ترجمة وتحرير: نون بوست
كان الطالب السعودي البالغ من العمر 26 سنة، يتطلع إلى التعرف على أصدقاء جدد منذ أول يوم حلّ فيه بحرم جامعة ميدويست قبل سنتين. كما كان يأمل في تعلم التفكير بطريقة مختلفة، علاوة على التأقلم داخل الحرم الجامعي، لكنه يقول إنه على عكس زملائه الجامعيين، لا يُسمح له بالتحدث بحرية.
تحصّل هذا الطالب، الذي رفض أن يُكشف عن هويته خوفا من الانتقام، على منحة دراسية من قبل الحكومة السعودية. وفي مقابلة لهم مع موقع “بي بي أس نيوز أور”، أفاد خبراء في الاستخبارات وثمانية طلاب سعوديين حاليون وسابقون، بأن الحكومة السعودية راقبتهم عن كثب حين قرروا السفر للدراسة في الولايات المتحدة. وحسب أقوالهم، تعد العقوبات والجزاءات المفروضة على أولئك الذين يتجرؤون على انتقاد المملكة أثناء وجودهم في الخارج مروعة للغاية، بما في ذلك تجميد جوازات السفر، والتهديدات بالقتل، وأعمال الترهيب، فضلا عن سحب المنح الدراسية، والسعي إلى إعادتهم إلى الديار.
حيال هذا الشأن، تنفي الحكومة السعودية مساعيها إلى مراقبة طلابها أو استدراجهم للعودة إلى السعودية. وقد قال المتحدث باسم السفارة السعودية، فهد ناظر، إنه بالنسبة لمعظم الطلبة السعوديين، تمثل مواصلة الدراسة في جامعة أمريكية تجربة إيجابية للغاية. وقد أشار الطالب الذي التحق بجامعة ميدويست إلى أنه خلال حدث مدرسي في سنة 2017، أخبره طالب سعودي بأنه حضر الحدث رفقة شخص آخر بهدف تقديم تقرير مفصّل إلى السفارة والحكومة السعودية.
بدأ أول الطلبة السعوديين في التوافد على الولايات المتحدة في منتصف الخمسينيات، أي حين افتتحت الحكومة مكتبًا للشؤون التعليمية في مدينة نيويورك
قال آدم كوغل، الباحث في قسم الشرق الأوسط في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إنه تلقّى اتصالا في الخريف الماضي من قبل أستاذ بجامعة جونز هوبكنز عبّر من خلاله عن استيائه على خلفيّة تلقي أحد طلابه رسالة نصية قصيرة من السفارة السعودية. وأضاف كوغل أن هذه الرسالة المصاغة بعناية فائقة، التي اعتبرها الطالب بمثابة التهديد، كانت تأمره بأن ينأى بنفسه عن الأحداث “المعادية للسعودية”.
يعتقد الطالب مجهول الهوية الذي تحدث إلى موقع “بي بي أس نيوز أور” أن “المملكة تدسّ جاسوسا أو أكثر داخل كل منظمة طلابية نشارك فيها”. وحسب قوله، تتصل السفارة السعودية بهؤلاء الطلبة وتطلب منهم الآتي: “الآن، وفي حال ستحضرون حدث ما، نحن بحاجة إلى تقرير شامل حول كل ما يحدث. اكتف بكتابة التقرير وإضافة كل ما قيل خلال الحدث”.
بدأ أول الطلبة السعوديين في التوافد على الولايات المتحدة في منتصف الخمسينيات، أي حين افتتحت الحكومة مكتبًا للشؤون التعليمية في مدينة نيويورك. وبحلول سنة 1975، تحصّل حوالي 2000 طالبا سعوديا على منح حكومية لمزاولة الدراسة في الولايات المتحدة. وفي الوقت الحالي، يدرس قرابة 60 ألف سعودي في الولايات المتحدة، وتغطّي حوالي 40 ألف منحة دراسية مُقدّمة من قبل وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية كامل الرسوم الدراسية، بالإضافة إلى توفير تأمين صحي وراتب شهري.
وصف فهد ناظر الطلبة في الولايات المتحدة “بالسفراء غير الرسميين، حيث أن الغالبية الساحقة منهم يعودون إلى الديار من أجل المساهمة في تطوير المملكة”. وتؤكد الملحقية، وهي الفرع الرئيسي للسفارة المسؤولة عن شؤون الطلبة، أن مهمتها تتمثل في “تزويد طلابنا بأفضل الفرص التعليمية الممكنة، في أفضل المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة، بهدف تقديم الدعم الأكاديمي والمادي حتى يتسنى لهم التركيز على تحقيق أهدافهم التعليمية”.
قال العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، فرانك مونتويا، “إن مراقبة الطلاب السعوديين لا تعتبر ظاهرة جديدة.”
في سنة 2017، نشرت الملحقية الثقافية السعودية في مدينة فيرفاكس بولاية فرجينيا، في إحدى الصحف الحكومية السعودية، لائحة من القوانين الموجهة للطلبة الذين يدرسون في الخارج. وتتمثل القاعدة الأولى على القائمة في تجنب خوض مناقشات سياسية أو دينية، أو مقابلات إعلامية أثناء المسيرة الدراسية. ووفقا للطلبة الذين أجريت معهم مقابلات حول هذا الموضوع، تعمل الحكومة السعودية في عهد محمد بن سلمان على التأكد من أن الطلاب على علم بأنهم تحت المراقبة.
هل يعد هذا النوع من الممارسات بالأمر الجديد؟
قال العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، فرانك مونتويا، الذي شغل منصب مدير مكتب الهيئة الوطنية لمكافحة التجسس في الفترة الممتدة بين 2012 و2014، إن مراقبة الطلاب السعوديين لا تعتبر ظاهرة جديدة. ويؤكد مونتويا أنه عندما كان يعمل هناك، سمع عن العديد من الحالات، لكن هذه الحوادث لم تكن ذات أهمية نظرا لأن الوكالة لم تكن تصدق انتشار مثل هذه الممارسات. من جهة أخرى، أفاد مونتويا أنه وفقا للعملاء الذين تحدث معهم والذين لا زالوا يعملون لصالح مكتب التحقيقات الفيدرالي، توسعت عمليات مراقبة الطلبة في الولايات المتحدة بشكل كبير في عهد الأمير محمد بن سلمان.
في رسالة بريد إلكتروني أُرسلت إلى موقع “بي بي أس نيوز أور”، أكد المكتب الإعلامي التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي أنه لن يدلي بأي تعليقات حول الممارسات المزعومة التي تقوم بها السعودية فيما يتعلق بمراقبتها للطلاب. وبعد سنوات من العلاقات المتوترة مع البيت الأبيض خلال عهد أوباما، أصبحت العلاقات بين المملكة وإدارة ترامب تكتسي طابعا وديا، على حد تعبير العديد من المحللين والخبراء.
قال أحد كبار المسؤولين في الإدارة، بعد فترة وجيزة من انتهاء المهلة، إنه “تمشيا مع موقف الإدارة السابق والفصل الدستوري بين السلطات، يتمسك الرئيس بسلطته التقديرية لرفض اتخاذ أي إجراءات بشأن مطالب لجنة الكونغرس عند الضرورة”
علاوة على ذلك، قال مونتويا إن المملكة العربية السعودية “تتخذ من قبول البيت الأبيض العلني لهذه الممارسات فرصة للقيام بما تريد في الوقت الذي تختاره، ويشمل ذلك حتى الولايات المتحدة”. وأشار مونتويا أيضا إلى حادثة مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كدليل على “استعداد المملكة العربية السعودية لتجاوز المعايير الراسخة والمعمول بها”. تجدر الإشارة إلى أن وكالة المخابرات المركزية خمنت أن الأمير محمد بن سلمان هو الذي أمر باغتيال خاشقجي.
كما أضاف مونتويا أنه “لا يمكن للسعوديين قتل صحفي مقيم في الولايات المتحدة، في حال لم يكونوا على علم بأنهم يستطيعون الإفلات من العقاب في ظل حكم الرئيس ترامب”. وعلى الرغم من الانتقادات الشديدة الموجهة للمملكة العربية السعودية من قبل الكونغرس الأمريكي، إلا أن دونالد ترامب دافع في العديد من المرات عن بن سلمان، الذي أصبح وليا للعهد خلال حزيران/ يونيو سنة 2017، مروجًا لفكرة بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية. من جهتها، تخطت إدارة ترامب المهلة التي حُددت الشهر الماضي لتقديم تقرير إلى الكونغرس تكشف فيه عن المسؤول عن عملية مقتل خاشقجي.
بالإضافة إلى ذلك، قال أحد كبار المسؤولين في الإدارة، بعد فترة وجيزة من انتهاء المهلة، إنه “تمشيا مع موقف الإدارة السابق والفصل الدستوري بين السلطات، يتمسك الرئيس بسلطته التقديرية لرفض اتخاذ أي إجراءات بشأن مطالب لجنة الكونغرس عند الضرورة”.
فقا للملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة، “تمتلك المملكة سفراء وتلعب النوادي دور السفارات”
في غضون ذلك، قال آدم كوغل: “يشعر السعوديون أنهم يحققون فوزا عظيما لأنهم يتحصلون على دعم ثابت من الإدارة الأمريكية”. وتقول منظمات حقوق الإنسان والنقاد إن ولي العهد السعودي يقوم بإسكات أي شكل من أشكال المعارضة. وخلال شهر أيلول/ سبتمبر 2017، اعتقلت المملكة أكثر من 20 شخصية زعمت السلطات السعودية أنها على علاقة “بأنشطة استخباراتية لصالح أطراف أجنبية”. وبعد شهرين من ذلك، أطلق ولي العهد حملة “مكافحة الفساد” التي انتهت بالقبض على أكثر من 300 شخص، بما في ذلك أفرادا من العائلة المالكة، في خطوة رأى المحللون أنها بمثابة محاولة لتعزيز سلطته.
لماذا يشعر الأشخاص الذين يمتلكون أفكارا ورؤى مختلفة بالخوف؟
هناك المئات من المنظمات الثقافية التي يقودها الطلاب السعوديون في الولايات المتحدة. ووفقا للملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة، “تمتلك المملكة سفراء وتلعب النوادي دور السفارات”. لكن الطلبة يؤكدون أن هذه النوادي تخضع للسيطرة الكاملة للسفارة. ووفقا لطالب رفض الكشف عن هويته، كان هذا الأمر بالنسبة للطلبة السعوديين المتواجدين في الولايات المتحدة يعني أنه “سواء كنت تقرأ الكتب أو تلعب كرة القدم، يجب أن يكون لديك إذن من الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة”.
أفاد الطالب أن الطلاب يجب أن يحصلوا على إذن من السفارة كي تتمكن المنظمات الطلابية السعودية بصفة رسمية من حضور وتنظيم الأحداث في حرم الجامعات. كما أضاف أنه لاحظ مؤخرا تغيرا في الطريقة التي تسير عليها الأمور داخل الحرم الجامعي. وفي هذا السياق، قال الطالب إنه “في حال كنت ترغب في تنظيم مؤتمر أكاديمي، فأنت بحاجة للحصول على إذن من السفارة قبل ثلاثة أشهر على الأقل. ويعد ذلك في الحقيقة سبب إلغاء جميع الأحداث التي كنا نخطط لإقامتها في الحرم الجامعي”.
صرح عبد الله العوض، وهو زميل بجامعة جورج تاون قائلا: “إنهم يقومون بمراقبتنا، كما أنهم يريدون معرفة رأي السعوديين في الحكومة والسياسة الخارجية السعودية هنا في الولايات المتحدة”
في الواقع، لم يكن هذا الطالب هو الوحيد، فقد قص العديد من الطلاب الآخرين روايات مشابهة تعود لسنوات تسبق تولي ترامب لمنصب الرئيس وحتى قبل أن يصبح محمد بن سلمان وليا للعهد. ففي سنة 2016، تمت دعوة عبد الله العوض، وهو زميل بجامعة جورج تاون، للتحدث في إطار حدث نظمه نادي الكتاب في الحرم الجامعي. وهناك، اقترب أحد الأشخاص من العوض وأخبره بأن الملحقية الثقافية بواشنطن أرسلته لتقديم تقرير ينقل جميع تعليقاته. لذلك، حذر أحد الطلاب العوض من انتقاد السعودية، كما أعلمه بأن طالبا آخر مشارك في الحدث قيل إنه سيقدم كذلك تقريرا للملحقية الثقافية.
في هذا الصدد، صرح العوض قائلا: “إنهم يقومون بمراقبتنا، كما أنهم يريدون معرفة رأي السعوديين في الحكومة والسياسة الخارجية السعودية هنا في الولايات المتحدة”. في المقابل، نفى المتحدث باسم السفارة السعودية، فهد ناظر، أي محاولات من الحكومة للتجسس على الطلاب، حيث قال: “أعتقد أن الادعاءات التي تفيد بأن الملحقية الثقافية السعودية تأسست بغية جمع معلومات استخبارية عن الطلاب أو متابعتهم في بلد شاسع كالولايات المتحدة أمر سخيف للغاية”. وفي سنة 2015، كان العوض يدرس في إطار منحة حكومية سعودية في جامعة بيتسبرغ. ودون أي تحذير، ألغت الحكومة منحته، وأخبرته أنه يتعين عليه العودة إلى المملكة العربية السعودية لحل هذه المسألة.
وأورد العوض قائلا: “لقد كنت أدرك في ذلك الوقت أن الأمر كان فخا”. ونتيجة لذلك، رفع العوض دعوى قضائية ضد وزارة التعليم لاستعادة المنحة الدراسية. الجدير بالذكر أن العوض فاز بالدعوى السنة الماضية، لكنه لا زال ينتظر الحصول على أمواله. وتتضمن الدعوى إشارة إلى الشكاوى المرفوعة ضد العوض من قبل طالبين سعوديين بسبب التعليقات التي أدلى بها على مواقع التواصل الاجتماعي.
صرّح عبد الرحمن المطيري” أن جميع الطلاب السعوديين الذين يدرسون في الولايات المتحدة أصبحوا خائفين للغاية من التعبير عن آرائهم، حتى خارج حرم الجامعة”
من جهة أخرى، قال طلاب آخرون إن المملكة تستخدم المال كوسيلة ضغط لإسكاتهم، حيث صرحوا أن “كل طالب سعودي في الولايات المتحدة خائف للغاية من التعبير عن رأيه”. وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، تحديدا في جامعة سان دييغو، تلقى عبد الرحمن المطيري مكالمة من رقم مجهول من ولاية فرجينيا، حيث لم يكن المتصل صديقًا بل شخصا من إحدى فروع السفارة السعودية في مدينة فيرفاكس في فرجينيا، الذي قال له محذرا: “توقف عن انتقاد الحكومة السعودية وإلا سنضطر إلى أخذ كل شيء منك”.
في هذا الإطار، صرّح المطيري أن جميع الطلاب السعوديين الذين يدرسون في الولايات المتحدة أصبحوا خائفين للغاية من التعبير عن آرائهم، حتى خارج حرم الجامعة، فلا أحد باستطاعته انتقاد الحكومة كما أنه لا وجود لفرصة ثانية. وأضاف المطيري قائلا: “إذا قاموا بإلغاء منحتك الدراسية، فقد انتهى الأمر”. وقد أدرك المطيري عواقب انتقاد المملكة بشكل مباشر بعد أن بدأ في انتقاد المؤسسة الدينية السعودية على مواقع التواصل الاجتماعي في شهر آب/ أغسطس الماضي.
بعد فترة وجيزة، تلقى المطيري مكالمة تحذيرية بالإضافة إلى رسالة تعلمه بأنه بحاجة إلى التوقف عن انتقاد الحكومة. كما أفاد أنه وصلته تعليمات عبر الهاتف من مسؤول الملحقية الثقافية السعودية للتوقيع على رسالة يوم الاثنين القادم وإلا سيتم إلغاء المنحة الدراسة وتعليق جميع استحقاقاته. وفي هذا السياق، صرّح المطيري أن ما يحصل له يعد أسوأ كابوس للطالب، مضيفا أن الملحقية الثقافية السعودية تستخدم هذه الطريقة لابتزازهم. كما أشار المطيري إلى أنه وقّع الرسالة خشية أن يضطر إلى العودة إلى المملكة العربية السعودية إذا أبى الامتثال للتعليمات.
أضاف المطيري أنه يتلقى في الوقت الراهن تهديدات بالقتل على تويتر بصفة يومية، حيث تطالب الكثير من الحسابات الحكومة السعودية بإعدامه علنًا
في الوقت ذاته، لم يتوقف المطيري عن التعبير عن موقفه تجاه الإجراءات المفروضة على الطلاب. ونتيجة لذلك، تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني، بعد بضعة أسابيع، تفيد بأنه تم إيقاف منحته الدراسية. وبعد شهر، أطلق المطيري شريط فيديو حول تورط الحكومة السعودية في مقتل خاشقجي وتقطيعه. بعد ذلك، قال إن الحكومة أمرت عائلته بقطع المال عنه، والتوقف عن التواصل معه، واصفين إياه بالمعارض السياسي. وحيال هذا الشأن، أفاد المطيري قائلا: “شعرت بالعزلة التامة، إذ كنت بحاجة لعائلتي وللتحدث مع أحد منهم، خاصةً في مثل هذا الوقت”.
#عبدالرحمن_المطيري هذا المفروض يصلب عضه وعبره لغيره .. ايقاف البعثه غير كافي
— بنت ابوي (@meemmoo1) August 10, 2018
وأضاف المطيري أنه يتلقى في الوقت الراهن تهديدات بالقتل على تويتر بصفة يومية، حيث تطالب الكثير من الحسابات الحكومة السعودية بإعدامه علنًا.
هل توجد أي حلول؟
خلال تشرين الأول/ أكتوبر، كانت فترة صلاحية جواز سفر العوض على وشك الانتهاء، ولذلك ملأ طلبا للتجديد غير أن مسؤولي السفارة راسلوه عبر البريد الإلكتروني ليخبروه بأنه لا يستطيع الحصول على مبتغاه دون العودة إلى المملكة العربية السعودية. وخلال الشهر ذاته، تلقى المطيري مكالمة هاتفية من زميل سعودي، سأله عما إذا كان يريد العودة إلى المملكة العربية السعودية ليسلم على عائلته. وبعد أن رفض المطيري، أخبره الرجل بأنه سيعود إلى البلاد، سواء أحب ذلك أم لا. وفي هذه المكالمة الهاتفية، أخبر الرجل المطيري أنه اتصل بوزارة الخارجية التى ستجبره على العودة بصفته مواطنا سعوديا.
أكّد الطلاب السعوديون أنه “لا يوجد مهرب من قبضة المملكة طالما أنه يقودها ولي عهد لا يخضع لرقابة الولايات المتحدة”
في هذا الصدد، صرّح المطيري أنه خائف للغاية. فقد كان عليه تغيير موقعه، ولم يكن يعرف ما الذي قد يحدث بعد ذلك وما الذي عليه توقعه لمجرد أنه نشر مقطع فيديو”. وفي السياق ذاته، أفاد فرانك مونتويا أن “المراقبة السعودية لطلابها ومواطنيها ستستمر ما لم يكن هناك معارضة من السلطات التنفيذية”. وأشار إلى أنه “يجب أن يكون هناك ردّ على الأقل، وألا يقتصر الأمر على مجرد تنبيه من مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى ضابط أمن سعودي آخر، بل يجب عليهم إصدار مذكرة احتجاج في الغرض. ولسوء الحظ، لا تحدث هذه الأشياء حتى يتعرض شخص ما للخطر”.
حيال هذا الشأن، أفاد آدم كوغل أن “الحكومة السعودية لن تحظى بدعم حكومة الولايات المتحدة إلى الأبد. فهم يحشدون الكثير من الأعداء، بما في ذلك في الكونغرس، والذين من المحتمل أن ينقلبوا ضدهم”. وأضاف كوغل أن “الإدارة الحالية لم يتبقّ لها سوى سنوات محدودة في سدة الحكم، ومن ثم لن تحظى الحكومة السعودية بدعم من رئيس آخر على غرار الذي حصلت في عهد الإدارة الحالية”.
في الختام، أكّد الطلاب السعوديون أنه “لا يوجد مهرب من قبضة المملكة طالما أنه يقودها ولي عهد لا يخضع لرقابة الولايات المتحدة”. وأفاد العوض أنه “لا وجود لأي قيود قد تكبح جماح السلطات السعودية من الوصول إليك”، مشيرا إلى أن جمال خاشقجي تلقّى رسالة من السعودية مفادها أنهم سيصلون إليه في أي مكان في الأرض.
المصدر: بي بي أس نيوز أور