ترجمة وتحرير: نون بوست
يركب الأعضاء التابعون للمجموعات شبه العسكرية التشافيزية، التي تدعى “كولكتيفوس”، سربا من الدرّاجات النارية ويقومون بإطلاق النار وترهيب المواطنين الذين يحتجون ضد نظام نيكولاس مادورو. ومن المتوقع أن تكون هذه المجموعات على أهبة الاستعداد بالفعل هذا السبت عندما يخرج الآلاف من الفنزويليين الذين دعاهم المعارض خوان غوايدو إلى الشارع في مسيرة تحت اسم “عملية الحرية”.
أعضاء من “الكولكتيفوس” ملثمين يستقلون سيارة في كاراكاس
يبدو أن كل المعطيات تشير إلى أن المظاهرة المعارِضة، التي ستنظم يوم السبت في شوارع كاراكاس وفي حوالي 67 نقطة أخرى في جميع أنحاء البلاد، ستكون ضخمة وسلمية. ولكن من المحتمل أن تتحرك المجموعات التشافيزية حاملة للسلاح.
إن هذه المجموعات التشافيزية، التي تسمى اليوم “فرق السلام”، وأفراد الشرطة (القوات المسلحة الخاصة) والميليشيات البوليفارية تمثل الجناح المسلح لمادورو وحرسه الخاص وغير النظامي، لأنه لم يعد يثق في القوات المسلحة الوطنية للجمهورية البوليفارية الفنزويلية.
اتصل مادورو بالبرنامج التلفزيوني لكابيلو لتهنئته والدفاع عما يسميه “فرق السلام”، الذين يصفهم الزعيم التشافيزي كمنتيجن زراعيين
يقع تدريب وتمويل هذه المجموعات غير النظامية، التي يستخدمها نظام مادورو لترهيب المدنيين وقمعهم سواء في الشوارع أو في المساكن التي يحتجون منها، من قبل رئيس بلدية كاراكاس السابق فريدي بيرنال في ولاية تاتشيرا، الواقعة على الحدود مع كولومبيا، ومن قبل السياسي ديوسدادو كابيلو في كاراكاس، وذلك حسب ما صرح به كلاهما في وسائل الإعلام الرسمية. وقد عرض كابيلو، الرجل الثاني في النظام، في برنامجه التلفزيوني “كون إل ماثو داندو” لقناة “فنزولانا دي تليفزيون” الحكومية، صورا لتدريبات “الكولكتيفوس” وهم يرتدون ملابس مدنية ويحملون الأسلحة.
بالإضافة إلى ذلك، اتصل مادورو بالبرنامج التلفزيوني لكابيلو لتهنئته والدفاع عما يسميه “فرق السلام”، الذين يصفهم الزعيم التشافيزي كمنتيجن زراعيين. ويقول في اتصال هاتفي مع كابيلو، بينما يدعوهم إلى قمع احتجاجات غوايدو: “إنهم أشخاص طيبون، وهم ينتجون الأرز والذرة”. من جهة أخرى، أصدر النظام بطاقات لأفراد الجماعات شبه العسكرية، وهي عبارة عن تصاريح رسمية لحمل أسلحة تمنحهم “رخصة للقتل”. في المقابل، ندد الحرس الوطني الفنزويلي بأن “المجموعات” أو ما يعرف “بالكولكتيفوس” قد سرقت أسلحة من الثكنات.
أحد التراخيص التي تصرّح لمجموعات القمع الشافيزية بحمل الأسلحة
تمكنت صحيفة “كلارين” من الوصول إلى إحدى أوراق الاعتماد المذكورة آنفا، والتي ورد فيها أن هذه البطاقة تخوّل لصاحبها حمل الأسلحة النارية إذا كانت وضعية البلاد تتطلب ذلك. كما يتم تسليم هذه البطاقة وفقا لأحكام القانون العضوي للمجتمعات والحركات الاجتماعية. ومن الملفت للانتباه أن هذه البطاقات تظهر أيضا توقيع نيكولاس مادورو. وعلى ضوء هذا الوضع غير المستقر، قررت الجمعية الوطنية في الثاني من نيسان/ أبريل الماضي الإعلان عن أن هناك دولة في فنزويلا تروّج للإرهاب، مطالبة المجتمع الدولي بتصنيف الجماعات التشافيزية كمجموعات إرهابية.
من جهته، أكد النائب في المجلس الوطني لحزب الإرادة الشعبية، ونستون فلوريس، أن موظفي القوات المسلحة الوطنية لا يمارسون بالفعل أعمالا قمعية لأن سلسلة القيادة مكسورة، وأصر على وجوب الاعتراف بخوان غوايدو قائدًا أعلى والرئيس المسؤول عن الأمة.
في هذا السياق، ذكر فلوريس أنه “في الأيام الأخيرة، أرسل النظام مجموعات مسلحة شبه عسكرية للاعتداء على أفراد الشعب الذين هم في خضم النزاع… نحن نعلم أن مادورو لم يعد يحظ بالدعم الكامل للقوات المسلحة الوطنية للجمهورية البوليفارية لذلك يقوم بإرسال هذه المجموعات التي تقودها القوات الخاصة للشرطة الوطنية لتخويف ونشر الرعب في صفوف الشعب”. وقد اعتاد العديد من المستخدمين مشاركة لقطات مصورة لهذه المجموعات أثناء ممارسة عملها.
أكد غوايدو أن هذه هي بداية نهاية الاستيلاء على الدولة، فعملية الحرية ليست سوى صورة زائفة
من المتوقع أن تتم الدعوة إلى مسيرة المعارضة يوم السبت على الساعة 11 صباحا في بوينس آيرس. وتشير التقديرات إلى أن هذه المسيرة ستكون أشبه باحتجاج كبير في جميع أنحاء فنزويلا. والجدير بالذكر أن غوايدو نفسه كان عرضة للمضايقات من قبل الكولكتيفوس، وتعرض أكثر من مرة إلى الاعتداء بالعصي والغاز المسيل للدموع وطلقات نارية.
حيال هذا الشأن، قال فلوريس مذكرا بالمسيرات الضخمة التي شهدتها فنزويلا دون تحقيق رحيل مادورو: “نحن الأغلبية وعلينا التعبير عن أنفسنا في الشارع. لسنا متأكدين من أن الاحتجاجات ستعمل لصالحنا. لكن دون ذلك لن نحظى بدعم المجتمع الدولي”.
في سياق متصل، أكد غوايدو أن هذه هي بداية نهاية الاستيلاء على الدولة، فعملية الحرية ليست سوى صورة زائفة، مشيرا إلى أنه “يوجد هنا طريق واضح جدا، نحن قريبون من الهدف. وإذا لم نكن قريبين جدا لن نُصاب بخيبة أمل”. ويشدد زعيم المعارضة على ضرورة الاحتجاج ضد نقص الخدمات الأساسية. وتعاني فنزويلا من نقص حاد في الكهرباء والماء إلى جانب تقنين التيار الكهربائي.
دون أدنى شك، شهدت البلاد انهيارا كبيرا، فقد كشف البنك الدولي يوم الجمعة أن فنزويلا تعاني من “أسوأ أزمة اقتصادية في التاريخ الحديث للمنطقة” ويتوقع أن يتقلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 25 بالمئة خلال هذه السنة؛ ما سينطوي على انخفاض كلي للإنتاج الفنزويلي بنسبة 60 بالمئة منذ سنة 2013، مع معدل تضخم سنوي بلغ 1.370.00 بالمئة في نهاية سنة 2018. ومن جهته، حذر غوايدو من أنه “إذا تجرأ النظام على خطفي، فإنهم سيكونون بذلك قد قاموا بانقلاب نهائي وسيكون القرار حينها بيد القوات المسلحة”.
المصدر: كلارين