ترجمة وتحرير: نون بوست
كتب: ناتاشا بيرتراند، كايل شيناي، أندرو ديسيديريو وأندرو روستشيا، مراسلون في مجلة بوليتيكو
فيما يلي تحليل صحيفة بوليتيكو للوثيقة التي طال انتظارها
أصدرت وزارة العدل الأمريكية، يوم الخميس، نسخة منقحة من تقرير المستشار الخاص روبرت مولر بشأن تواطؤ دونالد ترامب المحتمل مع مسؤولين روس خلال حملته الانتخابية، إلى جانب حقيقة عرقلته للعدالة. وعلى الرغم من أن التحقيق لم يعثر على أدلة دامغة تثبت تواطؤ ترامب المزعوم مع الروس، فإن التقرير قدم العديد من الأمثلة التي حاول فيها ترامب التدخل في هذا التحقيق.
تشرح هذه الوثيقة وتحلل أكثر المقتطفات إثارة للاهتمام لفهم نتائج تحقيق مولر.
عرقلة العدالة
مارس ترامب ضغوطًا على وزير العدل السابق جيف سيشنز.
لم يخف ترامب شعوره بالإحباط بعد أن نأى سيشنز بنفسه عن مهمة الإشراف على هذا التحقيق، حتى وصل به الأمر إلى إعلان أنه لم يكن ليعين سيشنز لو علم أنه سيتنحى عن التحقيق، في المقابل، قال سيشنز إن قرار عدم مشاركته في هذا التحقيق كان أمرًا ضروريًا نظرًا للعلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بترامب كمستشار خاص خلال حملته الانتخابية أو كوزير للعدل.
ترامب يبحث عن طرق جديدة للتدخل في مولر
تحقيق
ترامب حث وزارة العدل على ملاحقة هيلاري كلينتون
بذل ترامب قصارى جهده ليحث سيشنز على إجراء تحقيق عن عدوته السياسية هيلاري كلينتون، لكن لم يمتثل سيشنز لهذه المطالب، مما أثار غضب الرئيس، ومن جهته، لاحظ مولر أن التغريدات الذي نشرها ترامب في الأيام التي أعقبت ذلك عكست بشكل واضح غضبه. وذكر التقرير أن بورتر دون ملاحظات عما قاله الرئيس بشكل سري، لكنه أشار إلى أن ترامب أخبر سيشنز بشكل خاص أنه “لم يُطلب منه القيام بأي شيء”، وهو ما أوحى لكل من بار وروزنشتاين أن ترامب كان يضمر نية سيئة لعرقلة التحقيق”.
ترامب سعى لتقييد مسار التحقيق
فيما يتعلق بالادعاءات التي وردت بخصوص فضيحة كونترا، ذكر مولر أنه وجد أدلة تكشف أمثلة على عرقلة العدالة، وعلى وجه التحديد، بيّن مولر أن ترامب سعى إلى التأثير على التحقيق بطريقة من شأنها “تقييد نطاق التحقيق”.
ترامب دفع ماكغان للكذب بشأن الأمر الذي أصدره لإقالة مولر
كشف مولر أن ترامب حاول حث مستشار البيت الأبيض السابق دون ماكغان على تفنيد القصة التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” التي تفيد بأن ترامب دفع ماكغان لإقالة مولر، في المقابل، رفض ماكغان الرضوخ لهذا الأمر لأنه كان على علم بمجريات القصة، وفي الأثناء، كان ترامب يسخر بشكل علني من قصة الصحيفة واعتبرها “أخبارًا كاذبة”.
ترامب انقلب على ماكغان
كشف هذا القسم من التحقيق أن ترامب أضحى يشعر بإحباط شديد إزاء ماكغان، حيث اتهمه بتسريب معلومات خطيرة إلى وسائل الإعلام، فضلاً عن ذلك، وصف ترامب ماكغان بأنه “كاذب لعين”، وهدد بإقالته، وذلك وفقًا لما ورد في ملاحظات بورتر.
ماكغان وقف في وجه ترامب
يخبرنا هذا القسم من التحقيق أن ماكغان اعتبر تهديدات ترامب بإقالته مجرد هراء، ووفقًا لبورتر، ذكر ماكغان أن التداعيات المنجرة عن إقالته ستكون سيئة، لذلك رفض أن يكتب مثل هذه الرسالة ليفند القصة التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”.
ترامب أراد الحصول على شخص مثل روي كوهين
كان من الواضح أن ترامب تملكه غضب شديد عندما اكتشف أن مساعديه كانوا يدونون ملاحظاته بهدف الاحتفاظ بالمحادثات التي جمعت بينهم، وأشار الرئيس إلى روي كوهين كمثال على شخص سيكون قادرًا على حمايته.
ترامب حاول عرقلة التحقيق
في محاولة لكشف نية ترامب الكامنة وراء حث ماكغان على إقالة المستشار الخاص، قال مولر إن ترامب “من المحتمل أن يفكر في التحقيق الجاري وأي إجراءات قانونية ناتجة عنه”، بعبارة أخرى، كان ترامب يعلم أن القصة التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” ستكون جزءًا من جهود عرقلة التحقيق، خاصة أنه حاول إنشاء “سجل” يفيد بأن هذه القصة لم يكن لها أي أساس من الصحة.
تعليق منح العفو
يتناول هذا القسم من التحقيق التعليق المحتمل لمنح العفو، إلى جانب محاولة ترامب عرقلة التحقيق عن طريق منع بول مانافورت وغيره من التعاون، ووفقًا لمولر، تحدث مانافورت مع محامي ترامب ونقل إلى غيتس قوله: “سيقع الاهتمام بهذا الأمر”، لكن مانافورت أوضح في المقابل أن كلمة “العفو” لم تُستخدم.
خلص مولر إلى أن ترامب سعى إلى “تشجيع” مانافورت على عدم التعاون مع المدعين العامين من خلال نشر بيانات عامة وخاصة، بالإضافة إلى ذلك، ذكر مولر أن ترامب كان يهدف إلى جعل مانافورت يعتقد أنه يمكنه الحصول على عفو، وهو ما جعل مانافورت غير راغب في التعاون مع الحكومة.
بديل لعرقلة التحقيقات
في هذا الجزء، يقول مولر إنه من المحتمل أن ترامب لم يكن يضمر نية سيئة بشأن عرقلة التحقيقات بشكل مباشر. ولا بد من الإشارة إلى هذه النقطة بالعودة إلى قرار كل من مولر وبار بعدم اتهام ترامب بعرقلة التحقيقات، مع العلم أن ترامب لم يُسأل عن هذه المسألة في الأسئلة المكتوبة.
أجرى مولر “تحقيقًا واقعيًا شاملاً” بشأن عرقلة ترامب للتحقيقات
كشف مولر أنه أخذ بعين الاعتبار توجيهات وزارة العدل التي تفيد بأنه لا يمكن مقاضاة الرئيس الحاليّ للبلاد، لكنه قال إنها لا يمكن أن تحول دون إجراء تحقيق جنائي شامل، وأشار مولر إلى أنه يمكن توجيه الاتهامات للرئيس الحاليّ بعد انتهاء ولايته، لذلك اختار اتباع “تحقيق واقعي شامل”.
مشاورات برج ترامب في موسكو
اعترف كوهين أمام المدعين العامين والكونغرس بأنه كذب بشأن موعد المشاورات بخصوص مشروع برج ترامب في موسكو، في محاولة منه “لتقليل اتصالات الرئيس بروسيا”، وقد خاض مولر في تفاصيل مدى إطلاع ترامب على المشاورات خلال الحملة الرئاسية لسنة 2016، حيث تناول هذه الملاحظة الرئيسية: “أشار كوهين إلى أن ترامب يرغب في الاطلاع على جميع تطورات مشروع برج ترامب في موسكو …” وادعى ترامب مرارًا في أثناء حملته الانتخابية بأنه “لا علاقة له” بروسيا، في الأثناء، سعى كوهين إلى الالتزام بـ”الخط السياسي” الذي ينكر فيه حلفاء ترامب صلاتهم بروسيا.
ترامب لم يدفع كوهين إلى الكذب
عجز مولر عن إثبات علاقة ترامب بالتأثير على كوهين أو مساعدته على الإدلاء بشهادة كاذبة بخصوص برج ترامب في موسكو، وفي حين ذكرت شركة بزفيد الإعلامية أن ترامب دفع كوهين إلى الكذب، أنكر مكتب المستشار الخاص هذا الاتهام، وهو ما يدل على أن رواية بزفيد تفتقر للدقة.
ترامب غير موقفه عندما اكتشف أنه كان تحت التحقيق
هنا، يلخص مولر ما توصل إليه فريقه وهو أن “التصرفات التي بدرت عن الرئيس كانت قادرة على التأثير في مختلف التحقيقات بشكل غير مشروع”. لكن العديد من هذه الإجراءات لم تنجح في عرقلة سير التحقيق، لأن مساعدي ترامب رفضوا تنفيذ توجيهاته. لقد اكتشفنا أيضًا لأول مرة أن موقف ترامب بدأ يتغير عندما اكتشف أن هناك تحقيقًا جاريًا بشأن تهم تفيد عرقلته للعدالة.
مولر يستشهد بحالات سابقة تثبت دعم قرار الكونغرس
استخدم مولر حجة الفصل بين السلطات للتوصل إلى استنتاج مفاده أن الكونغرس لديه سلطة فيما يتعلق بتقييم تصرفات الرئيس. هذه نقطة أخرى يمكن للديمقراطيين استخدامها لدعم تحقيقاتهم الخاصة في عرقلة اللجنة القضائية بمجلس النواب.
مولر يرفع سقف التوقعات بخصوص حالات الفساد
قال المستشار الخاص إن هناك “معيارًا قياسيًا” يجب اتباعه لتحديد ما إذا كان ترامب قد عرقل العدالة حقًا. قد يفسر هذا جزئيًا سبب تردد مولر في توجيه تهم ضد ترامب.
الاستنتاج النهائي فيما يتعلق بعرقلة العدالة
منذ البداية، قرر مولر وفريقه عدم إصدار حكم تقليدي. لكن ممثلي الادعاء قالوا إنهم لا يستطيعوا تأكيد التهمة الموجهة ضد ترامب.
مولر غير واثق بشأن ما إذا كان ترامب بريئًا من تهمة عرقلة سير العدالة
يشير مولر هنا إلى أن فريق التحقيق لم يكن متأكدًا مما إذا كان الرئيس بريئًا من تهمة عرقلة العدالة.
ترامب يرى أن تعيين المحقق مولر ينذر بنهاية رئاسته
أخبر ترامب مستشاريه أن تعيين مستشار خاص لإجراء التحقيق يعني نهاية فترة رئاسته لذا دعا إلى إقالة وزير العدل جيف سيشنز، وفي هذا السياق، أفاد مولر بأن رد فعل ترامب كان نتيجة خوفه من تأثير التحقيق على منصبه.
العروض التي قدمها ترامب لشهود مولر
فيما يلي مثال على عدم اتفاق بار مع مولر بشأن النظريات المتعلقة بعرقلة العدالة. أشار مولر إلى أنه لا يعتقد أن العرقلة تتطلب إثبات وجود جريمة أساسية. فضلاً عن ذلك، أوضح مولر أن ترامب كان “يفكر في احتمال منح العفو في المستقبل” للشهود. وقال إن هذه الأفعال تتم عادة بشكل سري، لكن قضية ترامب كانت غير عادية لأنها حدثت أمام الملأ. لكن مولر قال إن هذا لا يقلل من مسألة اتهامه بعرقلة العدالة، ففي حال ثبُت أن له تأثيرًا في تغيير شهادة الشهود، فإن ذلك يؤثر بدوره على نزاهة العملية.
مولر أشار إلى دور الكونغرس في تقييم عرقلة الرئيس للعدالة
يبدو أن هذا يتناقض مع ادعاء بار بأن مولر لم يؤجل اتخاذ أي قرار بشأن عرقلة العدالة أمام الكونغرس، في وقت سابق، قال بار إن مولر “لم يشر” إلى أنه يعتزم ترك اتخاذ القرار للكونغرس.
مولر يشيد برواية كومي لما حدث
قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، إن ترامب طلب منه الحصول على تعهد بالولاء له خلال حفل عشاء خاص في فبراير/شباط 2017. نفى مسؤولو ترامب ذلك، لكن يبدو أن فريق مولر أشاد برواية كومي للأحداث، مستشهدًا بمذكراته التي دونها آنذاك وشهادات العديد من المسؤولين الذين ذكروا أن الرئيس تحدث مع كومي في ذلك الوقت.
مسؤولو البيت الأبيض فقدوا ثقتهم في فلين
فقد كبار مسؤولي البيت الأبيض ثقتهم في فلين وخلصوا إلى أنه لا يمكن أن ينسى ما إذا كان قد ناقش مسألة العقوبات في المكالمة الهاتفية التي أجراها مع السفير الروسي، وأوصى كبير موظفي البيت الأبيض آنذاك، رينس بريبوس، وماكغان، بإقالته، بعد أن أعلن فلين استقالته، أخبر بريبوس مولر أن ترامب احتضن فلين في المكتب البيضاوي ووعد بأن يتولى أمره.
ترامب يطلب من فلين “أن يبقى صامدًا”
أخبرت كي.تي. مكفارلاند مولر أن ترامب طلب منها أن تبلغ رسالة إلى فلين الذي وقعت إقالته للتو، لتخبره “أن يبقى صامدًا”.
مولر أفاد بأنه من غير الواضح ما إذا كان ترامب يرغب في عرقلة تحقيق فلين
نوه مولر بأن الطريقة الوحيدة لإثبات وجود نية عرقلة سير تحقيق فلين تتمثل في إثبات أن ترامب سيستفيد من نتيجة هذا التحقيق. وواصل مولر ملاحظاته محيلاً إلى وجود “بعض الأدلة” التي تثبت أن ترامب كان على علم بالحوار الذي دار بين فلين وكيسلياك التي أضحت جلية حين دعا ترامب كومي إلى التخلي عن تحقيق فلين، لكن المدعين أصروا على أن هذه الأدلة ليست حاسمة في تحديد نية الرئيس الفعلية.
ترامب يمارس الضغط على سيشنز ليتراجع عن قرار انسحابه من التحقيق
دفع ترامب سيشنز “لإلغاء” قرار انسحابه من تحقيق روسيا بعد دأب على التعبير للمستشارين عن تطلعه إلى تلقي المساعدة من سيشنز بهدف حمايته من تبعات التحقيق. في المقابل، شهد سيشنز أمام مولر بأنه يعتقد أن ترامب يريد دفعه إلى ممارسة السلطة في سبيل منع تحقيق روسيا من تعطيل قدرته على الحكم.
مقابلة روزنشتاين مع فريق مولر
كشف مولر عن إجرائه مقابلة مع وكيل النائب العام رود روزنشتاين في 23 مايو/أيار 2017، أي بعد مرور ستة أيام فقط على تعيين مولر. وقد شكك خبراء قانونيون في قدرة روزنشتاين الذي يعتبر أيضًا شاهدًا في هذه القضية، على الإشراف على التحقيق الذي أجراه مولر.
دفع المال مقابل التزام الصمت
أشار مولر هنا إلى أن الأدلة لم تثبت أن قرار ترامب بإقالة كومي قد يكون مرتبطًا بتحقيقات أخرى، بما في ذلك التحقيق مع محاميه الخاص الذي دفع مالاً لامرأتين اتهمتا ترامب بإقامة علاقات معهما خارج نطاق الزواج مقابل الالتزام بالصمت.
سارة هاكابي ساندرز اعترفت بأن التعليقات بشأن كومي لا أساس لها من الصحة
اعترفت ساندرز بأنها قدمت تفسيرًا خاطئًا بشأن إقالة كومي في مايو/أيار 2017، عندما أخبرت المراسلين أن “مكتب التحقيقات الفيدرالي فقد الثقة في مديره، وبناء على ذلك، قبل الرئيس توصية نائب المدعي العام بإقالة جيمس كومي من منصبه”. تعتبر هذه الحادثة مثالاً نادرًا على اعتراف مسؤول كبير في إدارة ترامب بعدم دقة المعلومات، ويمكن أن يقوض مصداقيتها مع الصحفيين.
لقد انتهى أمري
استشاط ترامب غضبًا عندما علم بتعيين مولر مستشارًا خاصًا. واكتشف مولر الذي حاول إثبات تدهور حالة ترامب الذهنية، أن هذا الأخير أخبر الحلفاء أن “أمره قد انتهى” حين علم بتعيين مولر. ثم تحدث مع مساعديه ليخبرهم أن وجود مستشار خاص من شأنه أن يؤثر على قدرته على الحكم.
شعر مساعدو البيت الأبيض بالقلق من احتمال سعي ترامب إلى السيطرة على وزارة العدل
عبر كبار مستشاري البيت الأبيض، بمن في ذلك ستيف بانون ورينيس بريبوس، للمستشار الخاص عن قلقهم من إمكانية استخدام ترامب رسالة استقالة سيشنز لغاية التأثير على وزارة العدل. وفي حديثه مع سيشنز، أعرب بريبوس عن مخاوفه من حصول الرئيس على رسالة الاستقالة نظرًا لأنها ستكون بمثابة “طوق الصدمات الكهربائية” الذي يمكن للرئيس استغلاله كلما أراد ذلك، حيث إن الرئيس يسيطر على وزارة العدل. وبعد مرور أسبوعين تقريبًا، رد ترامب أخيرًا على رسالة الاستقالة.
عدم إجراء مقابلة مع مولر من أجل وظيفة في مكتب التحقيقات الفيدرالي
على الرغم من تأكيد ترامب منذ فترة طويلة أن مولر كان مشوشًا وسعى للحصول على منصب رفيع في مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن الشهادات التي جمعها فريق مولر تشير إلى أن البيت الأبيض هو الذي فكر في الاقتراح عليه تولي هذا المنصب. في الواقع، لقد تمت دعوة مولر في البداية لمناقشة جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي وليس لإجراء مقابلة عمل وذلك وفقًا لشهادة ستيف بانون الذي شهد أيضًا أن أي نقاش بشأن النزاعات كان “سخيفًا”.
ماكغان يقول إن ترامب طلب منه “القيام بأمور مجنونة”
شارك ماكغان على مضض فريق مولر ما طلبه منه الرئيس، الذي حسب رأيه، طلب منه “القيام بأمور مجنونة”، وذلك عندما أمره بطرد مولر واتخاذ إجراءات اعتبرها ماكغان أقرب إلى مجزرة ليلة السبت، علما بأن ماكغان أخبر زملاءه بأنه يفضل الاستقالة على اتخاذ مثل هذه التدابير.
عرقلة تحقيقات مولر
يصف مولر أن الأدلة القوية التي تكشف جهود ترامب لدفع مستشار البيت الأبيض ماكغان إلى طرد مولر ترقى إلى حد عرقلة العدالة. وليس واضحًا تمامًا في التحليل السبب وراء عدم تقديم مولر أي استنتاجات بناء على هذه الأدلة. ويبدو أيضًا أن مولر يشير إلى أن الحد الأدنى من العرقلة يظهر من خلال جهود ترامب الرامية إلى ترهيب المدعي العام جيف سيشنز للتدخل في تحقيقات مولر.
التواطؤ.. كان واضحًا أن حملة ترامب ستستفيد من التدخل الروسي
هذا هو أهم ما توصل إليه الجزء الأول من تقرير مولر، الذي ركز على التدخل الروسي في انتخابات 2016 والتواطؤ المحتمل. وعلى الرغم من أن التقرير لم يعثر على دليل يؤكد تآمر مسؤولي حملة ترامب مع روسيا، إلا أنه يؤكد بشكل خاص أن منظمي الحملة يعتقدون أن جهود روسيا ستكون بمثابة نعمة سياسية في انتخابات سنة 2016 عندما واجه ترامب هيلاري كلينتون.
أخبر روجر ستون المقرب من ترامب القائمين على الحملة عن الخطط التي تحيكها ويكيليكس
نُقح هذا الجزء لتفادي إلحاق “الضرر الذي تمثله القضية الجارية”، الذي يشير على الأرجح إلى محاكمة روجر ستون المقبلة. وقد أدلى مايكل كوهين بشهادته أمام الكونغرس حيث أفاد بأن ستون أخبر ترامب عن تسريبات ويكيليكس القادمة في شهر يونيو/حزيران 2016.
رئيس الحملة بول مانافورت يناقش الأوضاع في أوكرانيا مع عميل استخباراتي روسي مشتبه به
هذا أول تأكيد من مولر بأن خطة السلام التي اقترحها كيليمنيك كانت ستفيد روسيا، وأن المشرفين على الحملة استمروا بعد شهر
أغسطس/آب من سنة 2016، في تبادل بيانات الاقتراع مع كيليمنيك، وهو عميل استخباراتي روسي مشتبه به.
بذل المزيد من الجهود للتأثير على سياسة ترامب تجاه روسيا
كانت هناك تفاصيل جديدة عن الجهود التي يزعم بأن الرئيس الروسي سعى إلى بذلها للتأثير على إدارة ترامب القادمة من خلال الخطة السرية التي ساعد كوشنر في تنفيذها. ووفقًا لمولر، التقى ديمترييف بإريك برنس، الذي كان قد نصح المسؤولين على الحملة بشكل غير مباشر خلال اجتماع السيشيل بمناقشة العلاقات الأمريكية الروسية.
تقرير مفصل عن أسماء جميع الأشخاص الذين تم التحقيق معهم
يشير التقرير إلى مذكرة صادرة عن وزارة العدل في 20 من أكتوبر/تشرين الثاني 2017، تناولت فيها التفاصيل بشأن التحقيق الذي أجراه مكتب المستشار الخاص مع خمسة أفراد وذلك كجزء من التحقيق في التدخل الروسي. ومع ذلك، يذكر تقرير مولر ثلاثة منهم فقط: مايكل كوهين وريتشارد غيتس وروجر ستون، أما الاسمان الآخران لم يقع ذكرهما، وذلك حفاظًا على هويتهما الشخصية.
عزز شركاء ترامب حملة التضليل الروسية
يكشف تقرير مولر أن “العديد من الشخصيات الأمريكية البارزة” عملت على إبراز حسابات تويتر المزيفة التي أنشأتها وكالة أبحاث الإنترنت، وهي شركة غالبًا ما يطلق عليها اسم “مزرعة الأخبار الزائفة” التي تربطها صلات وثيقة بالحكومة الروسية التي كانت أساسية في حملة التأثير في البلاد قبل الانتخابات، ولعل أبرز هذه الشخصيات البارزة روجر ستون وشان هانيتي ومايكل فلين جونيور ومايكل ماكفول وأعضاء آخرون من حملة ترامب الانتخابية.
مجهودات التأثير الروسية انتشرت مثل النار في الهشيم
يدل هذا الأمر على المدى الذي كانت وكالة أبحاث الإنترنت تحاول من خلاله الترويج لحملة دونالد ترامب، ليصل بمسؤوليها الأمر إلى حد تنظيم مسيرة “المنقِبون من أجل ترامب” في ولاية فيلاديلفيا. ومن جهته، لم يكن ترامب على دراية بأن مصدر هذه الحملات هم الروس.
دونالد ترامب جونيور وويكيليكس
يؤكد التقرير أن دونالد ترامب الابن تواصل عبر رسالة مباشرة مع ويكيليكس، كما ذكرت مجلة الأتلانتيك الأمريكية.
طلب مايكل فلين من بيتر سميث العثور على رسائل كلينتون الإلكترونية، بناءً على طلب من ترامب
يعتبر هذا الأمر لغزًا يحير بيتر سميث بشكل جزئي، حيث كان لا يزال ناشطًا في الحزب الجمهوري وسبق له طلب العثور على رسائل كلينتون من المتسللين الإلكترونيين. ويقول مولر إن المجهودات عرقلت من ترامب وفلين في يوليو/تموز 2016، لكن سميث كان يبحث عن رسائل البريد الإلكتروني في نفس الوقت تقريبًا الذي كانت فيه روسيا تخترق موقع اللجنة الوطنية الديمقراطية. والجدير بالذكر أن سميث انتحر بعد فترة وجيزة من محادثته مع صحيفة “وول ستريت جورنال”.
بيتر سميث لم يلتق أو يتواصل أبدًا مع مخترقي الإنترنت الروس
في سنة 2017، ذكر خبير الأمن السيبراني مات تايت الذي عينه سميث للمساعدة في التحقق من صحة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بكلينتون، أن سميث وزملاءه “لم يتراجعوا” عندما حذرهم تايت من العمل مع أي عناصر من شبكة الإنترنت المظلمة، التابعة للحكومة الروسية. ووفقًا لمولر، فإن سميث على ما يبدو كان يخادع بشأن حقيقة علاقته بالمخترقين الروس.
مولر يحقق بعلاقة “برج ترامب” في موسكو بالمؤامرة المحتملة في الانتخابات
في هذا القسم، يؤكد مولر أن التحقيق في مشروع “برج ترامب” في موسكو في إطار التآمر المحتمل مع روسيا، كان يهدف للتأثير على الانتخابات.
كان كوهين على اتصال برجل أعمال سوفيتي حول برج ترامب في موسكو
من بين التفاصيل الجديدة، ناقش المحامي الشخصي لترامب في ذلك الوقت، مايكل كوهين، مشروع برج ترامب في موسكو مع مسؤول تنفيذي آخر من أصول سوفيتية عمل معه في الماضي. ساعد جيورجي رتشخيلادزه منظمة ترامب على متابعة المحادثات لبناء برج في جورجيا وأستانا، كازاخستان. ووفقًا لمولر، أشار رتشخيلادزه إلى أنه يريد إشراك الحكومة الروسية في محادثات برج ترامب.
بابادوبولوس لم ينشر الخبر
يعد هذا الأمر مهمًا، نظرًا لأن بابادوبولوس هو العضو الأول من حملة ترامب الذي علم، في أبريل/نيسان 2016 أن الروس يمتلكون دليلاً على فساد كلينتون في شكل الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني، وكان ذلك قبل نشر أخبار اختراق اللجنة الوطنية الديمقراطية في يونيو/حزيران 2016.
ما مدى دراية ترامب باجتماع برج ترامب؟
لم يستنتج مولر إذا كان ترامب يعلم باجتماع برج ترامب مسبقًا أو ما إن علم به بعد ذلك، وكل ما فعله هو الاطلاع على أقوال المشاركين في الاجتماع والتصريحات التي قدمها ترامب كتابيًا لمنظمة شنغهاي للتعاون، وهي معلومات محدودة للغاية.
دونالد ترامب جونيور يُعلم الروس بإمكانية إعادة النظر في مسألة العقوبات
يشير هذا المقطع إلى أن ترامب جونيور أخبر الروس بإمكانية إعادة النظر في عقوبات قانون ماغنيتسكي، في حال فاز ترامب بالرئاسة، وهذا أمر مهم بالنظر إلى الجهود التي بذلتها الإدارة في وقت مبكر لرفع العقوبات عن روسيا. لكن وفقًا لمولر، فإن المحامي الروسي وعضو جماعة الضغط اللذَين التقيا بالقائمين على الحملة، حاولا مقابلة الفريق الانتقالي بعد الانتخابات لمناقشة قانون ماغنيتسكي ولم ينجحا.
تغيير قاعدة المؤتمر الوطني الجمهوري في أوكرانيا
وفقًا لمولر، تلقى غوردون تعليمات من مدير سياسة الحملة لتحدي القاعدات فقط في حال تعارضت بشكل مباشر مع رغبات ترامب، كما اعتقد غوردون أنه مضطر للقيام بذلك لأنه سمع تصريح ترامب بأنه لا يرغب في اندلاع “حرب عالمية ثالثة” بسبب النزاع الأوكراني الروسي. ووفقًا لمولر، تكشف سجلات هاتف جوردون عن مكالمة مع مكتب جيف سيشنز في واشنطن ظهر ذلك اليوم، لكنها لا تشمل مكالمات مع أي رقم مرتبط بترامب.
بوتين يأمر مؤسس أكبر بنك في روسيا بالاتصال بشركاء ترامب
يسلط هذا القسم الضوء على مدى اعتماد رجال الأعمال الأثرياء، المعروفين باسم الأقلية الحاكمة، على الكرملين في روسيا وكيفية استغلال بوتين لهذه الأقلية للتأثير خلال الانتخابات وبعدها.
شخصية روسية كبيرة تحاول إجراء اتصالات سرية مع فريق انتقال إدارة ترامب
من الواضح أن ديمترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، كان يركز بشكل كبير على الاجتماع مع كوشنر وترامب جونيور، وكان يخبر نادر أن “بوتين سيكون ممتنًا جدًا له وأن هذا الاجتماع سيكون حدثًا تاريخيًا”.
كوشنر وفلين يلتقيان مع كيسلياك في ديسمبر/كانون الأول 2016
في هذا المقطع، يؤكد مولر ما تم الإبلاغ عنه سابقًا بشأن محاولات كوشنر إجراء اتصالات سرية مع روسيا بواسطة وسائل اتصال آمنة تابعة للسفارة الروسية، وهي فكرة رفضها كيسلياك.
لقاء جاريد كوشنر مع سيرغي غوركوف
في هذا القسم، يلخص مولر، استغلال بوتين للأقلية الحاكمة من أجل اختراق فريق انتقال إدارة ترامب، فضلاً عن الاختلاف بين أقوال كوشنر وغوركوف، إذ قال كوشنر لمولر إن الاجتماع كان دبلوماسيًا، في حين قال غوركوف إن غايته كانت مناقشة الأعمال.
عضو أمريكي من جماعة الضغط من ألفا بنك يحاول إجراء اتصالات سرية، لكنه قوبل بالرفض
يكشف هذا القسم مجهودًا آخر بذله الروس ولم يتم الإبلاغ عنه سابقًا، يطلق عليه اسم المشروع “أ”، لإنشاء شبكة اتصالات سرية مع الفريق الانتقالي من خلال ألفا بنك في ديسمبر/كانون الأول 2016. وتواصل سفير الولايات المتحدة السابق في ألمانيا، ريتشارد بيرت، مع رئيس مركز ناشيونال إنترست، ديمتري سيمز، وطلب منه ترتيب لقاء بين كوشنر وأفن، لإنشاء شبكة اتصالات رفيعة المستوى بين بوتين وإدارة ترامب القادمة، إن أمكن الأمر.
المستشار السابق لترامب، كارتر بايج، يعود إلى روسيا
يبدو أن هذا الأمر مثير للاهتمام لعدة أسباب. لماذا يخبر كيليمنيك بول مانافورت، الذي لم يعد مسؤولاً في هذه الحملة، عن رحلة كارتر بايج إلى موسكو؟ لكن لماذا يستمر كيليمنيك في مراقبة بايج؟ ولماذا قام بايج الذي غادر الحملة في سبتمبر/أيلول سنة 2016 بزيارة موسكو، حيث لمح للروس بأنه قدم لمناقشة سياسة روسيا نيابة عن ترامب؟ لكن مولر لم يجب على هذه الأسئلة.
لماذا لم يُدن مولر الاجتماع الذي تبلور في برج ترامب؟
خلص المدعون العامون لمولر أنهم واجهوا عقبات قانونية عند محاولتهم إثبات أن مساعدي ترامب وأفراد أسرته ارتكبوا جرمًا بحضورهم الاجتماع الذي عقد في برج ترامب فضلاً عن إبداء رغبتهم في تشويه صورة كلينتون. وفي حين أن بعض المعلقين الليبراليين قالوا إن مثل هذه التصرفات دليل واضح على التواطؤ، وجد فريق مولر أن هذه القضية الجنائية ستواجه تحديات في المحكمة كما أنه من الصعب تجاوز هذه العقبات، لا سيما أن المتورطين لم تكن لهم دراية جيدة بقانون تمويل الحملات الانتخابية.
المصدر: بوليتيكو