في الـسادس من أغسطس عام 1945، استيقظت الدنيا على خبر غيّر وجهة التاريخ تمامًا وقلب موازين القوة، وأعاد رسم خريطة أخرى للكرة الأرضية؛ فقد أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما. ولم يكتف الرئيس الأمريكي آنذاك، هاري ترومان حينها بقنبلة واحدة، بل دعم الأولى بثانية سُميت “fat man” تبعتها بعدها بثلاثة أيام، لتكون من نصيب ناغازاكي، وبعد تسع سنوات على تدمير المدينتين وهلاك البشر وتسرب الإشعاعات النووية في كل مكان في اليابان ولد كازو إيشيجورو.
غادر كازو مدينته مع عائلته، ظنًا منه أنها فترة وسوف يعود بعدها للعب في شوارعها والمساعدة في إزالة آثار الحرب من النفوس قبل أن تُزال من المدينة. وفي عام 1960، انتقل مع عائلته إلى بريطانيا.
لم يرغب كازو فور تخرجه أن يعمل في مجال الكتابة مباشرة، كانت مجرد محاولات في البداية، رغم أن دراسته في جامعة “إيست أنجليا” كانت عبارة عن منحة دراسية للكتابة الإبداعية
في مدن بريطانيا ومدارسها بدأ كازو يشق طريقه، مترنحًا بين ثقافتين متقابلتين، الإنجليزية واليابانية، ومحاولة التأقلم مع هذا العالم الجديد كانت عبارة عن خطوات محسوسة كأنه طفل يتعلم المشي لأول مرَّة.
درس كازو إيشيجورو في جامعتي “كنت” و”إيست أنجليا”، وبدأ يشق طريقه ما بعد الجامعي عن طريق مجال الخدمة الاجتماعية، المجال الذي أتاح له حرية المشاهدة والاستماع للناس ومعرفة مشاكلهم وأحزانهم عن قرب وتكوين آرائه الخاصة عما يحيطه، خصوصًا أن كازو في هذا الوقت، كان بين شقي الرحى، لا يعرف هل هو ياباني أم إنجليزي، فكانت فرصة كبيرة لمعرفة معاناة الناس بجانب معاناته الشخصية مع الهوية.
لم يرغب كازو فور تخرجه أن يعمل في مجال الكتابة مباشرة، كانت مجرد محاولات في البداية، رغم أن دراسته في جامعة “إيست أنجليا” كانت عبارة عن منحة دراسية للكتابة الإبداعية، فما كان يرغب فيه بقوة ويعمل من أجله أن يصبح موسيقيًا فهو كان وما زال متيم بـ”بوب ديلان”.
“كان لي شَعرٌ يصل حتى أسفل كَتِفَيّ، وشاربٌ يتهدَّلُ على طريقة قُطّاع الطرُق”.
في هذه السن المبكرة لو التقينا بكازو وأجرينا معه حديث ما أو مناقشة، سيكون النقاش حينها بشأن إجمالي لاعبي كرة القدم في هولندا أو عن آخر ألبوم “لبوب ديلان” أو لربما عن العام الماضي مع من قضاه وفيما أمضاه، سوف تكون إجابته: مع أُناس دون مأوى في لندن.
صراع إيشيجورو مع الهوية كان سببًا قويًا في توجهه للكتابة
كان كازو في هذه السن أيضًا، جاهلًا تمامًا باليابان، لا يعرف عن موطنه الأصلي شيئًا يزيد عما يعرفه الإنجليزي، فإذا سألته عن معرفته باليابان، لن تجد إلَّا تململ في الإجابة وصرخة قوية من أعماقه تقول: أنا لا أعرف شيئًا عن اليابان.
صراع إيشيجورو مع الهوية كان سببًا قويًا في توجهه للكتابة، ففي خطاب استلامه لجائزة نوبل للآداب عام 2017، خرجت منه هذه الكلمات “لو حدث أن التقيتُموني، مصادفةً، في خريف 1979، لربمَّا وجدتُم بعض الصعوبة في تصنيفي؛ سواء على المستوى الاجتماعيَّ أو حتى من النّاحيةِ العِرقِيَّة”، كاعتراف واضح وصريح منه، أنه عاش جزءًا كبيرًا من حياته لا يستطيع أن يعرف نفسه أو يحدد هويته: هل هو ياباني، أم بريطاني؟ وبين هذا وذاك، كانت حيرته الكبرى وعذابه الذي يفرغه في الكتابة.
ففي عمر الخامسة، قَدِم كازو برفقة والديه وأخته إلى إنجلترا واستقروا ببلدة “غيلفرد”، تحديدًا في نطاق مضاربي البورصة، 30 ميلًا كانت المسافة بينهم وبين لندن، والده كان عالِمًا باحثًا متخصصًا في علم المحيطات، وفي زقاق يتكون من 12 بيتًا عاشت عائلة كازو، حيث ينتهي عند هذا الزقاق الطّرق المرصوفة ويبدأ الريف، في عمر العاشرة حين بدأ كازو يرتاد المدرسة في قريته الإنجليزية، أصبح أوّلَ يابانيًّ يقود جوقة المنشدين في “غيلفرد”، كانت مدرسة ابتدائية محلية، وكان كازو الطفل غير الإنجليزي الأوْحّد الهادئ، ربما في تاريخ، تلك المدرسة بأكملها.
بعد فترة أصبح كازو مدربًا على العادات الإنجليزية تمامًا، ويتعلم اللغة الإنجليزية كما يفعل أي إنجليزي غيره، وباعتبار كازو الطفل الوحيد الأجنبي، في الجوار، أحاطته نوعٌ من السمعة المحلية، فالكل كان يعرفه حتى قبل أن يلتقيه.
لكن حين يعود كازو لبيته يجد حياة مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة خارجًا، مع والديه اليابانيين، في البيت، كانت هناك قواعد مُختلفة وتطلعات مختلفة ولغة مختلفة أيضًا، ومكالبته بأن يعيش حياة البالغ في اليابان، نية والِديَّ كازو الأصلية كانت العودة لليابان، بعد عام ربما أو عامين، وحافظًا على ذلك كان يأتي كل شهر لكازو طرد من اليابان يحوي قصصًا مصورة من أعداد الشهر المنصرم ومجلات وملخصات تعليمية، وبناءً على هذا ظلت نظرة كازو ووالديه للوضع أنهم زوار، رغم ما أدهشهم من مقدار الانفتاح والسخاء الغريزي الذي قوبلت به عائلته من جانب المجتمع الإنجليزي.
الثقافة العالية لكازو والحساسية الخاصة به مكنته من تأمل الحياة من حوله ومعرفة أفكار الناس، ليس من منظور واحد فقط بل من خلال الإنجليز واليابانيين، فالاثنان شكلا لديه رؤيته للحياة، فهما يشتركان في الطابع المتحفظ، لذا اتسمت شخصياته التي يختارها للكتابة بهذه الصفة، تأخذ كثيرًا من سلوك الإنجليز واليابانيين.
تتناول الرواية بشكل أعمق، علاقة الإنسان بنفسه، من خلال عمله وثقافته وما فرضه على نفسه من شكل حياتي واجتماعي، لكن لدى ستيفنز تنقلب الآية؛ فتتحول المهنة والحرفة لهوية تعيد تشكيله وتحدد مشاعره وأدق التفاصيل الخاصة به، تصبح هي المتحكمة لا هو، والرواية بها من البطء ما يجعل القارئ في بعض الأحيان يشعر بالملل، ذلك لأنها تعرض الحياة بكل ما فيها من بساطة وتعقيد وملل وشد وجذب، فبطلها يحيطه الملل والرتابة.
فشخصيته الرئيسية في الرواية مستر ستيفنز، الشخصية الهادئة، المنضبطة، الحادة في الكلام وتعابير الوجه، التي تقترب من الجمود، شديدة التهذيب، التي تعمل دائمًا وطوال الرواية على كبح مشاعرها وعواطفها الخاصة، لا تظهرها مهما كان الظرف، أيضًا ستيفنز هو الشخصية التي تدافع عن أخطاء، سواء ارتكبها هو أم غيره، رب عمله دائمًا، على حق، ستيفنز هو الشخص الذي رأى العالم من جهتين مختلفتين، شديدتي التناقض، رأى العالم من قصر دار لنغتون هول الذي يتسع لكبار الساسة ليس في بريطانيا فقط، لكن في العالم كله، سمع ورأى كيف تدار وتناقش أكثر القضايا حساسية وأهمية، ورأى الدنيا من ناحية ووجهة نظر الخدم الذين يحرصون كل الحرص على السير مع التيار العام، وتبني وجهة نظر مخدوميهم، وفي نفس الوقت، يولون الشرف والكرامة أهمية كبيرة.
ستيفنز هو كل هذه التراكيب الصعبة والمتناقضة الذي يعرض عالم وأجواء الأرستقراطية الإنجليزية الرفيعة، وعالم الخدم، العالم السفلي، ويصبح الخدم أبطالًا لروايات، خارجًا كازو عن النمط الإنجليزي المعروف في الكتابة.
تدور الرواية إذًا بين هذين العالمين، وهنا الصراع الطبقي ليس ظاهرًا كفاية، في منتصف خمسينيات القرن العشرين، تبدأ الرواية في قصر اللورد دارلنغتون، وتعود بالذاكرة لما قبل وفي أثناء الحرب العالمية، وصعود النازي في ألمانيا والحرب المستمرة بين إنجلترا وألمانيا، وهذه مجرد خلفية تاريخية، تبدأ منها الرواية، وإذا دخلنا قصر دارلنغتون الذي يسرد منه مستر ستيفنز ما جرى من أحداث عظيمة، لديه ولدى العاملين به، سوف نجد كما أسلفنا سابقًا، الانقسام بين الأحياء فوق والأحياء أسفل القصر الذين ليس لهم شاغل إلَّا اتقان عملهم كما ينبغي، ولا اهتمام لهم بما يجري من أحداث سياسية، سواء في الخارج أم داخل القصر، وستيفنز المطلع على أمور كثيرة، ليس لديه كذلك اهتمام أكثر من متابعة العمل المنزلي، ورؤية كم هو المكان منظف ومرتب والأقداح لأي مستوى نظيفة والمشروبات الفاخرة، ولا يتدخل في شيء، إلَّا إذا طلب منه، وإذا تدخل كان ذلك في صرامة ودقة، وحذر، حتى إنه يخشى أن تظهر عليه العاطفة، وإذا حدث ووجد نفسه، قد ظهر عليه شيء غريب، عاد لسابق عهده، بالضبط كالآلة.
تتناول الرواية بشكل أعمق، علاقة الإنسان بنفسه، من خلال عمله وثقافته وما فرضه على نفسه من شكل حياتي واجتماعي، لكن لدى ستيفنز تنقلب الآية؛ فتتحول المهنة والحرفة لهوية تعيد تشكيله وتحدد مشاعره وأدق التفاصيل الخاصة به، تصبح هي المتحكمة لا هو، والرواية بها من البطء ما يجعل القارئ في بعض الأحيان يشعر بالملل، ذلك لأنها تعرض الحياة بكل ما فيها من بساطة وتعقيد وملل وشد وجذب، فبطلها يحيطه الملل والرتابة.
الرواية تنتمي لتيار الوعي، والمقصود ببقايا اليوم أو النهار، ما تبقى لدى ستيفنز الخادم في قصر دارلنغتون هول من أيام وكم تحتمل ذاكرته من ذكريات عمل على تخزينها طوال تلك السنوات، لذا رواية بقايا اليوم هي رواية تكتب من خلال الذاكرة المشوشة، الذاكرة الفردية للمؤلف، وفي أحيان الذاكرة التاريخية، وبطلها ستيفنز، الرواية تبدأ عن طريق الفلاش باك، الدخول داخل ذاكرة ستيفنز أي من النهاية حتى البداية، فكازو يرى أن “الذاكرة بالنسبة للفرد هي بالضبط كالتاريخ بالنسبة للدولة”.
يمكننا دون منازع أن نعتبر كازو إيشيجورو كاتب الشخصيات الثانوية بامتياز، فهو يمتلك قدرة كبيرة وغريبة على أن يبرز كل شخصياته مهما كان دورهم في القصة، صغير أو كبير، سوف يشاهده ويلاحظه الكل أيضًا، تمامًا كأبطال العمل، فهو يعمل على ربطهم ببعض، كأنهم في عُقدة واحدة، فشخصياته قريبة الشبه بحياتنا، تخوض نفس التجارب الذاتية التي نخوضها، ويظهر هذا من خلال الشخصيات التي يقابلها ستيفنز طوال رحلته في الريف الإنجليزي، وشخصية والده الذي كان يعمل أيضًا خادمًا في نفس القصر، وسبق أن فقد ابنًا له في الحرب، وخدمته للقائد العسكري الذي من المفارقة كان قائدًا للكتيبة التي كان فيها ابنه، ومات نتيجة إهمال هذا القائد، أيضًا الأشخاص العاملين في القصر رغم أنهم ثانويون، فإنهم عصب الرواية، أحسن كازو في بنائهم جميعًا، حتى إن كان ذكر أسمائهم نادرًا في الرواية.
واقعية كازو يمكن أن نسميها بالواقعية الخشنة، يعمل على صدم القارئ، ليس مرَّة واحدة، بل في كل مرَّة تقرأ فيها له، حتى العناوين التي يختارها، متذبذبة وغير مستقرة، وتوحي بالكثير من التردد والحيرة، مثل عنوان روايتنا الحاليّة “بقايا اليوم” التي لن تفهم معناه، إلَّا بعد أن تصل للنهاية.
تكتب التفاصيل لدى كازو، عكس كثير من الكُتَّاب، من أجل غرض درامي ما أو تفاصيل من أجل تفاصيل أخرى خلفها، كثير من الاستعارات المنفصلة والتلميحات والتشبيهات والتداخلات الكثيرة والغامضة بين الشخصيات، كذلك أسلوبه في الكتابة أسلوب مقتصد جدًا، لا يقول إلَّا ما يود قوله في جمل معينة، قد تفهم منها القصد أو لا تفهم.
القراءة لكازو سواء كانت رواية بقايا اليوم أم عملًا آخر، تسبب دائمًا القلق وعدم الشعور بالراحة، فهو دائمًا ينجح في جعلنا شخصيات قلقة، ويجذبنا بمهارة فائقة لنعيش حياة شخصياته، وتنتظر طوال الوقت أن لا يخيب أملك فيهم، لكنه يأتي بعكس ما تتوقعه أو تعجز عن توقعه، فهنا في رواية بقايا اليوم تجد الأشخاص يتصارعون مع ذكرياتهم الشخصية ومحاولة الاختباء من ماضيهم أو مواجهة هذا الماضي، بالضبط مثلما يحدث مع مستر ستيفنز من أول الرواية حتى آخرها، فهو في حالة استرجاع لماضيه وصراع مع ذكرياته التي عاشها مع اللورد دارلنغتون، أيضًا نجد القلق متجسدًا في رحلة ستيفنز التي خاضها في الريف الإنجليزي بحثًا عن مس كنتون، وهل سوف ينجح بإقناعها بالعودة للعمل في القصر أم لا، وهل سيخرج ستيفنز عن صمته وكبح مشاعره ويعبر عن حبه لمس كنتون، وأنه دائمًا أراد أن لا تذهب ولا تتزوج، أرادها بجواره.
ومن ناحية أخرى ما تفكر به مس كنتون حين تقابل ستيفنز، ولأي غرض جاء، وهل ما زال يتذكر، والبحث عميقًا داخلها في معرفة سبب كتمانه لحبه وعدم بوحها هي، وحين حانت اللحظة وتقابل الاثنان، صب المؤلف كل القلق على المنضدة وخرج الاثنان دون قول شيء يذكر، ليترك قارئه في نفس الحيرة والتساؤل والقلق، كل هذه أشياء تصيب القارئ بالقلق، كما شخصيات الرواية قلقة، فأنت طوال الرواية تظل تطرح على نفسك أسئلة، وتنتظر إجابة، وربما لا تأتي الإجابة.
واقعية كازو يمكن أن نسميها بالواقعية الخشنة، يعمل على صدم القارئ، ليس مرَّة واحدة، بل في كل مرَّة تقرأ فيها له، حتى العناوين التي يختارها، متذبذبة وغير مستقرة، وتوحي بالكثير من التردد والحيرة، مثل عنوان روايتنا الحاليّة “بقايا اليوم” التي لن تفهم معناه، إلَّا بعد أن تصل للنهاية.
من خلال ذاكرة كازو المشوشة والممتلئة بالكثير من التساؤلات والبحث عن الهوية، استخدم ذكرياته وتداعياتها وردود الفعل، ليكتب رواية تضعه في مقدمة الصف الأول من الكُتَّاب في بريطانيا والعالم كله، رواية المعلومات فيها شحيحة، تدفعك لشحذ الذهن والخيال، فتجد نفسك أمام صورة ضبابية وحكاية ملتبسة، لربما تخرج منها بحكاية خاصة بك، فلن تجد وصفًا دقيقًا للمشاهد، ولا أسلوب كتابة ثابت يمكن السير وراءه من أجل معرفة باقي خيوط الحكاية، هو يشبه (كافكا) حين يستخدم أحلامه ويصنع منها شخصيات، هدفها العذاب والحيرة لك، أكثر من أسلوب معقد لكتابة رواية واحدة.
بعد صدور الرواية وانتشارها الكبير في بريطانيا وباقي العالم، تحولت إلى فيلم سينمائي يحمل نفس عنوان الرواية، بطولة كل من الإنجليزي السير أنتوني هوبكينز والإنجليزية إيما تومسون، ليشكلا هذا الثنائي مع المخرج الأمريكي جيمس أيفوري
لذا يقول كازو: “عندما يخرج الكاتب عن التقليدي والواقعي في الكتابة، يكون لزامًا عليه أن يبتكر، أن يخلق عالمًا جديدًا وأن يلتزم به، هنا يصبح للفوضى والمنطق الداخلي الخاص هدف”، وبما أنه خرج عن التقليدي وغير المتوقع، وجد لنفسه طريقة يَعرف من خلالها لأي مكان ينتمي، وانتهت بالنسبة إليه على الأقل مسألة التعريف بنفسه.
بعد صدور الرواية وانتشارها الكبير في بريطانيا وباقي العالم، تحولت إلى فيلم سينمائي يحمل نفس عنوان الرواية، بطولة كل من الإنجليزي السير أنتوني هوبكينز والإنجليزية إيما تومسون، ليشكلا هذا الثنائي مع المخرج الأمريكي جيمس أيفوري، وتولى السيناريو كل من الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بنتر، وكاتب القصة الأصلي كازو إيشيجورو، ليخرج الفيلم للجمهور عام 1993، بإنتاج أمريكي بريطاني مشترك، محققًا نجاحًا باهرًا، ويحصل على 40 ترشيحًا لجوائز عالمية، يحصد منها 16 جائزة، منهم أفضل ممثل وممثلة وأفضل مخرج وكاتب سيناريو وموسيقى.
بقايا اليوم كانت طريقًا اتخذه كازو نحو الشهرة التي حقق منها جزءًا صغيرًا، لكنه كان يتوق لأكثر من ذلك، فكان تحويل الرواية لفيلم سينمائي يعتبر الآن من كلاسيكيات السينما العالمية، خطوة أخرى ومهمة.
“لا يهمني من أكون ولا من أين أتيت؟ أنا كاتب باللغة الإنجليزية فحسب، وهذا ما أفعل”
لا ترتبط الكتابة لدى كازو ببلد ما أو ثقافة معينة، هو يكتب باللغة الإنجليزية وبكامل حريته ولا يهم من أين أتى ولا من يكون ولا لأي مكان ينتمي، الأهم أن يكتب وتُقرأ كتابته، كازو لا يريد أن يقيده شيء، لا لغة ولا وطن ولا ثقافة، فهو يري أنه حتى لو كانت اللغة الإنجليزية عاجزة أن تعبر عما يدور داخله، سوف يبحث عن تعابير أخرى تخدمه وتفيده.
بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب عام 2017، الشيء الوحيد الذي يتمناه كازو، بعد حصوله على جائزة بحجم جائزة نوبل للآداب، أن لا تتغير جودة أعماله، وهو التحدي القادم الذي سيواجهه فيما بعد.