ما وراء زيارة الأسد لإيران للمرة الأولى منذ 8 سنوات

في الوقت الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحزم فيه حقائبه للسفر إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلادمير بوتين، حيث سوريا والتمركز الإيراني فيها موضوعان أساسيان على جدول اللقاء، كانت صور رئيس النظام السوري في إيران تسبق استعداداته، وتعكس “حلفًا وثيقًا” ظنت بعض الدول العربية والخليجية المعادية لإيران أنها قدمت للنظام السوري الإغراءات الكافية لإبعادهما عن بعضهما.
الزيارة الأولى منذ الثورة
في أول زيارة له إلى إيران منذ بدء الصراع السوري قبل نحو 8 سنوات، التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد مع مسؤولين إيرانيين كبار في طهران، على رأسهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني، في زيارة هي الأولى التي يسافر فيها إلى أي مكان آخر غير روسيا منذ العام 2010.
منذ بدء الصراع في سوريا، لم يخاطر الأسد بالسفر إلى خارج بلده التي مزقتها الحرب إلا مرتين
هذه الزيارة شابها الكثير من الغموض، إذ لم يتم إعلانها مسبقًا، بل أعلنت الدولتان ذلك في وقت متأخر من يوم الإثنين، وذكر موقع خامنئي الإلكتروني أن اللقاء مع الأسد تم قبل الظهر، لكن لم يعلنه إلا عند العصر، في حين لا يُعرَف كيف طار الرئيس الأسد إلى طهران، مثلما لا يُعرَف تركيبة الوفد المرافق له، وكذلك مسار الطائرة التي أقلته، وهل كانت عسكرية أم مدنية.
لكن ما هو معروف أن الأسد عاد إلى دمشق دون أي عوائق، فقد جرت العادة أن يتم كشف هذه الزيارات بعد إتمامها، وعودة رئيس النظام السوري إلى عاصمته سالمًا، مثلما كان عليه الحال في كل زياراته السابقة، وربّما اللاحقة لموسكو أيضًا.
بشار الأسد خلال لقائه حسن روحاني
وتعد زيارة الأسد هذا الأسبوع إلى الخارج للقاء الزعماء الإيرانيين ثالث زيارة له منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس 2011 ضد حكم عائلته الذي استمر عقودًا، الأمر الذي يعكس حالةً من الثقة والإجراءات الأمنية الدقيقة وتعافي سوريا على أكثر من صعيد.
ومنذ بدء الصراع في سوريا، لم يخاطر الأسد بالسفر إلى خارج بلده التي مزقتها الحرب إلا مرتين، حيث اقتصرت زياراته الخارجية النادرة على مدار الأعوام السابقة على حليفته روسيا، وآخرها في مايو/أيار 2018، حين التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يعد من أبرز داعميه.
وبفضل التدخل العسكري الروسي منذ نهاية سبتمبر/أيلول 2015، باتت القوات الحكومية تسيطر على نحو ثلثي مساحة البلاد بعد تحقيقها انتصارات على الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية، ولكن الحقيقة أن التدخل الكامل في سوريا يهتم – قبل كل شيء – بحماية المصالح الوطنية الروسية، ويسمح لروسيا بالحفاظ على وجودها بالشرق الأوسط.
أن يسمع الأسد من نظيره الإيراني مباشرة ووجهًا لوجه، عمّا جرى في قمة سوتشي أمر مختلف كليًا عن تلقيه رسائل يحملها مبعوثون، سواء مكتوبة كانت أم شفهية
وتجدر الإشارة إلى غياب عَلَم النظام السوري عن الاجتماعات التي عقدها بشار الأسد مع المسؤولين الإيرانيين بالأمس، الأمر الذي يخالف الأعراف والتقاليد الدبلوماسية بين الدول، ويُعَدّ إهانة جديدة تضاف إلى سجل الإهانات التي تعرض لها من حلفائه، بعد ما جرى في قاعدة حميميم لحظة منع الضابط الروسي للأسد من اللحاق ببوتين.
زيارة الشكر والامتنان
بعد عودة الأسد، نشرت وسائل الإعلام السورية والإيرانية صورًا تُظهر الأسد، في حلة داكنة، في أثناء احتضان خامنئي ومصافحة روحاني، وكلاهما يبتسمان، وعرض التليفزيون السوري لقطات من لقاء الأسد وخامنئى، وقال: “الزعيمان اتفقا على مواصلة التعاون على جميع المستويات من أجل مصالح البلدين الصديقين”.
كما ذكر أن الأسد “شكر قيادة الجمهورية الإسلامية وشعبها على ما قدموه لسورية خلال الحرب”، في حين رد خامنئي بقوله: “إيران تعتبر مساعدة حكومة وشعب سوريا مساعدة لحركة المقاومة، وتفتخر بذلك من كل قلبها”، وقال مكتب الأسد: “الجانبان أعربا عن رضاهما عن المستويات الإستراتيجية التي تم التوصل إليها بين البلدين في جميع المجالات”، وأوردت الرئاسة السورية أن خامنئي خاطب الأسد قائلاً: “من خلال الصمود الذي أبديتموه تحولتم إلى بطل على صعيد العالم العربي، وبفضلكم تعززت قدرات المقاومة وارتفعت مكانتها في المنطقة”.
نقلت وكالة “فارس” الإيرانية عن مصدر في الخارجية الإيرانية أن استقالة ظريف أرجعها لعدم تنسيق مكتب الرئاسة لحضور ظريف لقاء الأسد مع عدد من المسؤولين الإيرانيين
وعقب لقائه بخامنئي، التقى الأسد بنظيره الإيراني حسن روحاني، وبحث معه سبل تعميق العلاقات التي وصفها الأخير بـ”الإستراتيجية”، وأكد روحاني استعداد بلاده للمساهمة في عملية إعادة الإعمار بسوريا”، مضيفًا أن طهران ستبقى إلى جانب دمشق في مسار تحقيق الاستقرار وعودة النازحين السوريين ومتابعة العملية الساسية.
كما وضع روحاني نظيره السوري في صورة قمة سوتشي الثلاثية الروسية الإيرانية التركية، ولفت إلى أنها أكدت على “وحدة تراب سوريا، وعلى رفض وجود القوات الأجنبية والأمريكية فيها”، ولهذا يمكن تصنيف اللّقاء بين الرئيسين في خانة الأهمية القصوى، فأن يسمع الأسد من نظيره الإيراني مباشرة ووجهًا لوجه، عمّا جرى في قمة سوتشي أمر مختلف كليًا عن تلقيه رسائل يحملها مبعوثون، سواء مكتوبة كانت أم شفهية.
غاب عن هذا اللقاء وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف
وتعتبر القمة، بحسب الكاتب والصحفي عبد الباري عطوان، الأكثر أهمية من بين نظيراتها الثلاثة السابقة لأنها، ومن خلال قراءة التطورات التي حدثت بعدها، وخاصة الهجوم الشرس وغير المسبوق الذي شنَّه الأسد على نظيره التركي رجب طيب أردوغان، فمن الواضح أن هناك خلافات بشأن المنطقة الآمنة المقترحة في شمال سوريا، وكذلك مستقبل إدلب، و”الدويلة” التي تسعى أمريكا لإقامتها شرق الفرات، فروسيا اقترحت قيامها بدوريات لحفظ الأمن في المنطقة الآمنة لملء أي فراغ نتيجة الانسحاب الأمريكي كحل وسط، بعد تراجع تركيا عن قبول “اتفاق أضنة” السوري التركي، وإصرارها على أن تكون هذه المنطقة تحت إشرافها وحدها.
هذه الزيارة الخاطفة التي قيل إنها كانت زيارة عمل ليوم واحد، تعكس تسارع التعافي السوري سياسيًا وعسكريًا، وربما تمهد لزيارات أخرى إلى عواصم عربية ودولية في المستقبل القريب
كان لافتًا أيضًا حضور قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني الذي كان يقود العمليات الإيرانية في سوريا، لقاءات الأسد مع خامنئي وروحاني، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية المقربة من الحرس الثوري، في حين غاب عنها جواد ظريف الذي أعلن، مساء الإثنين، استقالته من منصب وزير الخارجية الإيرانية، فهل تسببت زيارة الأسد في استقالة ظريف؟
في هذا الشأن، نقلت وكالة “فارس” الإيرانية عن مصدر في الخارجية الإيرانية أن استقالة ظريف أرجعها لعدم تنسيق مكتب الرئاسة لحضور ظريف لقاء الأسد مع عدد من المسؤولين الإيرانيين، وبحسب المصدر الذي توقع عودة ظريف إلى منصبه، برزت خلال الأشهر الأخيرة خلافات في بعض القضايا والقرارات بين ظريف والرئيس روحاني، كانت تصل أحيانًا إلى جلسات الحكومة حيث بلغ امتعاضه الذروة تجاه رئيس الجمهورية إزاء الحدث الأخير، ما حدا به لإعلان استقالته.
في زيارة عمل إلى العاصمة الإيرانية #طهران اليوم.. الرئيس #الأسد يلتقي السيد آية الله علي #الخامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية. pic.twitter.com/4mPElrn5Ug
— Syrian Presidency (@Presidency_Sy) February 25, 2019
الأهداف الخفية للزيارة
اختلفت أهداف الزيارة وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام الدولتين، فبحسب ما أفادت وسائل الإعلام السورية الرسمية، بحث الأسد خلال الزيارة انسحاب القوات الأمريكية المزمع والجهود التركية لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، في حين أفادت الرئاسة السورية بأن الأسد أجرى “زيارة عمل إلى العاصمة الإيرانية طهران”، تخللتها محادثات مع المرشد الأعلى والرئيس الإيراني، وهو ما أوردته مصادر رسمية إيرانية أيضًا.
هذه الزيارة تأتي قبل يوم من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا لإجراء محادثات يُتوقع أن تركز على دور إيران في سوريا
لكن هذه الزيارة الخاطفة التي قيل إنها كانت زيارة عمل ليوم واحد، تعكس تسارع التعافي السوري سياسيًا وعسكريًا، وربما تمهد لزيارات أخرى إلى عواصم عربية ودولية في المستقبل القريب، لكن ليس قبل أن يذهب إليه الآخرون.
في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية هدفًا آخر، تمحور حول تهنئة الأسد الخامنئي والشعب الإيراني بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، لكن أن يذهب الرئيس السوري بشار الأسد بنفسه إلى طهران لتقديم التهاني بمناسبة ذكرى وصفها بأنها تشكل نموذجًا يحتذى به على مدى العقود الأربع الماضية في بناء الدولة القوية القادرة على تحقيق مصالح شعبها والمحصنة ضد التدخلات الخارجية، فهذه خطوة تعكِس تطورًا إستراتيجيًّا غير مسبوق.
لكن من المؤكد أن هذه الزيارة لم تكن بهدف التهنئة فقط على أهميتها، وإنما للتنسيق بشأن كيفية التعاطي مع التهديدات الإسرائيلية الأمريكية التي تستهدف البلدين ووضع إستراتيجية لمُواجهتها، فهذه الزيارة تأتي قبل يوم من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا لإجراء محادثات يُتوقع أن تركز على دور إيران في سوريا، وسبق أن قالت “إسرائيل” إنها لن تتسامح مع وجود عسكري إيراني دائم في سوريا، وقد نفذت العشرات من الغارات الجوية ضد الأهداف المرتبطة بإيران هناك.
نقطة أخرى لا يمكن إغفالها في هذا الشأن، وهي التصريحات التي أدلى بها الجنرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لوكالة “تسنيم”، وكشف فيها “أن الرد السوري الإيراني على الضربات الإسرائيلية سيكون مختلفًا في المرات المقبلة، وأكد أن “محور المقاومة حقق أكثر من 90% من أهدافه في سوريا”.
هذه التصريحات تزامنت مع كشف إيران عن غواصة متوسطة الحجم انضمت إلى سلاحها البحري، وقادرة على إطلاق صواريخ باليستية، وكذلك استعراض صاروخ جديد يبلغ مداه 1300 كيلومتر مزود برؤوس ذكية، وإجراء مناورات بحرية في مضيق هرمز وبحر عُمان والمحيط الهندي لمدة 3 أيام، وهي المناورة الثالثة خلال 3 شهور فقط.
كما لم يغب عن اللقاء مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا، حيث نقلت “وكالة أنباء فارس” الإيرانية عن المرشد الإيراني قوله في اللقاء إن “المنطقة الآمنة التي يريد الأمريكان إنشاءها في سوريا مؤامرة خطيرة، يجب التصدي لها بقوة”، لافتًا إلى أن “أمريكا تخطط ليكون لها حضور مؤثر على الحدود العراقية السورية”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن جميع القوات الأمريكية ستغادر سوريا، لكنه تراجع مؤخرًا في مواجهة انتقادات حادة، قائلاً إن نحو 200 جندي سيبقون إلى أجل غير مسمى للمساعدة في الحفاظ على السلام إلى جانب الشركاء السوريين ومنع عودة ظهور تنظيم الدولة “داعش”.
واعتبر مسؤولون أمريكيون قرار ترامب الذي يفوض عددًا صغيرًا من القوات الأمريكية بالبقاء هو خطوة أساسية في إنشاء قوة مراقبة متعددة الجنسيات أكبر من شأنها مراقبة ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” على طول الحدود السورية مع تركيا، وتهدف هذه المنطقة إلى منع وقوع اشتباكات بين تركيا والقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، كما تهدف إلى منع قوات الأسد والمقاتلين المدعومين من إيران من الاستيلاء على المزيد من الأراضي.
وقد انتقد المسؤولون السوريون خطط تركيا لمثل هذه المنطقة الآمنة، قائلين إن القوات التركية والقوات الأمريكية تحتلها، واتهم الأسد الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية بخلق انشقاقات بين مختلف الجماعات الدينية والعرقية في سوريا، قائلين إن مثل هذه الجهود عادت بنتائج عكسية.
كيف يرى الحلفاء الزيارة؟
لعل اختيار الرئيس الأسد طهران لتكون وجهته الأولى يأتي تجسيدًا لعمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، ووقوفهما في خندق واحد في “مواجهة الإرهاب والمشروع الغربي الأمريكي” في المنطقة، حسب ما جاء على لسان المرشد الأعلى، وتوجيه رسالة لأمريكا و”إسرائيل” بأن القوات الإيرانية باقية في سوريا.
هذه الخطوة ستزعج حلفاء الأسد الذين يُظهرون العداء لإيران في المنطقة، وعلى رأسهم السعودية والإمارات، اللتان تسعيان لـ”تأهيل الأسد” مقابل انسحاب إيران
كما يرد الأسد من خلال زيارته هذه عمليًا على كل الادعاءات التي راجت في بعض وسائل الإعلام التي تقف في الخندق الآخر ضد سوريا، وتقول إنه “مُحاصر” في قصره، ولا يستطيع مغادرته إلى أي جهة أخرى غير موسكو، وبترتيباتٍ أمنية روسية.
ولا شك أن هذه الخطوة ستزعج حلفاء الأسد الذين يُظهرون العداء لإيران في المنطقة، وعلى رأسهم السعودية والإمارات، اللتان تسعيان لـ”تأهيل الأسد” مقابل انسحاب إيران، ففي الـ27 من ديسمبر الماضي، أعلنت الإمارات إعادة فتح سفاراتها في دمشق، بحجة إنقاذ سوريا من التوغل الإيراني التركي، لكن يبدو أن هذه الإغراءات وتطبيع العلاقات مع بشار الأسد لم تحثه على طرد الإيرانيين من سوريا.
الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي، وتسعى الامارات اليوم عبر حضورها في دمشق إلى تفعيل هذا الدور وأن تكون الخيارات العربية حاضرة و أن تساهم إيجابا تجاه إنهاء ملف الحرب وتعزيز فرص السلام والاستقرار للشعب السوري.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) December 27, 2018
وفي حين لم يصدر موقف رسمى من جانب هذه الدول حتى الآن بالتعليق على الزيارة التي أُعلنت مؤخرًا وحظي الأسد خلالها بحفاوة الاستقبال، سخر ناشطون ومغردون خليجيون وعرب من دول حليخية أعادت علاقاتها مع النظام السوري مؤخرًا بحجة إعادة سوريا إلى الحضن العربي، وبرَّر وزير الدولة لشؤون الخارجية أنور قرقاش حينها هذه الخطوة بأنها “لسحب الأسد من مظلة النفوذ الإيراني، ولإضعاف طهران بعودة العلاقات العربية مع سوريا”، المقطوعة منذ نوفمبر 2011 بسبب قمع الأسد الوحشي للثورة السورية.
شو رأي محمد بن زايد الذي فتح سفارة بدمشق ويريد اعادة بشار الى الجامعة العربية بزيارة بشار الى ايران؟
— فيصل القاسم (@kasimf) February 25, 2019
وهذا الصورة تؤكد نجاح سياسة #الإمارات و #السعودية في إبعاد بشار الأسد عن إيران..هل تذكرون تصريحات محمد بن سلمان عن بقاء الأسد وأمله ألا يكون “دمية إيران “؟ وافتتاح سفارة #الإمارات ؟ بالنتيجة هو مدين للجالس معهم خصوصا قاسم سليماني في بقائه على كرسيه pic.twitter.com/OI8WmPNbdY
— ياسر أبوهلالة (@abuhilalah) February 25, 2019
يُقال انّه وخلال لقاء #الاسد والمرشد الأعلى علي #خامنئي اليوم، تداول الرجلان النكتة #الخليجية المشهورة التي تقول انّ اعادة العلاقات الدبلوماسية مع #بشار ستخفف من سلطة #ايران عليه ومن النفوذ الايراني في #سوريا…….وقهقه الاثنان بعدها قهقهة لا مثيل لها!! https://t.co/UjRU5LX3Nx
— Dr. Ali Bakeer (@AliBakeer) February 25, 2019
بدا الاهتمام الإسرائيلي بالزيارة واضحًا من تعامل الإعلام الإسرائيلي معها، الذي انكب على قراءة أبعاد هذه الزيارة وانعكاساتها والرسائل التي تريد إيران وسوريا إرسالها للحلفاء والأعداء، فنتنياهو الذي يعلق آمالاً كبيرة على لقائه ببوتين لرفع أسهمه الانتخابية في “إسرائيل” عليه أن يقرأ جيدًا الرسالة من وراء زيارة الأسد، خاصة أن تقارب موعد لقائه ببوتين مع زيارة الأسد إلى إيران قد لا يكون صدفة.
ويُنظر إلى إيران على أنها الداعم الإقليمي الرئيسي لدمشق منذ اندلاع الثورة السورية في منتصف مارس/آذار عام 2011، ومنذ بدء الصراع، قدّمت إيران دعمًا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لدمشق، منحت طهران الحكومة السورية مليارات الدولارات، وساهمت مليشياتها الشيعية – أبرزها حزب الله اللبناني – التي حشدتها من العراق ولبنان وأفغانستان، إلى جانب “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني في دعم معارك النظام وترجيح موازين القوى لصالحه على جبهات عدة.
وتأتي زيارة الأسد الأولى إلى طهران بعد أسابيع من توقيع البلدين اتفاق تعاون اقتصادي “طويل الأمد”، شمل قطاعات عدة أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والزراعة والقطاع المصرفي، وقد وقع البلدان في أغسطس/آب 2018 اتفاقية تعاون عسكري تنص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية، وذلك خلال زيارة أجراها وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إلى سوريا.
وبادرت إيران في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني بلغت قيمته حتى اليوم 5.5 مليار دولار، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه، وبحسب نشرة “سيريا ريبورت” الإلكترونية الاقتصادية، منحت شركات حكومية سورية الشركات الايرانية حصرية التقديم على مناقصات عدة.