على أعتاب مدينة سحاب، وبين ضجيج مصانعها، يحمل لاجئون سوريون خيمهم التي طبع عليها شعار الأمم المتحدة ويفرشونها بجانب بعضها البعض، ليفضلوا العيش في عشوائية على وجودهم داخل المخيمات الرسمية.
خرج هؤلاء اللاجئين بكفالات أردنية واستقروا بجانب مصنع لأحد التجار الاردنيين يعمل في تصدير الفواكة والخضار.
تقسم هذه العشوائيات إلى ثلاث مخيمات، أولها شرق المصنع بحوالي 150 خيمة وينتمي سكانه إلى ريف حماة ناحية الحمرا وثانيها غرب المصنع بعدد خيم أقل حوالي ال 60 خيمة وينتمي ساكنوها إلى منطقة أخرى في ريف حماة ..أما المخيم الثالث فينتمي لاجئوه إلى ريف مدينة حلب ..بخيم عددها 35 خيمة تقريبا.
يعمل أهالي هذه العشوئيات في المصنع في قطف الخضار والفواكة وتعليبها ويقدم لهم المصنع الكهرباء مقابل مبلغ زهيد يخصم من راتبهم، وحسب قول احد اللاجئين “تعمل زوجاتنا في المصنع في قسم خاص للنساء في تعليب الفواكة ويقدم لنا الكهرباء للخيم مقابل 10 قروش يوميا”.
وحينما سأل أحد اللاجئين عن سبب تواجدهم في هذه العشوائية، أجاب بأنه في هذه المنطقة يتوفر العمل والحرية في التنقل والامن والهدوء الذي يفتقر إليه مخيم الزعتري في هذه الأيام.
ويمتلك اللاجئون بطاقات مفوضية الامم المتحدة للاجئين مما يجعلهم مسجلين رسميين فيها ويستطيعون الانتفاع بخدماتها.
الوضع الإغاثي والصحي
يعيش أبو يوسف وزوجته في خيمة فيها ستالايت ومضاءة أحيانا بالكهرباء ومجهزة بابسط احتياجات المعيشة. وصلت العديد من الفرق التطوعية والاغاثية لهذه الخيم وتوفر لها الخبز والاكل وبعض البطانيات. ومنها رابطة المرأة السورية، حيثُ قدمت حقائب مدرسية بالاضافة إلى بعض البطانيات والمواد الغذائية .. كما وصلت بعض المعونات من جمعية الكتاب والسنة إلى هذه المنطقة.
وتقول أم عمر أن مخبزا قريبا من المنطقة يتكفل بالخبز لأهل المخيم بمبالغ بسيطة أيضا وفيما يعمل أكثر من لاجئ في المخبز لديه.
الوضع التعليمي
لم يلتحق كل من محمود وهدى اللذان يبلغان من العمر الثامنة والسابعة، وغيرهم من أطفال هذا المخيم منذ خروجهم من بلادهم باي مدرسة، المدارس الحكومية القريبة من المخيم تحتاج إلى مواصلات مما يعتبر عائقا أمام الأطفال للوصول لها.
خيمة تعليمية يبلغ مساحتها (6 أمتار ) في المخيم الذي يقع شرقي المصنع .. يشرف عليها فريق شبابي تطوعي سوري.
يدرس في هذه الخيمة اطفال بعدد (30 ) يتراوح عددهم حسب التزامهم بالحضور اليومي لها، لم يفصل الطلبة حسب اعمارهم وانما يتم جمع الاطفال واعطائهم الاساسيات في مواد العربي والرياضيات والانجليزي، المعلمين الموجودين هم اصلا من سكان المخيم وقد كانوا معلمين فيما سبق في بلادهم، وهم اثنان فقط.
يغطي الفريق ما استطاع من تكاليف التدريس من ورق واقلام وكتب وفرش للخيمة التعليمية وادوات ووسائل تعليمية.
رسمياً
لم تلتفت بعد الجهات الرسمية لهذه العشوائيات في حين لم يتعايش بعد سكان المنطقة بوجود هذه العشوائيات والخيم، إذ يقول أحد اللاجئين: ” إذا تم ترحيلنا من هنا فإننا نفضل العودة لحماة على العودة إلى مخيم الزعتري”.
المصدر: أردن الإخبارية