.Iالمشاكل الحالية
يجب أن أعترف بأن المنصات المركزية مثل يوتيوب قد سهلت على أي شخص كسب المال بفضل ما يستطيع نشره من محتوى. ولكن تكمن المشكلة التي أواجهها مع هذا النظام في التوزيع غير العادل للإيرادات الذي يتلقاه منشئو المحتوى. فعلى سبيل المثال، تحظى يوتيوب بنسبة 45 بالمئة من الأرباح التي يكسبونها من خلال عرض الإعلانات في مقاطع الفيديو الخاصة بأصحاب المحتوى.
إلى جانب التوزيع غير العادل، تحدّد المنصة المركزية المعايير التي من المرجّح أن تستفيد منها حتى لو لم تكن متوافقة تمامًا مع رغبات منتجي المحتوى. ومما لا شكّ فيه، فإن منتجي المحتوى يمثّلون المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للمنصات الإلكترونيّة مثل يوتيوب، لذلك غالبًا ما يؤخذ رأيهم بعين الاعتبار. وخير مثال على ذلك، سياسة إزالة البيانات الخاصّة بيوتيوب. ففي حال ارتأى لهم أن المحتوى الخاص بك غير مناسب للإعلانات، فبإمكانهم محوه ولن تستطيع القيام بأي شيء حيال ذلك.
أما المشكلة الأكبر التي يعاني منها كل منتج محتوى فهي القرصنة، إذ يعمد بعض الأشخاص إلى نسخ المحتوى دون طلب إذن صاحبه، وغالبًا ما يعمدون إلى عدم ذكر اسمه أيضا. وبالتالي، من الصعب معالجة هذه المشكلة الكبرى لأنها واسعة الانتشار، وباختصار، لا يستطيع منتجو المحتوى التحكم في محتواهم:
– الإيرادات المكتسبة
– السيطرة على من يمكنه استغلال المحتوى
– حرية محدودة والتعرّض للقرصنة
II. صناعة الترفيه القائمة على البلوكشين، هل نحن على استعداد لها؟
حسب رأيي، أعتقد أن السوق جاهز للإدماج التدريجي لتقنية البلوكشين في صناعة الترفيه واستهلاك المحتوى. ومن شأن البلوكشين أن تساعد في حل المشكلة الأهم وهي عدم القدرة على التحكّم في المحتوى، التي لا تزال تمثل المشكلة الرئيسية. إلى جانب ذلك، يمكن أن تساعد هذه التكنولوجيا في توزيع أكثر عدلًا للإيرادات بين الأطراف المعنية مباشرة، مما يلغي دور المنصات مثل يوتيوب فضلا عن الشركات الوسيطة التي تنتفع من منتجي المحتوى. وفي الآونة الأخيرة، أنشئ مشروعان مثيران للاهتمام يركزان على تقديم وسائل متنوعة للمساعدة على إدماج تكنولوجيا البلوكشين في صناعة الترفيه.
III. مشاريع الترفيه التي يجب متابعتها
“بولت” شبكة المحتوى الإبداعي المفتوح
تسمح بولت للمستخدمين بالاعتماد على شبكة غير موثوقة من أجل إدارة عمليّات الدفع، مما ينتج عنه شبكة ترفيه تدعم نفسها بنفسها. إن بولت شبكة محتوى إبداعي مفتوح تتيح لأي شخص نشر المحتوى أو إيقافه، لأن العديد من الأشخاص يواجهون صعوبة في القيام بذلك. وتسعى بولت لأن تكون أكبر محفظة نقالة في العالم مدعومة بفضل المحتوى. وشأنها شأن منصّة “زيليكا”، تتمثل مهمة بولت في إنشاء علاقة تفاهم بين منتجي المحتوى والمستخدمين.
تركز الشبكة حاليًا على أن تصبح نظامًا أساسيًا لمحتوى الفيديو القائم على البلوكشين الذي يعرض مقاطع فيديو مباشرة وعصرية إلى الشركات الناشئة التي تعاني من قيود النطاق الترددي. وإلى جانب التخلّص من القيود المفروضة على عرض النطاق الترددي، ترغب بولت في جعل محتوى الفيديو متاحًا على نطاق أوسع وبتكلفة معقولة خاصةً في الأسواق التي تطالب بعمولة عالية مقابل خدماتها الرقمية.
لعل أكثر ما يثير الاهتمام حول بولت هو قدرتها على تحقيق قابلية توسّع عالية، التي تعدّ ضرورية لخدمة ملايين الأشخاص في مجال محتوى الفيديو، وذلك عن طريق بلوكشين “زيليكا” الأساسية. وتمثل “زيليكا” مشروعا مثيرا هاما يعتمد التنظيم العمودي للبيانات في مجال التعدين الذي سيمسح بالتدرّج في هذا النظام، مع ارتفاع عدد المعدّنين ضمن هذه الشبكة. وقد تمكّن الفريق العامل على هذا المشروع من إبراز قدرته على معالجة 2828 معاملة ماليّة في الثانية باستخدام ستة أعمدة من البيانات فقط.
تعمل بولت على إطلاق تطبيق بولت+ المحسّن من “بولت وولت” في شهر أيار/ مايو، كما ستنطلق مجموعة من الأحداث الرياضية العالمية الكبرى التي تغطيها بولت ابتداء من صيف 2019. وفي الوقت الحالي، تركز بولت على المحتوى الرياضي خاصة كرة القدم والكريكيت، حيث تعرض فعالياتها خلال المناسبات الكبرى مثل كأس العالم للكريكيت، وكأس العالم للرغبي، وكأس الأمم الأفريقية في 2019.
بهذه الطريقة، ستصبح بولت أكبر محفظة في العالم من خلال اعتماد استراتيجية البلوكشين للسماح للجماهير بالاستمتاع بمزايا هذه التكنولوجيا ونظام المكافأة الرمزية الخاص بها. وتضمّ قاعدة مستخدمي بولت أكثر من أربعة ملايين مستهلك بفضل شراكات استراتيجية في جميع أنحاء العالم.
موقع “ستيمت” للمحتوى الاقتصادي
من خلال الاطلاع على مداخلات مستخدم ستيمت “إلياسترار”، نستطيع تحديد أهم الأسئلة المتعلّقة بهذا الموقع التي يجب الإجابة عنها.
فيما يتمثّل ستيمت؟
إن ستيمت عبارة عن منصة تدوين طريقة عملها شبيهة بطريقة عمل موقع ريديت. بشكل أساسي، يمكن للمستخدمين التصويت بإعجابهم بالمحتوى أو رفضهم والمشاركة في المناقشات على المدونات. ويتلقى المستخدمون المكافآت مقابل المحتوى الذي ينشرونه على موقع ستيمت، بناءً على كمية الأصوات الإيجابيّة التي يتلقونها. ويستخدم ستيمت خوارزمية ذكية في السمعة الاجتماعية لتحديد قيمة كل تصويت.
في حال كنت من المساهمين المنتظمين الذين تلقوا مقدارا جيّدا من التصويت الإيجابي، فإنك تصبح حينها مساهما جديرًا بالثقة وتتضاعف قيمة الأصوات التي لديك. وعلى هذا النحو، يمكن للمستخدمين الذين يكتبون تعليقاتهم على المدونات جمع الأصوات مقابل تعليقاتهم وكسب الستيم (المكافآت)، التي تكون مفيدة لكلا الطرفين وتحفّز المناقشات على المدونات.
ما هي العُملات المختلفة: ستيم وستيم دولار وستيم باور؟ وكيف يمكن لستيمت الحفاظ على اقتصاد مستقر؟
من المحتمل أنك تتساءل عن مدى قدرة ستيمت على الحفاظ على اقتصاد مستقر، بينما يعمد أصحاب عملة ستيم في الغالب إلى بيعها على الفور لحصد أرباحهم. ومع ذلك، هناك استراتيجيّة اقتصاد ذكيّة مخفيّة.
ستيم
في الواقع، تدير ستيمت تكنولوجيا البلوكشين الخاصة بها، التي تصدر عملات ستيم الرقميّة، والتي يمكن تداولها في البورصات. ستيم هي الوحدة الذرية لاقتصاد ستيمت حيث يستمد ستيم دولار وستيم باور قيمتهما منها.
ستيم باور
ستيم باور هي عملة محجوزة ما يعني أنك لن تتلقى سوى جزء من إيراداتك من هذه العملة. بناء على ذلك، يضطرّ كل مستخدم إلى الاحتفاظ بقدر معين من هذه العملة وتركه لمدّة طويلة في نظام الاقتصاد الخاص بستيمت. وبعد مرور سنتين، تتمكّن من تحويل مجموع ستيم باور الكامل إلى ستيم. ويتشجّع المستخدمون على الحفاظ على الستيم باور الخاصّة بهم لأنها تمنحهم “ثقة” أعلى ضمن الشبكة، أي أن قيمة تعليقاتهم وأصواتهم ستكون أعلى، كما أنهم يتلقون مكافآت أعلى عندما يحظى المحتوى الخاص بهم بإعجاب المستخدمين.
ستيم دولار
يتمثّل دور عملة ستيم دولار في تحقيق الاستقرار في شبكة ستيمت. ودائما ما تكون قيمة هذه العملة قرابة دولار، وإذا انخفض السعر إلى أقل من دولار، فإنه يمكن للمستخدمين أن يقرّروا تدمير الستيم دولار الخاصة بهم لصالح عملات الستيم لإعادة سعر العملة إلى الدولار. وكلما استلم أحد مساهمي المحتوى إيراداته، حصل على 50 بالمئة من إيراداته على حدّ أقصى في مجموعة ستيم دولار. وفي الواقع، ينطوي الستيم دولار على نظام اقتصادي أكبر بكثير، ولكن هذا هو أبسط تفسير ممكن.
ديتيوب
ديتيوب هو في الأساس موقع لامركزي يستخدم البلوكشين في الخفاء، ويبدو تقريبا مثل نسخة مطابقة من يوتيوب، وبالكاد تستطيع رؤية الفرق. وهذه هي النقاط التي تختلف فيها المنصتان:
– ما يتم تحميله إلى ديتيوب يبقى على ديتيوب.
– لا توجد إعلانات، ومع ذلك يكسب المستخدمون المال بناءً على عدد مرات المشاهدة التي يجذبها المحتوى.
– ليس هناك رقابة! إذ يمكن للجميع البدء في كسب المال مقابل عملهم حتى إذا كنت تعيش في الصين أو إذا كان عمرك أقل من 18 سنة، وذلك لأنه لا توجد سلطة مركزية تتحكم في ديتويب.
لكن كيف يعمل ديتيوب في الخفاء؟ من غير المرجح أن يتم تخزين مقاطع الفيديو الكاملة على الموقع. ويستخدم ديتيوب “أي بي إف إس”، وهو بروتوكول لتخزين البيانات غير المركزية، أين يُخزَّن الفيديو ويخصّص له رمز فريد للتعرّف على الملف. ويخزّن الرمز أيضًا بواسطة ديتيوب مع بيانات الفيديو على البلوكشين الخاصة بهم. ولكن لا يستخدم الرمز فقط لتحديد الملف، وإنما للتأكد أيضا من أن الملف الذي تم إرساله إلى ديتيوب هو الملف الأصلي.
في المقابل، قد تلاحظ أحيانا أن تحميل بعض مقاطع الفيديو يكون بطيئا جدا، وذلك لأن بروتوكول أي بي إف إس يخزن عددًا أقل من “الاتصالات” بمقاطع الفيديو التي لا تكون مطلوبة غالبًا بينما تكون “اتصالاته” بالمحتوى الشائع أكثر وبالتالي تساعد على تحميله بشكل أسرع. وتعتبر هذه المنصة الجديدة محاولة أولى جيدة نحو إنشاء منصة محتوى فيديو غير مركزية. وفي الوقت ذاته، ظهرت العديد من المشاريع الأخرى مثل منصة البث اللامركزية أو منصّة السكايب اللامركزية.
خدمات الاشتراك القياسيّة إي آر سي-948
لقد شهدنا بروز العشرات من معايير إيثريوم الجديدة التي تهدف جميعها إلى تحقيق غايتها الخاصة، ولم يكن من المستبعد أن يضيف شخص ما معيارا لمراقبة الاشتراكات. وبالمختصر، قد تطوّر إحدى الشركات منتجا ما وترغب في السماح للمستخدمين بالدفع عن طريق الدفعات الشهرية. ويمكن الآن تسوية نموذج الاشتراك البسيط هذا من خلال اعتماد معيار إي آر سي-948 الذي يسيّر عمليّات الدفع المتكررة الشهرية في إيثريوم.
في المقابل، ليس من السهل تصميم معيار الاشتراك القائم على البلوكشين. ففي المقام الأول، نحن نريد أن نحافظ على بساطة هذا المعيار قدر الإمكان، ما يعني أن اتفاقية “الرفض أو التأكيد” البسيطة ستكون ناجحة جدًا. ومع ذلك، نحن نحتاج إلى تزويد المستخدم ببعض التفاصيل حول الاشتراك الذي هو على وشك تأكيده، إذ لابد من تخزين بيانات حول المبلغ المستحق شهريًا، والتاريخ الذي سحبت فيه الأموال، وحقيقة أنه على وشك الموافقة على عمليّة دفع متكررة.
إلى جانب كل ما سبق، هناك حاجة إلى المزيد من الأفكار حول الطريقة التي نريد من خلالها إكمال عمليّة الدفع. ويتمثل الخيار الأول في أن المستخدم يجب أن يوقع على التحويلات الماليّة بنفسه كل شهر باستخدام مفتاحه الخاص، لكن هذا النهج من شأنه أن يقوّض فكرة الاشتراك الشهري، لأن معالجة المعاملات ستصبح أمرا تلقائيًا. أما الخيار الآخر فيكمن في تعبئة محفظة الضمان مسبقًا بمبلغ x من المال للأشهر x القادمة حتى يتمكن النظام من سحب الأموال شهريًا. وقد يكون هذا هو الحل الأكثر ملاءمة، ومع ذلك ليس الجميع مرتاحين لفكرة إيداع مبلغ كبير مقدّما.
بعض المعلومات الإضافيّة؟
حاليا، يتم تطوير هذا المعيار في إطار المناقشات النشطة. ويمكنك العثور على المزيد من الأفكار حول معيار الاشتراك هذا في المعلومات التي نشرها جون غريفين (مساهم في مجال المواصفات). فضلا عن ذلك، كتب موقع شركة “كونسانسيس” بيانًا مدروسًا حول العديد من المشاكل مثل تقلب الأسعار والمناقشات حول اعتماد عقد جديد لكل اشتراك أو استخدام عقد مشترك.
المصدر: هاكرنون