ترجمة حفصة جودة
منحت السلطات الصينية في معسكرات “إعادة التأهيل” بمنطقة شينجيانغ الإيغورية ذاتية الحكم شمال غرب الصين “XUAR” المعتقلين ساعة للبكاء مرة كل أسبوعين، وفقًا لشهادة امرأة شابة من الكازاخ كانت محتجزة من قبل في أحد تلك المعسكرات.
احتجزت السلطات في شينجيانغ منذ أبريل 2017 نحو 1.5 مليون مسلم من الإيغور وأقليات عرقية مسلمة أخرى بتهمة اعتناق “آراء دينية حادة” وأفكار “غير صحيحة سياسيًا”، وترى الصين أن تلك المعسكرات أداة فعالة لحماية البلاد من الإرهاب وتوفير التدريب المهني لتلك الأقليات.
وأوضحت تقارير راديو آسيا الحر وغيره من المنظمات الإعلامية أن المعتقلين في تلك المعسكرات محتجزين بغير إرادتهم ويخضغون للتلقين السياسي ويواجهون بشكل مستمر معاملة قاسية على أيدي المشرفين ويتعرضون لسوء تغذية وظروف صحية سيئة في تلك المرافق المكتظة دائمًا.
تقول غوزير أولكانكيزي – امرأة كازاخية كانت محتجزة في معسكر دونغميل لإعادة التأهيل في منطقة غولجا ذاتية الحكم منذ يوليو 2017 وحتى أكتوبر 2018 – إن المعتقلين يحصلون على “جلسة بكاء” مرة كل أسبوعين للتعامل مع ضغط الدراسة السياسية.
تقول أولكانكيزي – التي تعيش الآن في المنفى بمدينة ألماتي بدولة كازاخستان المجاورة -: “يقولون لنا “الآن يمكنكم البكاء”، لكن إذا بكينا في أي وقت آخر نشعر فيه أننا بحاجة للبكاء فإننا نتعرض للانتقاد والتهديد بالنقل إلى معكسر آخر”.
وتضيف: “عندما نشعر بالحزن وأننا بحاجة للبكاء يقولون لنا لا يمكنكم البكاء الآن، يمكنكم البكاء في الساعة المحددة لكم، وعندما تحين ساعة البكاء يصرخون فينا قائلين (ابكوا الآن)”.
يُجبر المعتقلون على المشاركة في الدراسات السياسية لمدة 14 ساعة
تقول أولكانكيزي إن السلطات خصصت تلك الساعة للبكاء لأنها تعلم بمعاناتنا، لكن حتى عند السماح للمعتقلين بالبكاء والتعبير عن مشاعرهم فيجب أن يحدث ذلك بهدوء في أثناء مراقبة مسؤولي المعسكر.
“إنهم يجلسون لمراقبتنا” وتضيف أن كل فصل يراقبه 5 معلمين و2 من ضباط الشرطة، ويهدد مراقبو الفصل المعتقلين بالضرب بالعصي الكهربائية والإيذاء اللفظي إذا بكوا خارج الوقت المسموح لهم.
كانت أولكانكيزي تذرف الكثير من الدموع بسبب معاناتها في التعامل مع ظروف المعسكر لكنها كانت نادرًا ما تبكي في “جلسة البكاء”، حيث تقول: “عندما كانوا يخبرونني أن أبكي لم أكن أستطيع، لم تكن تأتيني الدموع وكنت أشعر بالمهانة الشديدة”.
يصطحب ضباط الشرطة المسلحين المعتقلين من مهاجع النوم إلى الغرف الدراسية، حيث يُجبرون على المشاركة في الدراسات السياسية لمدة 14 ساعة ويحصلون خلالها على استراحتين فقط للذهاب إلى المرحاض ومدة الاستراحة دقيقتين فقط.
في بعض الأحيان يحصل المعتقلون على استراحة أخرى قصيرة أو استراحتين من الدراسة لكنهم يضطرون للبقاء داخل الفصل، وهناك أيضًا يتناولون الوجبات الثلاثة المخصصة لهم.
اعتقال أكثر من مليون من الإيغور يعد من أخطر انتهاكات حقوق الإنسان في العالم اليوم
بعد الانتهاء من الدراسة يصطحبهم الضباط مرة أخرى إلى المهجع حيث يجبرونهم على دراسة لغة الماندراين الصينية قبل السماح لهم بالنوم، وليس مسموحًا للمعتقلين بالتحدث مع بعضهم البعض في أثناء الدراسة حتى لو كان لديهم أسئلة بخصوص العمل، وليس مسموحًا لهم بالحديث في المهجع أيضًا الذي يحتوي على كاميرات للمراقبة طوال الوقت، بالإضافة إلى وجود مشرف لمراقبتهم خلال الليل.
شبكة المخيم
يقول أدريان زينز المحاضر في طرق البحث الاجتماعي بالمدرسة الأوروبية للثقافة واللاهوت في ألمانيا، إن عدد المعتقلين البالغ 1.5 مليون معتقل يعني أن 1 من كل 6 مسلمين بالغين في منطقة شينجيانغ معتقل وذلك بعد تخفيض الرقم إلى 1.1 مليون معتقل.
أما مايكل كوزاك رئيس مكتب حقوق الإنسان والديمقراطية في وزارة الخارجية فيقول – في إشارة واضحة لسياسات هتلر في ألمانية وستالين في الاتحاد السوفيتي – إن الناس لم يعتادوا مشاهدة مثل هذه الأفعال منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وقال إن اعتقال أكثر من مليون من الإيغور يعد من أخطر انتهاكات حقوق الإنسان في العالم اليوم.
في نوفمبر 2018 قال سكوت بوسبي نائب مساعد وزير الخارجية في مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في وزارة الخارجية الأمريكية إن هناك على الأقل 800 ألف وربما يصل الرقم إلى مليونين من الإيغور والأقليات الأخرى معتقلين في معكسرات إعادة تأهيل في شينجيانغ دون توجيه أي تهمة لهم، وذلك نقلًا عن المخابرات الأمريكية.
وتعليقًا على المؤتمر الصحفي الذي عقد في البنتاغون يوم 3 من مايو وأثار غضب بكين، يقول راندال شريفير مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الأمنية في منطقة المحيط الهادي إن الحزب الشيوعي في الصين يستخدم القوات الأمنية لسجن مسلمي الصين في معكسرات إعادة التأهيل.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ في مؤتمر صحفي يوم 6 من مايو إن الصين تعرب عن استيائها ومعارضتها الشديدة لتعليقات شريفير ووصفها بأنها لا تمت للحقائق بصلة تمامًا.
المصدر: راديو آسيا الحر