على بعد 60 كيلومتر من القدس، أُقيمت المستوطنات الإسرائيلية على التلال كأبراج مراقبة مطلة على مدينة نابلس الفلسطينية وعدد من القرى الفلسطينية الأخرى.
إحدى أشهر هذه المستوطنات هي مستوطنة “يتسهار” وقد اكتسبت سمعتها باعتبارها المستوطنة اليهودية الأكثر تطرفًا في الضفة الغربية المحتلة، ولا يقتصر العنف الذي يمارسه مستوطنوها على مجموعة “برايس-تاغ” التي تهاجم العرب ولكنهم يشنون هجمات على الجيش الإسرائيلي لمنعه من تفكيك هياكل “غير قانونية” يقيمونها هناك.
والمباني التي يحاول الجيش تفكيكها لا تضم الـ 1000 منزل التي أنشأتها الحكومة الإسرائيلية، وإنما عدد من المباني المتناثرة على محيط المستوطنة والتي شيدها المستوطنون بطريقة غير قانونية.
أحد المباني التي تم هدمها:
ووصلت المواجهة بين المستوطنين إلى ذروتها في شهر أبريل/ نيسان عندما تصدى المستوطنون لقوات الجيش الإسرائيلي بالحجارة وحرق الإطارات لمنعهم من هدم عدد من المباني غير القانونية.
“يتسهار مخالفة لغيرها من المستوطنات، فهناك أفراد عنيفة”، يقول وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون لهآرتس مضيفًا: “لن نسمح لمجموعة متطرفة بأخذ القانون بين أيديهم”.
“ازري توبي” المتحدث باسم مستوطنة يتسهار، قال إن أغلبية السكان يرفضون ممارسة العنف ضد الجنود، مشيرًا إلى أنهم أجروا استفتاء حول استخدام القوة لمنع الجيش من هدم منشآتهم فكانت النتيجة 97 بالمائة ضد استخدام العنف وفقط 3 بالمائة وافقوا على ذلك، مضيفًا أن المستوطنين يتفقون فيما بينهم على أن استخدام الحجارة هو الحد الأقصى لما يمكن استخدامه في وجه الجنود.
صورة ازري توبي:
أحد النشطاء على شبكة الإنترنت قال في مدونة خاصة إن إلقاء الحجارة على الجنود حتى إذا كان مميتًا فإنه أمر منطقي، ورد مستوطن آخر قائلاً إنه “لا توجد مشكلة في قتل جندي أثناء قيامه بهدم منازلنا”، مشيرًا إلى أن التعاليم اليهودية تسمح بقتل أي شخص يشكل خطرًا على الحياة.
الفوضى والعنف
ورغم قيام السلطات الإسرائيلية بإغلاق هذا المنتدى الإلكتروني، فإن توبي يرى أن الفوضى لن تنتهي، وأن التوتر متصاعد بسبب تدخل الجيش يوم 10 أبريل/ نيسان لهدم حجر كبير كان يستخدم للتعبد، بالإضافة إلى السيطرة على مدرسة دينية يهودية.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه سيطر على المدرسة كرد على قيام مستوطنين بتدمير قاعدة لجيش الاحتياط في منطقة يتزها وحرقهم لخيام الجنود ومدخراتهم هناك، بالإضافة إلى تدميرهم لمنشأة الوقود و موزع المياه .
توبي – الذي لديه أربعة أطفال – قال إنه انتقل إلى يتسهار قبل 12 عامًا هربًا من الحياة الحضرية في المدن، مشيرًا إلى أنه حاول أن ينأى بنفسه عن العنف ضد الجيش لأنه يرى بأن “الجيش لا يزال الشيء الرئيسي الذي يوحدنا، ففي الحقيقة نحن نحتاج إلى أن نحمي أنفسنا والجميع يجب أن يضحي لأجل هذا”.
ويقول توبي إنه جاء لأنه يكره العيش في المدينة ولأنه يريد تنفس الهواء النقي، إلا أنه أصبح الآن ينام وتحت وسادته مسدس وطلقات نارية لأنه: “لا أعرف متى أو كيف سيأتي إرهابي عربي إلى بيتي و يذبحني أنا وأطفالي كما فعلوا مع آخرين من قبل”.
وعند سؤاله عن ما إذا كان بإمكانه ذكر حادثة تم خلالها الهجوم من قبل العرب على مستوطنين داخل منازلهم وذبح فيها أطفال، قال توبي إنه لا يذكر حادثة كهذه ولكنه يذكر أن عربيًا طعن طبيبًا حتى الموت في عام 2013 بينما كان ينتظر في محطة للحافلات في طريقه للعمل.
ترجمة نون بوست من موقع ميديل ايست آي