ترجمة وتحرير: نون بوست
إن مختلف أطياف المجتمع المدني من طلاب، ونساء، وأطباء، ودعاة حماية البيئة، وسكان الأحياء في حالة غليان في الجزائر. وللأسبوع الرابع على التوالي، لم تشهد التحركات تراجعا ومازال المواطنون الذين يتظاهرون سلميّا في الشوارع يهتفون: “نحن الذين ننتظر النظام”.
اخترع المحتجون طريقة جديدة في التنظيم الذاتي للتواصل ونشر مطالبهم. ولم يعد لديهم شعارات سوى “ارحل”، ولكن يبدو أن النظام لا يصغي لهم أو أنه يعاني مشكلة في السمع، ذلك أن شعار “ارحل” تكرر في أربع مناسبات كل يوم جمعة ومع ذلك لم يستيقظ النظام بعد من غفوته.
تعددت الشعارات على مدار أسابيع، ويمتزج مزاج المحتجين بروح الفكاهة. وقد وصل الأمر ببعض المازحين إلى تعمد إطالة الحركة الشعبية على المدى الطويل، لأنهم أخيرًا كمواطنين يشاركون في مظاهرة أشبه بتظاهرة احتفالية موحّدة، في حين أنه من المعروف أن يوم الجمعة من الأيام التي يقل فيها النشاط في البلاد. ولكن ماذا لو كانت هذه التحركات في الأماكن العامة تعكس الخطوات الأولى نحو تنامي الإحساس بالمواطنة بصفة غير مسبوقة؟
على غرار معظم الثورات العربية، انتفضت الشعوب بعد أن أحست بالإهانة وبلغ تقويض كرامتها أقصى مستوياته
منذ الاستقلال، تعد هذه المرة الأولى التي يخرج فيها الجزائريون بكثافة إلى الشارع مكررين الشعار ذاته إلى جانب الناشطين والناشطات الذين تم حشدهم بصفة تقليدية، ليكسروا جميعهم حاجز الخوف. يبدو أن حاجز الخوف لم يؤثر على الجيل الشاب الذي لم يشهد بشكل مباشر مأساة العقد الأسود والمأساة الاستعمارية، على الرغم من أن كلا المأساتين قد خلّفتا بعض الجروح.
على غرار معظم الثورات العربية، انتفضت الشعوب بعد أن أحست بالإهانة وبلغ تقويض كرامتها أقصى مستوياته. وقد قرر الجزائريون والجزائريات أن يضعوا حدا للإهانة. علاوة على ذلك، تسبب حظر التظاهر في العاصمة، الذي تبرره السلطات بالافتقار للنضج والوطنية، في زيادة تصميم الجزائريين.
يوم 20 كانون الثاني/ يناير 2018، صرح الوزير الأول أحمد أويحيى خلال مؤتمر صحفي بأن “المسيرات في العاصمة محظورة بما أننا لم نتعلم بعد كيف نسير في تظاهرات بصفة سلمية … هذا واضح تمامًا … انظروا للبلدان الأخرى حيث تجمع المظاهرات مليون شخص وتحافظ على طابعها السلمي. أما هنا فالأمر يختلف…هذه هي الجزائر”. وقد نُشر فيديو لهذا التصريح بعنوان “أويحيى هذه هي الجزائر”، الذي اعتبره المحتجون إجابة فظة من قبل الوزير الأول.
منذ ذلك الحين، لم يهتم الجزائريون والجزائريات بهذا التصريح، ولم يتسبب في تفكيكهم بل كذبوا هذا الادعاء الذي يجعل من حراكهم النمطي “عنيفا” وليس له قيمة. وبذلك أكدوا للنظام وللعالم أجمع ماذا تستطيع الجزائريات أو يستطيع الجزائريون أن يفعلوا عندما يتعرضون للإهانة إلى حد النخاع أو عندما تكون كرامتهم على المحك.
ستواجهون جيلا يعرفكم جيدا ولا تعرفون عنه شيئا
ترتكز هذه الانتفاضة الشعبية على محرك سياسي عال، كما أنها تشهد على عودة الشعور المشترك ولذة “العيش معًا” بعد أن بدت وكأنها قد جفت، فالكثير من الجزائريين انهارت علاقاتهم ببعضهم البعض خلال سنوات الحرب وبسبب الاستبداد وصعوبات الحياة اليومية.
تشكل المظاهرات فرصة ليستعيد الجزائريين احترام ذواتهم والإحساس بالفخر بعد سنوات من الشك والخوف والغضب. خلافا لما قد يضنه البعض، لم تَثن ويلات الماضي الكثير من الجزائريين والجزائريات عن التعبير عن استيائهم، على الرغم من أن كل واحد منهم يعيش نوعا من العزلة بحسب القطاع الذي يعمل فيه.
لقد عبروا عن امتعاضهم من خلال منظمات حقوق الإنسان أو رابطات أمهات المختفين أو عبر الجمعيات النسائية أو الأطباء أو الطلاب أو حتى العاطلين عن العمل وأهالي الجنوب للتنديد بعدم المساواة في إعادة توزيع الثروة في بلادهم. ولكن للأسف، سرعان ما ضاق الخناق على هذه المنظمات والحركات إما عبر القمع المباشر أو بسبب نقص الموارد والقيود الإدارية أو عبر انتفاع النظام ولو لوقت قصير بحالة من السلم الاجتماعي.
ساهمت الإرادة والدوافع التي ارتكز عليها المتظاهرون للخروج للشارع وممارسة حرية التعبير في زيادة عدد المشاركين في الحراك على مدار أسابيع
بالإضافة إلى ذلك، ظل عدد قليل من الجزائريين منبوذين وغير مهتمين بالانتفاضات الشعبية في مختلف البلدان خلال السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من أنهم لم يستطيعوا القيام بالشيء ذاته، إلا أنهم تابعوا الأخبار عن كثب، خاصة ما يجري في العالم العربي، واستغلوا شبكات التواصل الاجتماعي للنقاش والاستفادة من دروس الثورات العربية.
ساهمت الإرادة والدوافع التي ارتكز عليها المتظاهرون للخروج للشارع وممارسة حرية التعبير في زيادة عدد المشاركين في الحراك على مدار أسابيع، وتجلى ذلك أيضا من خلال كيفية تنظيم الاحتجاج. وبالنسبة لغالبية الجزائريين، هذه فرصة لتقديم الشارع بعد أن صودر لفترة طويلة في حلة جميلة، بما تحتمه أولى الضروريات لإثبات تنامي الإحساس بالمواطنة بعد أن غاب طويلا.
نحس بالذهول فقط عند رؤية شوارع المدن وهي مكتظة بسكانها الذين يسيرون بنظام وهم يرتلون الأناشيد والأهازيج الشعبية، وتنوع المتظاهرين بين النساء الشابات والمسنات المحجبات وغير المحجبات علاوة عن خروج عائلات كاملة. بالإضافة إلى احتلال الشارع جسديا، هناك اهتمام خاص للبعد الجمالي للمتظاهرين والمتظاهرات، حيث يعتنون بمظهرهم ويتزينون بالرمز والشعارات الوطنية. ويساهم ذلك في إرسال صور إيجابية لمناطق مختلفة من البلاد، ويهدف بشكل خاص إلى خلق انطباع طيب في الأذهان واستعادة تحكم الشارع بمصيره بطريقة سلمية.
على الرغم من أن هذه المسيرات تبدو ذات طابع عفوي، إلا أن ذلك لا يعني أنها غير منظمة على الأقل من منبعها. وتعد شبكات التواصل الاجتماعي منصات لا غنى عنها لهيكلة التحركات، فهي تُستغل لتحديد تواريخ التحركات والشعارات ونشر التوصيات. كما تشكل هذه الشبكات وسائل إعلام للمواطن، حيث أنشئت المئات من الصفحات على فيسبوك وحسابات على تويتر احتفالا بهذا الحراك، فضلا عن أن الصفحات الموجودة سابقا شهدت ارتفاعا في عدد متابعيها. وقد كشفت شبكات التواصل الاجتماعي عن القطيعة القائمة بين الشعب ونظام لا ينتظر منه شيئا، وساهمت في بروز مواطن يتطلع إلى التجديد.
على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، تُعرض وتًقيّم جميع المبادرات الفردية أو الجماعية، ويحفز تأثير هذه الشبكات البقية ويشجع على الإبداع. ولعل أبرز مثال على ذلك رائد الإنترنت المدافع عن البيئة دريسي تاني يونس، الذي ظهر في صورة له بعد أن نظف مسكنه كله، وأطلق هاشتاغ عالمي “التحدي” داعيا كل شخص إلى القيام بحركة من أجل البيئة والتقاط صورته ونشرها.
هاشتاغ تحدي نشأ في الجزائر
منذ ذلك الحين، يمكن رؤية هاشتاغ يفرض نفسه بقوة في المظاهرات “هاشتاغ تحدي نشأ في الجزائر”.
“لقد سئمت من الأشخاص الذين ما زالوا ينتظرون الرجل المبارك”
بلغ المتظاهرون نضجا مبكر جدا، حيث كانت المسيرات نتاج تنظيم جماعي مستمر ساهم فيه الجميع. كتب الشاعر لزهاري لبتر، أصيل ولاية جنوبية، منشورا عرض فيه “الوصايا 18 للمسيرة السلمية والمتحضرة”. ومباشرة تداول رواد الإنترنت هذه الكلمات بينهم في كنف الاحترام. ويدعو جل رواد الإنترنت إلى السلمية والتضامن كما يدعون المتظاهرين لأن يكونوا مثالا.
ظهرت أيضا شارات خضراء بين محتجي الجزائر العاصمة بمبادرة تلبية مبادرة أطلقتها الصحفية الشابة والمخرجة بدرة حفيان. وتكفلت هذه المجموعة الصديقة للبيئة والمختلطة بإدارة الأحداث بسلاسة من خلال تقديم المساعدة (الإسعافات الأولية والمعلومات) وتوزيع أكياس القمامة المجانية لتشجيع الناس على جمع النفايات.
يبدو هذا الإحساس الجماعي بالمسؤولية على المستوى المحلي مثيرا للاهتمام، ويشكل بداية التزام المواطن المستقل عن دولة الرفاهية والمؤسسات التقليدية المسؤولة عن إدارة المدينة
عموما، تجسّد الحس الوطني ومسؤولية الحفاظ على الفضاء من خلال تشكيل لجان الأحياء التي تضمن تأمين المباني وتحييد البلطجية وتنظيف الشوارع بعد المظاهرات، وهي طريقة مبتكرة بالنسبة لهؤلاء السكان من أجل المشاركة في الحراك. ومن خلال هذه الخطوة تمكن الجزائريون من ابتكار عنصر جديد ضموه إلى قاموسهم، ألا وهو اعتبار الشارع والحي ملكًا للجزائريين، وبالتالي يجب العناية بهما لتقديم صورة جميلة.
يبدو هذا الإحساس الجماعي بالمسؤولية على المستوى المحلي مثيرا للاهتمام، ويشكل بداية التزام المواطن المستقل عن دولة الرفاهية والمؤسسات التقليدية المسؤولة عن إدارة المدينة. ومع تأكدهم أن حراكهم السلمي لم يرتكب أخطاء وبعيدا عن تدخل وجوه “سياسية”، أضحى المحتجون يحسون بأنهم يتمتعون بسلطة معينة، الأمر الذي دفع العديد من المواطنين إلى الدعوة إلى تشكيل مجموعة تعرض مقترحات نابعة من القاعدة الجماهيرية.
في هذا السياق، عبرت حبيبة دجاهنين، وهي شاعرة ومخرجة أفلام نسوية، عن ذلك قائلة إن “كل منطقة أو ولاية أو بلدة في الجزائر تنظم قائمة بأسماء المواطنين والمواطنات من بين الذين سيمثلونهم. لقد سئمنا من الأشخاص الذين ما زالوا ينتظرون الرجل المبارك. وحان الوقت للثقة المتبادلة والبت في عملية تقودنا نحو تأسيس البلد الذي نستحقه”.
منذ ذلك الحين، بدأت تلوح في الأفق مبادرات لفتح نقاش والتوصل إلى مقترحات، وقد لقيت رواجا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي عبر المناقشات المباشرة التي يمكن لأي شخص إنشاؤها وتنشيطها. فعلى سبيل المثال، أنشأ طلاب من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا منصة رقمية لتنظيم متطلبات الحراك وتقترح عددا معينا من الأفكار المقدمة للتقييم المباشر من خلال استطلاع مفتوح أمام جميع الجزائريين والجزائريات غير المتصلين بالإنترنت.
في وهران، تظاهر الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان والطلاب والأكاديميون بدعوة من نقابة الأطباء وجامعات وهران، حاملين لافتة تلخص مطالبهم وتطلعاتهم.
من جهتهم، قرر طلاب كلية عنابة للطب استغلال إجازاتهم لتنظيم أنشطة مدنية أطلقوا عليها اسم مشروع “إجازات المواطنين 2.0”. وقد استضافت المدرسة متعددة التقنيات للهندسة المعمارية والعمران في الجزائر سلسلة من الورشات والنقاشات مع مختصين في القوانين ومهندسين معماريين وفلاسفة.
يوم 19 آذار/ مارس، انبثق تظاهر الهيئات الطبية وشبه الطبية والطلاب من المناقشات والحوارات التي ذكرناها آنفا. وفي وهران، تظاهر الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان والطلاب والأكاديميون بدعوة من نقابة الأطباء وجامعات وهران، حاملين لافتة تلخص مطالبهم وتطلعاتهم.
سنيا مدين
تشارك سنيا مدين، وهي باحثة بجامعة وهران، هذا الحماس الممزوج بالعقلانية. وتقول في ذلك “على الرغم من أنني متحمسة وأستمتع بهذه اللحظة التاريخية، إلا أنني لست ساذجة”. ياسمين صديقي، مصورة شابة من غرب البلاد، أعطت الكلمة لطلاب جامعة تلمسان في شريط فيديو يوضح مدى تنوعهم وأحلامهم، بينما صور طلاب جامعة الجزائر العاصمة مقطع فيديو يتحدثون فيه بعدة لغات للوصول إلى جمهور دولي.
خارج الحرم الجامعي، أطلقت دعوات للمشاركة في النقاش العام في الشوارع والحدائق العامة يتكفل بتنشيطها متطوعون يشرفون أيضا على عملية التنظيم لجمع أكبر عدد من المقترحات (كما هو الحال هنا مع اجتماعات حديقة الحرية). من خلال الصحافة، اقترح العديد من المثقفين وأحزاب المعارضة والناشطين والجماعات خرائط طريق لتنظيم الانتقال السياسي بطريقة سلمية.
بغض النظر عن وضع مقترحات لإنهاء الأزمة، يجب الإشارة إلى أن أحد أهم المواضيع المطروحة للنقاش تتلخص في الحاجة الملحة أو عدم العثور على قادة يمثلون الحركة بشكل كافٍ. وترفض عتيقة، وهي شابة نسوية من مدينة وهران، تأييد أي تمثيل إذا لم يحترم المساواة والمنتسبين للحركة النسوية، التي خربتها تجربة الاستقلال الفاشلة، حيث يترددن في دعم المرشحين المقترحين.
يؤكد آخرون على الحاجة الملحة لتقديم بديل مؤقت قبل إنهاء الحراك لكي لا يستفيد النظام من هذه الفجوة، حيث أفادت أمينة، وهي عضوة في جماعة نسوية في الجزائر العاصمة، في دردشة مباشرة على فيسبوك بأنه “في كل الأحوال، لن نصل إلى اتفاق 100 بالمئة، ولكن يجب علينا أن ننطلق في البحث عن ممثل”.
يظهر، من جهة أخرى، أنصار فكرة البناء المتأني والمدروس للحراك، على غرار خويري فيلالي، القائد السابق لحركة بركات التي عارضت الولاية الرابعة الذي يدعو المواطنين والمواطنات إلى الحفاظ على هدوئهم. بالنسبة له، لقد انتظر الجزائريون 57 سنة، وقد يستغرقون وقتًا أكثر قليلاً خاصةً بالنظر إلى أن النظام هو الذي يقع تحت الضغط وليس الشعب.
رحبت سكينة، وهي ناشطة نسائية، بالحراك منذ بدايته لأنه يعطي قوة دفع جديدة للمواطنة ويمكن أن يفسح مجالا أفضل للنساء، حيث أوضحت: “ليس لدي الكثير من الأوهام لأنني أعلم أنه عندما نعود إلى البداية، فإننا نخشى مرة أخرى من عودة الهيمنة الأبوية. آمل فقط أن تستمر اللقاءات المباشرة بين المواطنين والنسويات لفترة طويلة بما يكفي لتتعزز الصلة أكثر بهدف إعادة إطلاقها من جديد”.
لعب أبناء المهجر دورًا مهمًا في عملية تطوير الفكر وصورة البلاد بسبب وجود مساحة أكبر للمناورة، إذ لم يتوقفوا أبدا عن بناء الجسور للسماح للجزائريين الذين يعيشون في البلاد بالتماسك وليعكسوا صورة إيجابية عن أنفسهم داخل البلاد وخارجها
في الواقع، عقد اجتماع للناشطات النسويات يوم 16 آذار/ مارس، أصدر على إثره بيان يدعو إلى المشاركة الكاملة للمرأة في الحراك واحترام المساواة في الهيئات المستقبلية التي ستقود عملية الانتقال. وقد أثبتت المساهمة غير المسبوقة لمستخدمي الإنترنت عبر نشر صور وفيديوهات أن الجزائريين والجزائريات تصالحوا مع صورتهم الخاصة وصورة بلدهم. ويندرج ذلك ضمن عملية إعادة البروز من جديد التي انطلقت منذ بضع سنوات، مع عمل المصورين الشباب والمخرجين السينمائيين الذين قرروا “البروز” من أجل الإصلاح، والتجديد، والاهتمام بالذات، والاعتراف بوجودها، قبل أن تنشط من جديد”. وقد كان الفن والأدب وسيلة قوية للتوعية عندما تم إغلاق المجال السياسي.
لقد لعب أبناء المهجر دورًا مهمًا في عملية تطوير الفكر وصورة البلاد بسبب وجود مساحة أكبر للمناورة، إذ لم يتوقفوا أبدا عن بناء الجسور للسماح للجزائريين الذين يعيشون في البلاد بالتماسك وليعكسوا صورة إيجابية عن أنفسهم داخل البلاد وخارجها.
لكن لسائل أن يسأل، هل يمكن لهذا الحراك غير المسبوق للمجتمع المدني، ولجنة المقترحات التي بصدد تأسيسها، أن تتأثر بمنطق السياسة؟ هل سيكون هناك ما يكفي من الوقت لتعزيز وتثبيت ذلك في تجديد مشروع المجتمع الذي سيمثل الجزائريين حسب رغباتهم؟ لا يزال هذا السؤال قائما، حتى لو عاد الجزائريون لاحتلال الشارع، وممارسة حرية التعبير والوعي بمسؤولياتهم، التي تعتبر كلها مؤشرات يجب أن تدعو إلى تفاؤل حذر.
المصدر: ميديابار