منذ غرسها في المنطقة غرسًا عام 1948، تعلم “إسرائيل” جيدًا ماذا تريد، وهذا مهم جدًا، غير أنها، بالإضافة إلى ذلك، تعمل بجدٍ لتحقيق ما تريد، وتعرف متى تُحققه، وكيف تطوع وتدبر جميع السياقات لخدمة مصالحها.
ومع ذلك، لم تكن الجولان في مرمى أهداف الجيش الإسرائيلي حتى يونيو/ حزيران 1967، حيث كانت القوات السورية حتى ذلك الوقت تستفيد من ارتفاع أراضي هذه الهضبة في كشف شمال شرق الأراضي الفلسطينية المحتلة كنقطة ارتكاز إستراتيجية في معاركها العسكرية ضد القوات الإسرائيلية، إلا أن نجاح القوات الإسرائيلية في اجتياح مرتفعات الجولان في حرب الستة أيام عام 1967 قلب هذه المعادلة تمامًا.
الجولان: كيف تحتل أرضًا وتجعلها أرضك
احتلت “إسرائيل” عام 1967 ما يقرب من 1200 كيلومتر من مرتفعات الجولان السورية، وهو ما يعادل تقريبًا ثلثي مساحتها، وقد رأت فيها مرتكزًا إستراتيجيًا لا يمكن التفريط فيه بحسب المسؤولين الأمريكيين.
مرتفعات الجولان التي لا يتجاوز طولها 75 كيلومترًا ولا يتخطى عرضها 25 كيلومترًا تعتبر بوابة دمشق الغربية
فمن جهة العائد الاقتصادي، تعتبر أمطار الجولان رافدًا أساسيًا لتغذية نهر الأردن، ويحد مرتفعاتها من الشرق بحيرةُ طبرية، المصدر الرئيس للمياة العذبة في الأراضي المحتلة، وقد نظرت إلى المنطقة البركانية في الجولان باعتبارها مستقبل الزراعة النوعية في “إسرائيل” حيث تُعرف المناطق البركانية بخصوبة تربتها ووفرة محصولها مقارنةً بالأراضي الزراعية التقليدية، إلى جانب تقارير تتحدث عن احتياطات هائلة، من النفط والغاز.
ومن جهة الأمن، فإن مرتفعات الجولان التي لا يتجاوز طولها 75 كيلومترًا ولا يتخطى عرضها 25 كيلومترًا تعتبر بوابة دمشق الغربية، حيث يمكن للناظر بالعين المجردة رؤية أطراف العاصمة السورية التي لا تبعد عن الجولان أكثر من 60 كيلومترًا، فبدلًا من أن تقوم القوات السورية بكشف الأراضي الفلسطينية وتهديد “إسرائيل” ومصادر المياة بشكل مباشر، كما كان الوضع قبل عام 1967، أصبحت “إسرائيل” تسيطر عسكريًا على بوابة دمشق الغربية.
ومع ذلك، فقد واجه الإسرائيليون تحديين بارزين: ضبط التركيبة السكانية من حيث الهُوية والحجم بما يخدم مصالح الأمن والتنمية في “إسرائيل”، ومحاولة شرعنة الوضع العسكري الذي صنعه الجيش الإسرائيلي بعد “النكسة” العربية واستبداله بوضع أكثر دبلوماسية وقانونية.
وكالعادة، لجأت “إسرائيل” إلى سياسة “الضم والإبعاد” لإعادة رسم الهُوية الديموغرافية في المنطقة، فطردتْ نحو 150 ألف من السكان الأصليين، ما بين فارٍ من المعارك العسكرية ومتضرر جراء التضييق الأمني والاقتصادي، ولم تبق إلا على الدروز والعلويين في خمس مناطق هي: عين قينيا وبقعاتا ومسعدة ومجدل شمس والغجر ليتقلص العدد إلى 25 ألفًا، ثم فتحت بابَ الاستيطان والهجرات ببناء 33 مستوطنة في الجولان ليصل عدد السكان في الجولان إلى ما يقارب 50 ألفًا بحسب تصريحات نتنياهو في 2016.
تشير تقارير شركة “جيني أويل” العاملة في التنقيب عن النفط في الجولان إلى أن مؤشرات سمك الطبقة النفطية المكتشفة في المنطقة والبالغة 350 مترًا تؤكد أن احتياطي النفط بالمنطقة هائل
وتعتبر الجولان حاليًّا إمبراطورية “إسرائيل” الكامنة؛ حيث تمد الهضبة الكيان بنحو 50% من اللحم البقري و20% من الحليب من خلال مزارع تتجاوز مساحتها 66 ألف هكتار، ونحو 50% من احتياجاتها من الماء العذب عبر بحيرة طبرية، وتخطط “إسرائيل” لتأسيس 750 منطقة زراعية جديدة باستثمارات تبلغ 100 مليون دولار لزيادة مساحة الرقعة الحاليّة من الأرض الزراعية التي تتجاوز فعليا 13 ألف هكتار مزروعة بالخضراوات والفواكه والحبوب والأزهار في حدود المنطقة البركانية.
وتشير تقارير شركة “جيني أويل” العاملة في التنقيب عن النفط في الجولان إلى أن مؤشرات سمك الطبقة النفطية المكتشفة في المنطقة والبالغة 350 مترًا تؤكد أن احتياطي النفط بالمنطقة هائل، قياسًا على متوسط سمك الطبقة النفطية العادية الذي يتراوح بين 20: 30 مترًا.
وكحل مؤقتٍ للتحدي الثاني، أعلنت “إسرائيل” ممثلة في الكنيست عام 1981 ضم الأراضي الواقعة غرب خط الهدنة (اتفق الجانبان السوري والإسرائيلي على هدنة لفض الاشتباك عام 1974 أسفرت عن استعادة 60 كيلومترًا من الأراضي السورية وانتداب قوة أممية مراقبة وإقامة خط للهدنة) إلى سيادتها القانونية وخضوعها لنفوذها القضائي والإداري، وهو ما رفضه المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، بالإجماع، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 494 لعام 1981، ليعاود الرئيس الأمريكي الحاليّ دونالد ترامب، يوم الخميس الماضي، منحَ “إسرائيل” قبلة الحياة فيما يخص ملف شرعنة احتلال الجولان، عندما غرد على حسابه الرسمي في “تويتر” قائلًا: “بعد 52 عامًا، حان وقت اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالجولان أرضًا إسرائيلية، نظرًا لما تمثله هذه القطعة من حساسية وأمن إستراتيجي لـ”إسرائيل” والمنطقة”.
إرهاصات القرار: شهرٌ من التحضير أو أكثر
خلافًا لما جاء في تصريحات التنديد بالقرار الأمريكي – التي سنوردها لاحقًا – من تأكيد على أن هذا القرار يأتي في سياق قرارات ترامب التي يتخذها دون الرجوع إلى أحدٍ من المختصين في إدارته التي قد يتراجع عنها لاحقًا، فإن معطياتٍ كثيرة ومساراتٍ إقليمية متداخلة تؤكد أن قرار الرئيس الأمريكي قد طُبِخ على مهل ولم يك مفاجئًا، ومن ذلك حزمة من القرارات والبيانات والزيارات المتلاحقة التي تتعلق بالجولان و”إسرائيل” وأعدائها الإقليميين:
من جهتها رصدت الخارجية السورية تغيرًا جِذريًا في لغة الخارجية الأمريكية وسلوكها بخصوص الجولان قبل قرار ترامب
فمنذ أقل من عشرة أيام، خرج الجيش الإسرائيلي ببيان عسكري يتحدث عن إجهاض وحداته الأمنية نواةً استخبارية مبكرة تابعة لحزب الله، يرأسها شخص يدعى علي موسى عباس دقدوق، خططت لفتح جبهة الجولان استخباريًا وعسكريًا منذ صيف عام 2018.
سبق ذلك الإعلان الإسرائيلي بيومين اثنين زيارة كل من روبرت فريدمان سفير واشنطن لدى “إسرائيل” وليندساي جراهام رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي إلى الجولان، تبنى خلالها جراهام الخطاب الإسرائيلي بخصوص الجولان كما لو كان مسؤولًا إسرائيليًا، فأكد أنه سيعمل جاهدًا على إقناع الرئيس الأمريكي بأهمية الاعتراف بالجولان جزءًا من “إسرائيل” قائلًا إنه لا يسعه تخيل أن تُفرط “إسرائيل” في الجولان الآن أو في أي وقتٍ في ظل التهديدات الحاليّة.
وليس ببعيدٍ عن ذلك، فقد أعلن ترامب في نفس التوقيت الذي أطلق فيه تغريدته النارية، عبر كلمة صحفية ألقاها في البيت الأبيض، تراجعه عن خطوته التي أخذها منفردًا بسحب القوات الأمريكية من سوريا، مؤكدًا بقاء 400 عسكري من قواته في سوريا، منهم 200 لتأمين الحدود الإسرائيلية السورية على حد تعبيره، كما أعلنت الإدارة الأمريكية، في نفس الوقت، تشديد حصارها المالي المفروض على طهران بفرض عقوبات جديدة على 31 شخصًا وكيانًا تابعين للحرس الثوري الإيراني.
على الرغم من أن قرار ترامب صار متوقعًا في ظل مجموعة الخطوات المتلاحقة سالفة الذكر، التي جاءت جنبًا إلى جنب مع معطيات إقليمية مشابهة تَشي بإعادة رسم المنطقة بما يخدم مصالح “إسرائيل”، فإن هذا القرار لم يصدر إلا بالتزامن مع زيارة مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إلى القدس
من جهتها رصدت الخارجية السورية تغيرًا جِذريًا في لغة الخارجية الأمريكية وسلوكها بخصوص الجولان قبل قرار ترامب، حيث جاء تقريرها السنوي عن حقوق الإنسان “تقرير حقوق الإنسان.. الأوضاع في دول العالم” خاليًا من تخصيص مفردة الجولان بمفردة “المحتل” بخلاف كل التقارير السابقة، كما صوتت ضد عبارة “الجولان السوري المحتل” في تصويت اللجنة المعنية بإنهاء الاستعمار بالدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن قرار ترامب صار متوقعًا في ظل مجموعة الخطوات المتلاحقة سالفة الذكر، التي جاءت جنبًا إلى جنب مع معطيات إقليمية مشابهة تَشي بإعادة رسم المنطقة بما يخدم مصالح “إسرائيل” الإستراتيجية كإلغاء الاتفاق النووي مع إيران وفرض حصار اقتصادي خانق عليها، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لـ”إسرائيل”، وكشف المزيد من تفاصيل خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين “صفقة القرن” فإن هذا القرار لم يصدر إلا بالتزامن مع زيارة مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إلى القدس.
جاءت كُل البيانات الدولية التالية ردفًا لبيان الخارجية السورية، لم تختلف في المضمون، إلا أنها اختلفت في الشكل اختلافًا يعكس مدى قدرة كل دولة على الدخول في مواجهةٍ دبلوماسية مع كل من أمريكا و”إسرائيل”
وبحسب جوليان بورغر محرر الشؤون الدولية في الغارديان، فإن هذه القرارات الأمريكية المتلاحقة يمنة ويسرة التي كان آخرها الاعتراف بالجولان جزءًا من “إسرائيل” بالمخالفة للإجماع الدولي ومواقف أمريكا نفسها من هذا الملف وغيره من ملفات احتلال أراضي الغير بالقوة، تمثل في النهاية ذروة الدعم الأمريكي لبنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست المزمع إجراؤها في الـ9 من أبريل/نيسان القادم.
إجماع دولي على الرفض ومكاسب دبلوماسية كامنة
من جانبها، ردت الخارجية السورية على تغريدةِ الرئيس ترامب ببيان مطول، وصفت فيه تصريحاته بالخطيرة والمشؤومة وغيرالمسبوقة، واتهمت أمريكا بأنها الدولة الأكثر مروقًا والأكثر خطورة على العالم، معتبرة أن مواقفها جعلت منها عدوًا لكل الشعوب التي تؤمن بالشرعية الدولية وترفض الهيمنة والاستعمار واغتصاب حقوق الدول، لذا فإن ليس لها أي حق في تقرير مصير الجولان، وأي إجراء أو اعتراف منها يعتدي على حقوق سوريا في الجولان هو غير شرعي، مُدينة كل الزيارات والإرهاصات “الاستفزازية التي تحمل نزعة سياسية تصعيدية خطيرة” تنهي دور الولايات المتحدة المزعوم كوسيط في عملية السلام، مشددةً على أن استعادة الجولان بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي لا تزال أولويةً لديها، ومثنيةً على الدور الوطني لأبنائها في الجولان المحتل.
روسيا، الحليف الدولي الأول لسوريا، قالت إن موقفها ثابت من الجولان حيث ما زالت تعتبرها أرضًا محتلة، استنادًا إلى القرار الأممي الصادر من مجلس الأمن رقم 494 لسنة 1981
وقد جاءت كُل البيانات الدولية التالية ردفًا لبيان الخارجية السورية، لم تختلف في المضمون، إلا أنها اختلفت في الشكل اختلافًا يعكس مدى قدرة كل دولة على الدخول في مواجهةٍ دبلوماسية مع كل من أمريكا و”إسرائيل” أو فصل الملفات بحيث لا تمنع العلاقة الجيدة مع “إسرائيل” أو المتوترة مع سوريا من رفض هذا القرار، فكان إجماعٌ دولي على الرفض.
روسيا، الحليف الدولي الأول لسوريا، قالت إن موقفها ثابت من الجولان حيث ما زالت تعتبرها أرضًا محتلة، استنادًا إلى القرار الأممي الصادر من مجلس الأمن رقم 494 لسنة 1981 الذي يعتبر فرض “إسرائيل” سيادتها القانونية على الجولان غير شرعي وليس له أي قوة قانونية، مشيرةً إلى أن الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي تؤيد هذا الموقف بقرار سنوي وفقًا للبند الـ55 من أعمال الجمعية العامة الأمم المتحدة.
وقد رأت حليفتها الإقليمية، إيران، على لسان وزير خارجيتها بهرام قاسمي، أن قرارات ترامب الشخصية وغير المدروسة ستوصل المنطقة الحساسة إلى أزمات متعاقبة جديدة، فيما كان نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني، يدير الدفة الأخرى من المعركة مع بومبيو، حيث أخبره أن حزب الله جزء من المكون السياسي والاجتماعي للبنان بمشاركته في الحكومة والبرلمان، وأن مقاومته المسلحة رد فعل على اعتداءات “إسرائيل” التي لا تزال تحتل قسمًا مهمًا من بلاده وتطمع في قسم آخر من الحدود البحرية.
باستثناء رد فعل الأزهر وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي وحركة الجهاد في غزة، فقد جاءت البيانات العربية متطابقة بلهجةٍ شديدةِ الدبلوماسية والرسمية
وفي استمرار للموقف الأوروبي المعارض لمواقف واشنطن الأحادية (عارضت أوروبا بشدة انسحاب الولايات المتحدة من سوريا وأصرت على بقائها في سوريا والعراق دون الدعم الأمريكي، ورفضت الخروج من الاتفاق النووي مع إيران وتناقش قناة مالية للتعامل المالي معها بعيدًا عن العقوبات الأمريكية) استطاعت بلورة موقف موحد عبرت عنه مايا كوسيا نيتشيتش، المتحدثة باسم رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيدريكا موغيريني، فقالت إن الموقف الأوروبي بعدم الاعتراف بسيادة “إسرائيل” على الأراضي التي احتلتها عام 1967، بما فيها مرتفعات الجولان، ثابت ولم يتغير.
كما أصدر الثلاثي الأوروبي الكبير، فرنسا وألمانيا وإنجلترا، بياناتٍ منفردةً تؤكد على هذا الأمر (كانت هناك شكوك بخصوص اتخاذ بريطانيا موقفًا واضحًا حيال القرار الأمريكي بعد اقتراب مغادرتها الاتحاد الأوروبي، وقيامها مؤخرًا بتصنيف حزب الله كيان إرهابي، وتوقيعها على اتفاقية تجارية مع “إسرائيل”)، وبشكل شخصي قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لا يعترف بالقرار الأمريكي إزاء الجولان السوري مطالبًا بألا يمر هذا القرار.
وباستثناء رد فعل الأزهر وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي وحركة الجهاد في غزة، فقد جاءت البيانات العربية متطابقة بلهجةٍ شديدةِ الدبلوماسية والرسمية، حيث قالت مصر والأردن إنهما تؤكدان على موقفهما الثابت باعتبار الجولان السوري أرضًا عربية محتلة وفقًا لمقررات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار 497 لسنة 1981، وهو ما دفع الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى للدعوة إلى التنسيق مع سوريا بغض النظر عن الوضع الحاليّ، مقترحًا استغلال القمة العربية القادمة في تونس لبلورة موقف عربي موحد في مجلس الأمن ضد القرار الأمريكي، مرجحًا أن تُكلَف الرئاسة التونسية والأمانة العامة للجامعة العربية بالتنسيق مع سوريا في هذا الصدد، فيما استنكر عبد الباري عطوان الكاتب السياسي المعروف، إصرار الجامعة العربية على عدم عودة سوريا إلى صفوفها، رغم كونها بلدًا مؤسسًا يواجه مؤامرة غربية واضحة.
بحسب الإذاعة العبرية الرسمية “كان” نقلًا عن مصدر رفيع في الإدارة الأمريكية، فإنه يجري الآن إعداد وثيقة رسمية بشأن الاعتراف الرسمي بالجولان جزءًا من “إسرائيل”، خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل
ترحيب إسرائيلي شديد
ومع ذلك، يرى محللون أن هذا الرفض الدولي قد تقل حدته في الفترة القادمة بحكم المعطيات التي ستفرضها الإدارة الأمريكية في المنطقة مع إعادة انتخاب نتنياهو وحزبه في “إسرائيل”، وإذا لم يحدث فإن نتنياهو قد حظي بكل ما أراد، فقد قفزت بهذا الاعتراف أسهمه الانتخابية بشكل غير مسبوق، وظفر بقرار أمريكي جديد لم يحدث في أي وقتٍ منذ احتلال “إسرائيل” الجولان، كما سيسعى نتنياهو إلى إعادة إستراتيجيته الدبلوماسية مع حلفائه الأقل قوة وأهمية في أمريكا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا، التي تعتمد على الضغط المتواصل والإغراء بالدعم والمساعدات، حتى يحظى بمكاسب تدريجية، كما حصل في سيناريو الاعتراف بالقدس.
وقد قال نتنياهو، احتفاءً بالقرار الأمريكي: “هذا القرار يتزامن مع عيد المساخر اليهودي الذي هزم فيه اليهود الفرسَ قبل 2500 عام وأفشلوا مخططهم لإبادتهم الشعب اليهودي، وها نحن في نصنع التاريخ من جديد ونعيد الانتصار على خامنئي الذي يسعى لإبادة الدولة اليهودية والشعب اليهودي في العصر الحاليّ بفضل رئيسٍ لم نر صديقًا أفضل منه قط طوال تاريخنا – يقصد ترامب -” وشكره على خطواته “الجريئة” في الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وفرض العقوبات الاقتصادية عليها.
وبحسب الإذاعة العبرية الرسمية “كان” نقلًا عن مصدر رفيع في الإدارة الأمريكية، فإنه يجري الآن إعداد وثيقة رسمية بشأن الاعتراف الرسمي بالجولان جزءًا من “إسرائيل”، خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل.