وصل وفد مكون من أكثر من عشرة مفتشين تابعين للأمم المتحدة يترأسهم السويدي اكي سيلستروم إلى فندق فور سيزون في العاصمة السورية دمشق للتحقيق في الاتهامات المتابدلة بين النظام والمعارضة السورية باستخدام اسلحة كيميائية في النزاع، وسيمضي الفريق فترة أسبوعين يمكن تمديدها حسب ما يقرر لاحقا.
وحسب الاتفاق المبرم بين الأمم المتحدة والنظام السوري والذي استغرق اشهرا من المفاوضات لابرامه، رضخت الأمم المتحدة وفريق التفتيش لإرادة النظام السوري وقبلت في الجزء الثاني من الاتفاق أن يقتصر دور المفتشين في التحقق إذا ما كان هناك استخدام لأسلحة كيميائية في ثلاث مناطق متفرقة من سوريا دون التحقيق ودون البحث عن الطرف الذي استخدم هذه الأسلحة إن ثبت استخدامها.
وفي الوقت الذي قال في الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هدف البعثة هو اجراء “تحقيق مستقل ومحايد تماما” وتوجه بالشكر للنظام السوري على “تعاونه” للوصول إلى ابرام هذا الاتفاق، يرى متابعون أن نتائج التحقيق في أحسن حالاتها ستكون عقيمة، فحتى إن نجح المحققون في الوصول إلى تربة تثبت استخدام أسلحة كيميائية فإنها لن تساعد في إدانة النظام السوري أو أي جهة أخرى.
ورغم اصرار النظام السوري منذ آذار الماضي على أن يقتصر دور أي بعثة دولية على التفتيش في منطقة خان العسل التي تبادل فيها النظام والمعارضة التهم باستخدام السلاح الكيميائي وقتل قرابة 30 شخص، فإن الأمم المتحدة أعلنت نهاية شهر يوليو أن النظام السوري وافق على السماح للخبراء الامميين بالتحقيق في ثلاثة مواقع هي خان العسل في ريف حلب والطيبة في ريف دمشق وموقع آخر في مدينة حمص.
وبحسب تقارير وأرقام رسمية وغير رسمية، يمتلك النظام السوري كميات ضخمة من الأسلحة الكيميائية بما في ذلك غاز الخردل وغازات الأعصاب، يقول عسكريون أن النظام قد يلجئ إلى استخدامها لقمع معارضيه وقد يلجئ إلى تهريبها إلى لبنان لتخزينها لدى حليفه حزب الله حتى لا تقع في أيدي معارضيه في سوريا.
وبالإضافة إلى الاتهامات التي وجهتها قوات المعارضة مرارا إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية، صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان منذ أشهر انه “من الواضح ان النظام (السوري) استخدم اسلحة كيميائية وصواريخ” مؤكدا أن معلومات مؤكدة للمخابرات التركية تفيد بأن النظام السوري استخدم ما لا يقل عن 200 صاروخ محمل بمواد كيميائية لقمع معارضيه.
وقدمت تركيا رفقة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أدلة جمعتها لاثبات استخدام قوات النظام السوري لأسلحة كيميائية، غير أن الوفد الذي ترأسه اكي سيلستروم نهاية شهر يونيو الماضي لزيارة تركيا رأى أن الأدلة التركية غير كافية علميا لإثبات استخدام الأسلحة الكيميائية، الأمر الذي جعل الوفد يطالب بالذهاب إلى سوريا حتى يحصل على عينات من تربة الأماكن التي يفترض أنها قصفت بهذه الأسلحة.