لماذا يغادر المقاتلون الجيش السوري الحر ؟‎

Syria1

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تحقيقًا صحفيًا بعنوان “لماذا يغادر المقاتلون الجيش السوري الحر؟” تحدثت فيه عن حالات من المقاتلين الذين يغادرون الجيش الحر إلى كتائب أخرى أو يتركون القتال بشكل كامل.

التقرير الذي أورد مقابلات مع بعض هؤلاء المقاتلين بدأ بأسئلة مثل: لماذا يغادر بعض المقاتلين؟ ولماذا يقرر البعض منهم مواصلة القتال مع تغيير الكتيبة أو التنظيم؟

الدراسة التي بدأت في أغسطس عام 2013 سلطت الضوء على مقاتلين من داخل الجيش الحر بعضهم اعتزل القتال وغادر إلى تركيا، معظمهم كان فاقدًا للأمل – حسب التقرير -.

التقرير يقدم معلومات هامة في ظل دخول الصراع المسلح عامه الثالث، مع تدهور الأوضاع الإنسانية واستنزاف الموارد البشرية والمادية، هذه ليست إلا بعضًا من المخاطر التي يوجهها الجيش الحر في حربه ليس ضد الأسد وحسب، وإنما ضد الجماعات الجهادية التي يواجهها – يقصد داعش -.

“أبو حسن” قائد مجموعة الأبرار في ريف حماة، والذي انضم للجيش الحر منذ 2011 قال: “المقاتلون بدأوا يفقدون الأمل ويغادرون بأعداد كبيرة”.

أسباب عديدة كانت هي إجابات الثوار عن سبب عزوفهم عن القتال، لكن أكثرها جاء في ثلاث نقاط كانت:

1. انخفاض أفق النصر، ففي الوقت الذي يدعمون أهداف القتال من حيث المبدأ، إلا أن كثيرين فقدوا الأمل بالحصول على النصر من خلال القتال، وأكثر من نصفهم قالوا بأن النصر عن طريق القتال مستحيل في الظروف الحالية.

إضافة إلى ذلك، فمعظم من شمله التقرير لا يخطط لحمل السلاح مرة أخرى في حياته، وثلثهم لا يرون أبدًا أنهم سيعودون إلى سوريا للقتال مرة أخرى.

وبالطبع.. فإن كل من شملهم التقرير ألقوا باللوم على الدول الغربية لدورها في إطالة أمد الصراع بدلاً من التدخل ووضع حد له.

2.عدم التنظيم والانضباط، فبجانب اليأس من النصر، أضف إلى ذلك عدم التنظيم والتماسك داخل مؤسسة الجيش الحر، الأمر الذي يعتبر تحديًا منذ إنشاء الجيش الحر في تنظيم صفوفه.

3.الضغوط العائلية والاجتماعية لترك القتال، حيث اعترف العديد ممن أُجريت معهم المقابلات بأن الضغط الاجتماعي لعب دورًا كبيرًا في ترك القتال في ظل تراجع القاعدة الشعبية للجيش الحر.

فقدان الأمل في الثورة، وعدم الرضى عن أداء الجيش الحر وتضاءل الفرص في الانتصار العسكري أدى إلى قيام العديد من مقاتلي الجيش الحر بالانسحاب أو عقد اتفاقية للسلام أو ما شابه، في الوقت الذي يدعم كثيرون مواصلة العمل المسلح.

ثلث من أُجريت معهم المقابلات دعموا وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات مع الأسد، في الوقت الذي أيد 3.5 ٪  فقط من الملتزمين بالقتال مع الجيش الحر، المفاوضات مع الأسد، مؤكدين مواصلتهم القتال وتحقيق النصر من خلاله

 

المصدر