ترجمة نهى خالد
قُبيل الذكرى السنوية السبعين لقرار ستالين نفي تتار القرم المسلمين من موطنهم، شرعت السلطات الروسية التي ضمت القرم مؤخرًا في تهديدهم بالقمع مجددًا. ففي تسجيل فيديو رُفِع على موقع اليوتيوب، تظهر المدعي العام للقرم متهمةَ أحد قيادات التتار بالقيام بأنشطة متطرفة، ومهددةً إياه بحل مجلس الحُكم الذاتي للتتار المعروف بالـ”مجلس” (Mejlis).
أتت المحادثة الساخنة بعد أيام من التوتر بين التتار وحكام القرم الجدد. ففي يوم السبت تم منع زعيم التتار مصطفي جميليف (الشهير بقرم أوغلي – في الصورة) من عبور حدود القرم، حيث وقفت له مجموعة من شرطة مكافحة الشغب الروسية ومنعته من دخول الأراضي التي نفاه منها ستالين وهو طفل. في اليوم التالي، التقت المدعى العام للقرم، ناتاليا بوكلونسكايا، برفعت تشوباروف، رئيس “المجلس”، لتقدم له إنذارًا مفاده: أوقفوا الأنشطة “المتطرفة” وإلا سيتم حل “المجلس”.
المحادثة بين تشوباروف وبوكلونسكايا أمرٌ محزن للغاية. فهي تسرد له سريعًا قائمة الاتهامات الموجهة لتتار القرم في حين يطلب منها تشوباروف أن تخاطبة بلغة يستطيع فهمها. “أرجو أن تستكملي حديثك بلغتي الأصلية، اللغة التترية للقرم، فهي واحدة من اللغات الرسمية لجمهورية القرم طبقًا للدستور”، هكذا قال موجهًا حديثه له.
ولكن بوكلونسكايا لم تلتفت له. “إنني أُعلِمُك أنه إذا فشلتم في الالتزام بفحوى التحذير المتلو عليكم من التعدي على التشريع الفيدرالي، سيتم حل مجلس تتار القرم”.
هنا الفيديو الكامل من “راديو فري يوروب/راديو ليبرتي”
تأتي تلك المباراة الكلامية قبيل ذكرى أليمة. ففي الثامن عشر من مايو سيحيي تتار القرم مرور 70 عامًا على نفي ستالين لأجدادهم من القرم إلى سيبريا، مما أدى إلى مقتل نصفهم أثناء ترحيلهم إلى هناك. وبينما يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتعامل مع هذه العرقية بهدوء – مثلًا، فقد مضى مؤخرًا قرارًا “بإعادة الاعتبار” لشعب التتار – يظل التتار في ارتياب من استيلاء روسيا على القرم، وهي خطوة عارضوها بقوة مخافة جولة تاريخية جديدة من القمع على يد موسكو.
قرار بوتين، الذي وقّعه في الواحد والعشرين من أبريل، تعهّد بـ”إعادة العدالة التاريخية ومحو آثار التهجير غير الشرعي” و”التشجيع على خلق وتنمية الحُكم الذاتي القومي الثقافي”. ولكن تتار القرم غير مقتنعين بهذا. فطبقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، حاول بوتين شخصيًا أن يضمن دعم جميليف وإقناعه بالموافقة على ضم القرم، إلا أن جميليف رفض وانتقد استيلاء بوتين على القرم، وهي الخطوة التي يبدو أنها أثارت غضب موسكو.
كما هو واضح من كلام بوكلونسكايا، رسالة موسكو لكل من سيرفض المثول لتوجيهات بوتين رسالة بسيطة: اخضعوا وإلّا!..!