أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن قررت فتح مكاتب لـ “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” والتعامل معها على أنها “بعثات أجنبية” دون الاعتراف بها ممثلاً شرعيًا للجمهورية السورية ودون سحب الاعتراف المسبق بالنظام السوري الذي يترأسه بشار الأسد.
وقالت ماري هارف” نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في الموجز الصحفي اليومي بالوزارة أمس – الإثنين -، إن “الولايات المتحدة ستقوم، وبهدف تعزيز العلاقات مع المعارضة السورية، بالسماح بفتح مكاتب لها، وهذه الخطوة لا تمثل اعترافًا من الولايات المتحدة بالائتلاف السوري على أنه الحكومة السورية.. هذه الخطوة تمثل انعكاسًا لشراكتنا مع الائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري.. والمكاتب الدبلوماسية لا علاقة لها بطرد سفير النظام السوري من البلاد”.
واعتبرت هارف أن هذه الخطوة “ستسمح بتسهيل الخدمات المصرفية والأمنية لمكاتب الائتلاف السوري في الولايات المتحدة بشكل رسمي، وكذلك تسهيل الإتصال بشكل أوسع مع الشتات السوري (اللاجئين) في الولايات المتحدة”، مضيفة أن “الإدارة الأمريكية والكونغرس يعملان سويًا لتقديم 27 مليون دولارًا من المساعدات غير الحربية إلى المعارضة السورية”، دون أن تحدد موعدًا لذلك.
موقف الائتلاف:
في تعليقه على القرار الأمريكي، قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “أحمد الجربا” في بيان صدر في هذا الخصوص: “هذا الإعلان يمثل خطوة مهمة في طريقنا نحو سوريا الجديدة والاعتراف بها على الساحة الدولية، وبعلاقاتنا مع السوريين المقيمين في الولايات المتحدة”.
واعتبر الجربا أن التمثيل الجديد “يشكل منصة دبلوماسية للائتلاف يمكنه من خلالها المضي قدمًا في دعم مصالح الشعب السوري على كافة المستويات، كما يعتبر ضربة دبلوماسية للأسد وشرعيته ويشكل دليلاً على التقدم الذي أنجزته المعارضة”.
تفاعلات:
قالت الناشطة السياسية وعضو الائتلاف الوطني السوري المعارض سابقًا “مرح البقاعي”، إن قرار واشنطن باعتماد مكاتب تمثيل المعارضة كبعثات دبلوماسية “لن يغير شيًئا على أرض الواقع لأن الائتلاف كان يحظى برعاية واشنطن سابقًا”.
في حين رأى متابعون ونشطاء آخرون أن “قرار واشنطن هو قرار سياسي بحت، وهدفه إرسال رسالة للنظام السوري وداعميه تتمثل في أن الولايات المتحدة ما زالت تدعم المعارضة”.
ويعلق بعض النشطاء الأمل على أن تكون هذه الخطوة بادرة تقتدي بها باقي الدول لتسهيل عمل الائتلاف وتتطور مستقبلا عبر نقل بعض صلاحيات سفارات النظام مثل إصدار جوازات السفر لمكاتب الائتلاف كما هو مقرر أن يكون بالنسبة لمكتب الائتلاف في قطر.
ويذكر أن الولايات المتحدة اعترفت بالائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري عام 2012، وأغلقت الخارجية الأمريكية سفارة النظام السوري في واشنطن وعدة قنصليات أخرى دون أن تسحب اعترافها بكونه الحاكم الفعلي لسوريا.