديرًا لوكالة حماية البيئة.. عدو البيئة الأبرز
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب اختيار النائب السابق عن ولاية نيويورك لي زيلدين، مديرًا لوكالة حماية البيئة EPA، وهو اختبار وصفه البعض بأنه “سير عكس الاتجاه”، نظرًا إلى سجل زيلدين المشين والمناهض لقضايا البيئة.
وفي تعليقه على هذا الاختيار قال زيلدين في منشور عبر منصة “إكس”: “يشرفني الانضمام إلى حكومة الرئيس ترامب كمدير لوكالة حماية البيئة. سنستعيد هيمنتنا على الطاقة في الولايات المتحدة، وسنعيد تنشيط صناعة السيارات الأمريكية لإعادة الوظائف، ونجعل الولايات المتحدة الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي. سنفعل ذلك مع الحفاظ على حق المواطنين في الوصول إلى هواء ومياه نظيفين”.
وأضاف زيلدين: “أحد أكبر القضايا بالنسبة للعديد من الأمريكيين كان الاقتصاد، وكان الرئيس يتحدث عن إطلاق الازدهار الاقتصادي من خلال وكالة حماية البيئة. لدينا القدرة على تحقيق الهيمنة في مجال الطاقة، وجعل الولايات المتحدة عاصمة الذكاء الاصطناعي في العالم، وإعادة الوظائف الأمريكية إلى صناعة السيارات، والكثير غير ذلك الرئيس ترمب يهتم بالحفاظ على البيئة. رغبته في ضمان الوصول إلى الهواء النقي والمياه النظيفة كانت أولوية قصوى”.
وعندما سُئل عن أولويات اليوم الأول من عمل الوكالة، قال زيلدين: “اليوم الأول وأول 100 يوم، لدينا الفرصة للتراجع عن اللوائح التي تجبر الشركات على المعاناة، حيث تُجبر على تقليص التكاليف، وتنتقل بالكامل إلى الخارج”، وأضاف: “هناك لوائح يدافع عنها الجناح اليساري في هذا البلد من خلال السلطة التنظيمية التي تنتهي بتوجيه الشركات في الاتجاه الخطأ”.
المثير للتناقض في اختيار لي زيلدين، المرشح لمنصب مدير وكالة حماية البيئة، هو أن زيلدين حصل على أسوأ تقييم بيئي من “رابطة الناخبين المحافظين” (وهي جماعة وطنية تدافع عن القضايا البيئية) فيما يتعلق بالقضايا البيئية بين جميع أعضاء وفد نيويورك في عام 2020، حيث حصل على درجة 14% في تصنيف الرابطة.
وأظهرت هذه التقييمات أنه خلال فترة عمله في الكونغرس، صوّت ضد عدة قضايا تتعلق بالمهام التي تتولاها وكالة حماية البيئة، بما في ذلك استبدال خطوط أنابيب توصيل مياه الشرب المصنوعة من الرصاص في أنحاء البلاد، كما صوّت ضد تعديل جمهوري كان من شأنه تقليص تمويل الوكالة.
كريستي نويم في الأمن الداخلي.. مربية الماشية الداعمة للترحيل الجماعي للمهاجرين
اختار ترامب حاكمة ولاية ساوث داكوتا، كريستي نويم، لتشغل منصب وزير الأمن الداخلي القادم، في خطوة تتسق مع سياسته المحتملة في ولايته الجديدة، إذ تعد مربية الماشية السابقة من أشد الداعمين لمواقف الرئيس الفائز بشأن الهجرة والمهاجرين غير المسجلين، وسبق أن كانت على قائمته القصيرة لاختيار نائب الرئيس.
وبعد إعلان ترامب عن فوزه في الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كتبت نويم على حسابها في “إكس”: “سيقوم الرئيس ترامب بترحيل المهاجرين غير الشرعيين الأكثر خطورة أولًا – القتلة والمغتصبين والمجرمين الآخرين الذين سمحت لهم هاريس وبايدن بدخول البلاد – إنهم لا ينتمون إلى هنا، ولن نسمح لهم بالعودة”، فيما وصفت الحدود الأمريكية مع المكسيك بأنها “منطقة حرب” عندما أرسلت القوات إلى هناك، قائلة إنهم سيكونون في الخطوط الأمامية لوقف مهربي المخدرات والمتاجرين بالبشر”.
بدأت نويم مسيرتها السياسية في عام 2006، عندما انتُخبت لعضوية الهيئة التشريعية لولاية ساوث داكوتا، ثم فازت بمقعد في مجلس النواب بالولاية عام 2010، ولاحقًا في 2018، أصبحت أول حاكمة للولاية، وأُعيد انتخابها في 2022، وكانت على مدار الأعوام الماضية من أوائل الداعمين لحملة ترامب في 2016، حيث عملت مع مدير الحملة كوري ليفاندوفسكي، كما كان لها دور بارز في دعم ترامب في الانتخابات الأخيرة.
غابارد للاستخبارات الوطنية.. المنشقة الديمقراطية صديقة الأسد
من الاختيارات التي ربما تكون صادمة لكنها ليست بالمفاجئة، ترشيح العضوة الديمقراطية السابقة في الكونغرس والمرشحة الرئاسية، “تولسي غابارد” لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، رغم خبراتها المتواضعة في مجال الاستخبارات بصفة عامة، هذا بخلاف كونها في الأصل أبنة الديمقراطيين قبل أن تنشق عنهم عقب فشلها في الحصول على بطاقة الترشح عن الحزب في الانتخابات الرئاسية 2020.
ترامب تبريرًا لهذا الاختيار قال في بيانه إن غابارد “باعتبارها مرشحة سابقة عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، فإنها تحظى بدعم واسع في كلا الحزبين، وهي الآن جمهورية فخورة” مضيفًا: “أعلم أن تولسي ستجلب الروح الجريئة التي ميزت مسيرتها المهنية الرائعة إلى مجتمع استخباراتنا، حيث ستدافع عن حقوقنا الدستورية، وتحقق السلام من خلال القوة. وستجعلنا تولسي جميعاً فخورين”.
وتحظى غابارد، التي خدمت في الحرس الوطني التابع للجيش لأكثر من عقدين، وعملت في العراق والكويت، بشعبية كبيرة لدى الشارع الأمريكي واستطاعت أن تحشد الدعم الجماهيري المطلوب لترامب خلال حملته الانتخابية الرئاسية، وكانت أحد الأسباب والدوافع التي قادت لهذا الفوز التاريخي، وعليه كان رد الجميل واختيارها لمنصب بتلك الحساسية، ليواصل ترامب سياسته في تسكين المناصب الشاغرة بالمقربين منه وأصحاب الفضل عليه بصرف النظر عن مؤهلاتهم وإمكانياتهم ومدى ملائمتها لهذا المنصب.
وتعد المرشحة الرئاسية السابقة والمنشقة عن الديمقراطيين أحد الأصوات الرافضة للتدخل الأمريكي في سوريا، معتبرة أن ما حدث شأنا داخليًا سيجلب المساوئ على بلادها حال تدخلها، وفي عام 2017 فوجئ الجميع بزيارتها لدمشق ولقائها رئيس النظام السوري بشار الأسد، مدعية أنه لا توجد أدلة تدينه بشأن جرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها قواته بحق السوريين، وهي الزيارة التي اعتبرها البعض خرقا لسياسة إدارة باراك أوباما لهذا الملف، فضلا عن الانتقادات التي تعرضت لها بسبب سجل الأسد المشين حقوقيًا والانتهاكات الإجرامية التي ارتكبها بحق شعبه والتي كان يستوجب العقاب عليها لا أن تتم مكافأته بزيارته والاجتماع معه.
مات غايتس.. المتهم بقضايا جنسية وزيرًا للعدل
فاجأ ترامب الجميع باختياره النائب الجمهوري “مات غايتس” لمنصب وزير العدل، وذلك قبل يومين فقط من موعد إصدار لجنة الأخلاق بمجلس النواب الأمريكي تقريرها عن التحقيق الذي أجرته مع النائب بسبب التهم الموجهة له بشأن سوء السلوك الجنسي وتعاطي المخدرات ومشاركة صور أو مقاطع فيديو غير لائقة داخل مجلس النواب، وتحويل أموال الحملة إلى الاستخدام الشخصي، وقبول الهدايا غير المسموح بها بموجب قواعد مجلس النواب.
وبرر ترامب هذا الاختيار بالإشارة إلى قدرة غايتس، مهندس عزل رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، على إنهاء نظام العدالة على أسس حزبية، وأنّه “سينهي استخدام الحكومة للوزارة لملاحقة الخصوم السياسيين وسيحمي الحدود ويفكك المنظمات الإجرامية ويستعيد ثقة الأميركيين المحطمة بشدة في الوزارة”، وفي المقابل أحدث هذا الترشح حالة جدل واسعة واعتراضات عدة داخل الجمهوريين الذين يرون أن البرلماني المستقيل والمتهم بقضايا جنسية لا يُناسب حقيبة وزارية بهذا الحجم والأهمية، مما قد يصعب من مسألة تمرير تعيينه بشكل رسمي داخل الكونغرس.
ويرى مختصون أن استباق ترامب إصدار هذا التقرير باختيار غايتس، الذي يشبهه سياسيًا وأخلاقيًا- لهذا المنصب وما ترتب على ذلك من تقديم استقالته بطبيعة الحال من عضوية البرلمان من شأنه أن يوقف التحقيق في الاتهامات المنسوبة إليه، إذ لم يعد عضوًا بالبرلمان، وبذلك يُنقذ الرئيس المنتخب النائب المتحرش متعاطي المخدرات من فضيحة يستتبعها إقالة من مجلس النواب.
وأثار هذا الاختيار العديد من التساؤلات حول دوافعه الحقيقية، بعيدًا عن تلك التي قالها ترامب، حيث وصفته شبكة “سي إن إن” بأنه “يمهد الطريق لعملية استفزازية، إذ سيتولى غايتس أعلى وكالة إنفاذ للقانون في البلاد، وهي التي فتحت تحقيقاً ضده استمر لسنوات باتهامات في جرائم جنسية، وقررت في النهاية العام الماضي عدم ملاحقته جنائياً”، ما يعني أن ترامب اختاره تحديدًا للطمس على القضايا المرفوعة ضده – أو المحتمل رفعها مستقبلا- وتجميدها داخل الأدراج.
إدارة يمينية متطرفة.. ترامب منتشي بالفوز التاريخي
تتضمن القائمة الطويلة لأسماء الشخصيات التي اختارها ترامب لإدارته الجديدة العديد من الأسماء البارزة، مثل سوزي وايلز، التي من المتوقع أن تصبح أول امرأة في منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، وتُعرف وايلز بمرافقتها ترامب منذ حملته الرئاسية الأولى في عام 2015، حيث لعبت دورًا حيويًا في تحديد استراتيجياته السياسية، خاصة في ما يتعلق بالتواصل مع أنصاره ومناهضة خصومه السياسيين.
كما يتضمن الاختيار أيضًا ويليام ماكغينلي، المرشح لمنصب مستشار البيت الأبيض، والذي شغل سابقًا منصب سكرتير مجلس الوزراء خلال ولاية ترامب الأولى، وعمل مستشارًا قانونيًا للجنة الوطنية الجمهورية خلال الحملة الانتخابية.
في ضوء ما سبق، كشفت هذه الاختيارات الأولية التي أعلن عنها ترامب عن الكثير من ملامح سياسات إدارته المحتملة والتي ستباشر عملها رسميًا أواخر يناير/كانون الثاني المقبل، والتي ترتكز على 3 محاور رئيسية:
أولًا: الدعم الكامل لـ”إسرائيل” شكلًا ومضمونًا، وعلى المسارات كافة، حيث استحوذ الداعمون للصهيونية وللكيان المحتل على الحقائب الوزارية المشتبكة مع قضايا الشرق الأوسط، وفي القلب منها الصراع العربي الإسرائيلي، وعلى رأسها وزارة الدفاع على المستوى العسكري، ووزارة الخارجية وسفارتي الولايات المتحدة لدى “إسرائيل” والأمم المتحدة على المستوى السياسي الدبلوماسي، كذلك نائب كبير موظفي البيت الأبيض على المستوى الإداري التنفيذي.
ثانيًا: التشدد إزاء المهاجرين، حيث جاءت تصريحات المرشحين للمناصب الوزارية والتنفيذية المختلفة متناغمة بشكل مطلق مع سياسة ترامب الحمائية ضد المهاجرين غير المسجلين، والهرولة نحو تهجيرهم خارج الأراضي الأمريكية، وبحسب البيانات الرسمية يمثل هذا الملف مرتكزًا أساسيًا في ولاية ترامب الثانية.
الأمر لا يتوقف عند حاجز المهاجرين غير المسجلين فحسب، فهذا الخطاب الشعبوي الواضح المغلف بالصهيونية سيكون له ارتداداته الحتمية على العرب والمسلمين الأمريكيين، حتى المقيمين بشكل قانوني ورسمي، ما يمثل ضغطًا كبيرًا عليهم اجتماعيًا وأمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وقد يوقعهم في فخاخ الابتزاز الصهيوني.
ثالثًا: الاقتصاد على حساب البيئة، إذ يعرف ترامب جيدًا من أين تؤكل الكتف، وبات مؤهلًا بشكل كبير لمخاطبة كل شريحة داخل المجتمع الأمريكي باللغة التي تحبها ويتسلل إليها من المدخل الملائم لها، وعليه استقر في يقينه الاعتماد على ملف الاقتصاد كمحرك أساسي يجمع تحت مظلته كل الأمريكيين بلا استثناء، لا سيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة والأعباء الضريبية التي فرضت على الشارع الأمريكي خلال ولاية بايدن.
عقب ذلك، سيركز ترامب وإدارته على تحسين المستوى الاقتصادي ولو بأسلوب ميكافيللي بحت، حيث لا يمانع العبث بالأسس التي قامت عليها السياسة الأمريكية إذا كان الثمن هو تعزيز الاقتصاد، فقد لا يتردد في فتح صفحة جديدة مع روسيا ودول المعسكر الشرقي، كما لن يكون هناك مشكلة في تهديد المناخ وضرب الاستقرار البيئي والاعتماد على الوقود الأحفوري رغم التحذيرات المتعلقة بأضراره، وتأجيل مسارات الطاقة النظيفة لإنعاش استثمارات الطاقة، أو مغازلة العواصم الخليجية – حتى المختلف معها سابقًا – لحلبها على طول الخط.
الظروف المعطاة توضح أن هذه التحركات التي تتجاهل دروس الماضي وتعيد استنساخ ولاية ترامب الأولى بحذافيرها، بكل ما تحمله من سلبيات وانتقادات ومخاوف، هي مدفوعة في المقام الأول بحالة من الانتشاء التي تخيم على الرئيس الجمهوري عقب الفوز التاريخي الذي حققه في الانتخابات الأخيرة، والذي منحه الضوء الأخضر والأريحية الكاملة لإدارة المرحلة، وفقًا لأهوائه الشخصية وبحسب معاييره التي صممها لتناسب أفكاره ومعتقداته.