توالت ردود الفعل العربية والعالمية على حادث تفجير وحريق منجم فحم مدينة سوما غرب تركيا، والذي خلف 274 ضحية حتى الآن وعشرات المصابين، وما زال البحث جاريًا عن 18 آخرين عالقين داخل المنجم.
المسؤولون التركيون على كافة المستويات هرعوا إلى مكان الحادث منذ حدوثه، بدءًا بوزير الطاقة الذي وصل هناك بعد ساعات من الكارثة، تبعه رئيس الوزراء “رجب طيب أردوغان” الذي ألغى زيارته إلى ألبانيا، ثم رئيس الجمهورية “عبد الله غل” الذي ألغى زيارته للصين، وشخصيات أخرى من المعارضة والأحزاب السياسية والصحفيين والإعلاميين.
في تركيا، عم الحزن على جميع أصناف الشعب، صبيحة اليوم التالي كان الجميع مستمرًا أمام الشاشات يتابع أرقام الضحايا، ونُكست الأعلام وأُعلن الحداد لثلاثة أيام، سائقو السيارات ربطوا أشرطة سوداء فوق السيارات معلنين الحزن، الجميع بدا مذهولاً من الحادث.
في المقابل، استغلت المعارضة الحادث ونزلت إلى الشوارع في مظاهرات وصفت بالعنيفة، حيث رشق المتظاهرون الشرطة بالألعاب النارية والحجارة، في المقابل ردت الشرطة بالمياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين واعتقلت آخرين.
الجمعية العامة للبرلمان التركي أصدرت في وقت سابق بيانًا مشتركًا موقعًا من رئيسه “جميل تشيتشك” ومن الأحزاب السياسية الأربعة الممثلة في البرلمان في خطوة نادرة من نوعها، لتقديم التعازي لأهالي الضحايا الذين لقوا حتفهم في حادثة منجم الفحم.
النيابة العامة في قضاء “سوما” بولاية “مانيسا” غرب تركيا، فتحت تحقيقًا حول الحادث الذي نتج أمس؛ عن انفجار محول كهربائي بمنجم للفحم في المنطقة، مضيفة أنها تحقق في إدعاءات “تشغيل عمال غير مسجلين رسميًا” في المنجم، وتواصل جهودها للإحاطة بكافة التفاصيل المتعلقة بالحادث.
على المستوى الدولي، نكست سفارات وقنصليات تركيا في جميع أنحاء العالم أعلامها معلنة الحداد والحزن على ضحايا الحادث، وفتحت بعض السفارات أبوابها لتقديم العزاء وكتابة الرسائل للضحايا وذويهم.
وسارعت قطر إلى تعزية الرئاسة التركية في ضحايا الحادث، تبعتها كل من البحرين، الكويت، فرنسا، بلجيكا، إسرائيل، اليونان، وكازاخستان، إيطاليا، أمريكا، كندا، بريطانيا، والشطر الجنوبي من قبرص، هولندا، البوسنة والهرسك، صربيا، تونس، الأردن، اليمن، الصومال، موريتانيا، فلسطين، الائتلاف الوطني السوري، حركة حماس، ونقابات أردنية ، بإرسال برقيات تعزية.
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن “الحزن العميق” إزاء مأساة منجم الفحم في مدينة سوما التركية، مضيفًا في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه أنه “يقف جنبًا إلى جنب مع الشعب التركي الحزين على فقد الآباء والأبناء والأخوة”.
اللاعب الأرجنتيني “ليونيل ميسي” لاعب فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم قدم تعازيه إلى تركيا، في ضحايا حادثة منجم الفحم معربًا عن حزنه لذلك.
في ذات الوقت، أعلن كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسرائيل وبولونيا وألمانيا وإيران واليونان استعدادها تقديم مساعدات لتركيا عقب الكارثة، إلا أن المصادر في تركيا ردت في الوقت ذاته بأنها ليست بحاجة لأي مساعدات، لتوافر أعداد كافية من طواقم الإنقاذ في مكان الحادث، ولقرب هذه الطواقم من الوصول إلى أعمق نقطة في المنجم.
كما أعلنت باكستان الحداد على ضحايا الحادث، وذكر بيان صدر عن المكتب الإعلامي والصحفي لرئاسة الوزراء الباكستانية، الأربعاء الماضي ، أن رئيس الحكومة “محمد نواز شريف” بعث ببرقية عزاء – اليوم – إلى نظيره التركي “رجب طيب أردوغان” ليقدم له ولأسر الضحايا التعازي باسمه وباسم الشعب الباكستاني.
وأدى المسلمون صلاة الغائب على ضحايا الحادث في العديد من الدول، داعين لهم بالرحمة ولأهليهم بالصبر والسلوان.
كما تفاعل كثيرون مع الضحايا الأتراك على وسائل التواصل الاجتماعي، مبدين حزنهم للضحايا، في خطوة من رد للجميل التركي بالاهتمام بقضايا المسلمين والدول العربية.