أجرى وزير الدفاع المصري الأسبق المشير عبد الفتاح السيسي، والمرشح الأوفر حظًا في الانتخابات الرئاسية المصرية أول حوار تلفزيوني له مساء البارحة.
اللقاء الذي أجراه كل من لميس الحديدي وإبراهيم عيسى في برنامج “الطريق إلى الاتحادية” بث على قناتي CBC و ON TV ، حيث ظهر فيه السيسي بلباس مدني.
وأرسل السيسي في لقائه 7 رسائل مقسمة حسب المشهد الراهن في مصر، كانت موجهة لكل من: الشعب المصري، وجماعة الإخوان المسلمين، ورافضو حكم العسكر، والقوى السياسية، والأقباط، والمرأة، والتيار الناصري.
الشعب المصري
قال السيسي إن برنامجه الانتخابي قابل للتحقيق، ولكنه “يحتاج إلى جهد مضن من الجميع من أجل تحقيق مستقبل أفضل”، مشيرًا إلى أنه لن ينام، كما أن المصريين لن يناموا وسيكون العمل ليلاً ونهارًا لأنه “من غير المقبول أن نترك لأولادنا ديون”.
وأوضح أن برنامجه “يتضمن مشروعات استراتيجية كبيرة تؤتي ثمارها على المستوى البعيد، إلا أن الاستقرار والأمن على رأس أولوياته خلال الفترة المقبلة”.
جماعة الإخوان المسلمين
قال السيسي إنه “لن يكون هناك وجود لجماعة الإخوان المسلمين في عهده بعد أن انتهت الجماعة في مصر”، متابعًا أن ذلك تم “برأي المصريين وليست المشكلة شخصية معه”.
وأضاف أن “الإخوان أخلوا بالعقد الذي انتخبهم الشعب على أساسه، وهو ما يشير إلى أنهم يعانون من غباء سياسي وديني”، مؤكدًا أنه “لا تصالح مع من لا يريده الشعب المصري”.
قوى ثورة 25 يناير و رافضو حكم العسكر
رفض المشير السيسي لفظ “العسكر”، وقال بلهجة حاسمة لمحاوره “لن أسمح لك أن تقول هذا اللفظ مرة أخرى”.
وأشار إلى أن “المجلس العسكري والقوات المسلحة لم تحكم على مدار العقود الماضية، ولن يكون لها دور خلال فترة حكمه إن تولى المسؤولية”.
وأوضح أن “قانون التظاهر كان ولا زال أحد أدوات ضبط حالة الفوضى في البلاد، وأن العفو عن المحبوسين بسببه في يد القضاء”، متابعًا بلهجة غاضبة “لن نسمح أن تسقط الدولة بالتظاهر والفوضى والإرهاب”.
وكانت السلطات المصرية قد أصدرت في نوفمبر، قانونًا للتظاهر، يلزم أي مجموعة تريد التظاهر بإخطار وزارة الداخلية بتفاصيل المظاهرة قبل تنظيمها، ويفرض القانون عقوبات متدرجة بالحبس والغرامة المالية على المخالفين، وهو ما يعتبره منتقدون “تقييدًا للحق في التظاهر”.
وصدرت أحكام بالحبس بحق العشرات لإدانتهم بـ “خرق قانون التظاهر”.
وحول ما إذا كان سيمارس صلاحياته في إمكانية العفو عن بعض السجناء وهو الأمر الذي يطالب به بعض السياسيين، قال المرشح الرئاسي: “استمع لهذه المطالب كمواطن، والقضاء المصري هو من يقرر”، فرد عليه المحاور قائلاً، ولكنك كرئيس تملك سلطة العفو، فقال السيسي: “لكل حادثة حديث”.
القوى السياسية
قال السيسي إنه لو وصل للرئاسة سيتحاور مع كل الشعب وليس فقط القوى السياسية لأن هذا هو “الضمان” للمستقبل.
وأشار إلى أن “الرئيس مسؤول عن تشكيل حياة سياسية حقيقية تثري النظام الحالي”، مضيفًا “سأتحمل الانتقادات، ولكن لماذا أقبل بالتجاوزات ولماذا نتجاوز في حق الآخرين”.
التيار الناصري
“غازل” السيسي التيار الناصري بمصر، بحديثه عن الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، قائلاً: “عبد الناصر كان معلقًا في قلوب الناس، وليس مجرد صورة في المنزل”.
واعتبر المرشح الرئاسي أن توقعات البعض بأنه سيكون على خطى عبد الناصر “أمر كثير عليه”. ومضى بالقول: “ده كتير.. بصراحة ده مستوى ومقام وقدرة وإمكانيات كانت في عصره خارج كل الحسابات”.
الأقباط
قال السيسي إنه ولد بحي الجمالية (حي شعبي بوسط القاهرة) وهو حي لا يعرف التمييز بين مواطن وآخر على أساس الدين، موضحًا أن “العلاقة بين الأهالي كانت راقية جدًا”. وأشار إلى أنه “لا يمكن التفريق بين المواطنين عن طريق الدين”.
المرأة المصرية
قال السيسي إن وعي المرأة المصرية مازال يدهشه، مشيرًا إلى أن “المرأة هي حامية المستقبل”. وأضاف أن “المراة المصرية لها دور كبير خلال الفترة الماضية وسيكون لها دور عظيم قادم”.
وحول ما إذا كان لدى السيسي خطة للاستيلاء على الحكم في مصر عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، قال السيسي: “لا استطيع أن أحترم نفسي أو احترم إرادة المصريين وأقوم بعمل خطة للاستيلاء على الحكم في مصر، لكن بيان 3 يوليو كان واضحًا جدًا حيث قلت إن رئيس المحكمة الدستورية العليا هو الرئيس المؤقت لمصر دون تدخل من أحد، وقلت بعدها احترام إرادة المصريين أشرف لي من تولي الحكم”.
وطبقا للدستور المصري، فإنه “في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية أو عجزه الدائم عن العمل يتولي الرئاسة مؤقتًا رئيس مجلس الشعب، وإذا كان المجلس منحلاً حل محله رئيس المحكمة الدستورية العليا، وذلك بشرط ألا يرشح أيهما للرئاسة”.
وتابع المرشح الرئاسي أنه بدأ دراسة أمر ترشحه للرئاسة في 27 فبراير الماضي عندما استشعر حجم التحديات التي تواجهها مصر.
وأضاف: “رأيت التحديات على مصر والاستهداف داخل وخارج مصر، أي وطني مسؤول وعنده فرصة أن يتقدم لحماية هذا الوطن وهذا الشعب ومستقبله كان يجب أن يتخذ هذا القرار، خاصة مع وجود استهداف للوطن من داخل وخارج مصر”.
وتوعد السيسي من يحاولون استهداف بلاده بقوله: “لا أحد يستطيع الاقتراب من مصر لأن بها من يقدر أن يحميها”.
وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر قد أعلنت الجمعة الماضية القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية القادمة، وذلك بالتصديق على اسمي المرشحين اللذين تقدما بأوراقهما للرئاسة وهما “عبد الفتاح السيسي” وزير الدفاع السابق، و”حمدين صباحي” زعيم التيار الشعبي، كمرشحين بصورة رسمية في الانتخابات.
من جهة أخرى، اعتبرالقيادي في جماعة الإخوان المسلمين في مصر والمقيم في الخارج “أشرف عبد الغفار” أن حديث المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، عن جماعة الإخوان حديث “إقصائي”.
وأضاف عبد الغفار لوكالة الأناضول قوله “لقد جاء الملك فاروق وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك ورحلوا جميعًا وبقيت الإخوان، وستبقى – إن شاء الله – وسيذهب السيسي”.
وتساءل القيادي الإخواني: “أي شعب يتحدث عنه السيسي على أنه غير راض عن الإخوان وقد جاء بهم الشعب في كل استحقاق انتخابي”؟!
من جانبها، قالت “عائشة الشاطر” نجلة خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين: “ربط العنف بوالدي أمر غير مقبول، فهو كان دائمًا ما يحثنا على حب مصر والإصرار على خدمة شعبها”.
وأضافت عائشة الشاطر: “والدي هو من عاش يخدم البلد ويتحمل كل الحبس الظالم ضده ولم يترك مصر ويسافر كرجل أعمال ناجح خارج مصر وعندما وصلت الإخوان للرئاسة لم ينتقم ممن ظلمه”.
وكان السيسي في لقائه قد اتهم الشاطر بأنه هدد مصر خلال لقاء جمعهما قبل الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، قالت “لا أعلم تفاصيل هذا اللقاء، ووالدي محبوس، ولا استطيع أن أجزم بصحة ما قاله من عدمه”.
وكان السيسي قد قال أثناء حواره التلفزيوني أن “أحد قياداتهم طلب مني حوارًا في إطار تدارس الموقف، فالتقاني لمدة 45 دقيقة، وأخبرني وهو يشير بأحد إصبعيه بأنه سيأتي مقاتلون من سوريا ومن أفغانستان ومن ليبيا، يقاتلون المصريين ويقاتلوكم”، فقال له أحد المحاورين :”هو الشاطر” فأجاب السيسي: “يعني”.
واستدركت قائلة “لكن ما أعلمه عن والدي الذي قال عنه قائد الانقلاب أنه يهدد مصر أنه عندما حرض عليه إعلاميون قبل الانقلاب بأيام بحرق منزلنا، وسألناه ماذا نفعل؟ قال لنا: نفوض أمرنا لله، لسنا دعاة عنف ولن يجرونا لهذا”.