ترجمة وتحرير: نون بوست
“إنها قنبلة”! كان هذا آخر تحذير أطلقه أحد الأطفال في صباح يوم سبت من سنة 1994، قبل وقوع الكارثة. كان العديد من الأطفال يلعبون في مكان مهجور في إسكوبال، وهي بلدة صغيرة تقع في وسط بنما. وقد استمر أوريل، البالغ من العمر 12 سنة، في ضرب جسم معدني على الأرض، وكان بجانبه صديقه لويس كارلوس زامورا، البالغ من العمر تسع سنوات، عندما انفجرت قذيفة هاون. على إثر هذا الحادث، توفي أورييل على الفور، بينما فارق لويس كارلوس الحياة خلال عملية بتر ساقه اليسرى وذراعه.
إن والدته جورجينا ماغايون تتذكر ذلك اليوم بالتفصيل: “لقد كنت في المنزل المجاور لمكان الحادثة لزيارة والدتي. وعندما سمعت دوي الانفجار، أدركت أنه كان طفلي”. في ذلك الوقت، كان السكان المحليون يتبادلون المشروبات مقابل الطعام مع الجنود الأمريكيين. وتقول جورجينا: “من المؤكد أن شخصا منهم قد جلب القنبلة وتركها هناك، لقد كانوا منتشرين في كل مكان”.
يقع ميدان رماية بينيا على بعد حوالي 10 كيلومترات من بلدة إسكوبال المتواضعة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي ألفي نسمة الذين أصابتهم اللعنة بسبب وجودهم بالقرب من منطقة التدريب العسكري الأمريكي خلال فترة احتلال بنما (1989- 1999). كما فقدت جارتها الأخرى التي تدعى بلاسثينا سانتاماريا ابنها في سنة 2005. فمثلما يفعل سكان المنطقة في غالب الأحيان، ذهب ابنها سابينو ريفيرا إلى الغابة للبحث عن بعض الطعام.
خلّف الوجود الأمريكي في بنما منذ بداية القرن التاسع عشر مئات الآلاف من الذخائر غير المنفجرة
تقول المرأة البالغة من العمر 80 سنة: “لقد خرج من أجل جلب القليل من الموز وعندما لم يعد أدركت أن القنبلة قد قتلته بالفعل”. وحسب هذه المرأة، وعدها بعض المحامين الأمريكيين بإعطائها تعويضا قدره عشرة ملايين دولار، أي مليون دولار لكل واحد من أحفادها اليتامى العشر، لكنها لم تتلق أي تعويض. بالإضافة إلى ذلك، وقع تسجيل حوالي 35 حالة وفاة بسبب الذخائر غير المنفجرة الموجودة في البلاد.
خطر مميت بالنسبة للسكان
خلّف الوجود الأمريكي في بنما منذ بداية القرن التاسع عشر مئات الآلاف من الذخائر غير المنفجرة. وحسب دراسات أجراها الباحث جون ليندساي بولاندو، يوجد في الحوض الغربي لقناة بنما لوحده (الذي تبلغ مساحته حوالي 22 ألف هكتار)، حوالي 100 ألف ذخيرة مدفونة تحت الأرض. وعند مدخل ميدان رماية بينيا، الأكثر تلوثا في البلاد، تنتشر المئات من أغلفة البنادق والمسدسات.
حيال هذا الشأن، أفاد أحد الحراس في المنطقة الذي يدعى خوسيه كاريون: “لقد بقي هنا كمية كبيرة من المقذوفات والصواريخ وقذائف هاون وجميع أنواع القنابل اليدوية وقنابل تزن حوالي 500 رطل”. بالإضافة إلى ذلك، إن كثرة النباتات المورّقة من شأنه أن يزيد من خطر الدوس على مادة متفجرة، على غرار القنابل اليدوية المخفية بين الشجيرات الصغيرة. ولهذا السبب، يرغب كاريون في مغادرة هذه الوظيفة.
اعترف هذا الحارس بالصعوبات التي يواجهونها في حماية السكان مبينا أن “هذه المنطقة تشكل خطرا كبيرا على المتساكنين. فنحن نواجه مشكلة مع الصيادين الذين يدخلون المنطقة، وبما أنه لا يوجد لدينا موظفون إذ بالكاد لدينا أربعة حراس فقط لفترتين من الحراسة، فإننا نفعل كل ما في وسعنا. لقد اعتدنا القيام بالعديد من الدوريات”.
يعدّ وضع اللافتات الصحيحة لميادين التدريب العسكري فضلا عن تقديم التدريب لمنع وقوع الحوادث من بين المهام الرئيسية لمؤسسة الحدائق الطبيعية والبيئة في بنما المعروفة باسم “مؤسسة بنما”
تشير التقديرات إلى أن حوالي 90 ألف من البنميّين يتعرضون لهذا التهديد من خلال العيش في مناطق مجاورة لميادين الرماية. وتجدر الإشارة إلى أن محيط قاعدة بينيا ليس مسيّجا، وبالكاد يوجد بعض الحواجز الصدئة لتنبيه السيارات، التي تحمل علامة تحذير “خطر شديد. ذخائر غير منفجرة، ممنوع الدخول”.
غياب الموارد
يعدّ وضع اللافتات الصحيحة لميادين التدريب العسكري فضلا عن تقديم التدريب لمنع وقوع الحوادث من بين المهام الرئيسية لمؤسسة الحدائق الطبيعية والبيئة في بنما المعروفة باسم “مؤسسة بنما”. وفي هذا الإطار، قامت وزارة الأمن البنمية بدعم من منظمة الدول الأمريكية بالترويج لبرنامج كلّف هذه المنظمة المدنية بمهمة إخلاء المكان منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي.
يتم تنفيذ أنشطة المشروع في المنطقة الوسطى لنهر هاتو، حيث توجد مجموعة أخرى من ميادين الرماية. ومعظم المتطوعين العشرين من مؤسسة بنما وهم من المقاتلين السابقين لقوات الدفاع البنمية الذين قاتلوا ضد الغزو الأمريكي. وبعد كثير من الدعاء، ارتدى الفريق نظارات بلاستيكية وقفازات للشروع في عملية البحث. ويُعتبر المسؤول عن فيلق المتفجرات خوسيه بيريز الشخص المكلف بإعطاء التعليمات النهائية: “سنكون يقظين للغاية”.
صرح المتحدث الرسمي باسم المؤسسة غونزالو مينينديز: “لقد حددنا حتى الآن موقع 57 قطعة من الذخيرة الحية التي توجد فقط على سطح الأرض، وذلك في حوالي 10 بالمئة من الأراضي المخصصة التي انتقلنا إليها”
لا تحتاج هذه المجموعة إلى استخدام المجرفة أو مشط الأرض لتحديد مكان هذه الذخائر. وفي السهل الشاسع، عثرت المجموعة على ثلاث قنابل يقدر طولها بحوالي 30 سنتيمترا كانت مخبأة في المراعي القليلة التي ترعى فيها بعض الأبقار. ويحذر المسؤول الفني عن الفريق من أن “معظم المناطق خاصة بالماشية، ويمر بها الفلاحون بشكل يومي. إنه خطر كبير”. وعندما يكتشف أعضاء الفريق ذخيرة ما، يلوّنونها بالأحمر أو يحيطونها بالحجارة أو يغرسون بها عصا ملونة بالأحمر. كما احتفظوا أيضا بحوالي 30 مقذوفة من بين التي عثروا عليها.
في هذا الصدد، صرح المتحدث الرسمي باسم المؤسسة غونزالو مينينديز: “لقد حددنا حتى الآن موقع 57 قطعة من الذخيرة الحية التي توجد فقط على سطح الأرض، وذلك في حوالي 10 بالمئة من الأراضي المخصصة التي انتقلنا إليها”. لقد وقع تطوير العملية بطريقة بدائية بسبب نقص الموارد للقيام بهذه المهمة. لقد تمكنوا فقط من تدمير حوالي 27 ذخيرة غير منفجرة بدعم من وحدات الشرطة الوطنية.
من جهتها، قدرت المؤسسة أن الشروع في هذه الأعمال يتطلب مبلغا لا يقل عن 1.5 مليون دولار، لكن رأس مالها الأساسي بالكاد يبلغ 250 ألف دولار، مما سمح لهم فقط بمسح خمسة من أصل سبعة آلاف هكتار. وفي غضون نصف سنة، نفَذت أموال هذه المؤسسة. وعبر مينينديز عن أسفه قائلا: “في الوقت الحالي، تأخرنا عن الموعد المحدد لعملية البحث بستة أشهر، وفي ظل نقص الدعم اللازم للاستمرار في هذه العملية، تضيع الجهود المبذولة في مجال التدريب”.
يرفض سمبريس تحمل المسؤولية التي من المفترض أن تتحملها الولايات المتحدة، البلد الذي يتجنب حتى تسميته في إجاباته
علاوة على ذلك، أكد وزير البيئة البنمي إميليو سامبرس أن “مرحلة التنظيف الأولى ستستمر لمدة 10 سنوات إذا منحنا التمويل الذي ننتظره. نحن نحتاج إلى تعاون أكبر مع جميع الجهات الفاعلة المهتمة بمعالجة هذه المشكلة على مساحات تمتد على نحو 33.400 هكتار، التي ترجح المؤسسة أنها مليئة بالذخائر غير المنفجرة”.
الولايات المتحدة الأمريكية تتنصّل من مسؤوليتها
يرفض سمبريس تحمل المسؤولية التي من المفترض أن تتحملها الولايات المتحدة، البلد الذي يتجنب حتى تسميته في إجاباته. لقد ضغطت الحكومة البنمية بدورها على البيت الأبيض بشكل مكثف باعتبارها حليفا وثيقا للولايات المتحدة. ويتضح ذلك من خلال الوثيقة السرية لوزارة الخارجية التي تحصلت عليها صحيفة “الكونفدنسيال” من خلال ويكليكس، والتي يعود تاريخها إلى الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، والتي ورد فيها أنه “على الرغم من شكاوى البنمِيّين، نعتقد أن حكومة بنما الحالية لم ترجع بالأمر إلى ميادين التدريب، خشية أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بالعلاقات الثنائية”.
إلى جانب ذلك، تكشف برقية السفيرة الأمريكية لدى بنما آنذاك، ليندا وات، عند الإعداد لزيارة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، عن مدى سلبية واشنطن رغم علمها بخطورة المسألة، حيث تقول إن “المناطق التي لا تزال فيها الذخائر غير المنفجرة غير مناسبة ويجب تطويقها بشكل دائم ضمانا لعدم دخول الأشخاص إليها. إن بناء طريق غرب قناة بنما مؤخرا من شأنه أن يزيد من احتمال تعرض السكان للإصابات أو القتل بسبب وجود المتفجرات في هذه المناطق”. لقد تنصلت الولايات المتحدة من مسؤوليتها لمدة عقدين من الزمن على الرغم من الشكاوى المتكررة حول انتهاك معاهدة بنما (1977)، التي تتضمن الالتزام بتنظيف 3.175 هكتار.
وافقت إدارة باراك أوباما سنة 2013 على القيام بعملية تطهير جزئي لجزيرة سان خوسيه. هذه العملية تم تنفيذها بعد أربع سنوات، من خلال تدمير ثماني مضخات كيميائية يتراوح وزنها بين 230 و450 كيلوغرام
من جهته، أكد البنتاغون للصحيفة في استبيان تم الرد عليه من خلال السفارة الأمريكية في بنما: “لقد أوفينا بالتزاماتنا مع الولايات المتحدة بموجب الاتفاقية الثنائية مع بنما. وحسب اتفاقنا مع بنما، فإنه ليست هناك أي مخططات تقضي بتنفيذ الحكومة الأمريكية أعمالا إضافية لإزالة التلوث في هذا البلد. إن حكومة بنما نفذت بنفسها العديد من عمليات التنظيف، ويمكنها القيام بهذا الأمر في المستقبل إذا كانت ترى أنه ضروري، تماما كما فعلت في الماضي”. وهكذا كان رد البنتاغون على الصحيفة بعد أن توجهنا بتساؤلاتنا إلى السفارة الأمريكية في بنما.
في النهاية، وافقت إدارة باراك أوباما سنة 2013 على القيام بعملية تطهير جزئي لجزيرة سان خوسيه. هذه العملية تم تنفيذها بعد أربع سنوات، من خلال تدمير ثماني مضخات كيميائية يتراوح وزنها بين 230 و450 كيلوغرام.
جزيرة سان خوسيه مختبر الأسلحة الكيميائية
إن هذه الجزيرة الصغيرة الواقعة في المحيط الهادي، التي تتميز بشواطئها الخلابة، وتبعد 80 كيلومترا عن أقرب يابسة، ربما تعد واحدة من أفضل المخابئ للتواري عن أنظار العالم. كما أنها تمثل ركنا مثاليا لإنشاء مختبر للأسلحة الكيميائية. فظروف الطقس الاستوائي والغطاء النباتي تشبه تلك الموجودة في الشواطئ اليابانية، أين كان يفترض استخدام هذه الأسلحة أثناء الحرب العالمية الثانية.
بين سنتي 1944 و1947، نفّذ الجيش الأمريكي بالتنسيق مع كندا وبريطانيا 128 اختبارا ألقى خلالها 31267 قنبلة تحتوي على مادة الفوسجين، وكلوريد السيانوجين وغاز الخردل، وذلك حسب دراسات أجرتها مؤسسة متابعة المصالحة، وهو مركز دراسات تم إنشاؤه قبل قرن من الزمن. ولكن الوثيقة الرسمية المتعلقة بمشروع سان خوسيه تشير فقط إلى تنفيذ 18 اختبارا استخدمت خلالها 4397 قطعة ذخيرة كيميائية.
حسب بيانات جمعتها ليندساي بولند، مؤلفة كتاب “أباطرة في الأدغال: القصة السرية للولايات المتحدة في بنما”، تم بين سنتي 1953 و1957 تنفيذ اختبارات جديدة باستخدام غاز الخردل ومواد أخرى سامة في سيرو تيغري، التي تبعد فقط 30 كيلومترا عن العاصمة البنمية
يشار إلى أن ما لا يقل عن 10 بالمئة من تلك الذخائر لم يتم تفجيرها في ذلك الوقت، ما يعني أنه يوجد الآن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف سلاح كيميائي في هذه الجزيرة، وذلك بناء على حسابات أجراها مركز أمريكا الشمالية لمتابعة المصالحة، الذي تم إنشاؤه قبل قرن. أما الولايات المتحدة فقد اكتفت بتعطيل ثمانية فقط من هذه الأسلحة التي لا يزال وجودها بارزا على أراضي هذه الجزيرة، والتي لم تكتشفها السلطات البنمية إلى حدود سنة 2001. وقد كان مشروع سان خوسيه واحدا من أكثر المشاريع التي أحاطها البنتاغون بالسرية.
التجارب السرية للبنتاغون
بعد اكتشاف هذه القنابل الكيميائية وبفضل التمكن من الاطلاع على أرشيف وزارة الدفاع الكندية، تمكنت صحيفة “أوتاوا سيتيزن” الكندية من الكشف عن معلومات جديدة حول هذه التجارب. على أرض هذه الجزيرة، تم اختبار تركيبات سامة وغاز الخردل على العشرات من الجنود الأمريكيين والبرتوريكيين من أجل اختبار آثار مختلف أنواع هذه المواد على الجلد، وهو ما ذكره بعض الناجين من هذه التجارب. وعندما تم تفكيك المختبرات في هذه الجزيرة بشكل عاجل، حيث تم هذا الأمر خلال شهر واحد فقط، رميت الكثير من هذه الأسلحة الكيميائية في البحر، وهو ما ذكرته التقارير في كندا.
حسب بيانات جمعتها ليندساي بولند، مؤلفة كتاب “أباطرة في الأدغال: القصة السرية للولايات المتحدة في بنما”، تم بين سنتي 1953 و1957 تنفيذ اختبارات جديدة باستخدام غاز الخردل ومواد أخرى سامة في سيرو تيغري، التي تبعد فقط 30 كيلومترا عن العاصمة البنمية. أما في فترة الستينات، فقد تم تنفيذ تدريبات باستخدام متفجرات معبأة بغاز الأعصاب، الذي تصنفه الأمم المتحدة الآن ضمن أسلحة الدمار الشامل. وهذه المرة، كان الهدف من التجارب هو دراسة مختلف الخيارات المتاحة في حرب فيتنام.
بقيت جزيرة سان خوسيه غير مأهولة بالسكان لمدة تناهز العقدين من الزمن، إلى أن اشتراها سنة 1965 الملياردير إيرل تابر، مخترع علب التابروير
حيال هذا الشأن، قال ريكي ستاوبر، العنصر السابق في قوات المارينز الذي كلفته وزارة الدفاع الأمريكية بإجراء دراسة حول التأثيرات البيئية للقواعد العسكرية الأمريكية على قناة بنما، إنه يشعر بالاستياء بسبب حصول العديد من الممارسات المثيرة للريبة خلال تلك الفترة، كما يشير ستاوبر إلى حصول عمليات إخفاء أو حذف للعديد من البيانات، ومنعه من القيام بالعديد من الزيارات الميدانية.
بالإضافة إلى جزيرة سان خوسيه، أكد ستاوبر أنه تم استخدام اليورانيوم المنضب وتخزين غاز الخردل في حقل الرماية المسمى” بينيا”، إلى جانب وضع الذخائر خارج ثلاثة حقول رماية، إلا أن المسؤولين الأعلى رتبة منه أمروه أن يحذف من الدراسة الأدلة التي وجدها حول حدوث هذا الأمر.
الآثار الممكنة على صحة الإنسان
بقيت جزيرة سان خوسيه غير مأهولة بالسكان لمدة تناهز العقدين من الزمن، إلى أن اشتراها سنة 1965 الملياردير إيرل تابر، مخترع علب التابروير. وبعد عشر سنوات، عانى أحد موظفيه من حروق لأسباب مجهولة، فقام تابر ببيع الجزيرة إلى مجموعة من المستثمرين من فلوريدا، الذين أوقفوا خلال الثمانينات عمليات بناء كازينو في هذا المكان، بعد أن عثروا على بقايا مواد مثيرة للقلق.
حسب وزارة الدفاع الأمريكية التي تؤكد دائما أن الأسلحة الكيميائية فقدت تأثيراتها الضارة بمرور الزمن، فإنه لم يتم استخدام غاز الخردل في أي من الذخائر التي تم تفكيكها، (والحديث هنا عن القنابل الكيميائية الثمانية التي تم إبطال مفعولها سنة 2017). ولكن على العكس من ذلك، أكد العلماء في كندا أن بقايا غاز الخردل يمكن أن تظل موجودة تحت طبقة التربة العلوية أو في إحدى المناطق في الجزيرة، وإذا حدث هذا الأمر، فإن التلوث الناتج عن هذا الغاز السام سوف تتواصل تأثيراته إلى غاية اليوم.
بعد تنظيف ثماني مضخات كيميائية، تم إنجاز تقييم جديد خلال السنة الماضية أدى إلى ارتفاع سعر بيع جزيرة سان خوسيه إلى 246 مليون يورو
خلال التسعينات، بُني منتجع سياحي مكون من 14 كابينة، يحمل اسم Hacienda del Mar، وكان كل موظفيه البالغ عددهم 12 موظفا السكان الوحيدين في الجزيرة. وأفاد ابن مالك الجزيرة، وهو رجل أعمال بنمي ثري جدا، خلال اتصال عبر الهاتف، بأن الغازات لا تزال خاملة بعد 70 سنة، وليس هناك أي خطر. كما أن التقارير حول المخاطر الصحية تم إنجازها من قبل شركات كانت مهتمة بإثبات وجود هذا التلوث حتى يتم تكليفها بالتخلص منه.
بعد تنظيف ثماني مضخات كيميائية، تم إنجاز تقييم جديد خلال السنة الماضية أدى إلى ارتفاع سعر بيع جزيرة سان خوسيه إلى 246 مليون يورو. وفي السابق في ظل وجود بعض الذخائر المتروكة، كان السعر 211 مليون، وكانت تعد خامس أغنى جزيرة في العالم.
على موقعه على الإنترنت، يقول الفندق: “إن هناك أكثر من 35 شاطئا رائعا يمتاز بالرمال البيضاء والسوداء والذهبية، وتحيط الكهوف الموجودة تحت الماء بجزيرة سان خوسيه التي ترتفع وسط المياه الزرقاء والفيروزية في خليج بنما. كما أن الحيوانات متوفر بكثرة وبشكل متواصل بفضل وفرة الغطاء النباتي والمياه، حيث يعيش في هذه الجزيرة أكثر من ثلاثة آلاف خنزير، وفصيلتين من الغزلان، والحمام والببغاءات والبط وسناجب الأغوتي وسحلية الإغوانا”.
المصدر: الكونفدنسيال