ترجمة حفصة جودة
يذكرنا أسبوع الحدائق الوطنية بأهمية تلك الحدائق في حياتنا، حيث تعد مصدرًا للتسلية بالنسبة للكبار والصغار يوميًا، وتخدم أكثر من غرض في حياتنا، فلنتعرف على ما تقدمه لنا تلك الحدائق.
ما أهمية الحدائق الوطنية؟
تعد الحدائق الوطنية منطقة قانونية تسمح بحماية والحفاظ على التنوع النباتي والحيواني في البيئة، وهي أماكن علمية وتعليمية رائعة، ففي جميع أنحاء العالم يزور الطلاب من جميع الأعمار الحدائق الوطنية ليتعلموا كيفية التعامل مع البيئة ثم يمارسون ما تعلموه لاحقًا في حياتهم اليومية.
في الحدائق الوطنية نجد الطبيعة في أفضل حالاتها مثل التربة والخضراوات والهواء والماء والكائنات الحية، وجميعها تتعايش مع المعايير التي تحكمها الطبيعة، ومن الممكن تطوير التعلم البيئي في تلك الأماكن الطبيعية واتباع أسلوب محاكاة الطبيعة.
وبالإضافة إلى جاذبيتها للسياح، فهناك سببان آخران يجعلان من الضروري حماية الحدائق الوطنية في جميع أنحاء العالم، أولهما أنها مصدر للطاقة، ففي كثير من الحالات تحمي الحدائق الوطنية المصادر الطبيعية المستخدمة لتوليد الطاقة وفي كثير من الحالات يكون مصدرها المياه، فعلى سبيل المثال، وفقًا لمنظمة الزراعة والغذاء في الأمم المتحدة، توفر حديقة الغابات الخالدة للأطفال في كوستاريكا الماء لشركة توليد الكهرباء.
الحدائق الوطنية مساحات شاسعة فريدة ونادرة، وتتميز بعدم التدخل حيث يكون المبدأ فيها السماح بالتطور الحر للعملية الطبيعية
السبب الثاني أنها تحمي المصادر الطبيعية، حيث تساعد المناطق المحمية في الحد من آثار الكوارث الطبيعية من خلال استقرار التربة (حيث تعمل على تجنب الانهيارات الجليدية والانهيارات الأرضية والتآكل)، كما تساعد على تقليل الفيضانات، ويمكنها أيضًا أن تساعد في حماية الشواطئ من خلال أشجار المانغروف والكثبان الرملية والشعاب المرجانية كحواجز أمام العواصف.
ما الهدف من الحدائق الوطنية؟
الهدف الرئيسي لأي حديقة وطنية ضمان الحفاظ على قيمتها الطبيعية، فهي مكان للحماية يحمل نظامًا قانونيًا لضمان الحفاظ على المكان، وبالتالي فليس كل مكان يمكن اعتباره حديقة وطنية، فالحدائق الوطنية مساحات شاسعة فريدة ونادرة، وتتميز بعدم التدخل حيث يكون المبدأ فيها السماح بالتطور الحر للعملية الطبيعية.
الهدف الثاني من الحدائق الوطنية أن يتوافق الحفاظ على البيئة مع استخدام المواطنين واستمتاعهم بقيم الطبيعة في تلك الحدائق، أما الهدف الثالث فهو أن تلك الحدائق تساهم في خدمة البحث وزيادة المعرفة العلمية لأنها تساعد الباحثين والعلماء على معرفة المزيد بشأن البيئة التي نحيا بها بشكل طبيعي.
ومع مراعاة جميع تلك الأهداف، من الممكن أن تصبح تلك الحدائق الوطنية محركًا للتطور الاقتصادي في تلك المناطق، حيث تقدم بدائل مختلفة ونموذجًا لنوعية الحياة التي تلتزم بالحفاظ على البيئة.
ما الطرق التي يؤثر بها البشر على البيئة؟
يعد البشر جزءًا لا يتجزأ من المحيط البيئي، لكننا غالبًا ما نسيء استخدام المصادر الطبيعية دون النظر إلى آثارها السلبية، فتأثير البشر على البيئة متنوع وقاتل، وهذه بعض الطرق التي يؤثر بها البشر سلبًا على البيئة في الوقت الحاضر:
تلوث الهواء: يحدث بسبب السيارات والمصانع، فهم يسببون مشكلات في الجهاز التنفسي للبشر والحيوانات وكذلك يدمرون النباتات.
تلوث الماء: السبب الرئيسي لتلوث الماء هو إلقاء النفايات في الأنهار والبحار، مما يتسبب في نقص المياه الصالحة للشرب وزعزعة توازن بعض المجتمعات الحية.
إزالة الغابات: يزيل البشر الغابات للحصول على الخشب من الأشجار وتوفير مساحات للزراعة، لكن تلك العملية تؤثر على الكائنات الحية التي تعيش في الغابات كما أنها تسبب التصحر.
أدى النشاط البشري وتدخله المستمر في البيئة إلى تراجع الصحة البيئية بشكل مستمر في العقود القليلة الماضية
تغيير طبقة الأوزون: وجود طبقة الأوزون أمر ضروري لحماية وحفظ الحياة على كوكب الأرض، وفي السنوات الأخيرة تسببت بعض المنتجات مثل الهباء الجوي (الإيروسول) إلى تدهور طبقة الأوزون وحدوث ثقب بها في القارة القطبية الجنوبية.
هذه الأشياء جزء بسيط من التأثير البشري على البيئة، فالبيئة تعاني يوميًا بسبب البشر وهنا تمكن أهمية الحدائق الوطنية، فهي تساعد في الحفاظ على البيئة.
من أسس نظام الحدائق الوطنية؟ وكيف تؤثر على البيئة؟
ظهرت أول حديقة وطنية في العالم يوم 1 من مارس عام 1982، وأسسها الكونغرس الأمريكي ووقع عليها قانونيًا الرئيس الأمريكي يوليسيس غرانت، وكان اسم أول حديقة وطنية “يلوستون” وأنشأت في ولاية وايومنغ، ومنذ تأسيسها عانت يلوستون كثيرًا على أيدي البشر، وكان للنشاط البشري في الحديقة تأثير كبير على النظام البيئي للحديقة.
ورغم ذلك ما زالت الحديقة الوطنية متفائلة بشأن مستقبلها، ونظرًا لبعض الدلائل فمن المتوقع أن تظل الحديقة على قيد الحياة وتزدهر أيضًا، ومن الضروري أن يهتم البشر بحماية الحدائق الوطنية في جميع أنحاء العالم.
كلمة أخيرة
أدى النشاط البشري وتدخله المستمر في البيئة إلى تراجع الصحة البيئية بشكل مستمر في العقود القليلة الماضية، كما أن استنزاف طبقة الأوزون أدى إلى ارتفاع مستويات التلوث في جميع أنحاء العالم، وهذا جزء بسيط من المشكلات البيئية.
ولحسن الحظ، تعد الحدائق الوطنية نعمة كبيرة تعمل بشكل مستمر لصالح البيئة، لذا فإن واجبنا الأخلاقي أن نفعل ما بوسعنا لنساعد في الحفاظ على تلك الحدائق وضمان استمرار نظامها الإيكولوجي بشكل آمن وسليم.
المصدر: إنترستنغ إنجنيرنغ