ترجمة وتحرير نون بوست
هل تعلم أن جماعة منشقة عن القاعدة في سوريا تقتل من أفراد القاعدة أعدادًا أكثر مما يفعله بشار الأسد الذي يحارب بضراوة ضد معارضيه؟
الاشتباكات التي اندلعت بين فرع القاعدة الرسمي (جبهة النصرة)، وبين المنشقين عنهم في (دولة العراق والشام الإسلامية) أدت إلى مقتل مئات المقاتلين وتهجير آلاف المدنيين عن قراهم.
جبهة النصرة فقدت السيطرة على مدينة الرقة (المدينة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة السورية) وزادت من حدة القتال مع “داعش” في محافظة دير الزور، منطقة النفط السوري، التي تتسع فيها سيطرة داعش يومًا بعد يوم، إذا ما استطاعت داعش أن تسيطر على تلك المنطقة؛ فسيكون هذا معناه سيطرتهم على قطاع كبير يشمل أجزاء من سوريا والعراق.
لقد حاول زعيم القاعدة “أيمن الظواهري” إعادة داعش إلى حظيرته، وطالبهم بالعودة إلى العراق التي يعلو فيها النفس الطائفي، لكن داعش رفضت ذلك عن طريق متحدثها الرسمي “أبو محمد العدناني”.
القتال الضروس بين القاعدة وداعش يُعد من ضمن الأكثر دموية في الحرب السورية حتى الآن، كما أنه قوض انتفاضة السوريين ضد الأسد.
لقد تظاهر المدنيون ومقاتلون من المعارضة في حلب، في يناير من هذا العام احتجاجًا على ما تفعله داعش، التي تأتي قوتها الأساسية من المقاتلين الأجانب، وكثير منهم حصلوا على خبراتهم القتالية من العراق. عندما انتقلت داعش إلى سوريا في العام الماضي، الكثيرون من أعضاء جبهة النصرة بايعوا “أبو بكر البغدادي” زعيم داعش، الذي حاول إحداث شرخ كبير في جسم “النصرة” متحديًا أوامر أيمن الظواهري.
لكن المجموعتين يخوضان هذا القتال العنيف، ليس فقط بسبب الخلافات الإيديولوجية، لكن – بالأساس – بسبب فرض النفوذ على المناطق المُحررة في سوريا.
وتؤكد مصادر عدة أن المدنيين الذين عاشوا خلال عامين من القتال الدموي بين قوات الأسد والمعارضة، يفرون الآن من اشتباكات داعش والنصرة، فقد قُتل نحو 230 مقاتلاً خلال الأسبوعين الماضيين – حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان -، كما استمر القتال العنيف في ضواحي المدينة مخففًا من حدة المعركة ضد قوات الأسد في مدينة دير الزور، ودير الزور تقع على الحدود مع محافظة الأنبار العراقية ذات الغالبية السنية حيث تقود داعش المعركة ضد رئيس الوزراء “نوري المالكي”.
وإذا ما استطاعت داعش بسط سيطرتها على دير الزور، فإن ذلك سيعني أنهم يسيطرون على مناطق في سوريا والعراق تمتد لأكثر من 500 ميل من وسط العراق إلى البحر المتوسط والحدود التركية.
وحتى إذا لم يسيطروا تمامًا على مدينة دير الزور، فإن السيطرة على معظم مناطق المحافظة ستعزز الصلات مع فرع داعش في العراق، ما يعزل مقاتلي المعارضة داخل المدينة.
أما المجموعات المعارضة والمدعومة غربيًا مثل الجيش السوري الحر، فإنه يجري تهميشهم بشدة من قبل الميليشيات الأكثر تشددًا في سوريا، كما أن القوى الغربية التي تدعمه أحجمت عن دعمه بسبب القلق من وقوع الأسلحة في يد النصرة أو داعش؛ مما سيغير من قواعد اللعبة بالكامل.
هناك الآن عدة آلاف من مقاتلي جبهة النصرة يقاتلون في جنوب سوريا، إنهم أكثر انضباطًا وأكثر تنظيمًا من منافسيهم العلمانيين الذين تعصف بهم الانقسامات.
المصدر: جلوبال بوست