ترجمة حفصة جودة
كان الركاب ينتظرون على رصيف المحطة، ولم يكن أمامهم سوى عدة ثوانٍ للهروب قبل أن تلتهمهم النيران، في يوم 27 من فبراير من هذا العام تحرك قطار في محطة مصر الرئيسية (محطة رمسيس) ليصطدم بالحاجز وينفجر نتيجة اندفاعه، تسبب الحادث في وفاة 22 شخصًا، كان السبب سائق القطار المهمل الذي نسى رفع المكابح قبل أن يخرج من القطار ليتعارك مع عامل آخر، إنه فشل آخر لهيئة السكة الحديد يضاف لتاريخ طويل من الفشل.
بالنسبة للصحفيين المصريين الخانعين فالحادث سببه القوى التي تعمل في الظلام، يدّعي النقاد أن قائد القطار من قرية كرداسة وهي قرية معروفة بتعاطفها مع جماعة الإخوان المسلمين – أبرز جماعة إسلامية في مصر – حيث يقول مقدم برنامج تليفزيوني يدعى نشأت الديهي: “لا أستطيع أن استبعد استخدام الإخوان للسائق”.
وفي مقابلة على قناة أخرى مع أكاديمي يقول الضيف إن ردود الفعل الغاضبة على الحادث تؤكد وجود مؤامرة، فجماعة الإخوان أرادت أن تصرف انتباه الناس عن إنجازات الرئيس السيسي.
لقد أصبحت جماعة الإخوان محظورة وصادروا ممتلكاتها وسجنوا قادتها ومنهم من أصبح في المنفى
مرت 6 سنوات منذ أن أطاح السيسي – وزير الدفاع آنذاك – بحكومة الإخوان المنتخبة في انقلاب عسكري ووصف نفسه بأنه القوى المدنية الحديثة وأنه الرجل الذي سينقذ مصر من النظام غير الليبرالي وسيبدأ في حل مشكلات اقتصادها الراكد.
تخفي الشرطة السرية القصص غير المريحة التي قد تسبب المشكلات ويتحدثون يوميًا إلى شبكات الأخبار لمنحهم قائمة بالموضوعات الممنوعة من الحديث عنها، لكن حتى أحقر الصحفيين لم يكن ليتجاهل الكارثة التي حدثت في قلب القاهرة، لكنهم تحدثوا عن كبش الفداء المعتاد.
لقد أصبحت جماعة الإخوان محظورة وصادروا ممتلكاتها وسجنوا قادتها ومنهم من أصبح في المنفى، ومع ذلك فإن الإعلام ألقى المسؤولية على الجماعة المسؤولة عن كل مشكلات البلاد.
كان الإخوان السبب في أزمة السكر عام 2016
في الخريف الماضي ارتفع سعر الطماطم من 5 جنيهات للكيلو إلى 15 جنيهًا أو أكثر، كانت القضية قصة عرض وطلب، فانخفاض قيمة العملة في 2016 أدى إلى ارتفاع أسعار البذور لذا توقف المزارعون عن زراعة المحاصيل الخاسرة.
لكن بالنسبة لجريدة الوطن اليومية لم تكن هذه مشكلة اقتصادية بسيطة، لقد كان “إرهابًا ماليًا”، فالإخوان اشتروا محصول الطماطم من جميع أنحاء البلاد ووضعوه في المخازن، وكذلك الأمر بالنسبة لمشكلة نقص السكر عام 2016، فقد كان الإخوان السبب في ذلك أيضًا.
تسببت العواصف الشتوية في نوفمبر عام 2015 في سقوط أكثر من 50 ملليمترًا من الأمطار على الإسكندرية وهو ضعف حجم الأمطار التي تسقط على المدينة كل عام في هذا الوقت، وبالطبع كان الإخوان مسؤولين عن ذلك، ولإثبات أنهم أغلقوا مصارف المياه بالأسمنت، نشرت وزارة الداخلية صورة لرجل يجلس بجوار أحد المصارف.
تلقي الحكومة المصرية اللوم على الإخوان في جميع مشكلات مصر
لكن نظرية المؤامرة ليست حديثة العهد في مصر، فقد ألقوا باللوم على جهاز التجسس الإسرائيلي – الموساد – من قبل في هجمات سمك القرش والحمل خارج إطار الزواج، أما جماعة الإخوان فقد كان لها خطابها الخاص.
ففي نوفمبر قام جهاديين يُعتقد بانتمائهم للدولة الإسلامية “داعش” بقتل 7 أقباط، فأعلن موقع الإخوان أنه هجوم كاذب للتشهير بالإخوان، لكن الشرطة المصرية وعلى خلفية هذا الحدث قتلت 10 أشخاص مشتبه بهم وادعت أنها خلية تمولها جماعة الإخوان بشكل جيد حيث كانوا يملكون مخزونًا جيدًا من الخبز والجبنة والتونة المعلبة، لكن لم يكن لديهم بطاطس.
المصدر: إيكونوميست