في ثالث حوار متلفز لوزير الدفاع الأسبق، والمرشح الأوفر حظاً في انتخابات الرئاسة المصرية، نفى المشير عبد الفتاح السيسي، صحة ما يتردد عن سيطرة الجيش على نسبة كبيرة من الاقتصاد المصري.
الحوار الذي اشتركت في بثه 3 فضائيات مصرية حمل العديد من الرسائل، غير تلك التي أرسلها السيسي من قبل، منها أن “أن “الجيش يملك 2% من حجم الاقتصاد، وليس 60%” كما يردد البعض.
ومضى قائلا أن “الجيش ليس له دور في العمل بالقطاع الاقتصادي، إلا في الإطار الذي يحقق احتياجاته”، ناسفاً بذلك كل الحقائق التي تتحدث عن سيطرة الجيش بمنشآته ومشاريعه ومصانعه على الاقتصاد.
ومضى السيسي بقوله أن “الجيش يقوم بتمويل العمليات في سيناء والحدود الكاملة، سواء الغربية مع ليبيا، أو الجنوبية مع السودان، أو البحرية، ويتكلف ذلك مليار جنيه شهريا -حوالي 140 مليون دولار أمريكي-“.
وأضاف قائلا أن نحو 300 شركة تعمل مع الجيش، ويعمل معها حوالي مليون مواطن، مشددا على أن الجيش يعمل ضمن مؤسسات الدولة، ولا يمثل “اقتصادا موازيا للدولة”.
وعن دور الجيش في حال وصول السيسي للرئاسة أجاب أن “الجيش لا يحكم.. كيف نتصور أن الجيش يحكم مصر، هو فقط يحمي مهما كان من يأتي في مؤسسة الرئاسة”.
ووعد السيسي في هذا الإطار بألا تزيد نسبة مشاركة العسكريين في المناصب المدنية بالدولة.
وعن المساعدات المالية لمصر من بعد الانقلاب العسكري، شبه السيسي المساعدات الخليجية لمصر بخطة “مارشال التي أنقذت أوروبا” بعد الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945).
الإعلامي وائل الأبراشي رد على السيسي بقوله أن هذه المساعدات تعتبر “تسولاً”، فأجبه السيسي: “لن أسمح لك بأن تقول ذلك.. لا يوجد شيء اسمه تسول في العلاقات بين الدول”.
وكان كل من السعودية والإمارات والكويت قد سارعت لتقديم مساعدات مالية وبترولية لمصر عقب 3 يوليو الماضي، حين أطاح وزير الدفاع القائد العام للجيش آنذاك، السيسي، بالرئيس حينها محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، أول رئيس مدني منتخب منذ إعلان الجمهورية في مصر عام 1953.
وفي تصريح غريب من نوعه، قال السيسي أن الرئيس المعزول محمد مرسي كان “يخاف من صوت الطائرات”.
جاء ذلك رداً على سؤال حول مدى التخوف من استهداف قادة الجيش الذين حضروا خطاب مرسي في 26 يونيو فيما يشبه “مذبحة القلعة”، قال السيسي أن مرسي و”جماعة الإخوان، لم تمتلك في يوم من الأيام القدرة على إلحاق الأذى بالمصريين”، مضيفاً: “مين اللى يعمل مذبحة القلعة لقادة الجيش !! .. مرسي كان بيخاف من صوت الطائرات”.
ومذبحة القلعة، أومذبحة المماليك هي واقعة شهيرة في التاريخ المصري دبرها محمد علي باشا للتخلص من أعدائه المماليك يوم 1 مارس لعام 1811 ميلادية.
وأضاف السيسي أنه حضر الخطاب الأخير لمرسي في مركز المؤتمرات بمدينة نصر، شرقي القاهرة، يوم 26 يونيو الماضي، هو وقيادات المؤسسة العسكرية، للاستماع لـ”حلول للأزمة السياسية التي تعيشها مصر”، لكنه وجد حوارا موجها لأنصاره، مشيرا إلى أنه “كان هناك تخوفا على حياة القادة الحاضرين للخطاب، ولذلك تم وضع خطط لتأمينهم خلال وجودهم بالقاعة”.
وفي معرض رده على سؤال حول تعليقه على مقوله يردهها المرشح المنافس له في السباق حمدين صباحي وهي أن “السيسي كان يؤدي التحية العسكرية لمرسي، في الوقت الذي كان هو ينتقد مرسي”، أجاب السيسي: “تحيتي العسكرية لمرسي كانت انضباطا عسكرياً.. والانضباط قيم لا بد من احترامها “.
وكان السيسي قد وجه العديد من الرسائل من قبل في لقاءاته التلفزيونية، منها أن برنامجه الانتخابي قابل للتحقيق، ولكنه “يحتاج إلى جهد مضن من الجميع من أجل تحقيق مستقبل أفضل كما أنه “لن يكون هناك وجود لجماعة الإخوان المسلمين في عهده بعد أن انتهت الجماعة في مصر”، متابعًا أن ذلك تم “برأي المصريين وليست المشكلة شخصية معه”.
كما رفض السيسي مصطلح “العسكر”، وقال بلهجة حاسمة لمحاوره إبراهيم عيسى : “لن أسمح لك أن تقول هذا اللفظ مرة أخرى”.
وكان السيسي قد قال في وقت سابق عن حكمه لمصر :”لا استطيع أن أحترم نفسي أو احترم إرادة المصريين وأقوم بعمل خطة للاستيلاء على الحكم في مصر، لكن بيان 3 يوليو كان واضحًا جدًا حيث قلت إن رئيس المحكمة الدستورية العليا هو الرئيس المؤقت لمصر دون تدخل من أحد، وقلت بعدها احترام إرادة المصريين أشرف لي من تولي الحكم”.
ويواجه السيسي في الانتخابات الرئاسية السياسي الناصري، حمدين صباحي، في الانتخابات التي تنتهي حملاتها في الـ 23 من الشهر الجاري، ليقترع الناخبون داخل مصر في 26 و 27 من الشهر ذاته، بينما ينتهي التصويت خارج مصر يوم غد 20 من مايو.
وهذه الانتخابات هي إحدى خطوات خارطة الطريق الانتقالية، التي أعلنها الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، يوم 8 يوليوالماضي، وتشمل أيضا تعديلات دستورية (قرت في استفتاء شعبي في يناير الماضي، وانتخابات برلمانية لم يحدد موعدها بعد.