وافق مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون يوم أمس – الخميس – على تشكيل لجنة للتحقيق في الهجمات على منشآت امريكية في مدينة بنغازي الليبية عام 2012، حيث وافق المجلس بأغلبية 232 صوتاً مقابل 186 على إنشاء لجنة تحقيق من 12 عضوًا. ومن المتوقع أن يرأسها “تري جودي” النائب الجمهوري عن ساوث كارولاينا وأن تضم سبعة جمهوريين وخمسة ديمقراطيين.
وهاجمت مجموعات مسلحة مقار دبلوماسية أمريكية في بنغازي الليبية يوم 11 سبتمبر أيلول 2012، مما أدى إلى مقتل السفير الأمريكي “كريستوفر ستيفنز” وثلاثة أمريكيين آخرين. ويتهم الجمهوريون إدارة أوباما ببذل جهد أقل مما ينبغي للتصدي للهجمات والتغطية على الأحداث في وقت لاحق لحماية صورة الرئيس باراك أوباما وإظهاره في صورة الرجل القوي في وجه “الإرهاب” حتى يتمكن من الفوز بفترة رئاسية جديدة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.
وفي المقابل روج آخرون أن مسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية، أرادوا آنذاك توريط أوباما عبر إحداث ثغرات أمنية أدت إلى تمكن المسلحين من الوصول بسهولة إلى السفير الأمريكي هناك، ثم قاموا باستخدام تلك الحادثة لتشويه صورة الثورة الليبية التي دعمتها إدارة أوباما وإظهار ثوار ليبيا في شكل جماعات إرهابية متشددة.
ورغم إجراء العديد من التحقيقات من جانب لجان في الكونجرس ولجنة بوزارة الخارجية إلا أن الجمهوريين يقولون إن إدارة اوباما لم تقدم كل المعلومات ذات الصلة عن أسباب الهجمات ورد الإدارة عليها.
رسائل البيت الأبيض:
وقبل أيام نشرت منظمة “جوديشال ووتش” رسائل إلكترونية عن مسؤولين أمريكيين تظهر إهتمام البيت الأبيض بالحفاظ على الصورة الجيدة للرئيس باراك أوباما بعد الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية.
وأشارت المنظمة إلى أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “سوزان رايس” ظهرت في برامج إخبارية تلفزيونية بعد الحادثة مباشرة لتقول إن أعمال العنف نجمت بشكل تلقائي من حشود غاضبة من فيلم مسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بث على الإنترنت ولم تكن من تدبير مجموعات مسلحة، وبسبب عدم اقتناعها برواية رايس، طلبت المنظمة الإطلاع على الوثائق المتعلقة بهجوم بنغازي بموجب قانون حرية المعلومات.
وبعد الإطلاع على الوثائق، أشارت المنظمة إلى رسالة بالبريد الإلكتروني من “بن رودوس” نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية بحث فيها ترتيبات ظهور رايس في هذه البرامج الاخبارية. وتحدد الرسالة هدفًا واحدًا من الظهور وهو “التأكيد على أن هذه الاحتجاجات سببها الفيلم الذي بث على الإنترنت لا فشل سياسي أوسع نطاقًا”.
وإذ قال رئيس جوديشال ووتش “توم فيتون” في بيان نشر على موقع المنظمة على الإنترنت “نعرف الآن أن البيت الأبيض تحت قيادة أوباما كان همه الأول خلال هجوم بنغازي هو أن يظهر الرئيس أوباما بصورة جيدة”، وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن هذه الرسالة حوت “نقاط عامة رئيسية للحديث” عن الاضطرابات العامة التي عمت الشرق الأوسط في ذلك الحين.