عودة المياه إلى حلب تعيد بعضاً من الحياة إليها

نقل “مركز حلب الإعلامي” عن “الإدارة العامة للخدمات”، في حلب، إعلانها أن “ورشات الصيانة التابعة لها، مازالت تستأنف أعمال الصيانة لبعض الخطوط المتضررة من قصف قوات النظام، وأن الضخ التجريبي للمياه من جديد، بدأ اليوم”.
وأوضح المركز عبر موقعه الإلكتروني أن “الإدارة العامة أوقفت ضخ المياه تخوفاً من انفجار المضخة، نتيجة زيادة العبء عليها، حيث دخل قطع المياه عن المدينة أسبوعه الثاني”.
وسبب انقطاع المياه عن المدينة أزمة كبيرة، أسفر عن تجمع العشرات من سكان الأحياء عند آبار المياه، لتعبئة الأواني بالمياه، ونقلها إلى منازلهم يومياً.
إلى ذلك، اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان “جبهة النصرة بالوقوف خلف عملية قطع المياه عن مدينة حلب بالكامل، بعد قرار اتخذته الإدارة العامة للخدمات التابعة للجبهة والهيئة الشرعية للفصائل المسلحة في 4 أيار/مايو من الشهر الجاري، بوقف عمل مضخة سليمان الحلبي”.
وأوضح بيان الشبكة الذي صدر أمس أنه “في اليوم الذي سبق قرار وقف عملية الضخ، أسقطت الطائرات المروحية الحكومية إحدى القنابل البرميلية على الطريق الواقع بين مشفى الكندي وقرية العويجة، مما تسبب في تدمير الانبوب الرئيسي للمياه، وانتشار المياه في الطرقات، ووصولها الى دوار الجندول”.
وكانت مصادر في المعارضة، أرجعت سبب انقطاع المياه عن مدينة حلب، إلى قصف قوات النظام محطة (الصاخور) الرئيسية داخل المدينة ببرميل متفجر، تسبب بإيقاف المحطة الكهربائية المغذية لمضخات المياه، التي تغذي أحياء مدينة حلب بالكامل، فيما اتهمت وسائل إعلام النظام جبهة النصرة، بأنها أوقفت المياه للضغط على النظام، كما سبق وحاولت ذلك من خلال قطع التيار الكهربائي.
وأضاف بيان الشبكة، التي تصف نفسها بأنها منظمة حقوقية مستقلة، أن “عمال من شركة المياه ومنظمة الهلال الاحمر وبمساعدة بعض السكان المدنيين، قاموا بإصلاح الأنبوب المتضرر ليعود ضخ المياه في اليوم التالي الذي شهد قرار الإدارة العامة للخدمات التابعة لجبهة النصرة والهيئة الشرعية لفصائل المعارضة المسلحة، بوقف عمل مضخة سليمان الحلبي، الأمر الذي أدى إلى انقطاع المياه عن كافة أحياء حلب، سواء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة أو تحت سيطرة القوات الحكومية”.
وكانت الادارة العامة للخدمات، التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، قد أصدرت بياناً تتهم فيه الهلال الأحمر السوري بالتخاذل في موضوع المياه، وطالبت منه التحرك من أجل التدخل لحل المشكلة، حيث يتطلب إصلاح العطل هدنة بين قوات النظام وكتائب المعارضة، وذلك بسبب وقوع مكان العطل في خط الاشتباك مع قوات النظام.
في الوقت ذاته الذي عبر فيه أعضاء الهلال الأحمر لبعض الناشطين أنهم حاولوا التفاوض مع جبهة النصرة للمفاوضة في مسألة قطع المياه الا أن محاولتهم باءت بالفشل، حسب قولهم.
وكان قطع المياه قد أثار سخطاً كبيراً في صفوف أبناء حلب، ونقلوا العديد من القصص لتعبئة المياه من أصحاب الخزانات الكبيرة أو الآبار.
وقال أحد الإعلاميين من داخل حلب في قصة قطع المياه : “حلب الجود والكرم ما زالت ظمآنة تتصحر، حلب تدخل يومها الحادي عشر ومازالت ظمآنة بدون مياه بالامس وصلت المياه لبعض الاحياء لكن لم تدم إلا ساعات قليلة وكان الضخ شحيح اما بالنسبة للهيئة الشرعية قامت بنصب قناصين على سطح المبنى لعدم سماح شباب الهلال الاحمر بدخول التفاوض معهم لأن المدعو أبو أيمن الذي يتبع لجبهة النصرة قال (ما عنا شي نفاوض عليه وما بدنا نرجع المي ).
قصة أخرى عن جانب تشارك المياه وتوزيعها على الناس ما بين الأهالي تقول: “في آخر شارعنا بناء لديهم جب …. الرجل من طيبته يعمل ليل نهار في خدمة الناس .. ساعات متواصله يعبىء الماء للناس .. ينظم طوابير الماء، من فرط انسانيته الرجل يقدم خدمات ما بعد البيع باحترافية عجيبة في فعل الخير … احترافيه في التعامل مع صدقته !
أطفال عائلتنا و العائلات القريبة بيحطوا عنده البيدونات حتى يحجزوا دور في طابور المياه …. الرجل من طيبته بيعبي المي و بيحفظ بيدونات كل شخص ثم بيركب السوزوكي و بيحمل بيدونات كل عيلة و بيلف يوصلها لبيوتن”.