قبل يومين، أطلق الفنان الإماراتي حسين الجسمي أغنية جديدة تحت عنوان “بشرة خير” يحث من خلالها المصريين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة والمقررة يومي 26 و 27 مايو الجاري.
وتقول كلمات الاغنية التي صورت على طريقة الفيديو كليب، “خَدِت إيه مصر بسكوتك.. ماتستخسرش فيها صوتك.. بتكتب بكرة بشروطك دي بشرة خير”.
وحصلت الأغنية على أكثر من 750 ألف مشاهدة خلال 24 ساعة على موقع “يوتيوب”. ويُظهر الكليب لقطات طريفة لمواطنين مصريين من مختلف المحافظات وهم يحملون لافتات تدعو للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.
دي #بشرة_خير .. وفي المصريين كل الخير
إهداء مني ل 82,196,587 مليون مصري .. داخل وخارج #أم_الدنيا http://t.co/DERtDjWmWa— Aljassmi حسين الجسمي (@7sainaljassmi) May 15, 2014
الأغنية لحنها “عمرو مصطفى”، والذي اشتهر بآراءه الغريبة. والطريفة في أكثر الأحيان، يُعد أحد أبرز “فلول” نظام مبارك في مصر، إذ دأب على إعلان تأييده له حتى بعد الإطاحة به في 2011.
في البداية، رغم أن الحدث حدث مصري خالص، وهي الانتخابات الرئاسية المصرية، إلا أن المغني كان إماراتيا، في مفارقة مثيرة للاهتمام. فبعد الدعم الإماراتي المعلن للانقلاب العسكري في 3 يوليو، وبعد الحملات المهينة التي أطلقها إماراتيون للتبرع للمصريين بالملابس القديمة أو الأغطية، يصل الهوس الإماراتي بالتدخل في الشؤون المصرية وفي اختيارات المصريين السياسية حدا جديدا شديد الفجاجة.
أحد المعلقين على تويتر وصف الأغنية بأنها “مسلسل هزيل لدعم الانقلاب”
https://twitter.com/ibrahim3abdalla/status/468002269036691456
كلمات الأغنية يمكن أن تُصنف على أنها متفائلة،، لكن نظرة أعمق على الواقع السياسي المصري تقول إن كلمات الأغنية ليست متفائلة، بل كاذبة!
عبدالفتاح السيسي، المرشح الرئاسي الذي أطاح بحكم الإخوان ليترشح، والذي نُفذت هذه الأغنية من أجله -بحسب ملحنها-، يستمر في الحديث عن عدم قدرته على فعل أي شيء للدولة المصرية، وأنه لن يكون قادرا على استغلال موارد مصر الطبيعية (لأنها غير موجودة أصلا)، ويتحدث إلى الإعلام الدولي فيخاطب الولايات المتحدة والغرب مستجديا مساعدات لتوظيف المصريين وتعليمهم.
وتستمر كلمات الأغنية في ذات السياق، تحقير ما يملكه المصريون، حيث أن المصريين -بحسب الأغنية- لم يتكلموا من قبل، وأنهم صمتوا طوال الأعوام الماضية، فيما يمثل قطيعة حقيقية بين الانتخابات المزمع إجراءها، والاستحقاقات الانتخابية التي أعقبت انتفاضة يناير.
فالأغنية تقول: لم يكن ما فعلته مفيدا من قبل، بل على العكس، أنت أصلا كنت صامتا! لذلك، فابدأ العهد الجديد وانتخب.
كلمات الأغنية ليست سوى البداية، فاللحن اتضح أنه لحن مسروق من ملحن مصري آخر، يُدعى محمد رحيم، وهو ما اشتهر به عمرو مصطفى حسبما قالت سلمى حمدين صباحي التي غمزته بذلك في ملاسنة بينهما على الفيس بوك ووصفته بأنه “محترف نحت ألحان” من زمان.
اللجن المبهج الذي غمر الكلمات، يُشعر المستمع أن تلك المدن والمحافظات التي يأتي ذكرها في الأغنية هي مدن ترفل في السعادة والنعيم، في حين أن سيناء، النوبة، السويس، المحلة، وبورسعيد على سبيل المثال لا الحصر، قد عانت على مدار السنوات الماضية من انتهاكات الشرطة والجيش والبطالة والانتهاكات ضد حقوق العمال وغياب التنمية وضعف البنية التحتية وانتشار الفساد، وهي عينة معبرة عن كامل القطر المصري.
أما فيديو الأغنية فقد حصل على نصيب الأسد من الانتقادات التي وُجهت للأغنية، إلى الحد الذي جعل الكاتب الصحفي جمال سلطان يطلق على الأغنية أنها تزور الواقع “تزويرا بدون احتراف”. فـ”الأغنية من أولها إلى آخرها راقصة ، الأغنية تقدم الشعب المصري كله وهو يرقص فرحا وابتهاجا وانشراحا ، بائع الخبز على الدراجة يرقص ، والفلاح فوق حماره يرقص ، والمرأة الريفية في حقلها ترقص ، والقهوجي يحمل الشاي يرقص وحتى العاطلون المتسكعون في الشوارع أو على الكباري يرقصون ، شيء مذهل ، وهي محاولة فجة للغاية لتصوير الشعب المصري كشعب مبتهج ويعيش في غاية السعادة والانشراح”
لكن الحقيقة أنك “في كل مكان في مصر تخالط فيه الناس الآن تجد الوجوه العابسة والمشاعر المحبطة والنفوس القلقة من قتامة صورة المستقبل والأجساد المنهكة من التعب والإرهاق وسوء المعيشة والنظرات الشاردة من ملايين الشباب العاطلين عن العمل والذين لا يرون أي بادرة أمل“ كتلك التي يراها الإماراتيون.
من ناحية أخرى، فإن الرقصات التي نُفذت في الأغنية، معظمها منقول بشكل جلي من الصرعات الأشهر في هذه الأيام، مثل أغنية Happy، إلى الحد الذي جعل بعض المعلقين على شبكات التواصل يشيرون إلى فقر الأغنية ومصممها وملحنها.
بعض الإماراتيين على تويتر علقوا على الأغنية مذكرين بمعتقلي الإمارات، التي تحتفظ بسجل سيء في الحريات وحقوق الإنسان.
#معتقلي_الإمارات و"بشرة خير في مصر" http://t.co/79jAOZ3Cun
— ALTHAWADI GROUP (@althawadi_group) May 18, 2014
وفي رد سريع على الأغنية، عدل معارضون مصريون في كليب الأغنية ليظهر معارضا للسيسي
بشرة خير.. النسخة الممنوعة from ali fazlallah on Vimeo.