شهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب حضور العديد من الكُتاب اللامعين ومئات العناوين المميزة وسط آلاف الكتب، إلا أن القليلين يلمعون، أحد اللامعات هي الروائية الإماراتية “نورة النومان” التي بدأت – في توجه نادر – كتابة رواية الخيال العلمي.
فقد نشرت النومان جزئين من روايتها “أجوان”، وتستعد لإنجاز الجزء الثالث منها.
و”أجوان” هي لاجئة دُمر كوكبها المائي، وشعبها يعيش في مدن غارقة تحت الماء، فتحت عينيها على دمار كوكبها وفقدان زوجها وشعبها، وقررت الدخول للقوات المسلحة، لكن الصدمة التي أصابتها أيقظت في داخلها قوة الاستشعار تفرض عليها الشعور بما يشعر به من حولها، وتدرجت القصة التي حوت كثيرًا من مشاعر الإثارة للجزء الثاني الذي انتهت من خلاله مرحلة من مراحل “أجوان”.
وفي الجزء الثاني الذي جاء بعنوان “ماندان” تستمر الأحداث المشوقة حيث تستمر “أجوان” في البحث عن طفلها المفقود، وتحاول تحقيق السلام في عالم يعج بالعنف، فيما تتخلل القصة مواقف واسعة تعزز دور القيم الإنسانية في أجواء الخيال العلمي.
و”نورة النومان” هي أديبة وكاتبة إماراتية حائزة على شهادة الماجستير في الترجمة، أصدرت لها دار كلمات في العام 2010 كتابين مصورين للأطفال هما “القطة قطنة” و”القنفذ كيوي”، تحولت للكتابة إلى الشباب نتيجة موقف أعجزها ذات فترة في البحث عن قصص يافعين عربية مناسبة لبناتها، في بداية مشابهة لمؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر، جي كي رولينغ. وما لبثت نورة النومان أن كتبت “أجوان” التي صدرت في العام 2012، وفازت بجائزة اتصالات لأدب الطفل 2013 عن فئة “أفضل كتاب لليافعين”، وصدرت الثانية “ماندان” في يناير 2014، وهي تعكف حاليًا على كتابة الجزء الثالث.
ترى النومان أن اليافعين واليافعات العرب بحاجة إلى قراءة شيء مسل وغنٍ ومؤجج للمخيلة، ولكنها تتساءل كيف يمكن أن يقرؤوني؟ وكيف سيتعامل القراء مع الكتاب لغة ومضمونًا؟ إنه تحدٍ حقيقي، نوع من الكتابة الجديدة بالنسبة للقارئ العربي ولفئة من الشباب العربي يساومها الجميع الآن على القراءة.
في حوار لها مؤخرًا، تقول النومان إنها بدأت دار النشر الخاصة بها، لترجمة كتب الخيال العلمي. الأمر لا يتعلق فقط بالروايات، لكن العلوم أيضا فلدينا 30 ألف مصطلح فيزيائي لا توجد له ترجمة مباشرة بالعربية على سبيل المثال! – حسبما يقول الشاعر الفلسطيني مازن معروف -.