حالة من الترقب تسود الأوساط الشعبية في قطاع غزة، مع تزايد المؤشرات على قرب الوصول إلى تهدئة في قطاع غزة. خلف أقمشة الخيام المهترئة ومخيمات النازحين المكتظة، يعيش السكان حالة من التناقض بين الأمل والخوف؛ أمل في عودة الحياة الطبيعية، ولو بشكل مؤقت، وخوف من أن تكون هذه الهدنة مجرد استراحة قصيرة تسبق تصعيدًا جديدًا.
على وجوه النازحين نظرات تساؤل لا تجدُ إجابة، وفي قلوب الآباء قلق على مستقبل عائلاتهم. وسط كل هذا الدمار، يبني سكان غزة أحلامًا بسيطة: العودة إلى منازلهم، إصلاح ما تبقى من حياتهم، والبحث عن لحظات سلام تضمّد الجراح المفتوحة. ومع ترقب الإعلان عن أي تهدئة، يخطط الناس ليومٍ قد يتيح لهم التنفُّس من جديد، حتى وإن كان ذلك بين هدنة وحرب.
المشهد في ظل الصفقة المنتظرة
وسط الزخم الإخباري المحيط بالمفاوضات الجارية حول صفقة مرتقبة في غزة، يغيب الوضوح حول كثير من التفاصيل الجوهرية المتعلقة بحياة السكان ومستقبلهم، ففي حين تتركز معظم الأخبار على عناوين بارزة تتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح العشرات من الأسرى الإسرائيليين، يتضاءل الاهتمام الإعلامي بالمسائل الإنسانية الحاسمة المرتبطة بمعاناة أكثر من مليون نازح فقدوا منازلهم وأحياءهم.
تشير المعطيات الحالية إلى أن الاتفاق المتوقع يشمل مرحلة أولى توصف بأنها “المرحلة الإنسانية”، تمتد إلى نحو 60 يومًا، دون انسحاب إسرائيلي كامل من أراضي قطاع غزة، وتقتصر الترتيبات المعلنة على إعادة انتشار وتموضع القوات الإسرائيلية، بما يشمل انسحابًا جزئيًا من محور صلاح الدين الحدودي (فيلادلفيا)، مع استمرار سيطرة إسرائيلية صارمة عبر وجود مراقبين دوليين وفرض فيتو إسرائيلي على قوائم المسافرين عبر المعبر، كما ستبقى قوات الاحتلال متمركزة في محور نيتساريم، الذي يقسم القطاع إلى شمال وجنوب.
ما يغيب بشكل لافت هو أي ذكر لآلية واضحة لعودة النازحين إلى مساكنهم، أو حتى خطط للإغاثة الأولية لأولئك الذين فقدوا منازلهم بالكامل. وبينما يأمل السكان في أن تجلب الصفقة المنتظرة بعض مظاهر الاستقرار والهدوء بعد أكثر من 440 يومًا من القصف والدمار، فإن القلوب لا تزال متعلقة بالإجابة عن أسئلة مصيرية: كيف سيتم التعامل مع الأحياء السكنية التي دُمّرت تمامًا؟ وهل سيتحول الواقع إلى قبول دولي وإقليمي بخطط الاحتلال لإبقاء هذه المناطق “مناطق عازلة” خالية من السكان؟
تفاصيل غائبة وأسئلة بلا إجابات
في ظل التحركات السياسية والمفاوضات المستمرة، يبقى مصير العديد من المناطق السكنية في قطاع غزة مجهولًا، ما يزيد من قلق السكان الذين دُمّرت منازلهم أو أُجبروا على النزوح، ومع ضبابية الترتيبات القادمة تعيش آلاف العائلات في حالة من الترقب الممزوج بالقلق، متسائلة عن مستقبلها ومتى يمكنها العودة إلى أراضيها ومنازلها التي باتت تحت الأنقاض أو ضمن المناطق العازلة.
رائد أبو طه، أحد سكان حي البرازيل في مدينة رفح، يروي بحسرة مصير عائلته الكبيرة، التي تعدّ واحدة من أكبر عائلات المدينة، ويقول: “لقد أصبح مصير منازلنا في عداد المجهول، بعد أن تم تدميرها بالكامل في سياق أعمال الاحتلال العسكرية لتوسيع المنطقة العازلة على طول محور صلاح الدين (فيلادلفيا). لقد تم تعبيد الطريق وإنشاء مناطق عازلة على أنقاض بيوتنا. حتى إن عاد سكان رفح يومًا إلى مساكنهم، لا أعتقد أننا سنجد مكانًا حتى لإقامة خيمة على أرضنا. هذا المصير المبهم يشغل تفكيرنا بشكل دائم، فهل نحن أمام تشريد مفتوح إلى أجل غير مسمّى؟”.
في مدينة بيت حانون شمال القطاع، تتكرر هذه المخاوف بشكل مختلف. غسان زيناتي، أحد سكان المدينة، رفض النزوح لفترة طويلة، وظل يتنقل بين الأحياء الشمالية رغم القصف والتدمير، لكنه أُجبر في النهاية على مغادرة شمال غزة إلى مدينة غزة بالقوة خلال العملية العسكرية الأخيرة.
يقول غسان: “لم نعد نعلم ما إذا كانت قوات الاحتلال ستبقى في شمال القطاع أو تنسحب. هذا الأمر يمثل أكبر مخاوفنا. لا يهمنا أن بيوتنا أصبحت حطامًا، نحن مستعدون لإعادة بناء كل شيء من الصفر. ما يهمنا هو أن تعود الأرض لأصحابها، وأن تعود بيت حانون خضراء ومزدهرة كما كانت. المهم أن ينسحب الاحتلال من شمال القطاع، فبقاؤه يعني أن حلم العودة سيتحول إلى سراب”.
المصير نفسه يلاحق سكان المناطق المحيطة بمحور نيتساريم، الذي يفصل قطاع غزة إلى شمال وجنوب، حيث كانت تجمعات سكنية مثل أبراج حي تل الهوى شمال نيتساريم وأبراج الزهراء جنوبه، تضم آلاف العائلات التي باتت اليوم ضمن قوائم النازحين، دون أي وضوح حول مستقبلهم.
ومع تأجيل أي خطوة للانسحاب الإسرائيلي من محور نيتساريم، يستمر الحكم ببقاء هؤلاء النازحين في وضعهم الحالي، وسط تخوفات من أن يتحول هذا التواجد العسكري الإسرائيلي إلى أمر واقع دائم.
هذا الغموض يزيد من أعباء السكان الذين، رغم كل الخسائر، لا يزالون متمسكين بأمل العودة، لكن هذا الأمل يواجه واقعًا مقلقًا مع غياب أي حديث واضح في الاتفاقات القادمة عن مصير المناطق العازلة، وإمكانية إعادة النازحين إلى بيوتهم.
المهم أن يتوقف نزيف الدماء الآن
وسط الدمار الشامل الذي اجتاح قطاع غزة خلال أكثر من 440 يومًا من القصف المتواصل، أصبحت الأحاديث عن أي هدنة مرتقبة تحمل أملًا بسيطًا لسكان القطاع بوقف نزيف الدماء المستمر.
قد لا تكون الهدنة القادمة هي الحل النهائي للأزمة، وقد لا تضمن عودة النازحين إلى منازلهم أو معالجة الدمار الذي طال البنية التحتية والمجتمعات السكنية، لكن بالنسبة إلى سكان غزة، فإن الأولوية الآن هي أن تتوقف الحرب ولو مؤقتًا، وأن يحصل الناس على فسحة من الوقت يلتقطون فيها أنفاسهم.
أم العبد السلطان، وهي أم لـ 4 أطفال، نازحة في إحدى المدارس التي تحولت إلى مأوى، تقول: “لا نبحث عن الرفاهية الآن، نريد فقط أن تتوقف هذه الكارثة، أن يعود الأطفال للنوم دون أن تهزهم الانفجارات، وأن يتوقف الخوف الذي يسكننا ليلًا ونهارًا. لو كانت هذه الهدنة ستمنحنا ساعات قليلة من السكينة، فهي نعمة كبيرة بعد كل هذا الدمار”.
بالنسبة إلى الكثيرين، مثل أبو خليل الذي فقد منزله في حي الشجاعية، فإن الهدف الأساسي الآن هو إنقاذ ما تبقى من الأرواح، فيقول: “المنازل تُبنى من جديد، لكن الأرواح التي تُزهق لا تعود. المهم أن يتوقف هذا النزيف الآن. لا نريد أن نرى مزيدًا من الجنازات، ولا نريد أن نخسر المزيد من أطفالنا. هذه الحرب سرقت منا كل شيء”.
بينما تختلف آراء الناس حول الهدنة وشكلها المتوقع، فإن الإجماع الواضح بين السكان هو أن الحرب يجب أن تتوقف، ولو لوقت قصير. بالنسبة إلى الغزيين، فإن مجرد التوقف المؤقت يعني إمكانية إعادة ترتيب الأولويات، معالجة الجراح، وربما الأهم استعادة شيء من الإنسانية التي اختطفها دمار الحرب.
التخوف من الغدر الإسرائيلي
تتباين الآراء بين المواطنين بشأن فكرة المرحلية، بين من يراها خطوة مؤقتة محفوفة بالمخاطر، ومن يعتقد أنها بداية لمسار قد يضمن استقرارًا طويل الأمد. ومع تصاعد الحديث عن المرحلة الأولى من الاتفاق التي توصف بأنها “مرحلة إنسانية”، تتزايد المخاوف من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لغدر إسرائيلي جديد.
أبو العبد الفصيح، أحد سكان حي الشيخ رضوان، يعبّر عن قلقه من نوايا الاحتلال، مؤكدًا أن الحديث عن هدنة مؤقتة لا يمكن الوثوق به، فيقول: “الاحتلال لا يعرف إلا الغدر. الحديث عن مراحل مؤقتة ما هو إلا شكل من أشكال التلاعب، هدفه الأساسي تخفيف الضغط عليه واسترداد أسراه، ثم العودة لاستكمال مخططاته العدوانية في قطاع غزة. نحن نبحث عن حل نهائي، لأن الاحتلال إذا لم يتم وقفه بشكل كامل، سيواصل العمل على تنفيذ خطط بعيدة المدى لإضعاف القطاع أكثر فأكثر”.
على الجانب الآخر، يرى الأستاذ محمد عطالله أن هذه المخاوف مبالغ فيها، معبّرًا عن اعتقاده بأن المرحلة المؤقتة ستكون مدخلًا لمسار أكبر يضمن هدنة طويلة الأمد. يوضح عطالله: “الظروف الدولية والإقليمية أصبحت مهيَّأة الآن للضغط على الاحتلال لإنهاء الحرب، خصوصًا أن إسرائيل لم يعد لديها أهداف عسكرية حقيقية في قطاع غزة. لقد حقق نتنياهو ما كان يريده: تحسين مكانته السياسية وتعزيز شعبيته لدى الناخبين، خصوصًا بعد استعادة جزء من ثقة الجمهور الإسرائيلي. هذه الهدنة قد تكون بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار”.
هذا الرأي يتوافق معه محمد خضر، الذي يشدد على أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على التمسك بخطوطها الحمراء طيلة العدوان المستمر منذ أكثر من 14 شهرًا، فيقول: “من غير المنطقي أن تعطي المقاومة الآن تنازلات تمسّ مبادئها الأساسية. لقد نجحت المقاومة في إفشال معظم أهداف الاحتلال، خاصة تلك المرتبطة بإعادة تشكيل المجتمع الفلسطيني في غزة. الهدنة الحالية، حتى وإن كانت إنسانية الطابع، هي بالتأكيد جزء من تفاهم أوسع لإنهاء العدوان بشكل كامل”.
رغم هذا التفاؤل، يبقى التخوف لدى شريحة واسعة من سكان غزة بأن تكون هذه الهدنة مجرد فرصة لـ”إسرائيل” لإعادة ترتيب أوراقها، ومن ثم العودة لشنّ هجمات جديدة. بالنسبة إليهم، فإن تجارب الماضي مع الاحتلال الإسرائيلي تؤكد أنه لا يمكن الوثوق بنواياه، وأن أي هدنة قد تكون مقدمة لمخططات عدوانية جديدة.
خصوصًا أن الهدنة السابقة التي انتهت مطلع ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، قد شكلت بوابة لتصعيد غير مسبوق من العدوان الإسرائيلي ومجازر لم تتوقف حتى الآن، ومع ذلك إن الأمل في وقف نزيف الدماء ولو مؤقتًا يظل الدافع الأكبر للكثيرين لتقبُّل هذه الهدنة، وسط ترقُّب لما قد تحمله الأيام القادمة.
فرصة لضبط الأمن ووضع حدّ للمجاعة
تتوالى فصول المعاناة التي تفاقمت مع استمرار العدوان الإسرائيلي الذي استهدف كل مظاهر الحياة، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والأهلية، ما ساهم في خلق بيئة من الفوضى تُضاف إلى المآسي الإنسانية اليومية.
الاحتلال لم يكتفِ بالتدمير الممنهج، بل استثمر في تفكيك النسيج الاجتماعي عبر التواطؤ مع مجموعات من البلطجية واللصوص الذين يعتدون على قوافل المساعدات الإنسانية، ويسلبون محتوياتها، في استكمال لسياسة الحصار والتجويع التي تستهدف أهالي القطاع.
المحامي وسيم خالد يشدد على أن المرحلة القادمة قد تمثل فرصة لإعادة ضبط الأمن في القطاع، فيقول: “إن هذه فرصة لإعادة الشعور بالأمان الشخصي، والقضاء على بؤر اللصوص وقُطاع الطرق المتعاونين مع الاحتلال. إن استعادة الأمن ستعني حماية قوافل المساعدات من السلب، وتخفيف الأزمة الإنسانية بشكل ملموس. لقد شهدنا في الآونة الأخيرة استهدافًا إسرائيليًا مباشرًا لعناصر الأمن والشرطة، ما أدّى إلى ترك شاحنات المساعدات عرضة للنهب، وهو أمر يجب أن يتوقف فورًا”.
التقارير الدولية تسلط الضوء على أزمة الجوع الحاّدة التي يعاني منها سكان غزة، فوفقًا للمؤسسات الأممية إن 96% من سكان غزة، أي حوالي 2.1 مليون شخص، يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، ما يجعل خطر المجاعة أمرًا حقيقيًا، قد يستمر حتى أواخر عام 2024 إذا لم يتم تداركه. ومع استمرار القيود المفروضة على الوصول الإنساني، تصبح التحديات أكثر تعقيدًا.
أبو العبد الفصيح يرى أن الحل الإنساني هو الأولوية المطلقة رغم التخوفات من الغدر الإسرائيلي، فيقول: “العنوان الرئيسي اليوم هو تخفيف الأزمات الإنسانية. لقد أصبح الموت يلاحقنا بأشكال متعددة، ليس فقط عبر القتل، بل أيضًا عبر الجوع وانعدام الأساسيات. ورغم الخوف من نوايا الاحتلال، إلا أن الحاجة الملحّة تجعلنا ننظر إلى الجانب الممتلئ من الكأس. إيقاف شبح المجاعة الذي يتفشى في شمال وجنوب القطاع، وتنظيم العمل الإغاثي، وزيادة عدد شاحنات المساعدات لتتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية، هو أمر لا يحتمل التأجيل. الواقع الذي نعيشه اليوم كارثي لدرجة أن الكلمات تعجز عن وصفه”.
مع وصول الأزمة الإنسانية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، فإن التحدي الآن يكمن في تحقيق هدنة تضمن إيصال المساعدات إلى مستحقيها دون عوائق، وضبط الأمن لمنع الاعتداءات على القوافل، وإعادة الأمل لسكان القطاع الذين يواجهون الموت يوميًا بأشكال مختلفة، فبين الحاجة الملحّة لتخفيف المعاناة والخوف من استمرار العدوان الإسرائيلي، يبقى السكان عالقين في انتظار حل يعيد إليهم الأمن والكرامة.
صمود في وجه المجهول
وسط تعقيدات المشهد في قطاع غزة، والمصير الغامض للعديد من الملفات العالقة نتيجة حرب الإبادة الأطول والأكثر دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني، يظل الأمل شعاعًا لا يغيب عن قلوب أهالي القطاع. هذا الأمل يعكس الطبيعة الاستثنائية لشعب صمد في وجه كل محاولات الاحتلال للتهجير، وأفشل خططه لإعادة رسم واقع القطاع سياسيًا وديموغرافيًا.
صدّق ما تراه عيناك.. قرر صاحب الشقة دهان منزله الذي أحرقته قذائف الاحتلال في غزة.
أتظنوننا نُهزم؟ ولو أسقطوا كل قنابل الأرض.. لن نُهزم.#غزة pic.twitter.com/R0GtnjNfF5
— mohammed haniya (@mohammedhaniya) April 27, 2024
رغم الدمار والخسائر، تظهر ملامح التمسك بالحياة في كل زاوية. مئات الآلاف من الطلاب الذين حُرموا من الفصول الدراسية بفعل الحرب، عادوا للدراسة رغم كل الصعوبات، معتمدين على التعليم الإلكتروني في ظل شحّ الكهرباء وضعف الإنترنت. هذا الإصرار يعكس طموح الأجيال القادمة ورغبتها في بناء مستقبل مشرق، رافضة أن تُسلب منها فرصة التعلم والنهوض بمجتمعها.
الأمل لا يقتصر على من بقيَ في غزة، فأولئك الذين سافروا بسبب آلة الحرب، يحملون حلم العودة والالتئام مع عائلاتهم. يتابعون عن كثب التطورات المتعلقة بمعبر رفح، آملين أن تكون الهدنة المنتظرة بداية لفرصة حقيقية للعودة إلى ديارهم، ومشاركة أهلهم في لملمة الجراح وإعادة بناء ما تهدم.
تُشكل الهدنة المرتقبة بارقة أمل للجميع، كأنها استراحة من الألم المستمر، وفرصة لإيقاف نزيف الدماء وبدء فصل جديد، رغم كل التحديات المرتبطة بإعادة الإعمار وتأمين الحياة الكريمة. أهالي غزة، الذين اعتادوا مواجهة الصعاب بعزيمة لا تلين، يرون في هذا الأمل حافزًا للمضيّ قدمًا، لإعادة بناء مدنهم ومخيماتهم، وإحياء روح الحياة التي حاول الاحتلال طمسها.