ترجمة حفصة جودة
في كلّ مرة نركب الطائرة نضطر بشكل أساسي إلى التوقف عن عدم تصديق أن هذا الشيء الذي يصل وزنه إلى 80 ألف كيلوغرام مثل طائرة بوينغ 737-800 بإمكانه الطيران في الجو، يرجع الفضل في ذلك إلى عالم الرياضيات السويسري دانيال بيرنولي صاحب مبدأ بيرنولي الذي ينص على أن ضغط المائع يقل عندما تزداد سرعته، ولأن الهواء ينطبق عليه ما ينطبق على المائع، فإن أجنحة الطائرات صممت لينساب الهواء فوق الجناح بسرعة أكبر من الهواء تحته، وبذلك يصبح الضغط أقل فوق الجناح وأعلى تحته مما يؤدي إلى رفع الطائرة.
تقول الدراسات إن 6.5% من البشر مصابون برهاب الطيران أو قلق الطائرات، وهي حالة يتم علاجها باستخدام الأدوية المضادة للقلق والعلاج المعرفي السلوكي، وبالإضافة إلى عدم إيماننا بأن هذا الوحش المعدني يمكنه الطيران، فإن الناس لديهم مخاوف أخرى بشأنه.
الخرافة: من الممكن فتح باب الطائرة في أثناء الطيران مما يتسبب في إزالة الضغط
الحقيقة: عند الطيران على ارتفاع 30 ألف قدم يصبح ضغط الهواء خارج الطائرة منخفضًا للغاية، أما داخل الطائرة فإن الضغط حسب مجلة “Air and Space” يصبح مرتفعًا جدًا بمعدل 8 أرطال لكل بوصة مكعبة.
ونظرًا لأن أبواب الطائرة تفتح من الداخل، فإن فرق الضغط يجعل الأبواب محكمة الغلق ويتطلب فتحها قوة أكبر من القوة البشرية، لذا لا يمكن فتح أبواب الطائرة إلا عند هبوطها حيث يصبح الضغط داخلها متساويًا مع خارجها، كما أن طاقم الطائرة يحتاج قبل فتح الأبواب إلى إزالة شرائح الطوارئ التلقائية المدمجة في كل باب.
الخرافة: أقنعة الأكسجين لا توفر الأكسجين بالفعل
الحقيقة: إذا فقدت الطائرة الضغط عند وصولها للارتفاع المطلوب، فإن الركاب سيفقدون وعيهم خلال 45 ثانية وسيموتون خلال دقائق. لكن عند اكتشاف فقدان الضغط فإن أقنعة الأكسجين تعمل تلقائيًا وتوفر الأكسجين لمدة 12 دقيقة وهي كافية ليتمكّن الطيار من الهبوط إلى ارتفاع مناسب للتنفس.
الخرافة: إذا استخدمت هاتفك المحمول أو أي جهاز إلكتروني خلال إقلاع الطائرة أو هبوطها فإن ذلك سيتسبب في سقوط الطائرة.
الحقيقة: عندما تصرّ خطوط الطيران على إغلاق الهواتف والأجهزة المحمولة عند إقلاع وهبوط الطائرة أو تشغيلهم على وضع الطيران، فلا يرجع ذلك إلى تداخل الأجهزة مع نظام الملاحة الجوية، فكلاهما يعمل على ترددات مختلفة تمامًا، لكن السبب في ذلك أن خطوط الطيران تحتاج إلى أن تكون منتبهًا أثناء إقلاع وهبوط الطائرة وأن تستمع إلى تعليمات الأمان التي يقدمها مضيفو الرحلة، وهذا الحظر لم تقم به شركات الطيران بل كانت قرار لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية “FCC”.
الخرافة: تفرغ الطائرات مياه الصرف الصحي في المراحيض أثناء الطيران
الحقيقة: بعد استخدامك للمرحاض تذهب النفايات من المرحاض إلى حاوية تخزين محكمة الإغلاق في مؤخرة الطائرة، وعند هبوط الطائرة يتم التخلص من تلك النفايات في نظام صرف صحي أرضي.
الخرافة: إذا قمت بشطف المرحاض أثناء جلوسك فستلتصق بمقعد المرحاض.
الحقيقة: تصمم مراحيض الطائرات بنظام تفريغ مغلق، لكنه لا يمتلك قوة كافية لسحبك، فهي احتمالية ضعيفة للغاية.
الخرافة: هواء الطائرة يصيبك بالمرض
الحقيقة: يتعرض هواء الطائرة لإعادة تجديده مرة كل 3 دقائق ويذهب 60% منه إلى مرشحات جسيمات عالية الكفاءة، أما الـ40% الباقية فيتم استخدامها لتبريد أجهزة الحاسب في الطائرة والحمولة، هذه التنقية تعني أن هواء الطائرة ليس سيئًا ومثله مثل هواء الحافلات والقطارات.
الخرافة: يمكن للطائرة أن تطير مع طيّار واحد
الحقيقة: لا يمكن أن تقلع الطائرة بطيّار واحد، فهناك القبطان والضابط الأول أو الطيّار ومساعد الطيّار، وعادة ما يكون الطيار صاحب الأقدمية، إلا أن قيادة الطائرة تعتمد على كليهما، فمساعد الطيار يجلس أمام أحد مقعدي القيادة بينما يجلس الطيار على المقعد الآخر وربما يتبادلون المقاعد فيما بينهم.
الخرافة: يقوم الطيار الآلي بتشغيل الطائرة ولا يقوم الطيار ومساعده بأي عمل.
الحقيقة: قد يقوم الطيار الآلي بأداء بعض مهام الطيار والطيار المساعد، فهو يوفر المدخلات والدعم، لكن البشر من يتحكمون في الطائرة.
الخرافة: قد يتسبب البرق في إسقاط الطائرة
الحقيقة: عادة ما تتعرض الطائرات لصعق البرق طول الوقت، لكن ذلك لا يؤثر في أمان الطائرة، ورغم أن البرق قد يتلف نظام الطائرة، فعادة لا يكون كافيًا للإضرار بأمنها، فالطائرات مزوّدة بفتيل البرق في أجنحتها وذيلها الذي يساعد في تبديد الكهرباء الناتجة عن ضربات البرق.
الخرافة: قد يتحطم زجاج الطائرة ونقع خارجها
الحقيقة: رغم أنه أمر نادر الحدوث إلا أنه حدث بالفعل، ففي 17 من أبريل 2018، كانت الطائرة 1380 لخطوط طيران ساوث ويست متجهة من نيويورك إلى دالاس عندما اخترقت شظية من محرك طائرة نفاثة النافذة التي كان تجلس بجوارها المديرة التنفيذية لبنك فارجو، مما أدى لسحبها جزئيًا خارج الطائرة، ولم يصب أي شخص آخر في الطائرة بأذي، وكانت وفاتها هي الأولى من نوعها في تاريخ خطوط طيران ساوث ويست، وبعد شهر من تلك الحادثة، تعرض مساعد طيار في خطوط طيران سيتشوان إلى السحب خارج الطائرة بعد أن تحطم الزجاج الأمامي، ولحسن حظه تمكن من النجاة بعد الإصابة بعدة خدوش والتواء في المعصم.
الخرافة: هناك مكان لنوم طاقم الطائرة على متنها
الحقيقة: تحتوى بعض طائرات بوينغ 777 و787 على سلالم سرية تؤدي إلى غرف نوم بلا نوافذ تعرف باسم “مقصورة استراحة الطاقم”، وهي مصممة لكي يحصل طاقم الطائرة على الراحة وبعض النوم في الرحلات الطويلة.
يختلف حجم ومساحة تلك الغرف حسب نوع الطائرة، لكنها عادة ما تكون خلف مقصورة القيادة وتقع فوق مقاعد الدرجة الأولى، وفي طائرات بوينغ 777 هناك ما بين 6 إلى 10 أسرّة، وكذلك منطقة منفصلة للطيارين تضم سريرين ومقعدين وحمام.
إذا كنت لا تزال بحاجة لتهدئة أعصابك أثناء الطيران فيمكنك التفكير في شخصية جوي باتروني في فيلم “المطار” الذي صدر عام 1970.
المصدر: إنترستينج إنجنيرينج