ترجمة وتحرير: نون بوست
كتب: مارك لاندر و إدوارد وونغ
يوم الخميس، أعلن الرئيس ترامب أنه يجب على الولايات المتحدة الاعتراف بسلطة “إسرائيل” على مرتفعات الجولان المتنازع عليها منذ فترة طويلة، مقدما بذلك هدية قيّمة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عشية الانتخابات ضاربا بعرض الحائط عقودا من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وقد جاء إعلان ترامب الذي نشره ضمن تغريدة على موقع تويتر ظُهر يوم الخميس، بعد الضغط المستمر الذي تعرّض له من نتنياهو، الحليف السياسي المقرب الذي يكافح من أجل الظفر بالانتخابات المقرر إجراؤها في التاسع من نيسان/ أبريل، والذي أشار إلى أن صداقته مع الرئيس الأمريكي كانت السبب الرئيسي في بقائه في منصبه.
على الرغم من أن الخطوة التي قام بها ترامب لاقت استحسان الجانب الإسرائيلي فضلا عن بعض المشرعين في الكونغرس، إلا أنه من المرجح أن تتم إدانتها في كل مكان تقريبا. فمن جانبها، عارضت الأمم المتحدة احتلال “إسرائيل” لهضبة الجولان منذ عام 1967، عندما استحوذت القوات الإسرائيلية على حوالي 400 ميل مربع من المرتفعات الصخرية السورية خلال حرب 1948.
علاوة على ذلك، ستُثير هذه الخطوة الجدل في جميع أرجاء الشرق الأوسط، ما من شأنه أن يقوّض اقتراح ترامب المتعلّق بالسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذي طال انتظاره. وعموما، كان البيت الأبيض بصدد حشد دعم الزعماء العرب، الذين أصبحوا يواجهون فرضية الرضوخ لفكرة فقدان الأراضي التي لطالما اعتبروها عربية، وذلك من أجل تحقيق هذه الخطة.
كخطوة رمزية، يعدّ هذا القرار فائق الأهمية خاصة وأنه يؤكد على رغبة ترامب في التخلي عن العقيدة الدبلوماسية وفي إعادة تغيير الوضع فيما يتعلق بالنقاش حول الشرق الأوسط الذي لم يشهد تغييرا يُذكر منذ السبعينات
من الناحية العملية، لم يُجر ترامب أي تعديل يُذكر فيما يتعلّق بالإعلان الذي صرّح به، حيث لم يكن هناك وجود لمُفاوضات جارية حول وضعية هضبة الجولان ولا لتوقعات حول انسحاب “إسرائيل” منها. وفي الحقيقة، يمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد أي قرار يتّخذه مجلس الأمن الدولي من شأنه أن يدين هذه الخطوة.
كخطوة رمزية، يعدّ هذا القرار فائق الأهمية خاصة وأنه يؤكد على رغبة ترامب في التخلي عن العقيدة الدبلوماسية وفي إعادة تغيير الوضع فيما يتعلق بالنقاش حول الشرق الأوسط الذي لم يشهد تغييرا يُذكر منذ السبعينات. وفي هذا السياق، صرّح ترامب خلال المقابلة التي أجراها على شبكة “فوكس بيزنس”، والتي من المقرّر بثّها اليوم، قائلا: “لقد كنت أفكر في القيام بهذه الخطوة منذ فترة طويلة”. وأضاف ترامب قائلا: “لقد طلب كل الرؤساء فعل ذلك، وكنت أنا من قام بهذه الخطوة”.
في الواقع، تجاهل ترامب التلميحات التي تشير إلى أنه كان يحاول مساعدة نتنياهو من أجل الظفر بالانتخابات، متذرّعا بأنه لا يدرك إلا القليل فيما يتعلّق بالتحديات السياسية التي يواجهها الزعيم الإسرائيلي. وعلى العموم، يخطط ترامب لاستقبال نتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل.
لكن على عكس قرار الرئيس السابق المتعلّق بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الذي صادق عليه الكونغرس ووعد به ترامب خلال الحملة الرئاسية لعام 2016 ووفى به، على عكس المرشحين السابقين للرئاسة، كانت هذه الخطوة الأخيرة بمثابة السابقة الأولى من نوعها بالنسبة لرئيس أمريكي وبمثابة لفتة إيجابية لنتنياهو، رحب بها خلال اجتماع عقده مع وزير الخارجية، مايك بومبيو، في القدس.
من جهتهم، توقّع المسؤولون الفلسطينيون، الذين نفروا من إدارة ترامب منذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أن هذه الخطوة الأخيرة ستُشعل فتيل موجة جديدة من العنف ستعْصف بالمنطقة
في هذا الصدد، قال نتنياهو: “لقد دخل الرئيس ترامب التاريخ”. كما أشار رئيس الوزراء إلى اتصاله بترامب ليشكره نيابة عن الشعب الإسرائيلي على خلفية التغريدة التي نشرها. وأضاف نتنياهو قائلا: “لقد فعلها ترامب مرة أخرى”. من جهة أخرى، مدح نتنياهو ترامب بسبب نقله للسفارة وانسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية التي عارضها بشدة. وفي هذا السياق، أفاد رئيس الوزراء قائلا: “تتمثل الرسالة التي قدّمها الرئيس ترامب للعالم في وقوف الولايات المتحدة إلى جانب “إسرائيل” “. بالإضافة إلى ذلك، اعتبر نتنياهو هذه الخطوة بمثابة “معجزة بوريم”، في إشارة منه إلى عطلة يهودية قديمة يتم الاحتفال بها خلال هذا الأسبوع.
من جهتهم، توقّع المسؤولون الفلسطينيون، الذين نفروا من إدارة ترامب منذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أن هذه الخطوة الأخيرة ستُشعل فتيل موجة جديدة من العنف ستعْصف بالمنطقة. وقد تساءل مفوض السلام المحنّك، صائب عريقات، في تغريدة نشرها على موقع التويتر، قائلا: “ماذا سيجلب لنا الغد معه؟ نوعا من عدم الاستقرار وسفْكا للدماء في منطقتنا”.
كان هذا الإعلان هو الأحدث في سلسلة الخطوات التي أعادت بشكل جذري تشكيل دور الولايات المتحدة في الصراع بين “إسرائيل” والفلسطينيين، وهو ما صبّ بشكل كبير في مصلحة حكومة اليمين في “إسرائيل”. ومن جانبه، اعتبر ترامب قراره “ذو أهمية حاسمة واستراتيجية لدولة “إسرائيل” “. أما مسؤولون آخرون في الإدارة الأمريكية ومُدافعون عن هذه السياسة، بمن فيهم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، اعتبروا أن سيطرة “إسرائيل” على هضبة الجولان كانت خطوة حاسمة، في ظل التهديد الذي يشكّله حزب الله وغيره من المقاتلين المدعومين من إيران من داخل سوريا التي عصفت بها الحرب.
في القدس، بَدا بومبيو مستاءً من التوقيت الذي اختاره ترامب لكتابة التغريدة. فقَبْل ذلك بساعات، صرّح بومبيو للصحفيين أن سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد بشأن هضبة الجولان، لم تتغيّر. بعد ذلك، زار بومبيو حائط المبكى رفقة نتنياهو، وهي المرة الأولى من نوعها التي يزور فيها مسؤول حكومي أمريكي هذا المكان رفقة رئيس وزراء إسرائيلي.
بعد هذا الإعلان، تأخّر الطرفان حوالي الساعة عن المؤتمر الصحفي الذي اعتبر فيه بومبيو أن قرار ترامب بالاعتراف بسيادة “إسرائيل”، هو بمثابة تكريم للمقاتلين الإسرائيليين. وأضاف بومبيو أن معركة الدبابات التي فتحت الطريق أمام “إسرائيل” للاستيلاء على هضبة الجولان كانت دليلا على “الشجاعة الإسرائيلية المذهلة”، مشيرا إلى أنه درس هذه الواقعة حينما كان طالبا في الأكاديمية العسكرية الأمريكية. مع ذلك، جعل الإعلان الذي صرح به ترامب موقف بومبيو مُتضاربا مع القانون الدولي والسياسة الأمريكية التي مارستها الدولة طيلة عقود.
منذ اندلاع الحرب في سوريا في عام 2011، وتدخّل كل من إيران وروسيا، لم يضغط المجتمع الدولي بالشكل الكافي حتى تنسحب “إسرائيل” من الأراضي التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها ضرورية لتحقيق أمنها
في السابق، رفضت كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الاعتراف باستيلاء “إسرائيل” على هضبة الجولان أو الضفة الغربية، بتعلّة أنه لا بدّ من التفاوض دبلوماسيّا حول حدود “إسرائيل” والدولة الفلسطينية الجديدة. وفي عام 1981، ردت إدارة ريغان على ضمّ “إسرائيل” بالفعل لهضبة الجولان، تعليق اتفاقية تعاون استراتيجي بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”.
في المقابل، استمرت “إسرائيل” في إدارة المنطقة باعتبارها جزءا من دولتها، ما أدى إلى ارتفاع عدد السكان اليهود واتّساع رقعة المستوطنات الإسرائيلية. ومنذ اندلاع الحرب في سوريا في عام 2011، وتدخّل كل من إيران وروسيا، لم يضغط المجتمع الدولي بالشكل الكافي حتى تنسحب “إسرائيل” من الأراضي التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها ضرورية لتحقيق أمنها.
في شأن ذي صلة، قال دبلوماسيّون سابقون إن تصرّف ترامب لم يكن ضروريا ولن يؤدّي سوى إلى إشعال فتيل قضية كانت إلى حد كبير خامدة. وأضاف الدبلوماسيون السابقون إن هذا التصرف سيشدّ على أيدي قادة العالم الذين سيطروا على أراض من خلال انتهاك المعايير الدولية.
من جهته، قال مارتن إنديك، الذي كان مسؤولا عن مفاوضات السلام سابقا وشغل منصب سفير لدى “إسرائيل”، إن “بوتين سيستخدم هذا الأمر حجّة لتبرير ضم روسيا لشبه جزيرة القرم”، مضيفا أنّ “اليمين الإسرائيلي سيستخدم الأمر ذاته ذريعة لضم “إسرائيل” للضفة الغربية. إن الخطوة التي اتخذها ترامب لا مبرر لها”.
أثناء زيارته لواشنطن، من المتوقع أن يتحدث نتنياهو في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”، وهي جماعة ضغط مؤيدة لـ”إسرائيل” تحظى بدعم واسع النطاق في صفوف السياسيين الأمريكيين
حيال هذا الشأن، أوضح دينيس روس، وهو مسؤول سابق عن عملية السلام في الشرق الأوسط، أن هذه الخطوة ستجعل من الصعب على الزعماء العرب دعم الخطة التي صاغها صهر السيد ترامب، جاريد كوشنر. ومن المتوقع أن يقدّم البيت الأبيض هذه الخطة بعد الانتخابات الإسرائيلية. وأضاف روس أنه “في حال كان الأمر يتعلّق بالتزامهم الصمت حيال تفريطهم في أرض عربية، فذلك يجعل من الصعب عليهم دعم خطة تتطلب تقديم تنازلات أخرى. فإذا كان ما أردت فعله هو تقديم خطة من المحتمل أن تنجح، فهذه ليست الخطوة الصحيحة لاتخاذها”.
أثناء زيارته لواشنطن، من المتوقع أن يتحدث نتنياهو في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”، وهي جماعة ضغط مؤيدة لـ”إسرائيل” تحظى بدعم واسع النطاق في صفوف السياسيين الأمريكيين. وسيستضيف ترامب نتنياهو في اجتماع وعشاء يُعقد في المكتب البيضاوي.
حسب أطراف مطّلعة على المداولات، فإن الرئيس بصدد تقييم مبادرات أخرى لصالح الزعيم الإسرائيلي، بما في ذلك السماح لجوناثان بولارد، وهو محلل استخبارات في القوات الأمريكية وجاسوس إسرائيلي وقعت إدانته، بالسفر إلى “إسرائيل”. وقد أطلق سراح بولارد، الذي أدين بتهمة التجسس لصالح “إسرائيل”، سنة 2015 ولكن فُرض عليه حظر السفر. ولا يزال بولارد يعتبر شخصية بطولية في إسرائيل. وقد مارس نتنياهو ضغوطا لضمان الإفراج عنه.
كانت هناك دلائل تشير إلى أن الإدارة الأمريكية تتحرك نحو الاعتراف بسيادة “إسرائيل” على مرتفعات الجولان. وفي تقرير أصدرته وزارة الخارجية مؤخرا حول قضايا حقوق الإنسان، استُخدمت عبارة “الخاضعة لسيطرة إسرائيل” عوضا عن “التي تحتلها إسرائيل” لوصف مرتفعات الجولان والضفة الغربية وغزة. وفي أواخر السنة الماضية، صوتت الولايات المتحدة ضد قرار الأمم المتحدة الرمزي الذي يدين سنويًا وجود “إسرائيل” في مرتفعات الجولان، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بذلك.
أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما قاله الرئيس ترامب يوم الخميس بشأن ضرورة اعتراف الولايات المتحدة بسيادة “إسرائيل” على مرتفعات الجولان.
كما هو الحال بعد الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية للقدس، صرّح مسؤولون في إدارة ترامب بأن القرار المتعلّق بمرتفعات الجولان هو مجرد اعتراف بأمر واقع، وهو أمر ضروري لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين على حد السواء لتحقيق السلام. وفي هذا السياق، قال مبعوث الرئيس الأمريكي للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، جيسون غرينبلات، إنه “لا يمكن لـ”إسرائيل” تحت أي ظرف من الظروف أن تتخلى عن الجولان”، مؤكّدا أن “القيام بذلك من شأنه أن يعرض وجود “إسرائيل” ذاته للخطر. وما فعله الرئيس ترامب اليوم هو الاعتراف بذلك”.
في سياق متصل، أضاف غرينبلات قائلا: “لا يمكن لأي شخص مطّلع على خفايا المنطقة أن يعتقد أن “إسرائيل” ستسمح للدولة العاجزة في سوريا أو أطراف مارقة تعمل في المنطقة بما في ذلك إيران بإحكام السيطرة على الجولان”، مشيرا إلى أن “تأجيل هذا الاعتراف لا يخدم عملية السلام أو الاستقرار في المنطقة”.
أدانت الجامعة العربية هذا القرار الذي وصفته بأنه “تجاوز كلّي للقانون الدولي”، حيث قال الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط التابعة للحكومة المصرية: “تدعم الجامعة العربية بشكل كامل حق سوريا في استعادة أرضها المحتلة”.
خلال السنوات الأولى لإدارة أوباما، سعى الدبلوماسيون الأمريكيون للعب دور الوساطة لعقد اتفاق سلام بين “إسرائيل” وسوريا، يدعو فيه “إسرائيل” للموافقة على إعادة مرتفعات الجولان في حال تعهدت سوريا بوقف تحويل الصواريخ إلى حماس وحزب الله
قبل نشر ترامب لبيانه، حذّر السفير السوري لدى الأمم المتحدة في جنيف، حسام الدين علاء، من “محاولات “إسرائيل” المغرضة لاستغلال الوضع والتطورات الأخيرة في سوريا والمنطقة ككل لتكريس احتلال مرتفعات الجولان”. لقد لاحظ منتقدو الرئيس السوري بشار الأسد أنه على الرغم من إسهاب الحكومة السورية في الحديث عن “تحرير” مرتفعات الجولان، إلا أنها لم تتخذ الكثير من الإجراءات إزاء هذا الأمر منذ عقود.
خلال السنوات الأولى لإدارة أوباما، سعى الدبلوماسيون الأمريكيون للعب دور الوساطة لعقد اتفاق سلام بين “إسرائيل” وسوريا، يدعو فيه “إسرائيل” للموافقة على إعادة مرتفعات الجولان في حال تعهدت سوريا بوقف تحويل الصواريخ إلى حماس وحزب الله. لكن انهارت المحادثات بعد أن قمعت حكومة الأسد المتظاهرين المناهضين للحكومة.
في شأن ذي صلة، قال المسؤول السابق بوزارة الخارجية الذي قاد تلك المحادثات، فريد هوف، إن “عدوّا “إسرائيل” اللدودان، إيران وحزب الله، سيرحّبان بإعلان يوم الخميس، حيث سيعتبران ضمّ مرتفعات الجولان مبررًا إضافيًا لشن عمليات إرهابية”، مضيفا أنه سيسمح لبشار الأسد بتشتيت انتباه الرأي العام الدولي وتحويله من التركيز على جرائم حربه إلى التركيز على احتلال “إسرائيل” غير القانوني لهذه الأراضي.
أشار بعض المحللين إلى أن بادرة ترامب كانت بمثابة شكل من أشكال التعويض لصالح “إسرائيل”، إذ أن الرئيس الأمريكي أمر القوات الأمريكية بالانسحاب من سوريا تاركًا “إسرائيل” عرضة للهجمات الإرهابية. واعتبر مايك بومبيو توقيت تغريدة ترامب غير مناسب.
في “إسرائيل”، حظيت هذه الخطوة بشعبية واسعة تجلّت في تأييد منافسي نتنياهو الرئيسيين لها
تجدر الإشارة إلى أن بومبيو توجّه إلى القدس في إطار جولته في الشرق الأوسط ليكون لبنان خطوته التالية، حيث قال إنه سيتحدث مع المسؤولين في بيروت حول التهديد الذي يمثله حزب الله، وهي جماعة عسكرية تلعب دورا سياسيا رئيسيًا داخل الحكومة اللبنانية. من جهة أخرى، يزعم لبنان امتلاكه لمساحات صغيرة من الأراضي التي تحتلها “إسرائيل” وتتولى إدارتها كجزء من مرتفعات الجولان.
في المقابل، حظيت خطوة ترامب في واشنطن دعما في صفوف المؤيدين الجمهوريين لـ”إسرائيل”، حيث دعا العديد منهم لسنّ تشريعات تعترف بسيادة “إسرائيل”. في هذا الإطار، أشاد السيناتور وعضو الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كارولينا الجنوبية، ليندسي غراهام، بقرار ترامب، واصفا إياه بأنه “قرار استراتيجي وممتاز بشكل عام”.
وصف الباحث في “معهد دول الخليج العربية في واشنطن”، حسين إيبش، هذه الخطوة بأنها “حملة انتخابية صارخة”، وأضاف أن “هذا القرار يعتبر ترويجا للسياسة الخارجية الأمريكية، وفي ذلك خطوة راديكالية للغاية لمساعدة سياسي أجنبي بعينه يعتبر مقربا من ترامب وعائلته على المستويين الشخصي والسياسي”.
في “إسرائيل”، حظيت هذه الخطوة بشعبية واسعة تجلّت في تأييد منافسي نتنياهو الرئيسيين لها، حيث وصف زعيم التحالف “أزرق أبيض”، يائير لابيد، خطوة ترامب بأنها “حلم تحقق”. وفي بيان نشره، قال لابيد إن “الجولان جزء لا يتجزأ من “إسرائيل”، ونحن ندعو بقية العالم للسير على خطى الرئيس ترامب والاعتراف بسيادتنا على مرتفعات الجولان”.
المصدر: نيويورك تايمز