ترجمة وتحرير: نون بوست
لقد شهدت قطنا صراعات إسرائيلية سورية تتكرر وتختفي؛ فقد كانت البلدة الواقعة في ريف دمشق نقطة انطلاق مهمة للقوات السورية في حربي 1967 و1973، وتجد نفسها اليوم على بعد 8 كيلومترات فقط من القوات الإسرائيلية المتوغلة.
بمجرد أن فرّ بشار الأسد من سوريا الأسبوع الماضي هربًا من تقدم الثوار المفاجئ، بدأ الجنود الإسرائيليون بالتحرك أيضًا.
أولاً، استولوا على المنطقة العازلة التي تديرها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان المحتلة، موَسِّعين سيطرتهم على المزيد من الهضبة السورية التي احتلوها منذ نصف قرن.
وانتشروا بعد ذلم في محافظة القنيطرة المجاورة لسوريا، قبل أن يزحفوا إلى الشمال الشرقي باتجاه دمشق، وتوقفوا خارج قطنا على بعد 25 كم من العاصمة.
ويقول عبد الله الشيخ، قائد الثوار الذي يشرف الآن على البلدة، إن الإسرائيليين لن يتقدموا أكثر من ذلك.
ويضيف الشيخ، في حديثه مع “ميدل إيست آي” من مكتبه الجديد في مبنى البلدية: “نرفض السماح لأي شخص بدخول سوريا”.
لقد أجبر توغل إسرائيل السوريين في المناطق خارج قطنا على الفرار إلى البلدة. ويقول الشيخ إن ذلك ترك الناس هنا في حالة من القلق والتوتر.
ويقول: “أرادت إسرائيل دخول المنطقة لكب تستمر الفوضى. ومن المحتمل أنها تريد أن تبقى سوريا ضعيفة”.
غير أن الثوار السوريين لديهم أولويات أخرى في الوقت الحالي، ويقول الشيخ: “نحن نعمل على إعادة بناء سوريا”.
لا يوجد عذر لإسرائيل للبقاء
أصبحت شوارع قطنا أهدأ قليلاً من المعتاد؛ حيث يقول السكان إن الناس يشعرون بالقلق من وجود الإسرائيليين في الجوار.
ويعتقد عبد الملك عبد الله، 18 سنة، أن البلدة لن تمسها إسرائيل، مضيفًا: “الثوار لا يفعلون شيئًا لأن سوريا لا تستطيع تحمل حرب أخرى”.
في مكان قريب، يبيع أحمد ويدا الفاكهة من عربة؛ حيث يتذكر الرجل الستيني حرب سوريا مع إسرائيل في سنة 1973، مشيرًا إلى الأماكن التي قصفها الإسرائيليون في ذلك الوقت، ويقول: “لو أرادت إسرائيل أن تكون هنا، لكانت هنا الآن”.
كل يوم، تقصف الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع في جميع أنحاء سوريا. من السفن في اللاذقية إلى الطائرات في دمشق؛ حيث تم إحراق العتاد العسكري السوري الذي أصبح الآن في أيدي الثوار، وكانت هناك أكثر من 600 غارة في أسبوع واحد.
وقال أحد الخبراء في الشأن السوري إن سوريا “أصبحت الآن دولة منزوعة السلاح بحكم الأمر الواقع”.
في قاعدة المزة الجوية، يملأ حطام الطائرات المقاتلة، والمروحيات، وأنظمة الصواريخ مدرج المطار.
ويحذر الثوار الذين يحرسون القاعدة من قضاء وقت طويل في البحث عنها. ويقول أحدهم: “لقد حل الظلام، لذا سيبدأ الإسرائيليون بالقصف قريبًا”.
وقال أحمد الشرع، أقوى قادة الثوار والذي كان يُعرف سابقًا باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، يوم الإثنين إن سوريا لن تدخل في حرب مع إسرائيل، وأضاف إن سوريا ليست “في وضع يسمح لها بشن حملة ضدها”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يعمل على تأمين حدود إسرائيل، لكن الجولاني أشار إلى أن القوات الإيرانية التي دعمت الأسد لم تعد موجودة في البلاد، لذلك لم يعد هناك أي عذر لإسرائيل للتواجد هناك.
وقد أدانت منظمة الدفاع المدني السوري، وهي منظمة بحث وإنقاذ معروفة باسم الخوذ البيضاء، الغارات الإسرائيلية، قائلة إنها “تقوض تطلعات السوريين لبناء دولة حرة وذات سيادة ومستقرة”.
ويقول الشيخ، القائد الذي أصبح الآن أعلى سلطة في مسقط رأسه، إن المجتمع الدولي يمكنه المساعدة في ذلك، “بما في ذلك من خلال إجبار إسرائيل على التوقف عن مهاجمة سوريا ومغادرتها”.
المصدر: ميدل إيست آي