تشهد شبكات التواصل الاجتماعي في فلسطين عامة والداخل الفلسطيني خاصة، حالة من الغضب والقلق بعد تدنيس المسجد الأقصى من أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية، حيث دنس شرطي، المسجد الأقصى بعدما دخل إلى المسجد ورفض خلع الحذاء، الأمر الذي أدى إلى حدوث حالة من السخط في صفوف الفلسطينيين.
وتداول افتراضيو الفيسبوك، شريطًا مصورًا يوثق ما فعله الشرطي، الأمر الذي يعتبر إدانة واضحة لتصرفه الذي وثقته عدسات المصلين، وفي حديث له، قال القيادي في الحركة الإسلامية الشيخ كامل ريان لـ”نون بوست”: “دخول الشرطي الإسرائيلي إلى منطقة باب الرحمة وإصراره على الدخول بحذائه لهو خطوة أخرى من خطوات المس بالمسجد الأقصى وتدنيسه والمس بمشاعر المسلمين في كل مكان، هذه الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى وخصوصًا ما نشهده في الآونة الأخيرة من اعتداءات متكررة توجها الاحتلال بمحاولة منع المسلمين ودائرة الأوقاف الإسلامية من الدخول إلى باب الرحمة واستعادته إلى سيادتهم المطلقة بعد إغلاقه لفترة تزيد على الـ15 عامًا ظلمًا وبهتانًا وادعاءً بأن المكان استغل لأهداف غير قانونية”.
يرى الشيخ ريان أن تبعات هذه الانتهاكات جر منطقة الحرم القدسي خاصة والمنطقة عامة إلى صراع كبير وحاد ومؤلم
متابعًا “لذلك نحن نستهجن عمل هذا الشرطي القبيح الذي يدل على سوء في الأخلاق وسوء في تأدية مهام وظيفته الشرطية، حيث نراه قد تصرف تصرفًا لا يمت بأي صلة لرجل قانون ملزم بالحيادية والمحافظة على مشاعر الناس وحقوقهم وممارسة شعائرهم كما يرونه مناسبًا وإنما تصرف كطرف معتد بشكل همجي يتنافى مع القانون ويتنافى مع الأخلاق ويتنافى مع القيم الإنسانية التي تربط بين بني البشر بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية أو الجنسية”.
صراع كبير وحاد
يرى الشيخ ريان أن “تبعات هذه الانتهاكات جر منطقة الحرم القدسي خاصة والمنطقة عامة إلى صراع كبير وحاد ومؤلم لأننا كمسلمين لا يمكن لنا أن نسلم لمثل هذه الانتهاكات أو نستسلم أمام كل المؤامرات التي تحاك ضد المسجد الأقصى خصوصًا أننا ندرك تمام الإدراك أن سلطات الاحتلال تهدف إلى اقتطاع هذا المكان المقدس من المسجد الأقصى لتحويله إلى كنيس يهودي بما لا يتعارض مع الرواية اليهودية التي تنص بحرمة دخول اليهود إلى مكان المسجد الأقصى وفضائه العام، حيث تظهر الدراسات أن هذا المكان لا تنطبق عليه حرمة دخول اليهود إليه وأن تطئ أقدامهم ثراه الطاهر، لذالك نحن نحذر أن مآل هذه السلوكات العنجهية هو تطبيق غايات وأهداف كانت بالأمس مبهمة وخفية لتصبح الآن علنيةً وبشكل فاضح”.
الشيخ ريان أن
تقسيم الأقصى
وتابع “لا شك أن سلطات الاحتلال تهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا كما فعلت ذلك في محيط المسجد الإبراهيمي في الخليل، حيث اقتطعت جزءًا كبيرًا منه ليكون مكان عبادة لليهود فيه، وتريد أن تنقل هذا الاعتداء الغاشم الذي حصل في المسجد الإبراهيمي في الخليل إلى المسجد الأقصى في القدس وما كل هذه الانتهاكات المتكررة والادعاءات الباطلة إلا مقدمة لسياسة حكومية احتلالية تهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا”.
قال الشيخ ريان: “الحركة الإسلامية وضعت نصب عينيها منذ نشأتها الحفاظ على جميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في الوطن الفلسطيني”
وجه القيادي الإسلامي رسالة للعالم عبر “نون بوست” جاء فيها: “نتوجه إلى العالم الحر وعالمنا العربي والإسلامي للتدخل الفوري لإنقاذ المسجد الأقصى من براثن المستوطنين ومن كواليس السياسات الإسرائيلية الاستيطانية الاحتلالية التي وضعت نصب أعينها خطف سيادة المسلمين على المسجد الأقصى وخطف حرية المسلمين من الصلاة فيه وخطف واقتطاع مكان منه ليحولوه إلى كنسٍ يهودي الأمر الذي من شأنه أن يزيد من وتيرة وحدة الصراع وتحويل الصراع من صراع أوطانٍ إلى صراع أديان الذي ندرك جميعًا أبعاده الخطيرة وانعكاساته الوخيمة على جميع أطراف الصراع في المنطقة، لذلك نتوخى مِمَن يدعون حرصهم على تطبيق المعاهدات الدولية والمواثيق الأممية أن يوقفوا هذا السلوك الاحتلالي الأهوج ويلجموا قطعان المستوطنين من المس اليومي بحرمة المسجد الأقصى ومشاعر المسلمين في كل مكان”.
واختتم كلامه قائلاً: “الحركة الإسلامية وضعت نصب عينيها منذ نشأتها الحفاظ على جميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في الوطن الفلسطيني وعلى رأس هذه المقدسات المسجد الأقصى المبارك لذلك تقوم الحركة الإسلامية بفضل الله أولاً ومن خلال ذراعها المبارك جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية بتسيير عشرات الحافلات يوميًا للأهل من المناطق المختلفة (الجليل والنقب والمثلث والمدن الساحلية) إلى باحات وساحات المسجد الأقصى من أجل الرباط في ساحاته وعلى بواباته ومن أجل إعماره يوميًا وعلى مدار أوقات الصلاة ليرفدوا الأوقاف الإسلامية ويساعدوهم في حماية المسجد الأقصى والدفاع عن حرمته أمام أوباش المستوطنين.
المسجد الأقصى يشهد منذ عدة أسابيع، أجواء مشحونة بالتوتر بسبب انتهاكات الاحتلال المتكررة والإغلاق المتكرر لباب الرحمة
ذلك ناهيك عن عشرات المشاريع التي تشرف عليها جمعية الأقصى في داخل المسجد الأقصى من تنظيف وصيانة للمكان واستقبال لرواده وإحياءٍ لمساطب العلم وحلقات الذكر ومجامع اللغة واللقاءات اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية لإبقاء المسجد عامرًا بالوجود البشري للمسلمين في داخله، هذا أيضًا ناهيك عن عشرات المشاريع التي تشرف عليها جمعية الأقصى خارج أسوار المسجد الأقصى تثبيتًا للمقدسيين وتقويةً لرباطهم هناك أمام مؤامرة التهجير لهم وسياسة إخراجهم وترحيلهم من القدس الشريف على اعتبار أنهم الخط الأول في الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس الشريف في ظل غياب العرب والمسلمين عن قدسهم وأقصاهم الذي ما زال يئن تحت وطأة المؤامرات الصهيونية والإقليمية التي لا تبشر بخيرٍ كتلك المؤامرة التي ابتدعها رئيس الولايات المتحدة التي تدعى (صفقة القرن)، لذلك كثفت الحركة الإسلامية وجمعية الأقصى في الآونة الأخيرة جهدها الموجه لأهلها المقدسيين من أطفال وشباب ورجال ونساءٍ ومسنين إحياءً لتعزيز وجودهم وتحصين تعاضدهم وتمكين وجودهم من خلال ترميم البيوت واحتضان الأطفال وتوجيه الشباب هناك”.
يذكر أن المسجد الأقصى يشهد منذ عدة أسابيع أجواء مشحونة بالتوتر بسبب انتهاكات الاحتلال المتكررة والإغلاق المتكرر لباب الرحمة.