ترجمة وتحرير: نون بوست
كتب: كتب: جويل شيكتمان وكريستوفر بينغ
ساعدت مجموعة من قراصنة الإنترنت والمتسللين الأمريكيين الذين سبق لهم العمل في وكالات الاستخبارات الأمريكية دولة الإمارات العربية المتحدة في التجسس على مقدمة برامج مجموعة بي بي سي الإعلامية ورئيس قنوات الجزيرة. وشملت عمليات التجسس شخصيات إعلامية عربية بارزة أخرى، وذلك منذ انبثاق فجر التوترات السياسية المحتدمة التي تحالفت خلالها الإمارات رفقة دول خليجية أخرى لفرض الحصار على قطر.
عمل المتسللون الأمريكيون على “مشروع رايفن” أو “مشروع الغراب الأسود”، وهو برنامج استخباراتي إماراتي سري للتجسس على المعارضين والمقاتلين والمعارضين السياسيين لمملكة الإمارات العربية المتحدة. وفي التحقيق الذي أجرته وكالة رويترز للأنباء في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، كُشف عن خبايا مشروع رايفن وأعماله الدفينة، بما في ذلك فرض الرقابة على ناشط بريطاني وعدة صحفيين أمريكيين لم تكشف عن هويتهم.
وجد عملاء المشروع الإماراتي، الذي سبق لتسعة منهم العمل في وكالة الأمن القومي الأمريكية والجيش الأمريكي، أنفسهم في خضم نزاع شديد الخطورة بين حلفاء ترامب الخليجيين. ويُبرز الدور الذي مسئولو المخابرات السابقون في الولايات المتحدة على مستوى الصراع الإماراتي القطري حقيقة أنهم باتوا لاعبين رئيسيين في الحروب الإلكترونية للدول الأخرى، مع القليل من الرقابة من واشنطن.
في شهر حزيران/ يونيو من السنة ذاتها، قطعت الإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وفرضت عليها حصارًا بريا وجويا وبحريا، فلقد كان ذلك صراعا غير مسبوق بين الدول العربية التي لطالما كانت موحدة على مر التاريخ
اندلعت الأزمة بين البلدين في ربيع سنة 2017، عندما اتهمت الإمارات العربية المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ومصر، دولة قطر ببث الاضطرابات في الشرق الأوسط من خلال دعمها لوسائل الإعلام والجماعات السياسية. ونتيجة لذلك، طالب الإماراتيون نظرائهم القطريين باتخاذ سلسلة من الإجراءَات، بما في ذلك إغلاق قناة الجزيرة الفضائية التي تمولها قطر، وسحب التمويل من وسائل الإعلام الأخرى التي تدعمها الدوحة، وقمع جماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة إسلامية تعتبرها بعض الحكومات العربية تهديداً.
وفي شهر حزيران/ يونيو من السنة ذاتها، قطعت الإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وفرضت عليها حصارًا بريا وجويا وبحريا، فلقد كان ذلك صراعا غير مسبوق بين الدول العربية التي لطالما كانت موحدة على مر التاريخ. وفي ذلك الأسبوع، باشر عملاء مشروع رايفن العمل، حيث شنوا عمليات للولوج إلى هواتف آيفون 10 من الصحفيين والوجوه الإعلامية الذين يعتقدون أنهم على صلة بالحكومة القطرية أو جماعة الإخوان المسلمين، وذلك وفقًا لوثائق البرنامج التي استعرضتها رويترز وأربعة أشخاص كانوا على صلة بهذه المهام.
مقدمة برنامج المشهد على قناة بي بي سي عربي، جيزال خوري، ورئيس قناة الجزيرة حمد بن ثامر آل ثاني، اللذين اخترقت هواتفهما من طرف المتسللين العاملين على مشروع رايفن.
استهدف مشروع رايفن شخصيات إعلامية عربية ذات أفكار سياسية متنوعة، وذلك ابتداء من مقدمة برنامج على قناة بيب بي سي عربي، مرورًا إلى رئيس قناة الجزيرة، ووصولًا إلى أحد المنتجين التابعين لقناة فضائية في لندن تأسست على يد أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. وبناء على تصريحات المتسللين الذين عملوا على مشروع رايفن في السابق، كان الهدف من عملهم هو العثور على مواد تظهر أن العائلة المالكة في قطر قد أثرت على تغطية قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام، والكشف عن أي روابط بين شبكة التلفزيون المؤثرة وجماعة الإخوان المسلمين. ومن جهتها، لم تتمكن وكالة رويترز من تحديد البيانات التي حصل عليها الإماراتيون.
لطالما أكدت الجزيرة أنها مستقلة عن حكومة قطر، كما سبق للملحق الإعلامي في السفارة القطرية في واشنطن، جاسم بن منصور آل ثاني، القول إن:” حكومة قطر لا تطلب من الجزيرة تنفيذ أي أجندة على الإطلاق، كما لا تجبرها على شيء”. وأضاف أن الجزيرة تلقى معاملة أي وسيلة إعلامية محترمة أخرى.
بعد أن فرضت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين حصارًا على قطر، صعد مشروع رايفن الإماراتي من هجماته الإلكترونية على قطر والأهداف الإعلامية
ومن جهتها، لم ترد وزارة الخارجية الإماراتية وسفارتها في واشنطن على طلبات التعليق على هذا الموضوع، والأمر سيان بالنسبة لوكالة الأمن القومي الأمريكية ومتحدثة باسم وزارة الدفاع. وصرحت السفيرة الأمريكية السابقة لدى قطر، دانا شل سميث، أن استهداف موظفي المخابرات الأمريكية المخضرمين لحليف لبلادها والتعاون مع دول أجنبية هو أمر مقلق بحق، مضيفة أنه يتوجب على واشنطن أن تشرف بشكل أفضل على المتسللين الذين دربتهم الحكومة الأمريكية بعد مغادرتهم لجهاز المخابرات. وفي حديثها إلى وكالة رويترز، قالت سميث:” لا ينبغي أن يكون الأشخاص الذين لديهم مجموعات المهارات هذه قادرين على تقويض المصالح الأمريكية أو التعارض مع القيم الأمريكية”.
الجدول الزمني للأحداث:
بعد أن فرضت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين حصارًا على قطر، صعد مشروع رايفن الإماراتي من هجماته الإلكترونية على قطر والأهداف الإعلامية. وفي هذا الصدد، علم صحفيو رويترز أن عملاء الولايات المتحدة اخترقوا أجهزة خاصة بعشرة وجوه إعلامية بارزة. ويمكن لنا تبين المسار الزمني لتورط مجموعة من المرتزقة الأمريكيين في أزمة إقليمية بين حلفاء الولايات المتحدة المقربين من خلال الرسم البياني.
ملاحظة: وكالة الأنباء القطرية تعتبر منفذًا إعلاميا حكوميا. تعرض هاتف عزمي بشارة إلى الاختراق في مناسبة ثانية يوم 19 حزيران/ يونيو 2017
تُظهر وثائق مشروع رايفن أن موجة الاختراق طالت مقدمة برنامج “المشهد” في قناة بي بي سي عربي، جيزال خوري، وهو برنامج حواري يقوم على إجراء حوارات مع قادة الشرق الأوسط حول الأحداث الجارية. والجدير بالذكر أن هاتف مقدمة البرنامج التي تقطن في بيروت تعرض للاختراق بعد ثلاثة أيام فقط من فرض الحصار، وذلك بسبب اتصالها بعزمي بشارة، وهو كاتب مقيم في الدوحة وسبق له انتقاد الإمارات العربية المتحدة، فضلا عن تأسيس قناة “العربي الجديد”.
وعقب اتصال وكالة رويتر بها وإطلاعها على حقيقة تعرضها للاختراق، صرحت خوري قائلة:” إنهم بحاجة إلى قضاء وقتهم في تحسين بلدهم واقتصادهم وليس من خلال اتخاذ جيزال خوري كهدف للإختراق”. وفي السياق ذاته، استهدف المتسللون الأمريكيون العاملون في مشروع رايفن مقدم برنامج “الاتجاه المعاكس” الذي يبث على قناة الجزيرة الإخبارية، فيصل القاسم، وذلك كما تظهر المقابلات والوثائق التي تحصلت عليها رويترز.
يعرض برنامج القاسم مقابلات بين ضيوف يتناقشون حول قضايا مثيرة للجدل مثل الفساد في حكومات الشرق الأوسط. وفور إخباره بشأن تعرضه للاختراق، أعرب مقدم برنامج الاتجاه المعاكس عن عدم تفاجئه بقرصنته من طرف الإمارات العربية المتحدة، والتي اتهمها بكونها “رمزًا للفساد والسياسة القذرة”، قائلا إنها:” تخشى الحقيقة بكل بساطة”.
استهدف برنامج التجسس المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة مقدم برنامج قناة الجزيرة يسمى “الاتجاه المعاكس”، والذي أعطى صوتًا لقضايا اليوم الملحة. صورة مقر الشركة في الدوحة.
خلال اليوم الذي تعرض خلاله فيصل القاسم للاختراق، استهدف قراصنة برنامج رايفن الإلكترونيون هاتف آيفون رئيس قناة الجزيرة الإخبارية حمد بن ثامر آل ثاني. ومن جهته، رفض آل ثاني التعليق على ما حدث. ووفقا للتحقيق الذي أجرته رويترز مطلع السنة الحالية، استخدمت الهجمات الإماراتية سلاحًا إلكترونيا يدعى “كارما”، وهو برنامج سمح للمتسللين باختراق هاتف آيفون الضحية عن بعد عن طريق وضع رقم هاتفه أو عنوان البريد الإلكتروني المرتبط به في برنامج الهجوم. وعلى عكس البرامج السابقة، لا تتطلب أداة كارما نقر الضحية على الرابط الذي يُرسل إليه. وتجدر الإشارة إلى أن شركة آبل رفضت التعليق على هذا الموضوع.
أتاحت أداة كارما إمكانية ولوج عملاء رايفن إلى جهات الاتصال والرسائل والصور وغيرها من البيانات المخزنة على هواتف آيفون الضحايا، إلا أنها لم تمكنهم من التنصت على المكالمات الهاتفية. وعلى الرغم من ولوجهم إلى هذه الأجهزة، لم يتمكنوا من الوصول الكامل إلى البيانات التي جمعوها، وعملوا على نقل البيانات المتحصل عليها إلى مسؤولي المخابرات الإماراتيين الذين يشرفون على العملية، وليس من الواضح طبيعة هذه البيانات بعد.
أنشأت الإمارات مشروع رايفن سنة 2009، وذلك بمساعدة متعاقدي الاستخبارات الأميركيين وكبار المسؤولين السابقين في البيت الأبيض من إدارة جورج دبليو بوش
في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، سُئل وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش من قبل مراسلين في نيويورك حول مشروع رايفن بعد التقرير الأولي الذي نشرته رويترز. وقابل قرقاش هذه التساؤلات بالقول إن بلاده تمتلك “سلطة سيبرانية”، لكنه لم يتطرق إلى البرنامج على وجه التحديد، كما نفى استهداف المواطنين الأمريكيين أو الدول التي تربطها بالإمارات علاقات جيدة.
الصلات الأمريكية لعمليات التجسس
أنشأت الإمارات مشروع رايفن سنة 2009، وذلك بمساعدة متعاقدي الاستخبارات الأميركيين وكبار المسؤولين السابقين في البيت الأبيض من إدارة جورج دبليو بوش. ومن جهته، رفض مجلس الأمن القومي الأمريكي التعليق على هذا المشروع. وكان رايفن في البداية يهدف إلى القضاء على الإرهاب من خلال مساعدة الإمارات على مراقبة المسلحين في جميع أنحاء المنطقة، لكن مهامه توسعت ليبلغ مداها مراقبة وقمع مجموعة من المعارضين السياسيين في الإمارات العربية المتحدة.
كانت قطر على لائحة أهداف مشروع رايفن، لاسيما وأن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قد اتهماها بدعم المعارضة السياسية في جميع أنحاء المنطقة بصفة جزئية عن طريق تمويل قناة الجزيرة. وخلال احتجاجات الربيع العربي سنة 2011، نظرت دول الخليج إلى تغطية الجزيرة الواسعة للمظاهرات في الشوارع على أنها محاولة متعمدة من جانب قطر لإثارة معارضي نظامها الملكي. وسبق لمديرة في مجلس الأمن القومي حول شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الولايات المتحدة الأمريكية السابقة، إليسا كاتالانو إويرز، القول إن الجزيرة كان يُنظر إليها على أنها “أداة لإثارة الانتفاضات الشعبية”.
تجمع عرب متظاهرون في ميدان التحرير بالقاهرة في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس المصري حسني مبارك مع شعبه في شباط/ فبراير 2011. خلال احتجاجات الربيع العربي، نظرت بعض دول الخليج إلى التغطية الإعلامية لمظاهرات الشوارع باعتبارها وسيلة لتأجيج نيران التمرد.
عقب الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في مهد ثورة الربيع العربي وانتخابه رئيسًا للبلاد سنة 2011، صرح الرئيس المنتخَب، المنصف المرزوقي، أن:” تغطية قناة الجزيرة للإحتجاجات كان لها تأثير نفسي كبير على المتظاهرين، فلقد أرسلت عمليات البث رسالة إلى المحتجين مفادها أن الانتفاضة تحدث في كل مكان وأنهم ليسوا بمفردهم”.
في شأن ذي صلة، قال فيصل القاسم، أحد ضحايا مشروع رايفن، أن الجزيرة تنقل الخبر من جميع وجهات النظر دون رقابة، تاركة حرية اتخاذ القرار الصائب للشعوب العربية. ونظرا لحذرها المتنامي من اعتلاء جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم في المنطقة عقب ثورات سنة 2011، شنت السلطات الإماراتية حملة ضد عشرات الإسلاميين المشتبه بهم، الذين أدين الكثير منهم بالتخطيط للإطاحة بالحكومة. وفي سنة 2014، صنفت دولة الإمارات العربية المتحدة رسميًا جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المحلية التابعة لها كمجموعات إرهابية.
علاوة على ذلك، استخدم الإماراتيون مشروع رايفن لاحتواء المعارضة في الداخل، ويمكن تبين صحة ذلك من خلال شهادات العملاء الأمريكيين السابقين والوثائق التي تحصلت عليها رويترز. وفي السنوات التي تلت الربيع العربي، تم تكليف العملاء بشكل متزايد باستهداف نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين الذين تجرأوا على التشكيك في قدرات الحكومة الإماراتية.
استهداف الصحفيين
في يونيو/ حزيران 2017، وعقب فرض دول الخليج لحصارها على قطر، عززت دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها للتجسس على الصحفيين الذين يُرى أنهم مرتبطون بقطر. وفي ذلك الشهر، توسعت مهمة مشروع رايفن في قطر، ليصبح عدد العملاء المتفرغين لمراقبة شؤون الدولة المجاورة سبعة عملاء بعد أن كان مقتصرًا على اثنين فقط.
تجاوزت استخدامات مشروع رايفن حدود منطقة الشرق الأوسط، ليبلغ مداها بلدانا أخرى تحتوي شخصيات إعلامية أخرى تعتقد الإمارات أنها مدعومة من قطر، بما في ذلك الصحفيون في وسائل الإعلام العربية التي تتخذ من لندن مقرا لها، على غرار قناتي العربي والحوار
وفي مقابلة صحفية أجراها مع وكالة رويترز للأنباء، قال عبد الله العذبة أنه كان مستهدَفًا لأنه “كان مؤيدا لحراك الربيع العربي منذ البداية. وسبق لرئيس تحرير صحيفة العرب القطرية انتقاد الإماراتيين مرارًا وتكرارا نظير معارضتهم لهذا الحراك.
تجاوزت استخدامات مشروع رايفن حدود منطقة الشرق الأوسط، ليبلغ مداها بلدانا أخرى تحتوي شخصيات إعلامية أخرى تعتقد الإمارات أنها مدعومة من قطر، بما في ذلك الصحفيون في وسائل الإعلام العربية التي تتخذ من لندن مقرا لها، على غرار قناتي العربي والحوار. وتحظى القناتان اللتان تبثان محتواهما باللغة العربية بشعبية كبرى في منطقة الشرق الأوسط. ومن جهته، صرح المتحدث القطري آل ثاني أن حكومة بلاده لا تدعم قنوات العربي والحوار وصحيفة العرب.
مقدم برنامج “الاتجاه المعاكس” على قناة الجزيرة، فيصل القاسم (اليسار)، ورئيس تحرير صحيفة العرب القطرية عبد الله العذبة (اليمين). تعرض الإعلاميان إلى اختراق هواتفهما بواسطة مشروع رايفن
تُعد قناة العربي الجديد الفضائية وموقعها الذي يحمل الاسم نفسه وحدتين تابعتين لشركة “فضاءَات ميديا” التي تتخذ من مدينة لندن مقرًا لها ويشرف على تسييرها وتمويلها رجال أعمال قطريون. ومن جهته، صرح مدير مجلس إدارة القناة، عبد الله الشيّال، أن:” قناته ترى نفسها متنفس صوت العرب الليبراليين والمؤيدين للديمقراطية”. ووفقًا للوثائق التي تحصلت عليها رويترز، كان الشيّال عرضة للاختراق رفقة اثنين من موظفي القناة بعد أسابيع من فرض الحصار.
لم يكن مؤسس قناة العربي الجديد، عزمي بشارة، بمنأى عن عمليات الاختراق هو الآخر، كما سبق له التحدث إلى مراسلي رويترز ووصف قناته بأنها “منفذ إعلامي مستقل في سياق العالم العربي. وأضاف المواطن الفلسطيني المسيحي الذي يقطن في قطر أنه:” لا أحد يخبرنا بما نقوله. في بعض الأحيان تكون الصحف حساسة بشأن ما لا يمكنها قوله، حيث أنك لست هنا لاستفزاز الأشخاص الذين يتكفلون بتمويلك”.
منذ اليوم الأول لفرض الحصار، كانت قناة الحوار عرضة لاختراقات مشروع رايفن. وقال مؤسس القناة التي يقع مقرها الرئيسي في لندن، عزام التميمي، إنه يعتقد أن الإمارات تخشى دعم قناته للإصلاح السياسي وإرساء الديمقراطية في العالم العربي. وبشكل مخالف للوسائل الإعلامية التي وقعت في شرك عمليات رايفن السيبرانية، لا تُنكر قناة الحوار تعاطفها مع جماعة الإخوان المسلمين، مفيدة بأنها تدعمهم لاقتناعها بأنهم “ضحايا”. وخلال حواره مع رويترز، صرح التميمي بانتمائه للجماعة منذ وقت طويل ودعمه لحركة حماس للمقاومة الإسلامية.
في المقابل، رفض التميمي التصريح حول تلقي قناته لتمويلات من طرف الحكومة القطرية، لكنه قال إنه سيقبل بأي دعم بشرط عدم وجود قيود. وأضاف مؤسس القناة الناطقة بالعربية أن القناة تعطي صوتًا لمجموعة من الآراء وتشجع الحوار، لكن مع وجود حدود معينة. وخلال مقابلة أُجريت عبر الهاتف، صرح التميمي أن:” غالبية مشاهدينا مسلمون، نحن لا نقوم بتسويق أفكار غريبة عن ثقافتنا، هذا ما يكسبنا شعبيتنا”.
المصدر: وكالة رويترز للأنباء